في اليوم العالمي للمرأة (8) مارس وفي ظل العدوان الذي يكمل دائرة العام

> نساء اليمن.. كفاح وصمود

حقوقيات :
¶ نساء اليمن تنتهك حقوقهن والعالم لم يحرك ساكنا
¶ المرأة اليمنية ضحت بفلذات أكبادها دفاعاً عن الوطن
¶ العدوان دمر الوطن أرضاً وإنساناً والمرأة اليمنية أولى ضحاياه

استطلاع / أسماء حيدر البزاز

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للمرأة تثميناً وتقديرا لمكانتها ودورها في مختلف الجوانب الحياتية.. إلا أن واقع المرأة في اليمن له سمته وتميّزه الخاص، المتمثل في الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلد من حصار وعدوان يشارف على إكمال دائرة العام، حيث تحملت المعاناة الأقسى ظروف اليمن العصيبة حيث قدمت المرأة اليمنية أعظم التضحيات على مسار الصمود أمام آلة القتل والدمار التي تطال اليمن أرضاً وإنساناً، وليس أكبر من تضحياتها إذ وهبت فلذات أكبادها في سبيل الدفاع عن أرض الوطن..
هذه المناسبة تأتي هذه المرة على غير عادتها من الأعوام السابقة، فالمرأة اليوم بتلك التضحيات توجت مسيرة كفاحها على مختلف المجالات السياسية والحقوقية والاجتماعية لتثبت جدارتها ومدى تفوقها رغم شدة الضغوطات والتحديات اجتماعيا وأمنيا ومعيشيا..
في هذه المادة الاستطلاعية ترصد “الثورة” آمال وتطلعات المرأة اليمنية، وإشارات عن صلابتها وإصرارها على العطاء والبقاء والصمود أمام قسوة الحياة وشراسة وطغيان العدوان.. نتابع:
” اسألونا اليوم نحن – نساء اليمن – عن رسالتنا للعالم الصامت الساكت على مدى وحجم الانتهاكات التي تعاني منها المرأة اليمنية المنسية المشردة بلا مأوى وبلا أكل بلا ملاذ , ثكلى فقدت ولدها وزوجها.. رسالتنا نوجهها للعالم أجمع الذي لم يحرك ساكنا ولم تنتفض فيه شعرة واحدة لما تعاني منه المرأة اليمنية من انتهاك واضح وصريح لكرامتها وحقوقها سواء في العيش أو الصحة والأمان والتعليم , فهي اليوم تواجه أصعب أنواع العذاب ولكن لا مجيب”.
بهذا الصوت المؤلم بدأت سفيرة النوايا الحسنة بمنظمة سبمودا العالمية الدكتورة رجاء المصعبي حديثها “للثورة” بمناسبة اليوم العالمي للمرأة 8 مارس.. مضيفةً :
وفي هذا اليوم العظيم نعقد فعالية تحمل عنوان “8 مارس المرأة اليمنية منسية” .. بحضور مختلف الحقوقيات والأكاديميات والناشطات لبيان مدى الانتهاكات والتحديات التي تواجه المرأة اليمنية وإيصال معاناتها للعالم .
البحث عن الإنصاف
وفي معرض حديثها قالت عضو اتحاد التوافق النسوي وشريكات السلام فائزة المتوكل: لقد أثبتت المرأة اليمنية قدراتها وجسارتها الفولاذية في تحمل الصعاب , وها هي اليوم تقدم فلذات أكبادها وزوجها وذويها في الذود والدفاع عن الوطن بل تجعل من يوم استشهادهم عرسا مملوءاً بالأهازيج والزغاريد مقدرة ثمن تلك التضحيات وفخورة بكونها تقدم جل وكل ما تملك في سبيل الله والوطن وكرامة هذا الشعب المعطاء شامخة ثابتة .
وأضافت: وعلى كل ما قدمته المرأة اليمنية من تضحيات في الماضي والحاضر لازالت أصواتنا معتلية باحثة عن العدالة والإنصاف للمكانة التي نستحقها وفي مختلف المجالات العملية والحياتية . لازالت المرأة اليمنية في دوامة الهضم والتهميش ولهذا لا بد للمرأة أن تناضل وراء حقوقها فلا ضاع حق وراءه مطالب وأن تستغل الفرص في إثبات مكانتها وجدارتها رغم صعوبة الظروف وعظمة التحديات التي تواجه شعبنا , إلا أنه يتضح جليا الدور الوطني الكبير الذي تلعبه المرأة في غرس قيم الولاء الوطني والنسيج الوحدوي في نفوس أبنائها ومجتمعها زارعة قيم السلام والمحبة والوفاق .
ودعت المتوكل نساء اليمن إلى تشكيل أو الانخراط ضمن مبادرات وطنية لإرساء تلك القيم الوطنية والإنسانية في صفوف المجتمع وأن يكن عامل بناء وعطاء نحو الحفاظ على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره .
قتل وتشريد
كريمة عبية – ناشطة حقوقية أوضحت أن المرأة اليمنية تعيش وضعاً سيئاً للغاية محرومة من كافة الحقوق وأبسطها حقها في الحياة , حيث تقتل اليوم آلاف النساء ويعشن أخريات منتظرات الموت تحت وطأة الحرب والاقتتال والتشريد والنزوح , أضف إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية .
وأضافت بالقول : حتى المرأة السياسية الناجحة أو الحقوقية الكفؤة مازالت مجرد ديكور داخل التنظيمات أو الأحزاب السياسية ولم تمكنها القيود المجتمعية من الوصول إلى مراكز صناعة القرار أو حتى قيادة الأحزاب . فمتى نبتعد عن التمثيل الشكلي للمرأة في الحقول السياسية على وجه الخصوص !!
وهو ذات التساؤل الذي طرحته الناشطة الحقوقية بشرى المقطري والتي دعت إلى ضرورة تمكين المرأة سياسيا باعتباره حقاً مشروعاً والابتعاد عن التمثيل الهلامي – على حد قولها – وفي مختلف المعتركات السياسية والحقوقية والاجتماعية والتنموية وعدم مصادرة تلك الحقوق من قبل الهيمنة الذكورية الطاغية على السطح السياسي .
تاريخ نجاح
من جانبها تقول الإعلامية إشراق علي العطاب – قناة السعيدة : لازالت المرأة اليمنية على مرور الأزمان مثالا” للكفاح والمناضلة جنب إلى جنب مع الرجل منذ القدم عندما كان الرجل يغترب لتأمين لقمة عيش لأسرته فيلجأ إلى المهجر تاركا”خلفه أما وزوجة وأختا” يكفاحن أيضا” لتأمين متطلباتهن في غيابه وهاهو الزمن يعيد نفسه مع قلة نسبة الأمية بين النساء الانر الذي جعل شريحة كبيرة منهن تخرج لسوق العمل لتنافس الرجل في معظم المجالات الحياتية وفي أهم الأعمال التي لم تعد تعرف تفرق بين الرجل والمرأة إلا بالعمل الأكثر جدية وأكثر فائدة بل لا أبالغ لوقلت انه ومع الأزمة الحالية للبلاد ارتفعت نسبة النساء العاملات ودورها في المجتمع بالتزامن مع هجرة شريحة كبيرة من الرجال إلى البلدان المجاورة بحثا عن فرص عمل أكثر …. لتقوم على عاتقها مهام متعددة بدءاً من تربية أبنائها وتعليمهم ومتابعة تحصيلهم وانتهاء بالاهتمام بمقومات الحياة وتدبير أمور المنزل في غياب شريك الحياة الذي يقع على عاتقه نصف المسؤولية ….
ومضت بالقول : ولا أنسى هنا دور المرأة أيضا في مختلف مناطق الصراعات فهي التي لم تغب عن دورها أبدا في أحلك الظروف وأصعبها في المعلمة التي تعلم في مدارس شبه مهدمة وتداوي مرضى وجرحى الصراعات مهما كانت خطورة الأحداث التي تمر بها فهي لا تعرف حينها إلا الواجب الإنساني نحو أخيها وابنها الذي يحتم عليها إنقاذه ومداواته … فيحق لكل امرأة يمنية أن تفخر باعتزاز بيمنيتها وشجاعتها وصمودها وصبرها في أصعب وأحلك الظروف والمحن لتبقى شامخة صامدة تحاول الموازنة بين مد الحياة وجزرها لتبقى السفينة على مسارها الصحيح حتى تصل إلى بر الأمان.
غايات منشودة
فتحية قاسم أم الشهيد الملقب بأبو حمزة تقول في يوم عيدها : كلنا – نحن نساء اليمن وعلى مختلف مستوياتنا التعليمية والتثقيفية والاجتماعية سنضحي ونقدم كل ما نملك من أجل تنمية وتطور وازدهار شعبنا حاضرا ومستقبلا , كل في مجالها ربة بيت أو معلمة أو مهندسة أو طبيبة أو إعلامية وناشطة حقوقية أو سياسية كلنا حلقة واحدة كلنا يد واحدة , يد تبني ويد تكافح وتناضل من أجل حقوقها , فلنقدم لهذا الوطن كل ما نملك حتى يقدم لنا كل ما نتمناه من الحقوق التي لا يمكن أن تحقق وتوهب إلا في حال أمنه واستقراره لنصل بعد ذلك إلى غاياتنا المنشودة , وكل عام وكل أم يمنية في نعيم ورخاء وحقوق مكفولة قانونيا واجتماعيا .
وتتفق معها أم الشهيد شايف أبو أحمد العقبي والتي بعثت رسالة فخر واعتزاز إلى كل نساء اليمن لتضحياتهن الجسيمة في الذود عن الوطن عرضا وأرضا , مسجلات أروع البطولات التاريخية محتسبات صابرات رغم مرارة وصعوبة العيش رغم خطورة المحن والفتن وتدهور الأوضاع , إلا أنهن يقدمن اليوم فلذات أكبادهن واحداً تلو آخر ولو سنحت الفرص والظروف كما قالت – أم شايف – لقدمنا أرواحنا , فما يهمنا اليوم هو أن تقف العمليات العسكرية على اليمن ويعم الرخاء والأمان في أرجاء بلادنا , ما يهمنا هو العيش الكريم لنا ولأجيالنا الصاعدة , يكفينا حربا , يكفينا دماراً , يكفينا اقتتالاً , يكفينا حصاراً.
وأضافت أم الشهيد شايف: نقول للسياسيين وحدوا كلمتكم وابتعدوا عن المصالح الضيقة , واتقوا الله في الأمهات الثكالى والأرامل وهؤلاء الأطفال الأيتام والمواطنين العزل وحسب الظالمين رب العالمين .
كرم بالغ
فيما وجهت الطالبة سماح لطف الغيثي – تخصص جرافيكس برسالة إلى المعنيين مفادها تشجيع الفتاة على التعليم ومواصلته خاصة وأن نسبة الأمية بين صفوف النساء متفشية بشكل كبير , والإنصاف على أقل تقدير في الحقوق الممكنة من التعليم والصحة والعمل وتقدير هذه التضحيات التي تقدمها نساء اليمن في أحلك الظروف وأصعبها من مال وولد حتى قدمت روحها فمنهن اليوم من قتلت وأخرى جرحت وأخريات تتضررن وأصبن بعاهات وآلام عصيبة أضف إلى الضغط النفسي والمعنوي التي تتكبده النساء على مختلف المراحل الحياتية , ومع ذلك فهي تعمل بصمت وتضحي بلا مقابل وتعطي بكرم بالغ لا حدود له , فهنيئاً لليمن بهؤلاء النساء وأكرم بهن نزلا !!

قد يعجبك ايضا