خطباء ومرشدون لـ”الثورة”:
استطلاع/ أمل عبده الجندي
قال تعالى” كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَـمْ تَكُونُوا تَعْلَـمُونَ” صدق الله العظيم، بهذه الآيات الروحانية تتجلى عظمة محمد صلوات الله عليه وآله، ومن هنا فإن احتفال الشعب اليمني بالمولد النبوي الشريف رحلة علم وجهاد نستلهمها من نبينا وحبيبنا لنسير خطاه وننهج نهجه ونقتدي به في كل أمور حياتنا..
يقول محمد الغليسي, نائب مدير عام مكتب الاوقاف والارشاد :إن لهذه المناسبة العزيزة دلالاتها العظيمة وهي الابتهاج والاعتراف بفضل الله وبنعمته ورحمته أن بعث إلينا رسولاً من أنفسنا قال تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون). لذا فإن إحياء ذكرى المولد هو مناسبة للحديث عن رسول الله ومبعثه ومنهجه ورسالته وعن واقع الأمة وتقييمه والتعبير عن الولاء له وهذا أهم جانب في إحياء مولده لأن الإيمان بولايته وتعظيمه وتوقيره والاهتداء به والاتباع له هو اتباع لسنته صلى الله عليه وآله.
ارتباط وثيق وتصحيح لمسار الأمة
جيل بعد جيل يتوارث شعبنا اليمني العظيم هذا الإيمان وهذا الشرف المتميز في تفاعله مع ذكرى المولد النبوي، لأنه يمن الإيمان يمن الأنصار، له مبادئ حق يتمسك بها، وأخلاق كريمة يتحلى بها، وروحا طيبة يحملها، ومحبة وإجلالا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولن تفلح جهود ومساعي القوى الظلامية الضالة المخذولة في تغيير هذه السجية الطيبة، وهذا الانتماء الأصيل لهذا الشعب المسلم، كما أن معاناة شعبنا من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الهمجي المجرم الظالم لن تثنيه عن الاحتفال بهذه الذكرى في كل عام، لأنها مناسبة يربطنا بها الإيمان، وتزيد الأحداث والتحديات من أهميتها.
وقال الغليسي :إن من أهم وسائل التعرف على رسول الله هو الاحتفال بالمولد الشريف لأنه من خلال الموالد تقام الندوات والمحاضرات والدروس والعبر عن سيرته ومنهجه وجهاده صلوات الله عليه وعلى آله، التي تحتاج إليها الأمة اليوم وتستفيد منها البشرية بأكملها في تصحيح وضعها وإصلاح واقعها ومواجهة الأخطار، خاصة بعد أن تفاقمت مشاكل البشرية بفعل قوى الطاغوت والاستكبار الظلامية الظالمة التي تسعى في الأرض فسادا وتملأها ظلما وجورا.
روحانية المولد
الحمد لله القائل : ?لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ?.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبود بحق سواه القائل: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا?.
بهذه الآيات الروحانية استهل عبد الرحمن حسين احمد الموشكي مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد حديثه عن أهمية إحياء مولد رسول الأمة وشفيعها الذي أرسل بالهدى ودين الحق وبعثه في الأميين ليكون معلماً وهادياً وبشيراً ونذيراً.
وقال: نقف اليوم بين يدي شهر ربيع الأول، ربيع الخير والسلام والمحبة والوئام والنور والرحمة المهداة للعالمين، نقف نحن الشعب اليمني بكل فئاته وطوائفه ونحن مشغولون جميعنا بالاحتفال بيوم ميلاد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ، رسول الرحمة والقدوة الحسنة والعزة والكرامة والإحسان والإيمان والقرآن، ككل عام ولكن هذه الأعوام التي نمر بها نسعى جاهدين على أن نحتفل به بشكل أعظم وأكبر وأوسع حتى يعلم العالم أجمع أننا أمة محمد صلوات الله عليه وعلى آله على نهجه سائرون ، وعلى خطاه متفقون مهما طغوا وأفسدوا وتكالبوا علينا.
ترسيخ القيم والمبادئ الدينية
نستلهم منه القوة في جبهات العزة والكرامة لمواجهة أعداء أمة الحبيب المصطفى وترسيخ الثوابت الإيمانية الصادقة في نفوسنا ونفوس أبنائنا لا سيما بعد أن شاهدنا المتأسلمين كيف لعبوا بهذا الإسلام وبمبادئه وقيمه وأخلاقياته وكيف أنحرفوا وحرفوا الأمة عن مسار رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ونشروا الباطل والفساد والقسوة والغفلة في النفوس.
وأشار الموشكي الى أن احتفالنا بهذه المناسبة على مر التاريخ وخاصة خلال الأربعة الأعوام من تكالب قوى العدوان علينا رسالة لأعدائنا بأننا كنا ومازلنا وسنبقى أمة تتمسك برسولها وبكتابها لا ننحرف ولا نتفكك عنهما أبدآ وسنواجه اعتى طواغيت الأرض بقوة وصبر وثبات وإيمان كما كان يفعل صلوات الله عليه وعلى آله في غزواته ضد المشركين والمنافقين من أخلاق القتال والتعامل مع الأسرى والجرحى، وما جعلنا هكذا ولسنا كبقية الشعوب سوى تمسكنا برسول الله وبنهج رسول الله وسيرة رسول الله وأخلاق رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
تعظيم شعائر الله
حسين أحمد السراجي, عضو رابطة علماء اليمن, يرى أن للمولد النبوي الشريف عبقه ومكانته وله في اليمن شكل خاص ومظهر مميز لا نظير له في العالمين العربي والإسلامي، فالشعب اليمني يبرهن على حبه وولائه لنبي الله وتعظيم شعائر الله ” ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب “، فهو من قادنا للإيمان وأخذ بأيدينا للتوحيد هو رسول الله الذي نحتفي بميلاده والذي يُفترض أن نجسِّد تعاليمه ومنهجه في سلوكنا وممارساتنا قال تعالى ” هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين “.
منوها بأن احتفالنا ما هو إلا تأكيد عمق ارتباطنا بديننا وحبنا لنبينا في مواجهة حملات التحريض والكراهية المسيئة لديننا والمستهدفة لكينونتنا وهي الحملات التي ترعاها وتمولها الاستخبارات الصهيونية وأدواتها العربية المتصهينة والتي وصل بها الحال مؤخراً للتطبيع مع العدو الصهيوني علانية واستقبال رئيس وزرائه ظاهرا بعد أن مكث ذلك عقوداً من الخفاء والمغالطة في الوقت الذي تتعرض فيه الأمة لتهجين وعيها وحرف مسارها.
وقال: إن إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء للقيم والأخلاق والمبادئ والمُثل التي بُعث بها النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله، وتصحيح للمسار وإظهار عظمة الشخصية المحمدية بيانا للحقيقة التي يتم طمسها وتوضيح مكانة وقوة وحنكة القائد المعلم الأسوة القدوة والرحمة المهداة.
سبب شقاء الامة الابتعاد عن رسول الله
يقول يحيى قاسم أبو عواضة الداعية المعروف: نحن كمسلمين كمجتمع مؤمن يجب أن تكون نفوسنا متعلقة بفضل الله، تعترف لله بعظيم نعمته، وتقدِّر نعم الله عليها، وفي مقدمة هذه النعم نعمة الهداية التي كانت عن طريق الرسول والقرآن، ومحمد هو رسول الهداية أرسله الله بالهدى ودين الحق فمثل هذه المناسبات العزيزة الإيمانية التي لها علاقة مهمة بديننا، ونستفيد منها فيما يقرِّبنا إلى الله تستحق منا الفرح والابتهاج والسرور.
قال تعالى “وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ” لأنه أراد أن يبقى رسولُ الله حيًّا في وُجداننا، وحاضرًا في أذهاننا، فَصِلَتُنَا بهذا النبي هي صلةٌ بالرسالة، صلةٌ بالهدى، وارتباطٌ بالمنهج الإلهي، وارتباطٌ بالرسول من موقعه في الرسالة هاديًا وقائدًا ومعلمًا ومربيًا وقدوةً وأسوةً، نهتدي به، ونقتدي ونتأسى به، ونتأثر به، ونتّبِعُه، وما أعظم حاجتنا وحاجة البشرية إلى ذلك! لأنه لا نجاةَ ولا سعادةَ للبشرية إلا به، وإن أكبرَ ما جلب الشقاءَ والمعاناةَ على البشرية هو ابتعادُها عن هدى الله، ومخالفتُها لتوجيهاته.
ماذا يجب علينا كمسلمين؟
والجدير بالذكر أنه لولا الانحراف والتحريف في مسيرة الأمة لما وصل الأمر إلى ما عليه الحال الذي تعيشه الأمة الإسلامية وبقية العالم، ولكان واقع العالم مختلفًا تمامًا، ولولا التفريط بتلك المبادئ والأخلاق لما وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه من الانحطاط والضعة وهيمنة أعدائها عليها، بل وواقع العالم بشكل عام، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وصدق رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) حيث قال: «بعثت بين جاهليتين أخراهما شر من أولاهما».
وأخيراً لمواجهة جاهلية العصر بهمجيتها وطغيانها التي تقودها أمريكا وإسرائيل، والتي أُميت فيها من الإسلام روحه: مكارم الأخلاق والعدل والخير والقيم العظيمة والمبادئ المهمة، يجب أن يتحرك الربانيون والأخيار والعظماء من أبناء الأمة ومعهم جماهير الأمة ورجالها بالنور والعزم والإيمان والمبادئ والمواقف التي بها انمحى ظلام الجاهلية الأولى، وزال ظلمها وطغيانها وهمجيتها وإجرامها وفسادها.
قد يعجبك ايضا