الثورة نت| تقرير ـ ناصر محمد
في مشهد يمني جامع يعكس عمق الانتماء الإيماني وصلابة الموقف، برز الشعب اليمني نموذجًا متقدمًا في الدفاع عن الإسلام ومقدساته، حيث شهدت العاصمة صنعاء، إلى جانب عدد من المحافظات الحرة، مسيرات جماهيرية مليونية حاشدة تجاوزت 1500 مسيرة، عبّر خلالها اليمنيون عن إدانتهم الشديدة ورفضهم القاطع للإساءات الأمريكية والصهيونية المتكررة للقرآن الكريم.
وأكد المشاركون أن هذه الجرائم تمثل اعتداءً سافرًا على أقدس مقدسات الأمة الإسلامية، واستفزازًا متعمدًا لمشاعر المسلمين عالميًا، ولا يمكن التعامل معها كأحداث عابرة، كونها جزءًا من استهداف شامل للإسلام ومقدساته، في ظل صمت دولي يعكس ازدواجية المعايير وتواطؤًا واضحًا مع المشروع الصهيوني المعادي للأمة وقيمها الدينية والثقافية.
’’نفير واستنفار’’.. وحدة الموقف ووضوح الرسالة
احتضنت ساحات العاصمة صنعاء، وفي مقدمتها ميدان السبعين، إلى جانب ميادين المحافظات والمديريات، حشودًا جماهيرية واسعة رفعت شعار:
«نفير واستنفار.. نصرة للقرآن وفلسطين»، حيث توحدت الأصوات والمواقف لتبعث برسالة واضحة مفادها أن التطاول على المقدسات الإسلامية خط أحمر غير قابل للتجاوز، وأن المعركة في جوهرها معركة وجود وهوية.
وعكست الحشود حجم الغضب الشعبي المتصاعد إزاء الاستهداف المنهجي للمقدسات الإسلامية، معتبرين أن هذه الجريمة حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تستهدف النيل من هوية الأمة وقيمها الدينية، ضمن سياسات غربية منحازة للكيان الصهيوني.
الإساءة جريمة ممنهجة لا تصرّفًا فرديًا
أكد المشاركون أن الفعل الإجرامي للمرشح الأمريكي جيك لانغ لا يمكن اعتباره تصرفًا فرديًا، بل يأتي ضمن نهج سياسي وفكري عنصري تقوده قوى التطرف الصهيوني في الغرب، ويهدف إلى اختبار ردود أفعال الشعوب الإسلامية وقياس مستوى تمسكها بمقدساتها.
وأشارت الوقائع التاريخية إلى أن الإساءة للقرآن ليست حدثًا معزولًا، بل امتدادًا لسلسلة من الجرائم السابقة مثل:
ـ أحداث تيري جونز عام 2010.
ـ استخدام المصحف كأداة للتعذيب النفسي في معتقل غوانتانامو 2005.
ـ حرق نسخ المصحف في قاعدة بغرام بأفغانستان 2012.
كل هذه الوقائع تؤكد أن الاستهداف ليس مجرد تجاوزات فردية أو تصرفات متطرفة، بل جزء من عقيدة عدائية متجذرة تستهدف الإسلام ومقدساته عالميًا، وتكشف زيف شعارات «حرية التعبير» التي تُستخدم كأداة سياسية لخدمة أجندات معادية للإسلام.
انتهاك للقيم الإنسانية
اعتبر المتظاهرون أن وضع المصحف الشريف في فم خنزير يمثل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية والأخلاقية، وإساءة متعمدة تهدف إلى استفزاز مشاعر المسلمين عالميًا، مشيرين إلى أن هذه الممارسات تندرج ضمن المسار العام للحركة الصهيونية العالمية في استهداف الإسلام، سواء عبر الحملات الإعلامية أو حماية مرتكبي الجرائم ومنحهم الغطاء السياسي والقانوني.
أمريكا والتواطؤ الغربي.. مظلة واحدة للإساءة
أكدت الحشود أن وقوع مثل هذه الجرائم في الولايات المتحدة ليس مفاجئًا، معتبرة إياها الراعي الرسمي للإساءات بحق المقدسات الإسلامية عبر سياسات قائمة على البلطجة وفرض الهيمنة وانعدام القيم الأخلاقية.
كما أشار المشاركون إلى أن الصمت الدولي يعكس الموقف الغربي المنحاز، خصوصًا في ظل ادعاءات زائفة بالسعي لتحقيق السلام، مع إشارة إلى أن دولًا أوروبية عدة تسير في النهج نفسه، ما يكشف عن مشروع غربي متكامل يستهدف النيل من مقدسات الأمة تحت أغطية قانونية وإعلامية مضللة.
القرآن وفلسطين.. معركة واحدة
ربط المشاركون بوضوح بين جريمة الإساءة للقرآن والعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة ولبنان، معتبرين أن الجانبين يمثلان وجهين لمشروع واحد يستهدف الأمة الإسلامية في دينها وهويتها وكرامتها، في ظل صمت دولي مريب وتواطؤ بعض الأنظمة العربية المطبّعة.
وأكدوا أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني وما يتعرض له القرآن الكريم من إساءات متعمدة يصدر عن العقلية العدوانية ذاتها، وأن التصدي لهذه الجرائم مسؤولية جماعية لا تقبل التجزئة.
رسائل حاسمة من ميدان السبعين
بعث ميدان السبعين برسائل سياسية واضحة أكدت أن اليمن، قيادةً وشعبًا، دخل مرحلة جديدة في التعاطي مع قضايا المقدسات، وأن أي مساس بها سيُقابل بمواقف أكثر حزمًا وتصعيدًا على المستويين الشعبي والرسمي.
خروج استثنائي وموقف ثابت
شكّل الخروج الجماهيري الرد الشعبي القوي على أعداء الإسلام، مؤكدًا أن الشعب اليمني الذي اتخذ من القرآن منهاج حياة لن يصمت أمام هذه الإساءات، وأن احتشاده الواسع تلبيةً لدعوة السيد القائد يعكس عمق الارتباط الديني والعقائدي بالقضية.
واختتمت المسيرات بالتأكيد على الجهوزية الشعبية لمواجهة أي تصعيد قادم، والتشديد على أن المقدسات الإسلامية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن اليمن سيظل ثابتًا في مواقفه الداعمة لفلسطين وقضايا الأمة، مهما بلغت التحديات والضغوط.

