حكام الرياض يؤمنون بخرافة الوصية ويتبارون في البطش والتنكيل باليمن وشعبه

تربط عز مملكته بمذلة وهوان اليمن : وصية الملك عبدالعزيز نقطة سوداء في سجل الأنظمة السياسية عبر التاريخ

فساد وخنوع الأنظمة السياسية السابقة سهلت للمملكة تنفيذ أجندتها في البلاد

الثورة /إبراهيم الاشموري
ما يقال عن وصية الملك الهالك عبدالعزيز ال سعود مؤسس المملكة السعودية بخصوص اليمن ليس من قبيل الخرافات أو الحكايا الشعبية التي يحب العامة تداولها في مجالسهم بل هي حقيقة مثبتة تاريخيا فهذا المالك المقبور والذي جعل من مملكته قائمة على نهج العداء والحقد على جيرانها في اليمن جمع أبناءه عند موته وأعطاهم وصيته سيئة الذكر والتي تفيد في مضمونها بان ” عز وعلو شان مملكة سعود مرهونة بذلا بذل اليمن وجوع وبؤس اليمنيين”
أصبحت وصية الملك “المؤسس” لأولاده منهجا وبرنامج عمل معداً بعناية ودقة فايقة من قبل الملوك والأنظمة المتعاقبة على حكم هذه المملكة التي تأسست منذ يومها الأول في العام 1923م على الحقد والعداء لكل من حولها من بلدان العرب والمسلمين .
لكن عداءها لليمن كان مضاعفا واكثر من أي شعب وبلد آخر في المنطقة ليلاقي أبناء هذه البلاد الكثير من الويلات والخطوب والمحن جراء تلك العداوة المتواصلة ليدفع اليمنيون ولا يزالون يدفعون أثمانا باهظة من حاضرهم ومستقبلهم إلى اليوم وذلك إشباعا لرغبات ونزعات حكام مملكة “سعود” وإنفاذا لوصية مؤسسها المقبور.

وصية “المؤسس”
تقول وصية الملك عبدالعزيز وفق كل المراجع التاريخية والسياسية بأن “عز السعوديين في ذل اليمن، وذلهم في عز اليمن”
هذه الوصية وما ينبعث منها من أحقاد وضغائن صارت تسكن في عقول وضمائر وأفكار قادة المملكة جيلا بعد جيل وتولد لديهم اعتقاد وايمان بان اليمن لابد أن يظل رهين أيديهم وان لا يمنح الفرصة ابدأ للتحرر والانعتاق من هذا الارتهان للملكة خشية أن يحقق عزا ونهوضا وهو ما سيعني ذلة وهوان مملكة سعود وذهاب ريحها وفقا لنبوءة الوصية التي يتعامل معها الحكام في الرياض وكأنها وحي منزل من السماء ولا تقبل أي جدل أو نقاش وانطلاقا من هذا الاعتقاد ظلت مملكة أسرة سعود متحكمة بزمام أمور هذا البلد واستغلت خنوع وضعف وارتهان كثير من الأنظمة السياسية التي حكمت اليمن لفترات عديدة لتنفذ سياساتها ومعتقداتها غير السوية في اليمن التي لطالما اعتبرته “حديقة خلفية” لها.

بداية السيطرة
توكد المصادر التاريخية والسياسية أن سيطرة مملكة ال سعود على اليمن بدأت فعليا مع تسليم الأمام يحيى حميد الدين لأراض يمنية، منها نجران وعسير، باتفاقية الطائف 1934م وتصاعدت تلك الهيمنة والاستحكام تباعا مع توالي المراحل لتصل إلى درجة تعيين رؤساء ومسئولي البلاد وإقصاء من تريد منهم وقت ما تشاء وكل من لا يستطيع أثبات ولائه الكامل للرياض وسياساتها فان مصيره القتل غيلة كما حدث للرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي أواخر عقد السبعينيات من القرن الماضي.

ارتهان ورضوخ
ظلت السعودية على الدوام العقبة الكبرى أمام أي تحرر أو نهوض حضاري لليمن فمنعت بشكل علني أي مسعى يمني للتنقيب عن الثروات أو بناء المرافق والمؤسسات الضرورية للبنى التحتية إلا بإشرافها ويقول مراقبون بان الأمر وصل في بعض الفترات إلى منع تعبيد طريق خدمي إلا بعد الاستئذان من الرياض ويرى المحللون والخبراء السياسيون بان ارتهان وضعف ورضوخ وفساد الأنظمة الحاكمة في صنعاء في كثير من المراحل وخاصة في أنظمة ما بعد ثورة الـ26من سبتمبر من العام 1962م والتي أطاحت بنظام الأمام احمد حيث وصلت هذه النخبة الحاكمة إلى قناعة راسخة بان رضا السعودية هي الطريقة المثلى للبقاء في السلطة لتبقى علاقات البلدين قائمة على التبعية للملكة في كل صغيرة وكبيرة كما سهل جهل القوى التقليدية القبلية في البلاد من خلال تهافتها وراء المال السعودي من إحكام هذه المملكة العدائية سيطرتها على كل تفاصيل المشهد اليمني لعقود طويلة كما أن القوى التي حكمت البلاد لعقود طويلة وافقت على أطماع “الشقيقة الكبرى” وسلوكها في التعامل مع اليمن كحديقة خلفية لها”.

سلوك قديم متجدد
العداء التاريخي المترسخ من قبل مملكة آل سعود لليمن كان من اهم ركائزها وهي في مراحل نشأتها الأولى وتواصل ذلك العداء والتربص باليمن تنفيذا لوصية الملك “المؤسس” لتصل إلى ذروته بعد قيام ثورة سبتمبر 1962م حيث عمدت المملكة بعد المصالحة الوطنية بين الفرقاء اليمنيين حينها إلى إنشاء اللجنة الخاصة وأنفقت المليارات لشراء النخب السياسية والقوى التقليدية ورجال القبائل في اليمن، ومنع المحاولة للخروج من عباءة الوصاية ساعدها في ذلك غالبية النخب السياسية الفاسدة التي لم تتردد في تسليم اليمن للمملكة ومساعدتها في أعاقة عملية التحوّل الديمقراطي الحقيقي وإحداث تنمية حقيقية في اليمن.
وحين جاء الرئيس الحمدي بالثورة التصحيحية التي قادها في أواسط عقد السبعينيات لم يتردد في الدعوة إلى علاقة ندّية بعيداً عن التبعيّة وهو الأمر الذي أزعج المملكة كثيرا وجعلها تحرّك أدواتها في اليمن للتخلّص من الحمدي”.

العدوان وحلم واد الثورة الشعبية
رغم مرور عقود طويلة على وصية الملك المؤسس بشان اليمن لا زالت تلك الوصية الشوهاء هي من تقود حكام الرياض في تعاملهم مع اليمن ولأن الشعب اليمني من خلال ثورة 21سبتمبر من العام 2014م أراد الانعتاق والخروج من هذه العباءة السعودية سارع نظام سعود لتأليب العالم أجمع على اليمن وشن عدوانه المتواصل على البلاد منذ اكثر من 5 أعوام بهدف وأد الحلم اليماني المشروع وإبقاء البلاد في حالة التبعية والخنوع تحقيقا لرغبات ونزوات نظام أسرة سعود الفاسدة واستمرار النهج ووصية مؤسس هذه المملكة العدائية التي ترى كمال عزها في هوان ومذلة وضياع جيرانها في بلاد الإيمان والحكمة.

قد يعجبك ايضا