مركز تأهيل المعاقين ذهنياً بالحديدة.. استمرارية التعليم رغم التحديات

الثورة نت / يحيى كرد

تواصل مدرسة ومركز تدريب وتأهيل المعاقين ذهنيا في محافظة الحديدة أداء رسالتها التربوية والإنسانية، حيث تقدم خدماتها التعليمية والتأهيلية لـ 521 طالبا وطالبة من فئة ذوي الإعاقة الذهنية، رغم التحديات الكبيرة التي تحول دون التوسع في الاستيعاب وتطوير الأداء.

تأهيل شامل

يتوزع طلاب المدرسة ومركز، (317 ذكورا و204 إناث)، على عدة أقسام متخصصة تشمل: قسم التدخل المبكر للأطفال دون سن المدرسة. وقسم التعليم من الصف الأول وحتى السادس، وقسم التوحد، وقسم رياض الأطفال. وقسم تعليم المهارات المهنية. وقسم النطق. وقسم العلاج الطبيعي والوظيفي.

وتهدف هذه الأقسام إلى تنمية القدرات الإدراكية والحركية والاجتماعية للطلاب، مع العمل على دمج من يتمكنون من التطور تدريجيا في المجتمع أو في مدارس التعليم العام.

استيعاب محدود

يواجه المركز جراء محدودية الطاقة الاستيعابية، تحديا كبيرا يتمثل في وجود أكثر من 196 حالة على قائمة الانتظار، معظمها لأطفال جرى تشخيص إعاقتهم حديثاً، ويعكس هذا الوضع تزايدا مقلقا في حالات الإعاقة الذهنية بالمحافظة، التي تعاني أساسا من صعوبات صحية وتعليمية بسبب الأوضاع العدوان والحصار.

كادر متخصص

يضم المركز كادرا تربويا مؤهلا في مجالات: علم النفس، وعلم الاجتماع، ورياض الأطفال، والإرشاد الاجتماعي، مما يساعد على تقديم خدمات تعليمية تتناسب مع طبيعة الاحتياجات الذهنية للطلاب. وتخضع هذه الكوادر لدورات تدريبية محدودة كلما توفرت فرص الدعم.

دعم لا يلبي الاحتياجات

تعتمد المدرسة والمركز في تمويله على مساهمة جزئية من صندوق رعاية وتأهيل المعاقين، إضافة إلى تبرعات فردية موسمية من فاعلي الخير، خاصة خلال شهر رمضان. غير أن هذا الدعم يظل غير كافٍ لمواجهة التحديات المتزايدة، سواء فيما يتعلق بالتوسعة أو التجهيز أو توفير وسائل النقل أو استقبال الحالات الجديدة.

في السياق أوضحت مديرة المركز الأستاذة عائشة حشابرة أن هناك العديد من الحالات التي استفادت من برامج التأهيل منذ سنوات، حيث تمكن بعض الطلاب من تطوير مهارات التواصل وتقليل السلوكيات السلبية، بل والاندماج نسبيا في محيطهم الأسري والاجتماعي، وهو ما يؤكد أهمية وجدوى البرامج التأهيلية المتخصصة رغم بساطة الإمكانيات.

أبرز التحديات

وأكدت مديرة المدرسة والمركز أن هناك العديد من الصعوبات التي تعيق عمل المركز، أبرزها: ضيق المبنى الحالي مقارنة بعدد الطلاب، وتعطل المنظومة الشمسية، وهو ما يزيد معاناة الطلاب في بيئة حارة، خاصة لمن يعانون من نوبات صرع بسبب شدة الحرارة. نقص وسائل النقل الخاصة بالطلاب. وعدم توفير مناهج تعليمية متخصصة لذوي الإعاقة الذهنية، وقلة الأجهزة والمعدات المساعدة في التدريب والتأهيل. والحاجة إلى تحديث البرامج التأهيلية لمواكبة التطورات الحديثة في رعاية هذه الفئة، ومحدودية رواتب الكادر التربوي، واعتماد المتطوعين على مكافآت بسيطة لا تتناسب مع صعوبة العمل مع الإعاقة الذهنية.

احتياجات ملحة

وشددت مديرة المركز على أن هناك متطلبات أساسية لا بد من تلبيتها، ومنها، ترميم المبنى القائم وإنشاء مبنى إضافي مستقل، وتوفير كادر تعليمي متخصص إضافي (وفق المعايير العالمية: معلمة لكل 6 طلاب)، وتوفير مناهج تعليمية خاصة تتناسب مع الإعاقة الذهنية، بالإضافة الى توفير وسائل تعليمية وأجهزة تأهيل متقدمة. وكذا تمويل برامج تدريبية للكادر في مجالات الإعاقة والتوحد وتأمين وسائل مواصلات آمنة ومناسبة للطلاب. وتمكين المعاقين القادرين اقتصاديا عبر مشاريع صغيرة مدعومة، بالإضافة الى دعم برامج التوعية المجتمعية الخاصة بقضايا ذوي الإعاقة.

نداء إنساني

وجهت مديرة المركز نداء عاجل إلى الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية وفاعلي الخير من أجل تقديم الدعم اللازم، مؤكدة أن استمرار عمل المركز يمثل رسالة إنسانية نبيلة تجاه فئة هذه الفئة من المجتمع التي تستحق الرعاية والاهتمام.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الاستثمار في تعليم وتأهيل ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل المجتمع ككل، وأن دعم مثل هذه المؤسسات يمثل ضرورة إنسانية عاجلة لا تحتمل التأجيل.

 

قد يعجبك ايضا