الحالة الصحية لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة شهدت انتكاسة غير مسبوقة ومنهم من فارق الحياة جراء العدوان والحصار
>رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين عثمان الصلوي لـ “الثورة”:
> القصف المباشر للعدوان خلف أعداداً مهولة من الإعاقات الجديدة ومن الصعوبة الحصر الشامل في هذه الظروف
> ندعو المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ إلى الالتفات لوضع المعاقين الكارثي وندعو أحرار العالم إلى الضغط باتجاه إيقاف العدوان
حوار / محمد إبراهيم
قال رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات رعاية المعاقين اليمنيين عثمان الصلوي إن العدوان ضاعف معاناة شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة في شتى سبل الحياة مستهدفاً وبشكل مباشر مقراتها وجمعياتها والمؤسسات والشركات الوطنية الداعمة لمؤسسات وجمعيات رعاية المعاقين.. مؤكدا أن الحصار والقصف المباشر تسببا في إصابة أعداد مهولة بإعاقات مؤقتة ودائمة من المدنيين خصوصا النساء والأطفال. كما تسببا في توقف الإعانات الشهرية وانقطاع المرتبات والأدوية والعلاجات اللازمة.
وتطرق الصلوي في حوار صحفي لـ”الثورة” إلى مجمل القضايا ذات الصلة بالجهود الرعائية والحقوقية لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك الأضرار التي لحقت بالمعاقين، ودور الجمعيات والمنظمات المدنية العاملة في مجال رعاية وحقوق المعاقين، وقضايا أخرى.. إلى التفاصيل:
في البداية حدثنا عن واقع الاتحاد وإمكاناته وأنشطته في الوقت الراهن.. ؟!
– طبعا الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين باعتباره المظلة التي تنطوي في عضويتها جميع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال رعاية وتأهيل الاشخاص ذوي الاعاقة في جميع محافظات الجمهورية ولا شك ان الوضع الراهن قد عكس نفسه سلبا على جميع الانشطة والفعاليات المختلفة اضافة الى ان الوضع الراهن قد فاقم المعاناة لذوي الاعاقة والاتحاد والجمعيات الخاصة بهم وأثر تأثيرا مباشرا لأنه ضاعف أعداد المعاقين واحتياجاتهم الصحية والاجتماعية والمعيشية في ظل الانخفاض الكبير في ايرادات الوعاء المالي المخصص لدعمهم المتمثل بصندوق رعاية وتأهيل المعاقين ناهيك عن توقف معظم الانشطة في شتى المجالات بسبب قلة الدعم المالي وخطورة الوضع الامني والاستهداف العشوائي لغارات العدوان وصولا الى الاستهداف المباشر لعدد من مراكز وجمعيات ذوي الاعاقة والمؤسسات الخدمية والممولة والداعمة لهم من مصانع وشركات بالإضافة إلى الحصار المفروض وما رافقه من انعدام المواد الأساسية والأدوية إلا أننا في الاتحاد نؤدي أعمالنا بوتيرة عالية ووفق اقل الإمكانيات..
كم قوام المعاقين المسجلين لدى الاتحاد..؟ وكم الجمعيات المنضوية في عضوية الاتحاد..؟
– قوام المعاقين كبير جداً حيث تؤكد الإحصاءات المثبتة أن عدد المعاقين اليمنيين بلغ في آخر إحصائية مليوناً وثمانمائة ألف معاق (1,8) وهو رقم تقريباً يضاهي عدد سكان دول الخليج.. وما نود الإشارة إليه هو أن هذا الرقم لا يعكس حجم الكارثة في اليمن، وإنما هو ما توصلت إليه المنظمات والحملات الإحصائية.. والإعاقات تختلف حسب تخصصات الجمعيات، من جمعية لأخرى ومن إعاقة لأخرى فهناك إعاقات حركية ، وصم وبكم ومكفوفون إعاقات ذهنية ، والأهم والأكثر إزعاجاً إعاقات الحروب خصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة حيث خلف العدوان والقصف المباشر أعداداً مهولة من المدنيين.. كما أن الحصر الكامل صعب، جداً خصوصا في ظل الأوضاع الراهنة، ناهيك عن أسباب اجتماعية تحد من الحصر الدقيق والشامل..
الاتحاد يضم في عضويته نحو (140) جمعية ومنظمة في جميع محافظات الجمهورية وكل منظمة وجمعية تضم في عضويتها مئات وآلافاً من ذوي الاعاقات النوعية ( معاقين حركيا – صم وبكم – مكفوفين – معاقين ذهنيا – معاقي الحرب والواجب).
وماذا عن واقع المعاقين من المحافظات..؟ وماذا عن وجود الاتحاد والجمعيات في المناطق النائية..؟!
– واقع المعاقين اليمنيين في جميع محافظات الجمهورية صعب جداً بسبب العدوان الحصار الشاملين والجائرين.. وبالنسبة ولوجود الاتحاد والجمعيات ففي جميع المحافظات وعدد من المديريات توجد جمعيات نوعية بالإضافة إلى إنشاء عدد (6) فروع للاتحاد ويتم تقديم الدعم اللازم لتلك الجمعيات واعضائهم من المعاقين ونحن في الاتحاد نقوم بالإشراف المستمر لتلك الجمعيات والعمل على معالجة مشاكلهم وقضاياهم المختلفة وربط علاقاتهم مع الجهات الداعمة سواء المحلية أو المنظمات الدولية والإغاثية.
ما هي التحديات التي تواجه الاتحاد في عمله وبرامجه.. ؟! وما تقييمكم لدور المنظمات المدنية العاملة في مجال ذوي الاعاقة .. ؟
– التحديات كبيرة جدا في الوقت الحالي والمستقبلي إلا اننا وبشكل عاجل نقوم حاليا بتقديم التوعية والارشاد النفسي وايضا تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لذوي الاعاقة بفئاتهم المختلفة وأسرهم.. وتقديم الأدوية والعقاقير الطبية المهمة جدا المرتبطة بحياة الشخص ذوي الاعاقة وايضا التدخل في معظم الأحيان في حل قضايا النازحين و العالقين بين المحافظات الذين يلجأون للاتحاد أو فروعه من خلال الاتصال بجمعيات الأشخاص ذوي الاعاقة بفئاتهم المختلفة أو بفروع الاتحاد في المحافظات.
أما تقييمنا في الاتحاد لأداء منظمات المجتمع المدني، فتختلف الاوضاع من منظمة الى اخرى بحسب امكانية كل منظمة ومن محافظة الى اخرى.. وقد لاحظنا أداء جيداً مقارنة بالواقع الصعب، حيث كان للعدوان والحصار آثار سلبية كبيرة في تقديم تلك المنظمات لبرامجها وانشطتها بالشكل المطلوب والذي نأمل ان يبذل العاملون في تلك المنظمات أقصى الجهود وبالإمكانات المتوفرة لخدمة ذوي الاعاقة كون الوضع صعباً واستثنائياً ..
على ذكر العدوان.. ثلاث سنوات من العدوان والحصار من القصف المباشر هل هناك إحصائية دقيقة لدى الاتحاد عن عدد المعاقين في صفوف المدنيين..؟
– الإعاقات في صفوف المدنيين خلال سنوات العدوان كثيرة جدا والأكثر خطورة أن العدد في تصاعد مستمر في تصاعد وبوتيرة عالية ولكن تختلف درجة الإعاقة من شخص إلى آخر، فالإرهاب والقصف الجوي المباشر والمليشيات المسلحة التابعة للعدوان والغزاة في تعز وبعض المحافظات الجنوبية، كل هذه الأشياء جلبت الإعاقة بشكل كبير وتزايدت الأعداد بشكل مخيف جدًا..
نحن نستقبل إعاقات مختلفة بشكل يومي ومع هذا لم نتمكن – كما ذكرت لك- من الإحصاء الدقيق للعدد الاجمالي بسبب ضعف الامكانيات والظروف الجغرافية والاستهدافات العشوائية المستمرة.. وقد تم استحداث عدد من المراكز الرعائية والتأهيلية ومراكز العلاج الطبيعي بأمانة العاصمة..
ما المعاناة التي ضاعفها الحصار على المعاق بصفة عامة..؟
– العدوان والحصار ضاعفا معاناة شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل كبير جدا في جميع نواحي الحياة، ففي الجانب المعيشي تسبب توقف الإعانات الشهرية وانقطاع المرتبات وعدم المقدرة الجسدية لدى الشخص المعاق من الحصول على اعمال أخرى.. ومن الناحية الصحية عانى المعاق من انقطاع الادوية والعلاجات اللازمة وخصوصا اولئك المعاقين الذين يحتاجون الى الادوية بشكل مستمر مما فاقم معاناتهم وانتكست حالاتهم الصحية ومنهم من فارق الحياة بسبب غلاء اسعارها وتوقف صرفها من قبل الصندوق منذ بداية العدوان .. وايضا الاجهزة التعويضية المساعدة لهم (عربيات – عكاكيز – اجهزة داعمة ومساعدة – سماعات – عصي مكفوفين وغيرها الكثير من الوسائل المساعدة المنعدمة في الاسواق او غالية الأثمان).. ومن الناحية النفسية والاجتماعية والتأهيلية كل هذه المعاناة تأتي على ضعفهم الجسدي وللقارئ الكريم أن يتصور هذه المعاناة.
ما الأضرار التي لحقت بما كان تحقق للمعاق من مؤسسات ودور رعاية..؟!
– لقد تعرضت عدد من مقار ودور ذوي الاعاقة في العاصمة صنعاء وحجة والحديدة وبعض المحافظات للاستهداف المباشر ودمرت بناهم التحتية .كما ان الحصار قد تسبب بشكل مباشر في اغلاق عدد كبير من جمعيات ومراكز ذوي الاعاقة ومن لا زالوا يزاولون اعمالهم في عدد من الجمعيات والمراكز فقد تم ايقاف عدد كبير من الانشطة والبرامج المقدمة لذوي الاعاقة واهمها الانشطة التدريبية والتأهيلية.
ماذا عن تعاون الجهات النظرية عربيا ودولياً مع الاتحاد في دعم شريحة المعاقيين..؟
– الحصار أثر كثيرا على التعامل والتعاون الخارجي مع المنظمات والجهات النظيرة عربيا ودوليا، ومع ذلك هناك منظمات لا زالت داعم رعائيا وحقوقيا لشريحة المعاقين، كالصليب الأحمر الدولي واليونسيف ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى، لكن الدعم لا يكفي مقارنة بالأوضاع الكارثية التي يعيشها المعاق كجزء من الشعب اليمني المحاصر..
ماذا عمل الاتحاد بالنسبة لمخاطبة الجهات الحقوقية الدولية وعرض واقع المعاق اليمني وآثار العدوان..؟
– الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين عمل على اعداد تقرير عن الوضع الانساني للأشخاص ذوي الإعاقة وتقديمه للأمم المتحدة بصنعاء وايضا للمفوضية السامية لحقوق الإنسان باليمن وطرحنا الوضع الانساني للأشخاص ذوي الإعاقة ونظم الاتحاد العشرات من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بإيقاف العدوان ورفع الحصار المفروض على اليمن كما اصدرنا في الاتحاد العديد من بيانات التنديد حول المجازر واستهداف المواقع المدينة التي تعرضت للقصف كالأسواق واماكن التجمعات السكانية والاعراس وغيرها بالإضافة إلى مقرات الجمعيات ومراكز ذوي الإعاقة التابعة لها على مستوى الأمانة والمحافظات..
أخيراً .. كلمة تودون قولها أو دعوة توجهونها للداخل أو الخارج..؟
– هناك دعوتان نريد توجيههما: الأولى للمجلس السياسي ممثلاً بفخامة الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس ولحكومة الإنقاذ الوطني ممثلة بدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، بضرورة الالتفات لما تعانيه شريحة المعاقين من أوضاع كارثية، جراء تراجع الموارد الخاصة بمؤسساتها وجمعياتها حد امتناع المستشفيات ومخازن الدواء ومراكز العلاج عن تقديم خدماتها للمعاقين بسبب عجز الصندوق الجمعيات الأخرى عن سداد المديونية السابقة..
والدعوة الثانية إلى كل أحرار العالم وشرفائه إلى الهيئات والمنظمات الإنسانية والأممية إلى الضغط باتجاه إيقاف هذا العدوان البربري على اليمن، وهذه المجازر بحق المدنيين العزل..