محمد عواد –
ارتبطت الدموع في مجتمعنا العربي منذ زمن طويل بالضعف والجبن¡ فنحن مجتمع سعى بنفسه لإعدام مشاعره الصادقة ووضع شروطا◌ٍ لها وكأنها بيدنا¡ فلم نسمع دعوات للدموع أو البكاء إلا نادرا◌ٍ¡ لكن أحداثا◌ٍ مرت معي خلال الفترة الماضية جعلتني أتذكر قوة الدموع عند الاخفاق.
يقول مصطفى الرافعي “الدموع دماء الروح”¡ وهو قول من ثلاث كلمات يشرح كل شيء¡ فالدموع تحرر فينا الروح من جديد وتجعلها منطلقة¡ فالله تعالى خلق هذه المياه المالحة في عيوننا ليس عبثا◌ٍ ولا لغايات تنظيفها من الغبار فقط¡ فهو جعلها وسيلة تحرير روحك عندما تختنق.
اسأل العاشق الذي قضى الليالي يبكي ويتألم كيف شعر بعد ذلك¿ .. كيف انطلقت روحه ووجد من يحبه ولا يتسبب له بهذه الدموع من جديد¿¡ واسأل من حارب دموعه كيف يتألم حتى الآن.
اسأل من أخفق في هدف كان يحاول تحقيقه وعاد للبيت خجلا◌ٍ من زوجته أو أسرته فأغلق الباب على نفسه¡ وبكى وبكى وبكى … حتى تحولت هذه الدموع لوقود يطلق أفكاره ويكرر العودة ورسم الابتسامة على وجهه ومن يهمونه.
لا تصدق أبو العتاهية عندما قال “بكيúت◌ْ على الشøبابö بدمعö عيني … فلم ي◌ْغنö الب◌ْكاء◌ْ ولا النøحيب◌ْ”¡ فالبكاء الصادق يخلق الفعل ويعيدك شابا◌ٍ ولو كان عمرك مليون سنة¡ فالشباب شباب روح والانطلاق¡ والدموع بقصد التغيير هي من تدفعنا للتقدم.
اليابانيون بكوا كثيرا◌ٍ بعد القنابل النووية التي دمرتهم ولكنهم قاموا بردة فعل¡ في حين أننا نصر على خلط الدموع بالغضب والوعيد فلا نستفد من الدموع ولا نحقق الوعيد¡ لحظات البكاء مقدسة¡ استسلم لها فقط .. اجعل دموعك تنسال ولا تصدق أنك كرجل تفقد رجولتك وأن المرأة تؤكد ضعفها¡ فالدموع مخزن طاقة يجب أن يتحرر حتى تتحرر أنت .
الخلاصة ..ابكö على اخفاقك .. فهذا سيحوله لنجاح !
Prev Post
قد يعجبك ايضا
