دعوة للتهيؤ والاستعداد لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف

 

العلامة / عدنان الجنيد

الإنسان بطبيعته يتهيأ لمجيئ كل مناسبة تخصه سيما التي ترتبط بمستقبله أو بنجاحه في عمله أو تعود عليه بفائدة مادية أو معنوية ، فنجد أنه يعد لها عدتها قبل مجيئها بأسابيع أو بشهر أو بأشهر إذا ما كانت المناسبة لها مكانتها الخاصة لديه..
وكذلك نجد الحكومات والدول والمجتمعات تتهيأ لمناسباتها الوطنية بل تبذل الكثير من الجهد والأموال من أجل نجاحها .. هذا ناهيك عن مناسبات أخرى ليس لها أهمية، فنجد أنه يبذل من أجلها الأموال الطائلة ويهتم بها الناس أشد الاهتمام مع أنها لا تفيدهم ولا تعود عليهم بشيء ..
وإذا كان الأمر كذلك أفلا يحق لنا – نحن المسلمين – أن نتهيأ ونعد عدتنا للاحتفاء بأعظم مناسبة على وجه الأرض وهي مناسبة المولد الشريف لما لصاحبها – صلوات الله عليه وعلى آله – من فضل علينا في الدنيا وفي الآخرة.
وما من نعمة أنعم بها الله تعالى علينا إلا وهو صلى الله عليه وآله وسلم السبب في وصولها إلينا، فهو الذي أخرجنا من الجهالة والضلال ودلنا على طريق الهداية والرشاد
لهذا ندعو الشعوب الإسلامية والإنسانية عامة والشعب اليمني خاصة إلى أن يتهيأوا لهذه المناسبة العظيمة .. تهيؤا روحياً ونفسياً، فضلاً عن التهيؤ المادي بالبذل والعطاء لإنجاحها وإدخال السرور على المحتاجين والمعوزين من الفقراء والمساكين.
عليهم أن يتهيأوا ويستعدوا لها وذلك بالإقلاع عن جميع الذنوب ويتوبوا إلى الله ويستغفروه عما ارتكبوا من سيئات واقترفوا من ذنوب ، وأن يكثروا من عمل الحسنات والطاعات ، والإنفاق على الفقراء والمساكين
وعلى الشعب اليمني خاصة القيام بإعانة النازحين ، وزيارة الجرحى ، ومساعدة أُسر الشهداء والأسرى ، ورفد الجبهات بالقوافل الغذائية وبالمقاتلين ..
حتى تأتي المناسبة وقد تهيأوا لها وأعدوا لها عدتها الكاملة واستعدوا لها الاستعداد التام ، مستشعرين حضور روحانيته – عليه وآله الصلاة والسلام – فيجددوا ارتباطهم وولاءهم واتباعهم وحبهم له – صلى الله عليه وآله وسلم – وأنهم سيسيرون على طريقه ومنهجه القويم ، وسيكونون كما أراد لهم أن يكونوا أعزاء لا يقبلون الضيم ولا يركعون للظالمين ولا يذلون للمستكبرين.. وأنهم مستمدون منه صمودهم وثباتهم ، وبه سوف ينتصرون وأعداؤهم سينكسرون ( ومن كهفه طه الرسول فإنه.. لمنتصرٌ لو نازل العالم الكُلّا)

قد يعجبك ايضا