سياسيون ومراقبون لـ«الثورة»: تكرار الإساءة للقرآن الكريم ينم عن حقد وعداء للمسلمين في ظل تواطؤ الأنظمة
أوضح مراقبون وحقوقيون أن جريمة الاستهزاء بالقرآن الكريم – من قبل مرشحين سياسيين لمجلس الشيوخ الأمريكي خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليست حوادث معزولة، بل تحمل تداعيات عميقة وأبعادًا متعددة دينية وسياسية وقانونية وأخلاقية، تنم عن حالة الحقد والعداء للمسلمين في ظل ضعف وخيانة وتواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية.. نتابع:
الثورة / أسماء البزاز
البداية مع كهلان صوفان – مدير مكتب الحقوق والحريات بمجلس النواب، حيث بين أن قضية الاستهزاء بالقرآن الكريم – من قبل مرشحين سياسيين لمجلس الشيوخ الأمريكي خلال الثلاثة الأشهر الماضية، ليست حوادث معزولة، بل تحمل تداعيات عميقة وأبعادًا متعددة دينية وسياسية وقانونية وأخلاقية. ويمكن تناولها على النحو التالي:
أولًا: التداعيات والأبعاد: فمن البعد الديني والقيمي أن القرآن الكريم مقدس لدى أكثر من ملياري مسلم، والاستهزاء به يُعد اعتداءً مباشرًا على العقيدة والهوية الدينية.
وقال إن هذه الأفعال تزرع مشاعر الغضب والجرح العميق لدى المسلمين، وتُقوّض قيم الاحترام المتبادل بين الأديان.
ومن حيث البعد السياسي بين كهلان أن استخدام الإساءة للمقدسات في الحملات السياسية هو توظيف رخيص للكراهية لكسب أصوات تيارات متطرفة. وذلك أيضا يسيء ذلك إلى صورة أمريكا التي ينتمي إليها الفاعل فوق ما هي سيئة (بسبب الدعم اللا محدود لإسرائيل المحتلة في أعمال الإبادة الجماعية بحق أبناء غزة وفلسطين)، ويضعف خطابها حول حقوق الإنسان وحرية المعتقد الذي تتشدق به، وساهم في تأجيج التوتر بين الغرب الكافر والعالم الإسلامي ويمنح الذرائع لبقاء العلاقات في حالة توتر دائم.
ومن ناحية البعد الاجتماعي قال كهلان إن ذلك يعزز ظاهرة الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين، خاصة الأقليات المسلمة في الغرب. وقد يؤدي إلى اضطرابات مجتمعية وجرائم كراهية متبادلة.
ومن ناحية البعد القانوني والأخلاقي قال كهلان إن حرية التعبير لا تعني حرية التحريض على الكراهية أو إهانة المقدسات. فهناك فرق واضح بين النقد الفكري والإساءة المتعمدة.
وقال: ما ينبغي على الأمة الإسلامية فعله يأتي أولا على مستوى الأنظمة والدول مواقف رسمية واضحة لهذه الأنظمة والدول العربية والإسلامية وأدناها استدعاء سفراء أمريكا وتسليمهم بيانات احتجاج.
مضيفاً: أيضاً لا بد من التحرك عبر المنظمات الدولية لرفع دعاوى قضائية ضد هؤلاء السياسيين وضد النظام الأمريكي الذي يسمح بمثل تلك الممارسات المسيئة (الأمم المتحدة، مجلس حقوق الإنسان، محكمة العدل الدولية، محكمة الجنايات الدولية). ودعم مشاريع قرارات تُجرّم ازدراء الأديان والتحريض على الكراهية. بالإضافة إلى استخدام القوة الناعمة: الإعلام، الدبلوماسية، والضغط القانوني.
وعلى مستوى المجتمعات أوضح كهلان أن الرد يجب أن يكون بوعي وحكمة دون الانجرار للعنف عبر تحريك مظاهرات ومسيرات ضخمة في كافة أرجاء العالم الإسلامي تندد بهذه الأفعال المسيئة للقرآن الكريم ولديننا وعقيدتنا الإسلامية. وهنا تأتي أهمية تنظيم حملات إعلامية وثقافية للتعريف بالقرآن الكريم وقيم الإسلام السامية، ودعم التعايش والحوار مع أتباع الديانات الأخرى. وعلى مستوى الأفراد يجب التمسك بالأخلاق الإسلامية في الرد. واستخدام الوسائل القانونية والإعلامية للتعبير عن الرفض. وعدم الانسياق وراء الاستفزاز الذي يخدم أهداف المسيئين.
مبينا دور المجتمع الدولي في وضع تشريعات دولية واضحة تجرّم ازدراء الأديان والمقدسات، والتمييز الصريح بين حرية التعبير وخطاب الكراهية، وحماية الأقليات الدينية من التحريض والعنصرية. ومحاسبة السياسيين الذين يستغلون الدين لإشعال الكراهية. ودعم برامج حوار للتعريف بالأديان والثقافات بدلاً من خطاب الصدام.
أمة ميتة
القاضي علي يحيى عبدالمغني- أمين عام مجلس الشورى يقول من جهته: إن كافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وميثاق الأمم المتحدة، تجرم الإساءة إلى المقدسات والمعتقدات والرموز لأي أمة من الأمم، سواء كانت إسلامية أم مسيحية أم غيرها، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى للمسلمين (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم).
وقال القاضي : لا شك أن حالة الحقد والعداء للمسلمين متجذرة في اليهود والنصارى الذين باتوا في خندق واحد، تجمعهم الصهيونية العالمية التي تتخذ من أمريكا وأوروبا مقرا لها، لكن هذه الحالة من الحقد والكراهية والعداء للإسلام والمسلمين ما كان لها أن تخرج إلى العلن وتترجم بهذه الطريقة في أمريكا وتصبح دعاية انتخابية لولا ضعف وخيانة وتواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية.
وتابع: اليوم شعوب الغرب الكافرة تتعامل مع المقدسات الإسلامية كما تتعامل أنظمتها وحكوماتها مع الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، لم يعد لهذه الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية ولا لرموزها ومقدساتها أية قيمة لدى الغرب الكافر، الذي بات يتعامل مع العرب والمسلمين باعتبارهم أمة ميتة، لذلك تتكرر هذه الإساءات الغربية للمقدسات الإسلامية، دون أن تحرك الأنظمة وكذلك الشعوب العربية والإسلامية للأسف ساكنا، أو تتخذ موقفا دفاعا عن دينها ورمزها ومقدساتها.
وبين أن هذه الإساءات الأمريكية والغربية للمقدسات الإسلامية سوف تستمر، وتنقل من بلد إلى آخر، إذا استمرت الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية في هذه الحالة من الضعف واللا مبالاة وعدم الشعور بالغيرة والمسؤولية في الدفاع عن مقدساتها ورموزها ومعتقداتها، وسلام على الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي الذي قال قبل أكثر من عقدين من الزمن: لو أن الشعوب العربية والإسلامية رفعت شعار(الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) مرة في الأسبوع، لغيرت أمريكا حديثها ومنطقها عن الإسلام والمسلمين، وسلام الله على السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي جسد بموقفه إزاء هذه الإساءة الأمريكية للقران الكريم موقف جده الإمام زيد بن علي -عليه السلام- الذي وقف ليهودي أراد أن يسيء إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في مجلس هشام بن عبدالملك الذي قال للإمام زيد حينما أسكت اليهودي: لا تؤذي جليسنا يا زيد، فأجابه الإمام زيد بقوله: إذن والله لن تراني إلا في موقف تكره أن تراني فيه، وقاد ثورة عظيمة عليه، وكذلك موقف الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين إمام أهل اليمن القائل:
حرام علي النوم إلا قلة
ووجه المعاصي ظاهر لا يحجب
وسلام الله على أهل اليمن، أهل الإيمان والحكمة الذين رفضوا بأعلى أصواتهم هذه الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم، وخرجوا في كافة الساحات والميادين ليعبروا عن غضبهم واستنكارهم وإدانتهم لهذا العمل الإجرامي المشين، والذين قالوا للغرب الكافر ما قاله شاعرهم:
إن ضيع الأعراب دين نبيهم
فمبادئ الأنصار لم تتغير
ما الذي سيتبقى؟
من ناحيته يقول محمد الرضي – مجلس الشورى: القرآن الكريم كتاب الله ويهدي للتي هي أقوم، كتاب انزله الله رحمة بناهو من مقدساتنا، من شعائرنا، من إيماننا . وعندما يرى أهل الشرك والكفر هذه القرآن فيه خيرا للأمة التي لا يريدون أن ينزل الله عليهم من خير يتمنون أن هذا القرآن، ينتهي أن يزول وأن يحرق وأن يفنى، لأن القرآن الكريم عرفنا بأعدائنا وكيف نتعامل معهم، بينما هم يريدون ان نظل ساحة لكي يستهدفوا ثقاقتنا وديننا وان نكون أمة خانعة تفتقد العزة والكرامة والغيرة على دينها ومقدساتها.
وتابع : فيا أيها الذين آمنوا كونوا انصار الله .اذا لم نتحرك لننصر الله ورسوله وكتابه الكريم، فما تبقى لنا من الدين من شيء، بل سيتمادى هذا العدو إلى الإساءة اكثر وأكثر إلى مقدساتنا .
وقال الرضي : نرى كيف يغتاض الملوك والزعماء أن إساء أحد إليهم وكيف يمتلكون جيوشا الكترونية للدفاع عنهم وعلماء ومنابر بينما يجبنون ان يوجهوا إدانة لمن اساء لمقدساتهم.
مشددا على أهمية أن يتحرك الجميع للدفاع عن مقدساتهم، ليفهم العدو أننا ندافع عن مقدساتنا وعن ديننا وان هناك خطوطاً حمراء لدينا .
متى نغضب ؟
من ناحيته يقول العلامة الحسين السراجي: إن الجريمة بحق كتاب الله سبحانه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فما بين فترة وأخرى يظهر العمل المشين المخزي لكل موحد في الغرب المتجه نحو الإلحاد بعد اندفاعه للمثلية .
وقال السراجي: ما حدث للمصحف الشريف وقع له أشباه في بلدان عربية وإسلامية من مجموعات، ملحدة فالكتابيون يحترمون ويقدسون الديانات وكتبها ولا يمتهن ويستثير المشاعر الدينية إلا الإلحاد والغرب اليوم تخلى عن مسيحيته لصالح الإلحاد فصار مثلياً ينادي بالمثلية كدلالة على إلحاده، بينما لم تعد المسيحية إلا عبارة عن مجموعات قليلة محصورة قد لا تتعدى الـ 20 % من المجتمع الغربي .
موضحا أن الشعوب التي كانت تغضب لرسم كاريكاتوري مسيء للنبي أو القرآن لم تعد في وارد الغضب على بشاعة انتهاك قدسية المقدسات، أحرق المصحف الشريف، داسوا عليه بالأحذي، تم تمزيقه، وضع في فم الخنزير، ولم تغضب! متى تغضب ؟!، بالله أخبرني متى تغضب ؟!، إذا انتُهكت محارمنا !! قد انتُهكت !!، إذا نُسفت معالمنا لقد نُسفت، إذا قتلت شهامتنا !! لقد قُتلت إذا ديست كرامتنا !! لقد ديست ! اذا هدمت مساجدنا !! لقد هدمت !!، إذا لله .. للحرمات .. للإسلام لم تغضب، فاخبرن متى تغضب ؟!
وختم حديثه قائلا : ما أبشع ما وصل إليه حال المسلمين وبالتالي فإنه يجب على المسلمين التحرك بموقف عربي وإسلامي غاضب يعلن البراءة من أعداء الله المستهزئين وتواصل الفعاليات المنددة والغاضبة ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية. ويجب علينا التحرك وعدم الصمت وتفعيل المقاطعة فالمسيئون حثالات إذا وجدوا تحركاً وغضباً ارتدعوا عن التمادي في الإستهزاء والسخرية بنا وبمقدساتنا .
زائلون لا محالة
من جهتها تستهل حديثها نبيلة الشاوش- مديرة مدرسة الحوراء النموذجية للبنات – الأمانة بقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
وتابعت الشاوش حديثها قائلة : نزل الله القرآن الكريم على سيدنا محمد رحمة للعالمين؛ القرآن الكريم دستور حياة من عمل به لن يضل أبدا. وهذا ما يغيض أعداء الله. فتمسك الأمة الإسلامية بكتاب الله يمثل خطرا كبيرا على العدو، لأنه زائل لا محالة في ظل وجود عالم إسلامي قوي يعمل بما جاء في القرآن الكريم، من هنا تم تجنيد ما يمكن تجنيده للعمل على إهمال القرآن الكريم في نفوس المسلمين وتحريف معانيه وإدخال الثقافات المغلوطة في التفسير لإفساد المسلمين وابعادهم عن التعاليم الأساسية التي نص عليها القرآن الكريم ويبقوا أمة ضعيفة يسهل تفكيكها وإغواؤها.
وقالت : ما شاهدناه مؤخرا من المرشح الأمريكي قمة الاستهانة والاستهزاء بالمسلمين. فهو لم يسيء للقرآن الكريم لأنه كما قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. فهو محفوظ لا يمسه سوء أو إهانة ولكن جراءة واضحة لاستفزاز المسلمين مثل ما سبق واستفزوا المسلمين في مقدساتهم وفي المقدمة أولى القبلتين الأقصى الشريف. تعمد سافر وتمادي بالإهانة والاستفزاز فهل تصحو امتنا الإسلامية وتنهض غاضبة لمقدساتها وتصبح {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }.
مبينة: لن نكتفي بالإدانة والاستنكار لاستمرار استفزازات العدو الصهيوني لمشاعرنا تجاه مقدساتنا وسنستمر بالخروج في الوقفات الاحتجاجية والخروج المشرف في الميادين لرفض هذه الانتهاكات وسنتحرك لجهاد العدو بكل الوسائل المتاحة حتى يتراجع عن سخافاته ويعود المجد والعزة للأمة الإسلامية كما أراد الله لها أن تكون.
النيل من مقدساتنا
من ناحيتها تقول التربوية أمة الكافي الرحبي- مديرة مدرسة المقبلي بمنطقة السبعين التعليمية إنه عندما يتمادى الغرب الكافر في النيل من المقدسات الإسلامية وخصوصا الاستهزاء بالقرآن فهو في كل مرحلة من مراحل استهدافه المتكررة يقيس مدى ما قد وصلت اليه الأمة الإسلامية من الضعف والوهن والذل في مواجهة هذه التصرفات، فهو لا يتحرك بعشوائية، بل تحركاته ممنهجة ومدروسة ليبعد الشعوب عما هو مصدر قوتها وكرامتها، فيسعى بكل أنواع الحروب الناعمة والصلبة ليبعد المسلمين عن دينهم وعن قرآنهم لتسهل السيطرة عليهم وهنا يجب ان ندق ناقوس الخطر ونتحرك للدفاع عن ديننا ونبينا وقرآننا .
وقالت الرحبي : ونحن كتربويين يقع على عاتقنا مسؤولية تربية أبنائنا وبناتنا التربية الإيمانية الصحيحة وربطهم بالقرآن الكريم ككتاب هداية وجعل تحركهم نابعا من تعاليمه وحركته التي تنتهي بهم إلى الفوز في الدنيا والآخرة ويرافق ذلك التحرك اعتزازهم واقتخارهم بإسلامهم ونبيهم وقرآنهم وبالتالي تكون أي إساءة تطال مقدساتهم هي بمثابة إعلان حرب عليهم وعلى كرامتهم.
