صدر مؤخراً بصنعاء مجموعة نصوص شعرية تحت عنوان “كالجسور المعلقة” للأديبة زينب أنس والتي جاءت في (140) صفحة من القطع المتوسط والصادرة عن مكتبة خالد بن الوليد.
وفي هذه المجموعة تقدم الشاعرة ملامحها الفنية من خلال كتابات نصوص تعبر عن رؤى الشاعرة ورؤيتها لواقعها ومحيطها والتي تعكس أسلوبها في الكتابة .
وفي تقديمه لهذه المجموعة كتب الدكتور/عبدالعزيز المقالح ما يلي:
“زينب أنس شاعرة شابة في مقتبل العمر تنتمي إلى جيل من المبدعات والمبدعين الموهوبين الذين يحاولون أن يعكسوا بكتاباتهم الشعرية روح العصر وما يحتفل به من تطورات علمية وأدبية ،وهم بذلك لا يحاربون التراث وإنما يضيفون إليه جديداً مختلفاً لا سيما بعد أن عبثت به المحاكاة وأنهكه التقليد، والشاعرة زينب تفاجئ القارئ في مجموعتها الشعرية (كالجسور المعلقة) بالمئات إن لم يكن بالآلاف من الصور المبتكرة والتعابير الشعرية المثيرة للدهشة ابتداء من العنوان وحتى آخر سطر في مجموعتها هذه وفيها الكثير من المعاني ما بعد أكبر من سنها، وبما لا يعتمد على التعبير المنطقي المباشر بل على الرؤية الفلسفية والوعي الموغل في التفكير العميق:
أنا من أكون؟
هل روح يحركها جسد
أم جسد تستعيده الروح!
أم صمت أم كلمات؟
أما الحزن أم الكبرياء؟
هل أنا سعادة أم فناء؟
هل من جيب؟
وكثيرة هي التساؤلات الكبيرة والحميمة المتناثرة عبر النصوص المجموعة وهي لا تكشف عن الوعي المتقدم والإحساس العميق بالمعاني الشائكة للحياة فحسب بل عن موهبة عالية مصحوبة بقدر من الثقافة الأدبية والإبداع الفكري.
ولا أخفي أنني مفتون بأسئلتها وما تحملها من معانٍ توقظ العقل وتحرك الوجدان:
هل البحر غامض
أم الرمال
أم الإنسان ؟
وأي كونٍ يخفيه
وراء أجسادنا الهالكة؟
يا لها من أسئلة بالغة البساطة لكنها في الوقت ذاته بعيدة الرؤية عميقة المدى.
والمجموعة- قبل ذلك وبعد ذلك- انعكاس حميم وصادق لما يشغل وجدان شاعرة تحب الشعر، وتخاف من سطوة الواقع ومتغيراته التي لا تكف عن التجدد والتحول.
تحية للشاعرة زينب أنس ومرحباً بمجموعتها الأولى «كالجسور المعلقة» التي من شأنها أن تكون أداة وصل بين حاضر واعد ومستقبل موعود”.