الثورة نت /..
ترسيخا للهوية الإيمانية المتأصلة في وجدانهم، يحتفل اليمنيون على نطاق واسع بعيد جمعة رجب ذكرى دخولهم الإسلام، تعبيرا عن الشكر لله على نعمة الاسلام، واعتزازا بتاريخهم المشرف في نصرة النبي منذ فجر الدعوة.
وكما هو دأبهم كل عام استقبل أبناء الشعب اليمني ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب بالتكبير والتهليل، وأحيوها بالأمسيات الثقافية والموالد والتسابيح والأناشيد، في ظل أجواء روحانية حافلة بالذكر والحمد لله على نعمة الإسلام، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وعلى آله.
تتعدد مظاهر الاحتفاء والابتهاج بهذا العيد الديني، على كافة المستويات الرسمية والشعبية وفي كل المحافظات والمديريات والعزل والقرى حيث تقام الفعاليات الاحتفالية والندوات الدينية والثقافية، والأمسيات وحلقات الذكر وغيرها من المظاهر التي لا تخلو منها وزارة أو مؤسسة أو محافظة ومديرية وحي، ومدرسة ومسجد وصالة، وميدان.
وفي هذه المناسبة العطرة تتناقل الأجيال اليمنية المتعاقبة عظمة المواقف والشرف الكبير الذي حظي به الأجداد حين شهد لهم النبي بأنهم أهل الإيمان والحكمة والأرق قلوبا والألين أفئدة.
كما يروي الآباء والأجداد للأبناء والأحفاد عن ذلك الإرث الإيماني العظيم الذي تفرد اليمنيون عندما أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإمام علي عليه السلام إلى اليمن، وتحديدا إلى صنعاء فاجتمعت حوله قبيلة همدان الكبرى فقرأ لهم رسالة النبي التي يدعوهم فيها للإسلام، فما كان منهم إلا الاستجابة والدخول في الإسلام أفواجا وجماعات.
يحكون لهم أيضا كيف كان موقف الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما علم بهذا الموقف العظيم لأبناء اليمن، فسجد لله تعالى شكرا وحمدا، وردد ثلاثا (السلام على همدان)، ليتتابع بعد ذلك دخول القبائل اليمنية في الإسلام طوعا وبدون أي قتال.
أما على المستوى الاجتماعي فيحرص اليمنيون في هذا اليوم العظيم على صلة الأرحام، وتعم مظاهر التكافل الاجتماعي والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين وإقامة الولائم ودعوة الأقربين إليها تعبيرا عن الابتهاج بحلول جمعة رجب – عيد أهل اليمن.
يعبر أبناء اليمن من خلال هذا الحراك الثقافي والاجتماعي الواسع عن التمسك والاعتزاز بهويتهم الإيمانية الجامعة والانتساب لدين الله ولكتابه الكريم، فيبهتون بذلك أعداء الأمة وأعداء الإسلام ويقطعون الطريق أمام محاولات قوى الكفر المستميتة لفصل هذه الأمة عن هويتها وإبعادها عن دينها ونبيها وعن النهج المحمدي وهدى الله.
يشعر الغرب الكافر والصهيونية العالمية بكثير من الإحباط وهم يشاهدون يمن الإيمان والحكمة شعبا وقيادة وحكومة يسطرون المواقف العظيمة ويجددون الارتباط بدينهم وهويتهم ويعملون بكل ما جاء به نبيهم، ويتخذون من القرآن الكريم منهاج حياة، لإدراكهم أن التمسك بهذه الثوابت التي ابتعدت عنها الكثير من الشعوب والمجتمعات العربية والإسلامية هي السبيل إلى العزة واستعادة أمجاد الأمة ومكانتها العظيمة.
ومما يعزز مخاوف العدو أكثر هو ذلك الصمود والثبات الأسطوريين للشعب اليمني في مواجهة قوى العدوان، وفي ظل ما يشهده من تطور نوعي في التصنيع العسكري وتحقيق الانتصارات المتوالية في مختلف جبهات العزة والكرامة وفي مساندة القضية الفلسطينية، ونصرة المقدسات الإسلامية والمستضعفين من أبناء الأمة.
يدرك الأعداء أيضا أن هذه الانتصارات والإنجازات التي مكنت الشعب اليمني من تحقيق معادلة الردع، ما كانت لتكون لولا تمسكه بهويته الإيمانية والتفافه خلف قيادته الحكيمة الصادقة التي أعادته إلى ذات النهج الذي كان عليه الآباء والأجداد في نصرة الإسلام والدفاع عنه.
وبمضيه على هذا النهج والمسار العظيم يواصل الشعب اليمني بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي صناعة التاريخ، مجسدا النموذج الإيماني الفريد والقدوة لكل الشعوب التواقة إلى الحرية والانعتاق من الهيمنة الأمريكية الصهيونية.
سبأ
