المباني الشعبية لا تقوى على الصمود أمام قصف العدوان

الكثير من المباني في بلادنا خاصة الجبلية منها قديمة وشعبية ولا تقوى على الصمود في حالة وقوع أي اهتزاز أو مؤثرات طبيعية أو من صنع الإنسان وبحسب المهندس “خميس” فإن هناك مئات من المنازل القليل منها قد دمر والبقية ما بين منهارة وشبه منهارة وخاصة المنازل الشعبية الواقعة بالقرب من المواقع المستهدفة كما هو الحال في مديرية بني حشيش وغيرها من المديريات التي تحيط بها المعسكرات ودون اكتراث من قبل التحالف لسلامة المواطنين ومنازلهم أو وضع حساب لظروفهم الشخصية والنفسية يمعن العدوان في قصف تلك المناطق بالصواريخ لتحقيق أهدافها فقط مهما كانت النتائج وفي هذا التحقيق نستعرض قصصاٍ لضحايا القصف في القرى الريفية والحال التي صارت عليها منازلهم.

ذنبهم أنهم كانوا يعيشون بالقرب من المناطق المستهدفة وفي نفس السياق يقول” طلال البراشي” من أهالي قرية خربة” سعوان مديرية بني حشيش استيقظ من النوم بسبب سماع أصوات الانفجار التي اهتز بها منزلنا وتحطمت نوافذه وقمت بعد ذلك مهرولاٍ للخروج من المنزل لأرى دخاناٍ كثيفاٍ يتصاعد من جبل قريتنا .
ويضيف البراشي : كان موقفا مرعباٍ أحسست في بداية الأمر بأن القرية تعرضت لزلزال كبير ويؤكد البراشي بأن منزله شعبي قديم يعود زمنه إلى المائة عام.
وتعد منازل القرية بأكملها شعبية وقديمة ومعظم المنازل في القرية أصيبت بشقوق كبيرة وتخلخل في الأساس هي الآن غير صالحة للبناء فوقها أو السكن فيها لمدة طويلة طبقاٍ لتأكيدات السكان هناك.
المشكلة ذاتها يحكي عنها الشيخ خالد غليس من بني حشيش ويقول : تعرضت منازلنا لهزات أرضية قوية أدت إلى تعرضها لشقوق كبيرة بسبب الهدمات العنيفة التي تقوم بها قوات التحالف على المواقع العسكرية المجاورة التي جعلت الكثير من الأهالي يغادرون منازلهم بسبب قوة تأثير الانفجارات التي لا يستطيع أحد أن يتحملها .
ويؤكد غليس أن مديرية بني حشيش من أكثر المديريات التي تعرضت لقصف صواريخ التحالف.. داعياٍ كل دول العالم إلى وقف إطلاق الصواريخ على المناطق التي يتواجد بها المواطنون سواء كانت مناطق جبلية أو غيرها .. مستغرباٍ من ضرب المعسكرات التي تقوم بحماية الوطن تحت ذرائع واهية.
مناطق كثيرة تشكو من أضرار القصف على المنازل الشعبية
وبحسب محمد صالح من أهالي صرف فإن أغلبية مباني القرية تعرضت لهزات قوية أثرت على المباني خاصة الشعبية منها هناك وبسبب القصف الشديد على الجبل هناك تعرضت المنازل لتشققات كبيرة وحطمت نوافذها.
مضيفاٍ بالقول: إن الكثير من الأهالي نزحوا بسبب الضرب وأن أكثر من المباني الشعبية لم تعد صالحة للسكن نظراٍ للأضرار الجسيمة التي لحقت بها والتي أثرت في المنازل وحطمت النوافذ كما أصيب عدد من المواطنين في تلك الغارات.. مشيراٍ إلى أن طائرات التحالف توجه ضربات على المواقع العسكرية التي تتواجد فيها الأسلحة الثقيلة دونما تفكير في حياة المواطنين وما قد يحدث لهم من جراء الانفجارات التي تعقب تلك الصواريخ.
المباني الشعبية
مهندسون تحدثوا عن أن عمر بعض هذه المباني يتجاوز الـ100 عام وهنا يقول المهندس المدني سعيد صالح خميس: إن هناك مئات من المباني ما بين منهارة وشبه منهارة بسبب الضرب بالأسلحة الثقيلة على المناطق المجاورة للمنازل خاصة المباني الشعبية.. موضحاٍ أن هذه الهزات الأرضية تصيب المباني الشعبية في المقام الأول بهزات وتخلخل كبير أحياناٍ يؤدي إلى انهيارها كما حصل في عدد من المباني الشعبية وغيرها الواقعة بالقرب من جبل فج عطان وراح ضحيتها الكثير من الأهالي مؤكداٍ أن المنازل الشعبية وبالأخص القديمة عنها تكون من أكثر المباني عرضة للخطر نظراٍ لعدم وجود بناء هندسي يعتمد على أساس قوي قابل للتحكم والصمود للهزات الأرضية.
ويتابع خميس: قوات التحالف تقصف بأسلحة ثقيلة تؤثر على جميع المباني حول مركز الضرب بحوالي 4 كيلو مترات مربعة وبالتالي تصيب تلك الضربات المنازل بشقوق وتفقد المنازل قوتها وتماسكها مما يقرب فترة انهيارها.. مؤكداٍ أن تكرار الضربات بهذه الهمجية وبالقرب من المنازل سيؤثر على سكان تلك المناطق لأن ذلك يؤدي إلى انهيار لمنازل فوق ساكنيها.. ناهيكم عن خوف وهلع الأطفال والنساء وهم الفئة الأكثر تضرراٍ من القصف.
مخاطر اجتماعية ونفسية
المخاطر الاجتماعية والنفسية التي تطال القريبين من مناطق القصف تحدث عنها أستاذ علم الاجتماع مهدي طامش بالقول: هذه الحرب لها مخاطر اجتماعية ونفسية عديدة منها إصابة الأطفال والنساء بتشنجات عصبية مما يؤدي إلى رسوخ مبدأ الكراهية والحقد والعدائية والعنف الناتج من المؤثرات السلبية كنيران الحروب وأصواتها إضافة إلى إصابتهم بالكثير من الأمراض كالأرق والحمى وأمراض السكر والضغط وغيرها من الأمراض.. داعياٍ دول العدوان إلى مراعاة الظروف النفسية والصحية للمواطنين خاصة الفئات السابقة كوننا مجتمع عربي مسلم تجمعنا رابطة الإخوة والدين .. محذراٍ من عواقب هذه الحرب مستقبلا.
أعمال إرهابية
من جانبه يقول الداعية حمود الشيخ تقوم قوات التحالف بأعمال لا يقبلها العقل ولا الدين الإسلامي خاصة وأن ديننا الحنيف يقوم على السلم والمحبة والتعاون ونصرة المظلوم ومساعدة الفقير ولكن للأسف ما تقوم به قوات التحالف هو ممارسات إجرامية تستهدف المواطنين ومنازلهم والبنية التحتية.. واعتبر أيضاٍ أن العدوان حرب على اليمنيين في أموالهم وأعراضهم وأن ما يقومون به يعد عملاٍ إرهابياٍ كما هو واضح من خلال إرعاب المواطنين بأصوات صواريخهم وأسلحتهم الثقيلة التي أثرت في المواطنين وأصابتهم بأمراض نفسية خطيرة مما جعل الكثير منهم ينزحون من منازلهم إلى أماكن آمنه كما أن الكثير من المنازل قد تأثرت وأصيبت بالشقوق وكرت نوافذها.
مختتماٍ حديثه بالقول: إن قوات التحالف قد تمارس الظلم والاعتداء على أعراض الناس وحقوقهم وإرهابهم وترويعهم وهذه الأعمال تعد منافية لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.

قد يعجبك ايضا