الثورة /
تسلم فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف بمحافظة ذمار، الخميس الماضي 195 قطعة أثرية من أهالي منطقة بينون بمديرية الحدا.
ويأتي تسليم القطع الأثرية ضمن مبادرة أطلقها فرع الهيئة من خلال تشكيل لجنة مبادرة تتولى رفع الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على المواقع التاريخية وتسليم ما بحوزتهم من قطع أثرية للهيئة المختصة بحماية وحفظ الآثار.
وتتضمن القطع الأثرية المسلمة (161) قطعة أثرية من المواطن ناصر محمد الدبا وأولاده، و(34) قطعة أثرية من المواطن صالح مطهر الباشا، وجميعهم من أبناء منطقة بينون التاريخية.
وتتمثل القطع الأثرية المستلمة في نقوش حجرية بخط المسند وزخارف نباتية وحيوانية وأثاث جنائزي وفخاريات ومباخر وأجزاء من عناصر معمارية.
وتمثل جميعها أهمية تاريخية، إذ تعود للفترة ما بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الخامس الميلادي حسب الدراسات الأولية.
وخلال عملية فحص وتوثيق للقطع المستلمة في المتحف التعليمي للآثار بقسم الآثار بجامعة ذمار، أكد محافظ ذمار محمد ناصر البخيتي، أهمية جمع القطع الأثرية وتوثيقها، وتشجيع المواطنين على تسليم ما لديهم من قطع أثرية.
وأشاد بمبادرة المواطنين الدبا والباشا في تسليم ما لديهما من قطع أثرية.
واستعرض المحافظ البخيتي المؤامرات التي تحاك ضد تاريخ وهوية الشعب اليمني ومنها جرائم تهريب الآثار وبيعها، إلى جانب جرائم الاستهداف الممنهج للمواقع الأثرية والمتاحف كما حصل لمتحف ذمار الإقليمي وعدد من المواقع في عدد من المحافظات.
وأكد أهمية رفع الوعي المجتمعي بضرورة الحفاظ على المواقع الأثرية والتصدي لجرائم العبث والتدمير الممنهج للمواقع الأثرية من قبل عصابات الآثار.
وحث المواطنين على التفاعل مع مبادرة فرع الهيئة والمسارعة في تسليم أي لقى أو قطع أثرية لحفظها وتوثيقها تمهيدا لعرضها في المتاحف ونسبتها إلى المواقع التي جمعت منها باعتبارها تعكس الخصوصية الحضارية للشعب اليمني.
ولفت المحافظ البخيتي إلى أن الدولة سوف تحفظ الحق المعنوي للمبادرين في تسليم القطع الأثرية، وستظل تلك المبادرات محل تقدير واحترام عبر الأجيال المتعاقبة التي ستكون واعية ومقدرة لعظمة وأهمية تلك القطع.
من جانبه، أوضح مدير فرع هيئة الآثار والمتاحف شداد العليي، أن لجنة المبادرة تعمل بالتنسيق مع المجتمع والشخصيات المبادرة لتقديم ما بحوزتها من قطع أثرية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها قيادة السلطة المحلية.
وبيَّن أنه سيتم عرض القطع الأثرية المستلمة من المواطنين على لجنة علمية منبثقة عن لجنة المبادرة في المحافظة، وذلك لفحصها وتسجيلها وتوثيقها، ومن ثم تكريم المبادرين.
ودعا المواطنين إلى المسارعة في تسليم ما لديهم من قطع أثرية ولقى إلى الجهات المختصة والتصدي للحملات التي تستهدف الآثار والحضارة اليمنية.
وأوضح، أستاذ الآثار اليمنية القديمة المساعد بجامعة ذمار- رئيس اللجنة العلمية للمبادرة الدكتور فضل العميسي، أن هذه المبادرة تعد الأولي من نوعها على مستوى الوطن كونها قدمت أكبر عدد من القطع الأثرية.
بدوره ذكر رئيس قسم الآثار والمتاحف بجامعة ذمار أستاذ الفنون الإسلامية المساعد- عضو اللجنة العلمية الدكتور صلاح الكوماني، أن القطع الأثرية سوف تثري معلومات الباحثين والمتخصصين الأثريين بمعلومات تاريخية هامة.
فيما أكد الباحث المتخصص في النقوش اليمنية- عضو اللجنة العلمية، محمد الشرعي، أن النقوش الموجودة في القطع المستلمة تحوي معلومات مهمة تؤرخ لعمليات بناء خزانات مياه وقنوات ري وعمليات بناء أخرى ومعارك وأحداث دارت في مدينة بينون التاريخية والدولة الحميرية.
وأشار مدير إدارة الآثار بفرع الهيئة العامة للآثار بذمار- مقرر اللجنة العلمية الدكتور صالح الفقيه، إلى أهمية القطع المستلمة وأهمية المبادرة التي تأتي في الوقت الذي تعاني منه المواقع الآثار من حملات نهب وتدمير ممنهجة.
حضر عملية الفحص والتوثيق مدير فرع الآثار بمديرية عنس- عضو المبادرة صالح بغاشة وعضوا المبادرة عبدالكريم النهاري وغدير الصالحي.
وكانت لجنة المبادرة قد تسلمت قبل ذلك بأيام عدد أربع مخطوطات عبارة عن أجزاء من مصاحف (قرآن كريم) مقدمة من المواطن مجاهد محمد محمد حزام ، من أهالي مخلاف آنس، استجابة لمبادرة الحفاظ على الآثار.