سعر صفيحة التمر الواحدة ارتفع إلى أربعة أضعاف

> تجار التمور يبررون : الحصار وارتفاع أجور النقل من أسباب ارتفاع أسعاره

مع بداية شهر رمضان المبارك هرع الناس المقتدرين كعادتهم لشراء التمور ولكنهم صْعقوا بالأسعار الجديدة حيث وصل سعر صفيحة التمر الصغيرة إلى ما يقارب ستة الاف ريال اما الكبيرة فضعف المبلغ السابق مما جعل شراء التمر هذه الأيام مشكلة حقيقية وأزمة جديدة تضاف الى قائمة الأزمات الأخرى في المواد الغذائية بسبب الحصار الخانق على اليمن من قبل قوى العدوان الغاشم ….

الأسباب المؤدية لارتفاع أسعار التمور لأكثر من اربعة اضعاف السعر السابق ورأي المواطن البسيط في هذه التسعيرة الجديدة وغيرها من التفاصيل تجدونها في الاستطلاع التالي ..
لم يتوقع حتى المتشائمين أن ترتفع أسعار التمور إلى هذه الدرجة وان يعودوا الى بيتوتهم خاليي اليدين بعد ان منعهم السعر الجديد من الشراء أما البعض الأخر فقد سلم أمره للأمر الواقع واشتري كيلو او اثنين علها تكفيه لأطول مدة ممكنه بعد أن قرر التقشف بها قدر الإمكان.
ضحك عبد الرحمن عندما سأل بائع التمور في باب اليمن عن سعر صفيحة التمر الكبيرة واخبره أن سعرها 12 الف ريال وعلق على هذا بالقول : “يا أخي انت فهمتني غلط أنا ما قلت اشتي دبة بترول انا قلت اشتي تنكة تمر ما تخافوا “الله ضحك الجميع من حوله من بينهم محرر المادة مما آثار غضب البائع ورفض أن يعطيه حتى كيلو واحداٍ من التمر وقال البائع ممتعضا : انتم لا تقدرون كم المعاناة التي نعانيها عند شراء التمر ومقدار الخسارة التي نتكبدها جراء ذلك فرد عليه عبدالرحمن قائلاٍ: وانتم ما شاء الله ما تقصروا.. تخرجوها من ظهورنا احنا المساكين وذهب إلى بيته دون أن يشتري حبة واحدة من التمر .
لم يكن عبدالرحمن الوحيد الذي عاد إلى بيته بدون تمر فحتى المعلم احمد السعيدي عاد خالي اليدين إلى بيته وعلل ذلك بالقول : التمر سعره جنوني ولا يمكن أن اشتري تنكة واحدة ب12 ألف ريال فراتبي بالكاد يكفي لشراء مستلزمات رمضان من مواد غذائية خاصة بعد أن ارتفع سعر غالبيتها للضعف لذا فمن الأفضل أن لا أشتري تمراٍ بالمرة فهذا المبلغ كفيل بتغطية احتياجات أخرى أكثر أهمية والله يجازي من كان السبب بحرمان هذا الشعب المكافح ابسط الأشياء .

تجار التمور
وبسبب العدوان يبدو أن تجار التمور هم أيضا قد تضرروا من رفع أسعار التمور أيضاٍ فهناك بعض المحلات مقفلة والبعض الاخر منها لايوجد بداخلها سوى بعض العمال نائمين داخل المحلات الفارغة أما المحلات التي يوجد بداخلها القليل من التمر فتجدها فارغة من الزبائن لأن غالبيتهم يتوجهون صوب محلات البيع بالكيلو هرباٍ من سعر تنكة التمر المرتفع وهذا ما إدى إلى تذمر بعض أصحاب المحال من هذا الواقع الذي فرضه الحصار الخانق على بلادنا .
وعند لقاء المحرر بأحد أصحاب محلات بيع التمور بشارع خولان واسمه منير أكد أن ارتفاع الأسعار وقلة التمر الوارد من دول الجوار قد أصاب السوق بالركود ومن ناحيته تمنى أن يبيع التمر بالسعر القديم وقال: أتمنى السوق راكدة هذه الأيام وعملية البيع والشراء قلت بسبب قلة التمور وارتفاع سعرها بشكل غير مسبوق و هذا عائد للحرب وقلة المشتقات النفطية وصعوبة دخول ناقلات التمور للسعودية فالمنفذ الوحيد بين البلدين الذي يعمل يوجد فيه ازدحام كبير يمنع دخول ناقلات التمر بموعدها ويؤخر قدومها لأسابيع احياناٍ.
لم يختلف معه عبد السلام النوبي صاحب محل لبيع التمور حيث قال : لم نستطع ان نْدخل كميات كافية من التمور من دول الجوار مثل كل عام بسبب الحصار وحتى وإن دخلت فأسعار الديزل ارتفعت مما أدى إلى ارتفاع أسعار النقل وغيرها وهذا ما دفعنا لرفع سعر التمر لأكثر من أربعة أضعاف فلو كانت عملية استيراد التمر تمر بشكلها الطبيعي لما قمنا برفع اسعارها فالمتضرر من هذا الرفع ليس المواطن البسيط بمفرده بل التجار ايضاٍ يلاقون الضرر ولو بنسبة اقل .

تطبيق السنة
المشكلة طالت الجميع الموزعون والمستوردون وغيرهم وهذا ما فسره عبد الناصر فاضل حين قال : بالرغم من كوني ميسور الحال والحمد لله إلا أني صْدمت حين عرفت بالسعر الجديد لتنكة التمر ولم أتوقع ابداٍ ان ترتفع بهذا الشكل خاصة وانها كانت تْصرف للموظفين في الشركات الخاصة وبعض الجهات الحكومية.
وأضاف فاضل قائلاٍ: انا اشتريت التمر فهو أساسي في رمضان ابتغاء تطبيق السنة النبوية ولكني اشتريته على مضض فالسعر الحالي غير معقول ولا أظن أصحاب الدخل المحدود قادرين على شراء التمر بعد أن ارتفعت أسعاره إلى هذا الحد وهذا أمر مؤسف للغاية خاصة وأن هذا الارتفاع جاء مصاحباٍ للارتفاع العام في سعر المواد الغذائية .
وتتفق معه امة العليم السلامي ربة منزل وتقول متسائلة : كيف سأشتري التمر هذا العام فزوجي جندي في الجيش وراتبه لا يتجاوز 35 الف ريال واذا كانت تنكة التمر ب12 الف ريال ونصفها ب6 آلاف ريال فتركها ضروري خاصة وأن سعر الدقيق والمواد الغذائية الأخرى هو الآخر يسير في نفس السياق.
وختمت حديثها بالقول: من السنة أن يفطر الصائم بالتمر والماء وأنا غير قادرة على شراء التمر لذا سأفطر بالماء تطبيقاٍ للسنة والله سينتقم من كل من يقف وراء هذا الحال الذي يصعب على الكافر.

ليس ضرورياٍ
الإفطار بالتمر سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن إن تعثر شراؤه أو الحصول عليه فلا حرج هذا ما أكده الداعية محمد بن محمد وأضاف: أسعار التمور هذه الأيام مرتفعة بسبب الحرب والحصار وما الى ذلك واصبح من الصعب شراؤها من قبل الكثير من المعوزين ومحدودي الدخل وانا لا اجد انه من الضروري ان يشتري كل من لا يقدر على شراء التمر بهذا السعر فالماء موجود والدين الاسلامي دين يسر ولا يوجب على الفقير تحمل ما لايقوى على تحمله.
وتابع : وفي نهاية المطاف الإفطار في رمضان للصائم أو في أي يوم آخر بالتمر غير واجب فهو من السنن إن فعلها المسلم لاقى الأجر على ذلك لاتباعه سنة الرسول الكريم وإن لم يقدر عليها فهو غير آثم .
وختم الداعية محمد حديثه بالقول: على التجار أن يراعوا الظروف الحالية التي تعاني منها البلد وان يْخففوا الحمل على الصائم فهم مأجورون على ذلك وسيوسع الله لهم في أرزاقهم.

قد يعجبك ايضا