لدي قناعة كاملة بأن ما يجري في حضرموت والمهرة هو “مسرحة” وفوق سقف النظامين السعودي والإماراتي، بل وهو معطى لمطبخ مشترك تشارك فيه وتشرف عليه أمريكا وإسرائيل، ولا تصدقوا في هذا السياق تصريحات القلق الأمريكي أو دعوات ضبط النفس كما يزعمون، ولا تصدقوا في هذا السياق ما يروج له عن صراع سعودي ـ إماراتي أو تصريحات المسؤولين السعوديين كما وزير الدفاع أو غيره، فذلك مطلوب كي لا تنفضح الطبخة وليس أكثر..
هذه المسرحة تتمحور غايتها وأهدافها ويراد من ذلك فرض ما يسمى حل سياسي بما لا تقبل به صنعاء أو جرها إلى اقتتال داخلي ربطاً بالوحدة والانفصال وفرض موضعه وتموضع لقوى سياسية لتكون بمثابة شريكة ميدانية في تفعيل هذه الطبخة الوحيدة..
هم في هذه الطبخة لا يريدون حرباً مع السعودية والإمارات ، ولا أستطيع هنا الجزم بأن الطبخة والمطبخ المشترك بمقدوره أن يمنع المس بالسعودية والإمارات ، ولعلي هنا فقط أقرأ واقع وأقر بوقائع ليس من أرضية معلوماتية وليس من توجهات سياسية موثوق بها..
الذين يعارضون صنعاء لا جديد لديهم غير الأسطوانة المشروخة القديمة التي تتحدث عن ما يسمونه بأذرع إيران والمشروع الإيراني، حتى أن “الكهنوت” كمصطلح اعتدنا على سماعه في خطابهم بات يتراجع كعنوان أو كاستعمال..
وزير الخارجية الإيراني السابق “ظريف” قال: نحن دعمنا حزب الله ودعمنا حماس، فيما حزب الله وحماس لم يطلقا رصاصة واحدة للدفاع عن إيران، ولكم قراءة الفرق بين الطرح “الظريف” وبين إسهاب “السبل” وليس الأذرع عن أذرع إيران والمشروع الإيراني..
أليس الأولى أن يتعاطوا مع مشروع الشرق الأوسط الجديد المعلن أمريكياً وإسرائيلياً بشكل يومي ويقرون أنهم معه ويريدونه عاجلاً وليس آجلاً، فيما نحن نقول ونكرر بصوت عالٍ إننا نرفض الوصاية السعودية والإماراتية والأمريكية والصهيونية، ولكننا قبل وبعد ذلك سنظل مع قضيتنا الأساسية قومياً وإسلامياً وهي فلسطين ولن نتخلى عنها قبل أو بعد أي اتفاق، فهل يراد من عناوين مثل أذرع ومشروع إيران أن نتخلى عن فلسطين ،ذلك هو المستحيل..
ذات السؤال قد نطرحه لظريف وهو هل حزب الله أو حماس في وضع يدافعا فيه عن إيران، فما دامت القضية الرئيسية هي فلسطين فليس أمام إيران إلا أن تكون أو لا تكون معها ولدينا أنظمة عربية وإسلامية لا تقول في الظاهر إنها ضد فلسطين وهي شريكة في حروب الإجرام والإبادة ضد الشعب الفلسطيني..
هل رسالة ظريف أنه يفكر في حياد إيجابي لا يطبع من فوق ولا من تحت الطاولة ولا يشارك في الحرب ضد الشعب الفلسطيني كما تمارسه أنظمة عربية وإسلامية..
هكذا نريد شفافية تفكيك المشاريع في المنطقة أكان مشروع الشرق الأوسط الجديد أو ما يزعمون بأنه مشروع إيراني وكذلك المشاريع السعودي ـ الإماراتية في اليمن، وبالتالي فعلى الذين يعارضون وطنهم بذريعة إيران تحديد موقف أولاً من المشروع الأمريكي الصهيوني دون استخدام ألفاظ وعبارات ممجوجة لكل أنظمة العمالة تاريخياً وما أضيف لها وإليها منذ “كامب ديفيد”..
هذه” المسرحة” التي جرت في حضرموت وربطاً بها هي مرتبطة ارتباطاً عضوياً وحميمياً بالمشروع الأمريكي الصهيوني، ومن يعارضون صنعاء هم مع المشروع الأمريكي الصهيوني ولم يعودوا يكذبون إلا على أنفسهم بأغطية الأذرع والمشروع الإيراني وغير ذلك..
مفاجأة صنعاء المتوقعة والقادمة ستحرق كل أوراق العمالة والعملاء وتفشل كل حسابات وألعاب أسيادهم صغارهم والكبار، وإيماننا بالله واعتمادنا عليه تجعلنا نمارس هذا الوضوح والشفافية في العمل والتعامل!!.
