خمس مراحل عسكرية بدأت بالاستيلاء على سفينة جلاكسي ليدر وانتهت بضرب عمق الكيان الغاصب
ثلاثي الشر يشن أكثر من 775 غارة وقصفًا بحريًا على اليمن لإيقاف تضامنه ومساندته الشعب الفلسطيني
تصدر أبناء الشعب اليمني قائمة الشعوب العربية والإسلامية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ عقود، ولم يبخل يوماً ما أو يتخلى عنها، وقدّم تضحيات جسيمة من أجلها في سبيل دحر العدو الصهيوني من الأراضي المحتلة، سواء كان في فلسطين أو جنوب لبنان، فمنذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، ساند الشعب اليمني الأشقاء في فلسطين بالقول والفعل، بالرغم من أن اليمن يعيش منذ نحو عشر سنوات عدوان وحصار من قبل التحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً، إلا أن القضية الفلسطينية حاضرة ومتجذرة في وجدان اليمنيين، ويعيشون آلام الفلسطينيين وأحزانهم في غزة والضفة وكل فلسطين.
الثورة/أحمد السعيدي
بشعار “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”؛ حدّد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي القاعدة الأساسية لمساندة غزة، منذ الأيام الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، وتتمثل في فعل ما يكون له أثر كبير في إطار التنسيق مع جبهة الجهاد والمقاومة، وفي الـ13 من شهر تشرين أول/أكتوبر العام الماضي انطلقت شرارة العمليات اليمنية بإطلاق سرب من الطائرات المسيّرة على أهداف حساسة في أم الرشراش “إيلات”، وتلا ذلك بيوم هجوم بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة، ضمن المرحلة الأولى من التصعيد والمفارقة أن تلك القدرات حاولت اعتراضها دفاعات الأنظمة المطبعة الجوية إلى جانب الأميركي والصهيوني ودول غربية أخرى.
مراحل التصعيد العسكري
في الـ19 من شهر نوفمبر العام الماضي؛ أعلنت القوات المسلحة اليمنية عزمها استهداف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني أو تعود ملكيتها لشركات صهيونية، في مرحلة ثانية من التصعيد لمساندة غزة، وذلك بالتزامن مع الإعلان الأوروبي عن عملية “سبيدس” البحرية لدعم أميركا وحماية التجارة الصهيونية؛ ولأن العدو اعتمد أسلوب التمويه والتخفي، للمرور الآمن لسفنه من البحر الأحمر برفع أعلام دول أخرى وإخفاء ملكية السفن والشركات المشغلة لها، حدثت المفاجئة باستيلاء القوات اليمنية على سفينة “جالكسي ليدر” في عملية نوعية واقتيادها إلى الساحل اليمني. توالت بعدها الضربات والهجمات على السفن المشمولة بقرار الحظر لمنع وصولها إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار، وتخلل تلك العمليات إطلاق دفعات من الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على مراحل متتالية على أهداف عسكرية للكيان في “إيلات”، وشمل قرار الحظر في هذه المرحلة استهداف السفن الواصلة إلى كيان العدو أيًا كانت جنسيتها.
مواصلة المعركة
مع زيادة الضغوط على كيان العدو؛ أعلن وزير الحرب الأمريكي عن تشكيل تحالف “حارس الازدهار”، في 18 كانون أول/ديسمبر 2023، لحماية السفن “الإسرائيلية” في البحر الأحمر وتقويض القدرات اليمنية. غير أن النتائج كانت عكسية؛ إذ نالت السفن الأمريكية والبريطانية نصيبًا وافرًا من الضربات، في شهر كانون الثاني/يناير وبداية شباط/ فبراير ففي 14 من شهر أذار/مارس العام الجاري، ونتيجة لإيغال العدو “الإسرائيلي” بسفك دماء الشعب الفلسطيني أعلن اليمن على لسان قائده بدء المرحلة الثالثة من التصعيد، وتمثلت بتوسيع العمليات ضد السفن “الإسرائيلية” أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة لتشمل خط عبورها في المحيط الهندي، على أساس أن البحر الأحمر وكذلك العربي مغلقين في وجه الصهاينة، أما المرحلة الرابعة، فقد كانت في اتجاهين: الأول ملاحقة السفن كافة والمشمولة بقرار الحظر إلى أي منطقة تطالها القوات المسلحة في البحر المتوسط. والاتجاه الآخر يتمثل بفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أيّ جنسية كانت، ومنع جميعَ سُفن هذه الشركات من المرور في منطقة العمليات البحرية لتتوج المرحلة بضرب العديد من السفن.
ضرب عمق الكيان
وبطائرة “يافا” التي تدخل خط المواجهة لأول مرة؛ أعلن اليمن عن نهاية المرحلة الرابعة وبداية المرحلة الخامسة من التصعيد، ورأى السيد القائد ان قصف “تل أبيب” بالطائرة المتطورة محلية الصنع معادلة جديدة ستستمر وتتثبت. وفي تأكيد على تآكل قوة الردع الصهيونية وفشل التشكيلات كلها التي تحيط بالكيان لحمايته، تكرر ضرب عاصمة القرار الصهيوني بضربات نوعية ومتسارعة لا سيما بعد التصعيد في لبنان واغتيال شهيد الاسلام القائد السيد حس نصر الله، وخلال هذه المرحلة؛ أدخلت القوات المسلحة صاروخ فرط صوتي “فلسطين 2” وصاروخ “قدس 5 ” المجنح، مع استمرارية العمليات المساندة البحرية التي استهدفت 193 سفينة منذ بدء عملية الإسناد؛ منها إحراق السفينة “سونيون” النفطية في المرحلة الخامسة، ليثبت اليمن بقصفه أكثر من 1000 صاروخ ومسيرة وزوارق بحرية قدرته على تطوير أسلحته وتكتيكاته وفقًا لمتطلبات المعركة، وبموازاة ذلك تمكّنت الدفاعات الجوية خلال هذه المرحلة من إسقاط 11 طائرة أميركية من نوعMQ9.
ضريبة الدفاع عن فلسطين
الدفاع عن القضية الفلسطينية كان واجباً حتمياً لأبناء الشعب اليمني وفي سبيل ذلك تحملوا بكل بسالة تبعات ذلك الموقف المشرف حيث أعتدى على اليمن دول الشر أميركا وبريطانيا وكيان العدو في محاولة لإيقافه عن موقفة وبلغ عدد الغارات المعادية من ثلاثي الشر أكثر من 775 غارة وقصفًا بحريًا، ونتج عنها استشهاد 82 وجرح أكثر من 340 بينهم نساء وأطفال. وكل ذلك لم يفد الأمريكي في الحد من عمليات اليمن العسكرية في البحار أو ردعها وتوقفها، ولم يؤثر في عزيمة وإرادة الشعب اليمني الذي استمر في خروجه المليوني المساند لغزة كل أسبوع مع أنشطة متعددة، وصلت في المناورات والعروض العسكرية والمسير العسكري وفقًا لتأكيد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى 2851 نشاطًا.
الحضور الشعبي
ما إن أعلنت المقاومة الفلسطينية عملية السابع من أكتوبر 2023م، بادر الشعب اليمني بقيادة قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بمشاركة الشعب الفلسطيني صموده وثباته وتصديه لعصابات الكيان الصهيوني ودعم مقاومته، وذلك بالحضور الشعبي في الميادين، فخلال أكثر من عام على عملية “طوفان الأقصى” والشعب اليمني لم يكل أو يمل، في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية في غزة وكل فلسطين، بكل ما يمتلكه من إمكانيات، بما في ذلك الاحتشاد المليوني الأسبوعي، للتعبير عن استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة، حيث واصل اليمنيون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني بالأنشطة الشعبية والفعاليات التضامنية التي بلغت حسب السيد القائد حتى الأسبوع الماضي 746 ألفاً و972 نشاطاً، في حين بلغت أنشطة التعبئة على مستوى المسير العسكري والعروض والمناورات والأنشطة العسكرية ألفين و866 نشاطاً، ويؤكد متابعون، أن الموقف اليمني، يُعلى ولا يُعلى عليه، فاليمنيون يقدمون القضية الفلسطينية على قضيتهم أو قضاياهم وهذا ما يميزهم عن بقية الشعوب العربية والإسلامية، فاليمن الدولة العربية الوحيدة التي تتحرك نصرةً للأشقاء الفلسطينيين في زمن يوجد فيه حكام “عرب” متصهينين ومطبعين وخائنين.
الطوفان وحدٌ اليمنيين
يبدو الشارع اليمني للمتابع الخارجي وقد وحّده طوفان الأقصى بعد عدوان غاشم، امتد لنحو تسع سنوات، سقط ضحيته عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ودمر مؤسساته وبنيته التحتية الهشة، وتسبب بأزمة اقتصادية هي الأسوأ في العالم، وفقًا لتوصيف المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، ورغم هذا المشهد استطاعت عملية “طوفان الأقصى”، وما أعقبها من مشهد مأساوي في غزة جراء العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على القطاع أن توحّد الشارع اليمني من شرقه إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله، وذلك بما تحتلّه فلسطين وقضيتها العادلة من مكانة مرموقة في وجدان الشعب اليمنيّ بمختلف مكوناته مع تصدر حكومة صنعاء للمشهد التضامني حيث تمكنت من ترجمة أقوالها وتهديداتها إلى أفعال من خلال الاستهداف المتواصل للسفن التي لها علاقة بإسرائيل أو تتجه نحو موانئها، وكذلك السفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب،