رسالة صنعاء الثالثة .. ليلة مرعبة في الإمارات وهلع في تل أبيب

الايكونوميست: هجمات اليمن تضع أبو ظبي أمام خيارات صعبة

 

الثورة / عبد الملك محمد
وجهت صنعاء رسالتها الثالثة لدويلة الإمارات بضربة جديدة استهدفت مطار أبوظبي ومنشآت حيوية حساسة في العاصمة الإماراتية وفي دبي بالتزامن مع زيارة رئيس كيان الاحتلال الإسرائيلي لأبوظبي، الذي بات ليلة مرعبة لم يهنأ فيها برغد الاستضافة، حيث أقضَّت الانفجارات مضجعه، وربما بات في أحد الملاجئ بأبو ظبي، وسادت حالة من الهلع والقلق لدى سلطات دولة الاحتلال وبرزت بصورة واسعة في وسائل إعلامها الرسمية خشية أن يتعرض رئيس كيانها لأي مكروه .
وتداولت مواقع عبرية، أن رئيس كيان الاحتلال، إسحاق هرتسوغ، أمضى ليلة الأحد، داخل أحد الملاجئ في قاعدة الظفرة الجوية، عقب استهدافها بالصواريخ البالستية والمسيَّرات.
وأكدت أن القوات الأمريكية نقلت هرتسوغ من مقر إقامته إلى قاعدة الظفرة.
وزارة الدفاع الإماراتية، وفي محاولة لتخفيف حدة الرعب والهلع في أوساط سكان الإمارات والمقيمين والمستثمرين فيها ولدى سلطات الاحتلال، سارعت لإصدار بيان هزيل قالت فيه أن قواتها تمكنت من اعتراض صاروخ باليستي اُطلق من اليمن، وأن شظاياه سقطت في أماكن مفتوحة، وهو ما يدلل على نجاح وصول الصواريخ إلى الأماكن المستهدفة وكذلك ضربات الطيران المسيّر.
وتعد هذه العملية التي أطلق عليها متحدث القوات المسلحة « عملية إعصار اليمن الثالثة»، والتي استهدفت مواقع استراتيجية وحساسة في أبوظبي ودبي، واعترفت الإمارات بجزء يسير منها، الثالثة في اقل من عشرين يوما، وهي الفترة التي أخذت فيها الإمارات تصعيداً عسكرياً في اليمن سواء بتكثيف الغارات أو بتحريك أدواتها ومرتزقتها في أكثر من جبهة، ولم تأبه لتحذيرات صنعاء المتكررة، التي لم تستمر طويلاً، ليكون الرد حاسماً، وغير متوقع بالنسبة لولي عهد الإمارات والمسؤولين الإماراتيين الذين – ربما – لم يدر بخلدهم أن صنعاء ستكون قادرة على الرد بهذا الشكل المزلزل، وبثلاث عمليات نوعية في أقل من شهر، كشفت المستور، وأظهرت أن الإمارات دويلة هشة بامتياز واقتصادها الذي ترتكز عليه سينهار سريعا، كونها أصبحت غير آمنة، في ظل استمرار الهجمات عليها من قبل القوات الصاروخية والطيران المسيّر، وهي عمليات عسكرية ستستمر وستزيد في حدتها كرد مشروع ، على استمرار العدوان وعلى التصعيد العسكري الإماراتي في اليمن.
وبحسب المراقبين والمحللين، فإن عملية إعصار اليمن الثالثة، التي تزامنت مع وصول رئيس الكيان الإسرائيلي إلى أبوظبي وحالة الرعب والقلق التي رافقت سلطات دولة الاحتلال وبرزت بصورة واسعة في وسائل إعلامها الرسمية التي لا تزال تتحدث عن مخاوف من مغادرة الرئيس لدولة الإمارات خشية استهداف طائرته. حيث طلبت الاستخبارات الإسرائيلية من رئيس الاحتلال مغادرة الإمارات فوراً، بعد الهجمات الجوية على الدولة المطبِّعة حديثاً.
وفي الوقت نفسه فإن العملية هي رسالة واضحة الدلائل بالنسبة لدويلة الإمارات، تضعها أمام خيار وحيد وهو مراجعة حساباتها وإعلان انسحابها الكامل من العدوان على اليمن إذا أرادت أن تكون في مأمن، كما تحمل في طياتها رسالة أخرى مفادها أن ارتماءها في أحضان العدو الأبرز للأمة العربية والإسلامية وطلبها الدعم منه لمواجهة الهجمات والمخاطر التي تهددها لن تجديها نفعا ولن تردأ عنها صواريخ صنعاء وطيرانها المسيّر الذي سيزلزل طغيانها وينهي غطرستها إذا لم تراجع حساباتها وتدرك حجمها الحقيقي على الأرض. ما لم فإن الأيام القادمة ستحمل في جعبتها الكثير من المفاجآت المرعبة للإمارات وولي عهدها الخائن للأمة. وفي هذا الصدد قالت صحيفة «الإيكونوميست» البريطانية إن الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية اليمنية باتت تهدد سمعة الإمارات بشكل كبير، كملاذ آمن للاستقرار..
وأضافت أن القوات المسلحة اليمنية التي تطلق الصواريخ والطائرات بدون طيار كل أسبوع تقريباً إلى السعودية أصبحت شائعة.. لكن لم تكن للإمارات كذلك، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها القوة الصاروخية اليمنية الإمارات بنجاح في غضون أسابيع قليلة للمرة الثالثة.
ولفتت إلى أن هذه الهجمات تعرض على الإمارات خيارات صعبة: التراجع عن تصعيدها في اليمن، أو المخاطرة بالمزيد من الهجمات التي قد تلحق أضراراً حقيقية باقتصادها.
وأضافت الصحيفة وفق موقع «26 سبتمبر» أنه بعد أن قامت الإمارات بنقل ودعم ألوية العمالقة من ساحل البحر الأحمر إلى شبوة، شنت القوات المسلحة اليمنية عملية نوعية على أبوظبي..
وكانت الهجمات بمثابة تحذير نهائي للإمارات: أوقفوا عدوانكم وتقدمكم أو ستواجهون المزيد والمزيد من الهجمات.
ورأت الصحيفة أن مخاطر السمعة التي تهدد الإمارات أكبر بكثير.. حيث تسوّق نفسها كواحة للاستقرار في المنطقة، بيد أنها تنتهج سياسة خارجية عدوانية تورطت فيها، لتغير آراء المستثمرين ونظرتهم للإمارات بعد أن كانت بلدا آمنا للاستثمارات.
وتمضي الصحيفة بالقول: لم يكن لدى السائحين البالغ عددهم 22 مليوناً، الذين زاروا الإمارات في عام 2019، ما يدعوهم للقلق سوى حروق الشمس.. ومع ذلك فإن استمرار الهجمات من شأنه أن يعرض تلك الصورة للخطر.
وأكدت الصحيفة أن (زعماء) صنعاء ليسوا وكلاء إيرانيين فهم كثيراً ما يتصرفون بشكل مستقل.. ولذا فإنه يتعين على الإمارات الآن أن تقرر مصيرها، ما إذا كانت ستضغط إلى الأمام أو ستتراجع في اليمن.

قد يعجبك ايضا