قطاع الثقافة يحظى باهتمام قيادة الدولة الثورية والسياسية وتلقينا وعوداً نهائية ومطلقة بالدعم والرعاية
نائب وزير الثقافة الأستاذ محمد حيدرة:قريباً .. نهضة واسعة في مختلف المجالات الإبداعية
أكد الأستاذ محمد حيدرة نائب وزير الثقافة أن العام الجديد سيشهد نهضة ثقافية واسعة في مختلف المجالات الإبداعية والأدبية والفنية، مشيراً إلى أن الوزارة قد وضعت خطة استراتيجية تحوي العديد من المصفوفات والمحاور سيتم العمل عليها خلال العام الجديد 2020م.
وأوضح في لقاء أجريناه معه لصحيفة “الثورة” أن قطاع الثقافة يحظى باهتمام كبير من قبل قيادة الدولة الثورية والسياسية وأن هناك وعوداً نهائية ومطلقة بالدعم والمساندة لتفعيل أنشطة الوزارة وتنفيذ خطتها في مختلف المحاور.
وتطرق خلال حديثه إلى تفاصيل الخطة التي ستشمل إقامة معارض للفنون التشكيلية ومعارض للكتاب، وإعادة افتتاح المتاحف الوطنية وتنفيذ مشروع فهرسة المخطوطات، وافتتاح مراكز التدريب للتراث والمشغولات الحرفية، داعياً كافة الأطياف من الفعاليات الفنية والثقافية إلى التعاون والتكاتف وتوحيد الجهود في هذه المرحلة لرسم صورة فنية رائعة تعكس حضارتنا وقضيتنا، فإلى تفاصيل اللقاء:
لقاء/ خليل المعلمي
نهضة ثقافية واسعة
بداية ما الذي يحمله العام الجديد 2020 للثقافة وللمبدعين، وما هي خطة الوزارة تجاه ذلك؟
– لقد شرعنا مع بداية العام الجديد في إعداد خطة استراتيجية شاملة لوزارة الثقافة للقيام بنهضة ثقافية واسعة، هذه النهضة الثقافية ستشمل العديد من المجالات، وتم تقسيم عناصر الخطة إلى العديد من المصفوفات، وتتضمن كل مصفوفة عدة محاور.
في مجال الفنون الشعبية والتي تضم الفلكلور والزامل والأناشيد الوطنية والشعبية والأهازيج والبالات، حرصنا في خطتنا لهذا العام من إعادة الاهتمام بهذه الفنون والتي تم إهمالها فترة من الزمن وقد يؤدي الاستمرار في إهمالها إلى اندثارها، وآن الأوان أن تعود إلى الواجهة لما لها من أثر كبير في إعادة إحياء الموروث الشعبي الذي هو أساس الحفاظ على الهوية اليمنية.
والمحور الثاني هو الفنون التشكيلية الذي نحن عازمون على إحيائه بكافة أنواعه، وقد حرصنا في بداية هذا العام على تنظيم معرض للفنون التشكيلية لـ54 فنانة وفنان تشكيلي من مختلف مناطق الجمهورية، وهذه تعتبر باكورة عمل أنشطة الوزارة، كما سيشهد العام إقامة معارض للفنون التشكيلية بكافة أنواعها، بما فيها النحت والرسم على الرمل وعلى الفحم وجميع أنواع الفنون التشكيلية التي هي غائبة عن الساحة.
إضافة إلى الفنون التشكيلية أيضاً لدينا الجانب الإبداعي والفكري ويتمثل في النص والرواية المسرح والسينما أيضاً وكذا مجال الشعر وهذه الفنون سيتم إقامة العديد من المهرجانات الخاصة بها، على خشبة المركز الثقافي، كما سيتم تفعيل نشاط المسرح المتنقل.
أما ما يتعلق بإعادة ترميم وتأهيل البنية التحتية للوزارة والتي شهدت ركوداً خلال الفترة الماضية تستدعي منا في الوزارة أن نضع اللبنات الأولى التي تساعد على القيام بأعمال فنية رائدة، من ضمن هذه المشاريع إعادة ترميم المناطق التي ستقام عليها هذه الفعاليات مثل المراكز الثقافية في مختلف المحافظات وبيوت الثقافة.
وهناك محور مهم جداً سنتحرك فيه وهو المحافظة على المدن التاريخية فبلادنا تزخر بالكثير من المدن التاريخية في مختلف المحافظات، أو الأماكن التي هي ضمن التراث العالمي ومنها مدينة صنعاء القديمة وزبيد وشبام حضرموت، وسنعمل من خلال الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية على إدراج مواقع جديدة ضمن التراث العالمي مثل صعدة القديمة ومدينة ظفار وبعض المواقع في مديرية أرحب، وفي محور الآثار والمخطوطات، فنحن نعرف جميعاً أن المتاحف مغلقة منذ بداية العدوان ولا يوجد متنفس للمواطنين، ولهذا سيشهد هذا العام إعادة فتح المتاحف العامة سواء العسكرية أو المتحف الوطني أو متحف الموروث الشعبي خلال شهر فبراير الحالي.
وبالنسبة للمخطوطات فهو موضوع مهم جداً ورصين وله ارتباط بالهوية الوطنية اليمنية وخطتنا في هذا المجال هو إعادة ترميم وصيانة المئات من المخطوطات المهددة بالإتلاف، والموضوع الاستراتيجي في هذا المجال أننا عازمون خلال النصف الأول من هذا العام على إصدار الدليل الرقمي الخاص بالفهرس الوطني لجميع المخطوطات بحيث يكون باستطاعة المهتمين والباحثين والعامة الاطلاع على ما تمتلكه الدولة اليمنية من مخطوطات وطنية، وهناك فريق يعمل على استكمال عمل هذا الفهرس.
وأما الكتاب فنحن نعرف جيداً أهميته في نشر الفكر والثقافة، وإذا كان الكتاب الرقمي قد طغى وله شعبيته وجمهوره، إلا أن الكتاب الورقي لا يزال يحتفظ بجمهوره بين القراء والمثقفين، ولهذا وضمن مهام الهيئة العامة للكتاب، سيتم تدشين وافتتاح المكتبة الوطنية بحلتها الجديدة وستفتح أبوابها أمام جمهور القراء للقراءة والاطلاع وتوفير الجو المناسب لهم.
وضمن خطة الهيئة في إقامة الفعاليات الثقافية خلال هذا العام ستقوم بتنظيم وافتتاح المعرض الوطني للكتاب بمشاركة دور نشر محلية، وسيتم افتتاحه في بداية فبراير 2020م في العاصمة صنعاء وسيتم دعوة المواطنين إلى زيارته عبر وسائل الإعلام المختلفة.
في موضوع التراث والموروث الشعبي والحرف والمشغولات اليدوية لدينا العديد من المشاريع، حيث سيتم إعادة افتتاح العديد من السماسر والتي ستحوي مراكز تدريب ومراكز عرض وبيع، ومنها سمسرة المنصورة التي يتم ترميمها وتأهيليها لإعادة افتتاحها والاستفادة منها وأيضاً سيتم إنشاء مركز تدريب وطني خاص بتعليم هذه المشغولات مثل العقيق اليماني الذي تشتهر به اليمن، وأيضاً سنتحرك إلى زيارة بعض الأماكن التاريخية والاطلاع على أوضاعها.
تقييم
ما الذي تم تحقيقه بشكل عام في مجال مهام الوزارة الموكلة إليها خلال العام 2019م؟
– النشاط والتحرك الميداني هو المعول الرئيسي للبناء وخلال العام الماضي كان هناك نوع من النشاط وإن كان غير مرض عنه سواء من كادر الوزارة أو الفنيين أو من الرأي العام المحلي، لأن هذا النشاط لا يلامس جوهر ما يلبي طموحات ورغبات الشعب اليمني في أن يكون هناك مواجهة ثقافية حقيقية تعادل المواجهة العسكرية في معركة الدفاع عن هذا الوطن.
صندوق التراث
بالنسبة لصندوق التراث والتنمية الثقافية كان هناك مشروع لتعديل بعض مواد قانون الصندوق من أجل زيادة إيراداته، وطريقة دعم المبدعين والمثقفين، فإلى أين وصلتم في هذا الموضوع وهل سيتم تعديل القانون؟
– كان هناك مشروع لتعديل بعض مواد قانون الصندوق لزيادة إيرادات الصندوق ولكن لم يتم ذلك خلال العام الماضي، حيث رُفضت بعض مواد التعديل من قبل مجلس النواب، ولا نزال في طور الأخذ والرد معهم، حيث تم إحالة مشروع التعديل إلى لجنة الثقافة في مجلس النواب ونحن في تواصل دائم مع هذه اللجنة للتوضيح والاقناع بأهمية تعديل هذه النصوص القانونية لتفعيل أنشطة الصندوق من أجل تلبية احتياجات المرحلة القادمة.
صنعاء القديمة
صنعاء القديمة لاتزال ترضخ تحت الإهمال والتهميش، وينالها التغيير والتشويه من قبل البعض، وأصبحت مهددة بالخروج من قائمة التراث العالمي، ما الذي قدمته الوزارة وما ستقدمه لصنعاء الحضارة والتاريخ في العام 2020م.؟
– ما يحصل لصنعاء القديمة ليس تهميشاً ولكن العملية هي مراكنة وتنازع الأدوار بين عدد من الجهات الموجودة وهي المجلس المحلي لأمانة العاصمة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية والعديد من الصناديق التي تعمل في إطار المدينة، وكل جهة تلقي باللائمة على الجهة الأخرى فكانت النتيجة أن عانت صنعاء القديمة من ويلات الإهمال وهي مهددة الآن بالخروج من قائمة التراث العالمي، لكن بإذن الله تعالى هذا العام سيتم حسم الموضوع وإغلاق باب اللغط بحيث سيتم تحميل جهة وحيدة واحدة مسؤولية الاهتمام والرعاية والمحافظة على صنعاء القديمة بداية من النظافة وحتى الموروث الشعبي.
من الجهة التي ستتحمل المسؤولية وفقاً القانون؟
– بموجب القانون والأنظمة السارية فإن الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية هي المعنية بنظافة وصيانة وترميم ورعاية وحراسة كل ما يتعلق بصنعاء القديمة، وهناك تنازع على الاختصاصات مع أمانة العاصمة سيتم حسمه خلال هذه الفترة.
تجاوز التحديات
لقد ذكرت لنا مصفوفات ومحاور خطة العام الحالي، ولا شك أن هناك العديد من التحديات ستقف أمامكم، كيف سيتم تجاوزها، وكيف سيتم تنفيذ هذه الخطة في ظل الظروف الراهنة؟
– الجانب المادي والمالي هو أبرز التحديات، ولهذا الجانب دور كبير في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات ونحن عازمون على تجاوز ذلك، حيث تلقينا وعوداً نهائية ومطلقة بالدعم من قبل القيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط وأيضاً من قبل مدير مكتب رئاسة الجمهورية، وذلك بإعادة اعتمادات صندوق التراث والتنمية الثقافية كاملة إلى الوزارة حيث لن يتم استقطاع أي مبالغ لأي جهة كانت، وسيتم إعادة جميع هذه المبالغ للوزارة هذا جانب، أما الجانب الآخر سيكون هناك دعم ورعاية حثيثة من القيادة السياسية، كون قيادة الدولة السياسية والثورية لديها اهتمام كبير بالجانب الثقافي وهي تعرف أن المعركة التي نواجهها هي في أغلبها معركة ثقافية وهناك محاولة لكسرنا ثقافياً وآن الأوان أن يكون لوزارة الثقافة دور كبير في هذا الجانب..
ترميم المعالم الثقافية
بالنسبة للمعالم الثقافية والتاريخية التي تعرضت للقصف والتدمير من قبل طيران العدوان السعودي الأمريكي، إلى الآن لم يتم ترميمها أو صيانتها، فهل سيتم صيانتها خلال العام الحالي؟
– إن استهداف قوى العدوان للمعالم الثقافية والمواقع الأثرية والتاريخية بالقصف والتدمير يعبر عن حقد وكراهية قوى العدوان لحضارة وتراث اليمنيين، والعقبة الرئيسية في عدم إجراء عمليات الصيانة والترميم لبقية هذه المعالم هو الاستمرار في العدوان والتخوف من إعادة استهداف المواقع التي سيتم ترميمها وبالتالي لن تتمكن الوزارة والهيئات التابعة لها وكذا اليونسكو من إعادة الترميم إلا إذا توقف العدوان، لأن هذه المواقع تقع ضمن دائرة الخطر وليست تحت الرعاية، على الرغم أنه من المفترض أن تكون تحت الرعاية والمنع من القصف، وبالنسبة للمنزل الذي تعرض للقصف والتدمير في حارة القاسمي بصنعاء القديمة فقد تم إعادة بناؤه من قبل منظمة اليونسكو.
مشروع الفهرسة الرقمية
بالنسبة لقطاع المخطوطات ذكرت أن هناك مشروع للفهرسة الرقمية لما يمتلكه اليمن من مخطوطات لتكون تحت أيدي الباحثين والمهتمين، ما هي جهود الوزارة التي ستنفذها في الحفاظ على هذه المخطوطات واقتناء مخطوطات جديدة خلال هذا العام؟
– لقد رصدنا في موازنتنا لهذا العام مبلغ لشراء مخطوطات جديدة إلا أنه مبلغ بسيط لا يتجاوز الـ90 مليون ريال، وذلك بسبب التزامات الوزارة لأصحاب المخطوطات التي تم اقتناؤها سابقاً ولم يتم تسديد مستحقاتهم حيال ذلك، وبالطبع فإن الأولوية هي تسديد هذه المستحقات ومن ثم يتم اقتناء مخطوطات جديدة.
أهمية الكتاب
لقد توقف نشاط الهيئة العامة للكتاب منذ العام 2014م، وكان آخر عناوين أصدرتها عن طريقها في العام 2013م، فهل هناك إعادة لتفعيل دورها ومعاودة إصدار عناوين جديدة خلال هذا العام؟
– لا نختلف جميعاً حول أهمية الكتاب الورقي ودوره في إثراء الحياة الثقافية والإبداعية في بلادنا، وكذا الدور الكبير للهيئة العامة للكتاب في ذلك، والهيئة خلال هذا العام ستعاود نشاطها من خلال إقامة الفعاليات والتظاهرات الثقافية في إطار اختصاصها، وسيشهد شهر فبراير تنظيم وإقامة معرض وطني للكتاب بصيغة وطنية وبمشاركة الكثير من دور النشر المحلية، وسيصاحب هذا المعرض العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والصباحيات الأدبية والإبداعية والفنية، ونرجو أن يكون هذا المعرض نموذجي ونوعي يلبي متطلبات المثقف والباحث والمثقف اليمني ويحمل رسالة الكتاب إلى جميع المثقفين.
دعوة
في ظل ظروف العدوان ما هي دعوتكم للفعاليات الرسمية والشعبية لتجاوز الوضع الحالي وتفعيل النشاط الثقافي؟
– نحن ندعو كافة الأطياف من الفعاليات الفنية والثقافية من شعبنا أن يلتفوا حول وزارة الثقافة في هذا الجانب وأن يكون لنا صوت مسموع، وليس هذا فحسب وأن يكون لنا صوت مسموع ومتنوع، فالتنوع الثقافي يعطي للعمل الثقافي قوة ودفعة، ندعوا الشعراء والمنشدين والفنانين التشكيليين والمسرحيين وفي جميع القطاعات أن يتم توحيد الجهود في هذه المرحلة وأن نرسم صورة فنية رائعة تعكس حضارتنا وقضيتنا، فبالأمس القريب تم عرض مسرحية تحمل اسم “هذا الشهيد أنا” على مسرح المركز الثقافي وكان لها صدى ودور كبير على الصعيد المحلي، وقد تم بثها على الفضائية اليمنية وسيتم إعادة بثها على القنوات الوطنية الأخرى، وتم إنجاز هذا العمل الوطني بجهود فردية من قبل فنانين ومبدعين شباب، لا يمكن وصفهم إلا بأنهم عظماء لأنهم تحركوا وبادروا في الوقت الذي لم يسبقهم أحد، وسيكون التحرك بشكل جميل وجدي وسيصبح العمل الثقافي ككرة الثلج تتدحرج وتكبر تباعاً.
رعاية المبدعين
سؤال أخير ما الذي ينتظر المبدعين من دعم ورعاية وتبني لإبداعاتهم خلال هذا العام؟
– كل مبدع وكل إنسان لديه القدرة الإبداعية في شتى المجالات الإبداعية سينال الرعاية الكاملة من وزارة الثقافة بقدر المستطاع والمتاح، وسنقف بجانب كل مبدع وسيكون همنا الأول والأخير الأخذ بيد المبدعين والطبقات الفنية والثقافية في هذا البلد العزيز وأن نكون بقدر المسؤولية التي تحملناها، ولن يتحقق كل ذلك إلا بتكاتف وتعاون الجميع في وزارة الثقافة وكذا في الهيئات والمؤسسات التابعة، وعلينا ترك أي تباينات أو اختلافات جانباً وأن يكون هدفنا الرئيسي هو خدمة المثقف والمبدع في كافة المجالات.
تقرأون كذلك :
الديلمي: بيت الثقافة منارة للتنوير والثقافة لكنه يشكو الإهمال والتهميش