
الكثير من المشاريع الاستثمارية الماليزية توقفت في بلادنا بسبب عدم الاستقرار الأمني
علينا إعادة ترتيب البيت من الداخل لاستقطاب الاستثمار الخارجي
● تربط بلادنا بدولة ماليزيا الشقيقة علاقات متميزة ووطيدة تمتد لأكثر من خمسة عقود من الزمن, حيث ترجع اصول العديد من الأسر الماليزية إلى أصول يمنية منذ بدء الهجرات اليمنية الى الأرخبيل المالاوي وهو ما أحدث ترابطا عميقا في العلاقات المتبادلة بين أبناء الشعبين الشقيقين على مختلف المجالات والأصعدة “السياسية ـ الاقتصادية ـ العلمية”.. وفي هذا اللقاء الذي اجرته “الثورة” مع القائم بأعمال السفارة اليمنية بالإنابة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور سعادة السفير محمد العشبي استعرضت مجمل القضايا والهموم المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين فإلى التفاصيل:
* بداية سعادة السفير .. كيف تقيم العلاقات اليمنية ـ الماليزية في مختلف المجالات وسبل تطويرها¿
– أهلا وسهلا بكم بالسفارة اليمنية بكوالالمبور, وفي ما يتعلق بعلاقة بلادنا مع دولة ماليزيا فهي على المستوى السياسي متميزة جداٍ وتجمعنا الكثير من المشتركات في مختلف الأصعدة, هناك روابط وثيقة تربط الشعبين الشقيقين وعلاقات عميقة ضاربة في الجذور نتيجة الارتباط التاريخي منذ الهجرات اليمنية الى ماليزيا منذ 4 ـ 5 عقود ثم استمر هذا التواصل عبر المجموعات المهاجرة او الاتصال الاقتصادي الذي يجمع البلدين بالمحيط الهندي.
* وفيما يتعلق بالعلاقات التجارية والاقتصادية¿
– أما العلاقات الاقتصادية بين البلدين فهي جيدة ومحدودة ونسعى حاليا لتطويرها, والارتقاء بها, كون الاقتصاد اليمني لا يزال محدودا حيث وحجم الارتباط التجاري بين البلدين لا يتعدى 200 مليون دولار في السنة لصالح ماليزيا.. لكن اجمالا هناك تعاون حكومي ـ حكومي جيد بين البلدين, هناك برامج مساعدات خارجية تقدمها ماليزيا لبناء القدرات وكان هناك مشروع قدمته ماليزيا لبلانا تمثل في دراسة التنمية الصناعية في العام 2010م وتم تنفيذ المرحلة الأولى منه وبسبب الأحداث عام 2011م توقف المشروع ولم ينفذ المرحلة الثانية ونحن نسعى الان الى استكمال تنفيذ المشروع بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة اليمنية الى جانب دورات محدودة في الجانب العسكري , بالإضافة الى أن هناك تعاوناٍ في تبادل الدعم فيما يتعلق بالترشيحات للمناصب الدولية بين البلدين واليمن من أكثر الدول الداعمة لماليزيا في المنظمات الدولية وهذا الدعم متبادل.
وهناك مصالح تجارية واستثمارية مشتركة , كانت هناك شركات ماليزية تعمل بالنفط باليمن وتوقفت في العام 2010م , وأشهر مشروع ماليزي في اليمن هي سيارات بوروتن كمركز اقليمي للمنطقة وموقعه في اليمن , هناك مجموعة من الاستثمارات الماليزية في اليمن توقفت بسبب عدم الاستقرار حيث كانت هناك شركة متخصصة بالطاقة وعلى وشك الاستثمار في اليمن وتوقفت.
أما عن الاستثمار اليمني في ماليزيا فالأخيرة دولة جاذبة للاستثمار وهناك مجموعة من المستثمرين اليمنين على مستويات بسيطة وكبيرة في ماليزيا وتعمل في مختلف المجالات.
* لفت انتباهي هنا في كوالالمبور انتشار عدد من المطاعم اليمنية ولاحظت إقبالاٍ ماليزياٍ كبيراٍ عليها .. كم عددها¿
– عدد من المطاعم اليمنية في ماليزيا لا تقل عن 100 مطعم, وهذه تروج للمطبخ اليمني والأكلات اليمنية التي يقبل عليها الماليزيون بشكل كبير ويمثلون سمعة جيدة عن المنتجات اليمنية الواردة إلى ماليزيا أبرزها العسل, البن, المنتجات البحرية, وهناك محاولات لتصدير الرمان وغيرها.
“مقاطعا” .. لماذا لا تعملون على تطوير وتشجيع مثل هذه الخطوات حتى ولو أنها صغيرة لكنها مفيدة¿
نحن ندعم ونشجع, لكن يا عزيزي المشكلة عدم امتلاكنا لاستراتيجية واضحة لتسويق منتجاتنا وعدم تسويقها بشكل صحيح, نحن بحاجة إلى تطوير معايير منتجاتنا لنتمكن من تسويقها بشكل مناسب ولائق .. هناك بقالات يمنية تحتوي على منتجات يمنية ونحن ندعم ونشجع أي أعمال تجارية صغيرة أو متوسطة أو كبيرة ونعمل على تطوير العلاقات التجاري بين البلدين بشكل عام.
* كيف تقيم المواقف الرسمية الماليزية تجاه الشعب اليمني¿
– المواقف الرسمية الماليزية دائما مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره, ومؤيدة لكل الخطوات الايجابية في بلادنا والهادفة إلى إخراجه من الأزمة الراهنة, كما أن المواقف الماليزية الرسمية تدين باستمرار الأحداث والأعمال الإرهابية التي تستهدف بلادنا وهناك عدد من المسئولين الماليزيين أصولهم يمنية ويسهمون في تعزيز التعاون السياسي.
التواصل بين قيادة البلدين مستمر على أعلى المستويات وكان في عام 1998م قد قام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بزيارة رسمية إلى ماليزيا, وزار رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد بلادنا عام 2001م وفي العام 2006م زار رئيس الوزراء الماليزي السابق أيضا الأخ عبدالله بدوي بلادنا وكانت لهذه الزيارات ثمار ايجابية في التعاون المتبادل بين البلدين والدفع بعجلة الشراكة غالى الأمام وهناك ستواصل مستمر .. حقيقة الشعب الماليزي قيادة وحكومة وشعباٍ يقفون مع اليمن وأمنه واستقراره ويحملون للشعب اليمني كل ود واحترام وتقدير وهو ما نلمسه في البعثة الدبلوماسية وما يلمسه المواطن اليمني عند زيارته إلى ماليزيا.
* هل هناك رغبة ماليزية في التوجه للاستثمار في بلادنا¿
– هناك رغبة كبيرة ماليزية في التوجه إلى اليمن للاستثمار كون بلادنا تقع على منطقة هامة ومضيق عالمي, لكن المشكلة تبقى في عدم الاستقرار السياسي والأمني في بلادنا .. إذا استقر الوضع الأمني وتوفرت البيئة الاستثمارية الملائمة والجاذبة سنجد أن ماليزيا هي السباقة للاستثمار في اليمن, فمثلاٍ عندما أعلن الانتهاء من الحوار الوطني وجدت العديد من المسئولين ورجال الأعمال ومواطنين ماليزيين يبعثون التهاني ويعبرون عن سرورهم بهذا الانجاز وأن اليمن ستسير إلى الخير.
علينا ترتيب البيت اليمني من الداخل إذا أردنا جذب الاستثمار وتعزيز العلاقات الخارجية مع بلادنا, بدون الاستقرار الداخلي يصبح الحديث صعبا جدا عن فتح آفاق تعاون مع العالم الخارجي أو جذب الاستثمارات وبناء العلاقات التجارية, ويجب أن نكون أقوى من التحديات وأن ننقل صورة ايجابية عن بلادنا مهما كانت الظروف, الأحداث والإعلام الخارجي يؤثر على مستوى الاقتصاد بين الداخل والخارج, على الإعلام أن ينقل صورة ايجابية عن الوطن.
* هل هناك خطة معدة سلفا لتطوير العلاقات المشتركة بين البلدين والاستفادة من التجربة الماليزية الناجحة في مختلف المجالات¿
– لدينا خطة متضمنة مجموعة من الجوانب وفقا للمهام المرسمة للبعثة اليمنية وهناك مجموعة من الخطوط العريضة تحدد عمل البعثات الخارجية تتلخص بضمان وحماية وتطور المصالح للوطن وحماية ورعاية المواطنين والأمن والقومي.
ونسعى للاستفادة القصوى من التجربة الماليزية وماليزيا لديها رؤية وتوفرت لديها قيادة تاريخية ولديها خطط استراتيجية وأرست مجموعة من القيم الفاضلة التسامح , التعايش ,التنمية على خطط طويلة المدى من 70 ـ 90 , 90 ـ 2020م وهذه مجموعة مبادئ أسست الدولة الماليزية الجديدة.
* كم يقدر أبناء الجالية اليمنية¿
– أبناء الجالية اليمنية يتراوح من 9 ـ 10 ألف فرد.
* وما لذي تقدمه السفارة لهم¿
– المساعدة في حل المشكلات التي تعترضهم أولاٍ بأول من خلال التواصل مع الجهات المسئولة بالإضافة إلى الإجراءات الروتينية المتعلقة بالمعاملات واستخراج الوثائق وغيرها من المهام المتعلقة بعمل السفارة.
* التنسيق مع الجانب الحكومي لحل هذه الإشكاليات, البعض يتهمكم بالتقصير¿
– نتواصل بشكل مستمر مع الجانب الحكومي الماليزي وهم متعاونون معنا بشكل كبير, وأيضا علينا أن نحترم القوانين .
* هل هناك طلب رسمي للعمالة اليمنية¿
– لا يوجد أي طلب رسمي ماليزي لعمالة يمنية, والتقيت مؤخرا بأمين عام وزارة العمل الماليزية وطرحت عليهم هذا الموضوع مع وزارة الداخلية وقالوا نحن لسنا بحاجة إلى العمالة غير الماهرة وأن لديهم من العمالة ما يكفيهم.
* كم عدد الطلبة اليمنيين في ماليزيا, وماذا عن علاقات البلدين في القطاع التعليمي¿
– عددهم أربعة آلاف طالب وطالبة متوزعين على الجامعات الماليزية ويدرسون الدارسات العليا والبكالوريوس, حيث وتعد ماليزيا من أكثر الدول المتقدمة في المجال التعليمي وتمثل منطقة جذب للطلبة خصوصا في تخصصات الهندسة والتقنية, ونسعى لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في القطاع التعليمي والاستفادة من تجربة ماليزيا في هذا الجانب.
وفي اليمن هناك ما لا يقل عن 500 طالب ماليزي يدرسون في اليمن في مناطق تريم وحضرموت ومناطق أخرى لتلقي التعليم في الجوانب الدينية والعربية.
* بعض الطلبة, يشكون من تأخر تسليم مستحقاتهم وعدم معالجة مشاكلهم أولا بأول¿
– هذا من اختصاص الملحقية الثقافية, من تتأخر مستحقاتهم عادة هم الطلبة المبتعثون من وزارة الدفاع , الجهات المختصة بالموضوع التعليم العالي والمالية ونحن فقط جهة إشرافية , لكن في الأخير المشاكل تعود إلينا ونسعى لعمل معالجات خصوصا إذا ما حدث توقف لبعض الجامعات الماليزية للطلبة بسبب تأخر الرسوم .. ومن هنا أدعو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإعادة النظر في مسألة الابتعاث الطلابي وأن يتم الإبتعاث فقط للتخصصات النوعية والنادرة والدراسات العليا وتحويل التكاليف لتطوير العملية التعليمية في بلادنا وتحديثها.
* أبرز المشاكل التي تواجه السفارة اليمنية بماليزيا¿
– عدم حل الملحقية الثقافية لقضايا الطلبة أولاٍ بأول, والملحقية أيضا بحاجة إلى مزيد من الضبط وأن تتعامل مع الطلبة بشفافية ووضوح, وأيضا الابتعاث العشوائي الذي يجب أن يكون جماعياٍ وليس فردياٍ وأن يكون منظماٍ حتى لا يشكل علينا عائقاٍ ويحدث مشاكل,, أيضا لدينا مشكلة في عدم التزام العمالة اليمنية الوافدة إلى ماليزيا بالقوانين الماليزية.