معاقل الاستعمار تساقطت وتحقق النصر بفضل إرادة وتلاحم اليمنيين..


لن نتجاوز واقعنا المرير إلا بالعودة إلى أهداف وغايات المناضلين والشهداء الذين سعوا للم شمل أبناء الوطن الواحد.

* أكد العديد من المثقفين والسياسيين في محافظة الضالع أنه بفضل وشائج الإخاء والتلاحم بين المناضلين اليمنيين تساقطت معاقل الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن كأوراق الخريف وتحقق النصر العظيم بالاستقلال الوطني ورحيل آخر جندي بريطاني من تراب الوطن الطاهر في الـ30من نوفمبر 1967م.
* وأشاروا في أحاديثهم لـ»الثورة» إلى أن الثوار والمناضلين من جنوب الوطن وشماله سطروا أروع الملاحم البطولية والنضالية ورسموا بدمائهم الزكية طريق الحرية والمستقبل الواعد بفضل التلاحم النضالي الواحد الذي جسدوه على أرض الواقع وأثمر ببزوغ شمس الحرية والاستقلال.

* بدايتنا كانت مع الأخ سيف سعيد- مدير عام مكتب شهداء ومناضلي الثورة اليمنية بمحافظة الضالع- الذي استهل حديثه بالقول: في ظل بقاء المستعمر جاثماٍ على صدر الوطن ولمدة 139 عاماٍ كانت تلك الفترة بمثابة مأساة لليمنيين في جنوب الوطن بكل ما تحمله الكلمة من معنى فلا كرامة ولا عزة للإنسان وأرضه مغتصبة من قبل المستعمر فعقد اليمنيون العزم على ضرورة التخلص من هذا الكابوس الاحتلالي مهما كانت التضحيات وتوافدوا من مختلف مناطق اليمن واتجهوا لمساندة الثوار الأبطال بجبال ردفان.. بقيادة البطل الشهيد غالب بن راجح لبوزة حيث انطلقت أول شرارة ثورة 14 أكتوبر من هناك واستمر الكفاح حتى تهاوت وتساقطت حصون وقلاع الاستعمار في عدن والمناطق المجاورة لها الواحدة تلو الأخرى حتى أتى يوم الثلاثين من نوفمبر 1967م الذي كان يوم النصر المؤزر في خروج آخر جندي بريطاني من مدينة عدن فانتهى في ذلك اليوم الاحتلال وإلى الأبد.
* وأضاف: ولكن ما يؤسفني ويجعلني أشعر بعدم الوفاء لأولئك المناضلين هو قلة ما يتقاضاه البعض منهم من رواتب متدنية لا تتجاوز الخمسة آلاف ريال وهناك آخرون لم تضم أسماؤهم في كشوفات المناضلين نهائياٍ في الوقت الذي تصرف لأشخاص لا يعرفون عن الثورة إلا اسمها رواتب كبيرة وهذا أمر في منتهى الإهانة للمناضلين ولهذا أدعو الهيئة العامة لشهداء ومناضلي الثورة إلى إعادة النظر في رواتبهم والارتقاء بها إلى الوضع الذي يليق بهم كمناضلين وكذا ضم أسماء المتبقين إلى كشوفات المناضلين.
يوم النصر العظيم
* من جانبه يقول رئيس تحرير صحيفة العطاء الأخ زكي السقلدي :إن الـ30 من نوفمبر بعد يوم النصر العظيم على الاستعمار الذي قضى دهراٍ من الزمن وهو مغتصب لجنوب الوطن وأراد أن يجعل الوطن مجزأ ومفككاٍ وقد جاء هذا اليوم كنتيجة حتمية لإرادة المناضلين من أبناء هذا الوطن الذي كافحوا وناضلوا وبذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل حرية هذا الوطن.
* وتابع: ولعظمة هذا الشعب الحكيم وحنكة مناضليه أدركوا عمق الأهداف الاستراتيجية للاستعمار وأنه خطر يهدد استقرارهم ووحدتهم ويهدد عقيدتهم فما كان عليهم إلا أن يتوحدوا ويشكلوا نواة المقاومة والنضال الشعبي ضد الطغاة والمستعمر البريطاني الذي احتل الجزء الجنوبي من الوطن لغرض السيطرة على الملاحة والتجارة والموقع الجغرافي وذلك باستحداث قواعد عسكرية وكذا نهبه لثروات وخيرات ومقدرات الشعب اليمني الذي أهلكته حروب الزمن والتخلف والجهل والمرض.. وبحكنة أولئك المخلصين استطاعوا تكبيد المحتل الخسائر الجسام الواحدة تلو الأخرى حتى أجبروه على الرحيل وخروج آخر جندي من جنوده من مدينة عدن في الـ30 من نوفمبر الذي سجل تاريخه بماء الذهب وسيظل يردد على مدى الأجيال الصاعدة.
قطار الثورة
* وفي ذات السياق يقول التربوي صالح علي صالح: حين حاول المستعمر الأجنبي قهر شعبنا وقيامه بسفك دماء الشرفاء واستعباد الشعب انتفضت الجماهير اليمنية ضده وبما أن مقاومة المستعمر البريطاني لم تكن محصورة على مناطق بعينها فقد انتشرت جذوة النضال حتى عمت كل أرجاء الوطن الكبير وبما يجسد ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة وهو الأمر الذي جعل من الثلاثين من نوفمبر يوماٍ تحررياٍ بامتياز ويوماٍ أعاد الأمل للجماهير العربية والإسلامية بإمكانية النصر على القوى المعادية لأمتنا وفكرنا واستقلالنا بالإضافة إلى أهمية هذا اليوم في إعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية في الـ22 من مايو 1990م.
واستطرد قائلاٍ: إن عقد الستينيات على الرغم من معاناة اليمن فيه إلا أنه شهد أزهى انتصارات اليمن الكبير والذي يمكن تسميته بعقد الثورة اليمنية بأوجهها الثلاثة: سبتمبر وأكتوبرونوفمبر كمحطات ثلاث لقطار واحد هو قطار الثورة اليمنية ومدى سيره من أقصى الشمال إلى أدنى الجنوب ومن بدايات الشرق إلى منتهيات الغرب والذي أجبر الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس أن تندحر من أرض اليمن وهي تجر أذيال الخيبة والهزيمة.
حدث عظيم
* ومن جهته يقول الأخ حسن رضوان :اليوم تكتمل الفرحة بالاحتفال بعيد الاستقلال بالتزامن مع تخطي الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد ولأن هذا الحدث كان عظيماٍ فقد استطاع شعبنا العظيم وخلال مسيرته النضالية أن يسطر تاريخاٍ ناصعاٍ مخلصاٍ تتويجاٍ لمسيرته النضالية وإيمانه العميق بأن الاستعمار هو عدو الأرض والإنسان وهو الناهب لثرواته المفكك لروابط الدم والدين واللغة مفرق لوحدة الصف الوطني والنسيج الاجتماعي المتماسك وهو الفوضى وهو صانع الفجوات بين الشعوب وحكوماتها وهو ثقافة الكراهية وهو مسعر الحروب وهو صانع الأزمات وهو الثقافة المنافية لقيم أخلاقيات ديننا الإسلامي فقد استطاع شعبنا أن يقاوم وبشراسة ذلك المستعمر إلى أن تم طرد آخر جندي من جنوده في الثلاثين من نوفمبر 1967م.
دروس وآمال
* الأخ عبدالله حسن الطيار رئيس جمعية البر تحدث من جانبه قائلاٍ: نوفمبر هو جامعة الحرية التي يجب علينا أن نستلهم منها كشعب يمني دروساٍ في النضال والتلاحم والتضحيات التي جسدها آباؤنا في جنوب الوطن وشماله واستبسالهم في سبيل نيل الحرية والاستقلال من عدو غاشم جاء من أقصى المعمورة طمعاٍ في ثروات شعب يأبى كل صنوف الذل والعار ويعلمنا درساٍ في التآخي والوحدة والأمل بالغد المشرق وذلك من خلال التلاحم الأخوي والمودة فيما بين أبناء الشطرين آنذاك والتعاون على دحر العدو المشترك لهم وقد كان الهدف الثاني بعد التحرير هو إعادة وحدة الشعب وقد عمل الآباء منذ تحرير جنوب الوطن على تحقيق الحلم اليمني والعربي المتمثل في وحدة الوطن لكي تجمع شمل اليمينين وتلغي حدود الفصل المستحدثة والعداوة ليصنعوا من ذلك النضال تاريخاٍ حافلاٍ بالمحبة بين أبناء الشعب ويمضوا كشعب واحد لتحقيق الأمن والازدهار.
* وأردف: إن واقعنا المرير الذي نعيشه حالياٍ ما هو إلا نتاج تناسينا لماضي الآباء ودورهم البطولي في محاربة الاستعمار وحلمهم بأن يروا أبناءهم كتلة واحدة في أرض واحدة وبسبب أخطائنا التي ارتكبناها جميعاٍ بمختلف انتماءاتنا المناطقية والسياسية وهذا يستدعي من الجميع العودة إلى أهداف وغايات المناضلين والشهداء الذين سعوا بعد دحر المستعمر إلى توحيد الوطن.
* وندعو جميع الأطراف والمكونات إلى تحكيم العقل والرشد السياسي والضغط من أجل تطبيق مخرجات الحوار الوطني التي أعطت القضية الجنوبية حقها.

قد يعجبك ايضا