أصبح بيت الثقافة في صنعاء من علامات حيوية المشهد الثقافي اليمني، نظراً للدور الكبير الذي يلعبه، فأكثر من مائة فعالية ما بين ندوات ومؤتمرات ومعارض ومهرجانات احتضنها رواق بيت الثقافة خلال العام الماضي 2019م.
على مدى أكثر من 20عاماً، وبيت الثقافة يؤدي دوره الريادي والتنويري، أصبح ملتقى للمثقفين والأدباء من مختلف الألوان والأطياف يتبادلون الآراء والأفكار يحتفون بشخص ويستمعون لآخر، يؤصلون لثقافة جديدة عنوانها الإبداع والإبداع الآخر.
يقع بيت الثقافة الواقع في منطقة التحرير بجانب الهيئة العامة للكتاب ودار الكتب في العاصمة، يتكون من رواق واسع للفعاليات يرتفع سقفه على دورين، بينما توجد قاعتين للعرض التشكيلي إحداها في الدور الأول والأخرى في الدور الثاني، يتم الصعود إليها عبر سلمين درج من جهتين متقابلتين، كما يحتوي على معرض دائم للكتاب تفتح أبوابه كل صباح على الشارع الرئيسي الذي يقع عليه المبنى.
يقول الأديب يحيى الديلمي مدير عام بيت الثقافة: لقد تم افتتاحه في العام 2000م ومنذ ذلك التاريخ لم تتطرق إليه بنود الترميم أو التحديث أو التغيير أو التأثيث، وظل على ما هو عليه حتى الآن، مضيفاً إن حالة الرواق تدل على الإهمال والتجاهل لهذا الصرح الثقافي المتميز، فالمكان يحتاج إلى نظرة جدية من وزارة الثقافة والحكومة لتجديده واعتماد ميزانية تشغيلية تجعله قبلة ومنارة للثقافة في بلادنا.
ويتابع: يستضيف البيت عشرات الفعاليات المختلفة كل عام، ويؤكد الديلمي الدور التنويري والثقافي من خلال احتضان الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية وتقديم خدمة للمبدعين والمثقفين في استضافتهم وتعريفهم بالجمهور وتقديم نتاجاتهم الأدبية والفكرية ومن كل التيارات والألوان الفكرية والثقافية، حيث استطاع كل المثقفين طرح رؤاهم وأفكارهم بشفافية ودون حظر أو تدخل في ما يطرح وهذا قد شكّل نقلة نوعية في إثراء المشهد الثقافي ولا ننسى دور بيت الثقافة في تقديم الوجوه الشابة التي لم تكن تجد مكاناً يضمهم أو يسمح لهم في تقديم إنتاجهم الفكري والأدبي ولا ننسى دوره أيضاً في إخراج العشرات إن لم نقل المئات من الشباب المبدعين في الفن التشكيلي من جميع المحافظات، ويعتبر بيت الثقافة هو الانطلاقة الأولى في مجال الفن التشكيلي ومن ثم اتجهوا إلى المحافل العربية والدولية، وقد أقيم في بيت الثقافة العديد من اللقاءات والمعارض الدولية في الفن التشكيلي والمسابقات المحلية التي كانت تتبناها وزارة الثقافة كل عام، مما ساهم في إيجاد روابط فنية وثقافية بين بلادنا والبلدان الأخرى.
ويبين مدير عام بيت الثقافة الأديب يحيى الديلمي أن هذا الصرح التنويري لا يوجد أي اعتماد خاص به أو ميزانية تشغيلية له، مما يصعب علينا مواجهة الكثير من الاحتياجات التي لا بد منها من أجل إنجاح الأعمال التي نقوم بها على أكمل وجه، وكذلك من أجل إنجاز بعض الأعمال الترميمية البسيطة التي نحتاج إليها، أو إقامة فعاليات لبعض الشباب الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف إقامتها.
ويؤكد أن الحالة التي يعيشها بيت الثقافة في الوقت الحالي لا تسر أحداً، فسقف البيت عبارة عن هنجر وقد بدأت مياه الأمطار تتسلل من خلاله لتظهر بقع بُنّية مشوهة للسقف الاصطناعي الذي يظهر من داخل البيت، كذلك أثاث ومعدات بيت الثقافة تحتاج إلى تجديد، فمنذ إنشاء البيت لم يتم ترميمه حتى الآن أو تغيير أثاثه، ماعدا الموكيت الذي تم تجديده في العام 2004م.
ودعا الديلمي وزارة الثقافة الالتفات إلى هذا الصرح الثقافي الذي يقدم خدماته لجميع المثقفين، والاهتمام به وتوفير متطلباته حتى يستطيع مواصلة تقديم رسالته الثقافية للجميع.
تصوير/حامد فؤاد