أوضح مراقبون أن استقرار الوضي المعيشي والتمويني للمواطن واستقرار سعر الصرف في المحافظات الحرة، انعكس جليا على ثبات وتماسك الجبهة الداخلية وزاد من اللحمة الوطنية وتماسك النسيج المجتمعي.. نتابع:
استطلاع/ أسماء البزاز
يقول القاضي علي يحيى عبدالمغني- أمين عام مجلس الشورى : لا شك أن هناك علاقة وثيقة ومتينة بين استقرار العملة الوطنية، وتوفر المواد والسلع التموينية، وصمود الجبهة الداخلية، فالإجراءات المالية والاقتصادية الحكيمة التي اتخذتها القيادة الثورية والسياسية في صنعاء عززت ثقة المواطن اليمني بهذه القيادة الربانية الحكيمة، وأثبتت للمواطن اليمني في الداخل والخارج أن في صنعاء قيادة وطنية مخلصة، تسعى للنهوض بالوطن، واستعادة سيادته واستقلاله، والدفاع عن أرضه وشعبه، وأنها تستحق الوقوف إلى جانبها، والانقياد لأوامرها وتوجيهاتها، واتباع تعليماتها وإرشادها، فهي قيادة تاريخية لا نظير لها في المنطقة.
وقال القاضي: هذه القيادة الحكيمة أدركت خطورة الحرب الاقتصادية على الجبهة الداخلية من البداية، وأولتها أهمية خاصة، وحققت فيها معجزة حقيقية ما كان لها أن تتحقق لولا وجود قيادة ربانية وطنية حكيمة، فبعد فشل تحالف العدوان السعودي الأمريكي في إخضاع صنعاء وبقية المحافظات الحرة بالقوة عمد إلى الورقة الاقتصادية لإخضاعها، وهذا ما صرح به السفير الأمريكي للوفد الوطني المفاوض في الكويت خلال العدوان على اليمن بقوله (إن الولايات المتحدة الأمريكية ستجعل قيمة العملة اليمنية لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به)، وكانت البداية من تجميد نشاط البنك المركزي اليمني في صنعاء، ونقل نشاطه وصلاحياته للعملاء والخونة في عدن، ودفعهم لقطع مرتبات كافة موظفي الدولة في المحافظات الحرة، وطباعة كميات هائلة من الأوراق النقدية دون غطاء قانوني، وفرض عقوبات محلية واقليمية ودولية على البنوك والمصارف في هذه المحافظات الحرة، ودفع بعضها للمضاربة بالعملة، وتوقيف الصادرات اليمنية، وتوريد عائدات النفط والغاز إلى البنوك السعودية، ومحاصرة المطارات والموانئ والمنافذ البرية، وفرض جمارك ورسوم باهظة على كافة المواد والسلع القادمة إلى المحافظات غير المحتلة، ومع ذلك ظلت العملة اليمنية في المناطق الحرة مستقرة، وكافة السلع والخدمات متوفرة، وبأسعار معقولة مقارنة بأسعارها الخيالية في المحافظات المحتلة، وذلك بفضل القرارات الحكيمة التي اتخذتها القيادة الثورية في صنعاء من خلال إيقاف التداول بالعملة التي قام تحالف العدوان ومرتزقته بطباعتها بكميات هائلة في المحافظات الحرة، وفرض رقابة مشددة على البنوك والمصارف في هذه المحافظات، ومنع العملاء والخونة من نهب الثروات اليمنية، وفرض معادلة قوية على نظام السعودي مفادها البنك بالبنك والمطار بالمطار والميناء بالميناء.
نتائج إيجابية
من جهته يقول نايف حيدان- عضو مجلس الشورى: بالرغم من الحصار الموجع وتعدد المؤامرات على الجمهورية اليمنية منذ ما بعد ثورة الـ ٢١ من سبتمبر، إلا أن القيادة السياسية والثورية أولت الجانبين الأمني والاقتصادي الاهتمام والدعم الأكبر.
وأوضح حيدان أن هذا الاهتمام أثمر نتائج إيجابية على أرض الواقع يلمسه المواطن ويشاهده ويحس به كل من زار المحافظات الحرة قادما من المحافظات المحتلة . فقد استمعت كثيرا لقادمين من المحافظات الجنوبية وتحدثت معهم وهم يبدون إعجاباً وإشادات غير عادية بالجانب الأمني والاقتصادي ويبدأ ذلك من المعاملة الطيبة وحسن الأخلاق من قبل جنود الأمن من أول نقطة في نطاق المناطق المحررة. وبعدها يبدأ المواطن بالاحتكاك بالسوق والإعجاب بمدى استقرار سعر الصرف واستقرار الأسعار رغم مرور سنوات على فرض الحصار الجائر على الجمهورية اليمنية .
وبين حيدان أن كل هذا عكس جانباً إيجابياً وارتياحاً شعبياً رغم المعاناة من الحرب والحصار والتقسيم لجغرافية اليمن . وان هذين الجانبين عكسا نظرة طيبة وإيجابية على نجاح الدولة وعلى تمكنها في خدمة المواطن رغم المعوقات والمؤامرات، ما أثرت إيجابا أيضا في الحفاظ على وحدة الجبهة الداخلية وتماسكها وفي تعاطف وإعجاب كثير أو أغلب من يقطنون في المناطق المحتلة مع صنعاء والإعجاب بنجاحها النجاح في إدارة الدولة وفي خدمة المواطن .
إرادة شعبية
من جانبها تقول ندى جحاف- مسؤولة الفعاليات والإعلام في الهيئة النسائية الثقافية العامة إنه وفي ظل التحديات الكبرى التي يواجهها اليمن، تبرز الجبهة الداخلية بوصفها خط الدفاع الأول عن السيادة والقرار الوطني، ويغدو استقرارها وتماسكها عاملاً حاسماً في إفشال رهانات الأعداء على التفكك والانهيار. وقد أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في أكثر من خطاب أن الجبهة الداخلية لا تُحمى بالسلاح وحده، بل تُحصَّن قبل ذلك بالوعي، والعدل، وتوفير مقومات الصمود المعيشي للمواطن.
وتابعت جحاف: لقد شكّل الاستقرار المعيشي للمواطن، واستقرار سعر الصرف، وتحسّن الوضع التمويني في المحافظات الحرة، عناصر محورية في تعزيز الثقة العامة، والحد من محاولات الاستهداف الاقتصادي التي يسعى العدو من خلالها إلى إنهاك المجتمع ودفعه نحو اليأس والاضطراب. فحين يلمس المواطن قدرة الدولة والمجتمع على توفير الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية، تتعزز لديه روح الصبر والمسؤولية، ويتحوّل من متلقٍ للأزمات إلى شريك في مواجهتها.
مبينة أن استقرار سعر الصرف، رغم ما يواجهه من تحديات وضغوط خارجية، أسهم في كبح جماح الانفلات السعري، ومنح الأسواق درجة من الطمأنينة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على القدرة الشرائية للمواطن، ولو بشكل نسبي. وهذا الاستقرار، كما يشير السيد القائد، ليس مسألة مالية فحسب، بل هو معركة وعي وصمود، يُراد منها حماية المجتمع من الانهيار النفسي قبل الاقتصادي.
وأضافت: أما الوضع التمويني في المحافظات الحرة، فقد مثّل نموذجاً عملياً لتكامل الجهد الرسمي والمجتمعي، من خلال تفعيل المبادرات المحلية، والقوافل التموينية، ودعم الإنتاج الداخلي، وهو ما ساعد على تقليل آثار الحصار، وتعزيز الاعتماد على الذات. وقد شدد السيد القائد مراراً على أن التكافل الاجتماعي والتعاون المجتمعي هما من أهم مقومات الصمود، وأن الجبهة الداخلية المتماسكة هي التي يتكافل أبناؤها في الشدة قبل الرخاء.
صمام الأمان
الحسين عبدالكريم علي السقاف- ناشط ومدير مكتب قناة عدن الفضائية يقول من جهته: إن الاستقرار المعيشي للمواطن واستقرار سعر الصرف والوضع التمويني عموما الذي تشهده المحافظات الحرة أثر ذلك إيجاباً في ثبات الجبهة الداخلية وتماسكها وهذه المكاسب والحقائق يدرك المواطنون أنها نتاج لجهود حقيقية وكبيرة بذلت بإخلاص من أجل ان ينعم المواطنون بالأمن والأمان والاستقرار وهذا هو ما زرع الثقة بين القيادة والدولة وبين المواطنين، بعكس ما تعانيه المحافظات المحتلة من فوضى وعدم استقرار اجتماعي وعدم استقرار في سعر العملة، ناهيك عن الخوف ونهب مقدرات البلاد من قبل دول الاحتلال ومرتزقتهم، فيما الأوضاع المعيشية للمواطنين غاية في الصعوبة والسوء، لهذا لا نجد غرابة في هذا التلاحم الوطني للجبهة الداخلية وهذا التماسك الذي جعل المحافظات الحرة عصية على كل المؤامرات الخبيثة، فالمواطن هو صمام الأمان الأول في تعزيز الجبهة الداخلية ومن ثم تأتي بقية الأجهزة الأمنية والعسكرية ولعل العالم اليوم وحتى دول الاحتلال ومرتزقتها ومن خلفهم يستغربون لهذه الصلاحية والقوة التي باتت عليها المحافظات المحررة.
وقال السقاف: ورغم الحصار الجائر والمؤامرات التي تتعرض لها بلادنا وشعبنا وقيادتنا وجيشنا، إلا أن الجميع بفضل الله صاروا جبهة واحدة صلبة وقوية تتحطم عليها كل مؤامرات الأعداء، فالواقع أثبت أن من يتمسك بوطنه ويسعى لعزته وكرامته وانتزاع سيادته من براثن الأعداء ويعمل لمصلحة أبناء الشعب اليمني، فهو الرابح دوما في معركة الدفاع الوطن وعن كرامة واستقلال شعبة وأمته، لهذا لا غرابة ان تصبح اليمن اليوم رقماً صعباً في التوازنات الدولية ولها ثقلها وتفرض كلمتها وتدافع عن وطنها وقضايا امتها بقوة وشجاعة، لأن الله هو الناصر والموفق والشعب هو الحامي والسند لكل الانتصارات وهو الدرع القوي للجبهة الداخلية الذي لا يمكن اختراقها، لأنها تستند وتعتمد على الله وتؤمن بحقها في البقاء والعيش الكريم والدفاع عن كرامتها ومكاسبها بكل قوة وإيمان وإصرار لا يلين.
تحديات جسيمة
من ناحيته أوضح الإعلامي يحيى الرازحي أن ما تشهده العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة من استقرار نسبي في المعيشة وسعر الصرف والوضع التمويني، يعكس بوضوح أهمية هذا التماسك ودوره المحوري في حماية المجتمع والحفاظ على الحد الأدنى من مقومات الحياة للمواطن.
وقال الرازحي : لقد واجهت صنعاء خلال سنوات طويلة من العدوان والحصار تحديات جسيمة، كان الهدف الأساسي منها إضعاف الجبهة الداخلية، وخلق حالة من السخط وعدم الثقة بين المواطن والقيادة السياسية والثورية ، إلا أن هذه المحاولات فشلت أمام وعي شعبي عالٍ، وإدارة سياسية استطاعت أن تتعامل مع الأزمات بعقلانية وحنكة، واضعة المواطن في صدارة أولوياتها.
ويرى الرازحي أن من أبرز العوامل التي أسهمت في استقرار الأوضاع المعيشية في صنعاء، القرارات الاقتصادية الجريئة التي اتخذها البنك المركزي، وفي مقدمتها تنظيم التعامل بالعملة، ومنع تداول العملة المطبوعة دون غطاء نقدي.
مبينا أن هذه الإجراءات حدت من التدهور الحاد في سعر الصرف، وأسهمت في الحفاظ على القوة الشرائية للمواطن، مقارنة مع ما يحدث في المحافظات الجنوبية المحتلة، حيث تشهد العملة انهياراً متسارعاً وارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار.
وقال إنه رغم الحصار، حافظت صنعاء على استقرار في توفر السلع الأساسية، ما عزّز شعور المواطن بالأمان الغذائي والمعيشي، وأن هذا الاستقرار لم يكن صدفة، بل نتيجة سياسات رقابية وتنظيمية هدفت إلى منع الاحتكار، وضبط الأسعار، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة اليومية، في وقت تعاني فيه مناطق أخرى من انعدام الرواتب وغلاء المعيشة وغياب أي معالجات حقيقية.
بصيرة واعية
وفاء الكبسي- كاتبة وناشطة سياسية تقول: في ظلّ العدوان والحصار، وما ترافقهما من حربٍ اقتصاديةٍ ومعيشيةٍ ممنهجة، يبرز الاستقرار الذي تشهده المناطق الحرة كحالةٍ استثنائية، تحقّقت ـ بفضلٍ من الله أولًا ـ ثم بصمود الشعب اليمني، وثبات رجاله في ميادين المواجهة، وتضحيات دماء الشهداء، وحنكة القيادة الربانية الحكيمة المتمثّلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي ـ يحفظه الله ـ الذي أدار المعركة بحكمةٍ عالية، وبصيرةٍ واعية، وتقديرٍ دقيق لمجريات المواجهة، وبمسؤوليةٍ شاملة وعلى مختلف المستويات.
وأضافت: ان الاستقرار المعيشي للمواطن، واستقرار سعر الصرف، وتحسّن الوضع التمويني في المحافظات الحرة، أسهم بشكلٍ مباشر في ترسيخ ثبات الجبهة الداخلية وتماسكها. فتوفر السلع الأساسية واستقرار أسعارها حدّا من آثار الحصار، وأفشلا محاولات العدو لإحداث اختلالات داخلية عبر الضغط الاقتصادي. كما أن استقرار العملة عزّز الثقة بالسوق، ومنح المواطن قدرًا من الطمأنينة، ما انعكس إيجابًا على حالة الصمود الشعبي والالتفاف الوطني في مواجهة التحديات.
