تم عمل صيانة كاملة للمستشفى وتأهيل جميع أقسامه

مدير عام مستشفى الروضة للأمومة والطفولة علي المرتضى لـ”الثورة “: العدوان تسبب في توقف العمل في المستشفى وتراجعت خدماته بشكل كبير قبل إعادة تأهيله

افتتحنا قسماً للحضانة مجهزاً بكافة الأجهزة وأقسام رقود وغرفة عمليات تعمل ٢٤ ساعة
أكثر من ١٠٠ ألف مستفيد من خدمات المستشفى في ٢٠١٩ بزيادة من حوالي ٤٨ ألفاً في ٢٠١٧

أكد الدكتور (علي أحمد المرتضى) مدير عام مستشفى الروضة للأمومة والطفولة في أمانة العاصمة أن العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني تسبب في توقف العمل في المستشفى وأصبح يعمل لفترة ثلاث ساعات في اليوم فقط إلى جانب توقف المرتبات ما أدى إلى مغادرة الكادر الطبي والفني والتمريضي وحتى الإداري ولم يتبق يعمل فيه سوى أبناء المنطقة القريبين .
الثورة/ منصور شايع

وأشار في تصريح لـ”الثورة” إلى تدهور أوضاع المستشفى بشكل كبير ولم يعد يقدم من العمليات على سبيل المثال سوى عمليات الختانة كذلك تدهور النظافة وكل شيء فيه أصبح شبه مشلول.
وقال : مستشفى الروضة للأمومة والطفولة أنشئ بسعة سريرية 65 سريراً ويجري العمليات الكبرى والصغرى ويفترض أنه يستقبل أمراض الباطنية والأطفال والأسنان والنساء والولادة معظم هذه التخصصات كانت متوقفة تماما نتيجة العدوان والمعدات والأسرّة المعطلة والمتهالكة.. أيضا كان لا يوجد أخصائي أطفال ولا أخصائي باطنية ويوجد أخصائية نساء وولادة بالتعاقد للدوام في العيادة فقط وكان الدوام يبدأ من التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا مثل الدوام في القرى والمناطق النائية.
تصحيح إداري
وأضاف الدكتور المرتضى: بعون الله تعالى منذ أن استلمنا المهام في هذا المستشفى نهاية العام 2017 م بدأنا العمل بالإمكانيات المتوفرة بدأنا بالإصلاح الإداري وضبط الدوام وبدأنا تدريجيا بالتعاقد مع أخصائي أطفال وأذن وأنف وحنجرة وتابعنا حتى حصلنا على أخصائية نساء وولادة رسمية كون المستشفى أمومة وطفولة وتمكنا من فتح فترة مسائية في المرحلة الأولى ونفذنا عملية صيانة كاملة للمبنى والأقسام المختلفة واستطعنا بالتعاون مع وزارة الصحة ومكتب الصحة بأمانة العاصمة ومكتب الصحة في بني الحارث من إيجاد منظمة لدعم إعادة تأهيل المستشفى.
وعن التحديثات والأجهزة التي تم توفيرها خلال الفترة القليلة الماضية أضاف : المستشفى كان يفتقر كما ذكرت إلى أبسط المقومات لعل أبرزها الأطباء، كان يوجد طبيبان عامان فقط وأربعة تمريض واربع قابلات ولا يوجد أخصائي أطفال أو أخصائي نساء وهو مستشفى أمومة وطفولة.. ولكن بفضل الله تعالى وبتعاون الجميع استقطبنا عدداً من الزملاء اختصاص أطفال ونساء وأربعة أطباء عموم وأخصائي باطنية وفني بصريات لعيادة العيون بعد أن كان هذا القسم شبه مغلق في السابق وتم تأهيل المستشفى بمختلف جوانبه الإدارية والفنية وعمل نقلة نوعية حتى اصبح يعمل 24 ساعة في الطوارئ والنساء والتوليد بدلا من حوالي اربع ساعات دوام في اليوم فقط وبجهود ذاتية من إمكانيات المستشفى.. كما تم افتتاح قسم للحضانة مجهز بكافة الأجهزة الخاصة بذلك وقسم رقود إضافي مكننا من تشغيل غرفة العمليات لتعمل 24 ساعة مثل الطوارئ التوليدية رغم أنها كانت موجودة في السابق ولكن كانت متوقفة وشبه مدمرة وبحالة يرثى لها واكبر عمليات تجرى هي عملية الختانة وتم تحديث المختبر وتطوير الخدمات التي يقدمها حيث تم توفير التجهيزات والمحاليل اللازمة كما تم إنشاء مركز متخصص ومعزول لاستقبال حالات أمراض الكوليرا وآخر لاستقبال حالات الديفتيريا.
إعادة التأهيل
وبحسب مدير عام المستشفى : تم عمل إعادة التأهيل والصيانة الكاملة للمبنى وهذه التحولات والتطورات جاءت بفضل الله تعالى أولاً ثم بتعاون الجميع من المواطنين والدعم الشعبي والجهات المعنية في الدولة والمنظمات الخارجية إلى جانب حسن الإدارة وكسب ثقة الجميع.. حتى اصبح اليوم مستشفى الروضة للأمومة والطفولة بحمد الله تعالى يقدم خدماته بصورة جيدة جدا بالإمكانيات المتوفرة.
وعن عدد المستفيدين من خدمات المستشفى خلال العام الماضي مقارنة بالأعوام السابقة أوضح قائلا : عدد المستفيدين من خدمات المستشفى في 2019م قرابة الـ100 الف مستفيد ارتفاعا من حوالي 48 الفاً في 2017م وقفز هذا الرقم في 2018م بنسبة 33 % أي إلى 65 الف مستفيد.
معوقات
وعن أبرز المعوقات والصعوبات التي تواجه العمل في المستشفى قال : ابرز المعوقات عدم وجود كادر رسمي يقدم الخدمات بأقل الأسعار، والمتواجدون اغلبهم بالتعاقد بالنسبة وهذه مشكلة خاصة وأن رسوم الدعم الشعبي فاتورة المعاينة سعرها ۲00 ريال فقط يذهب نصفها للطبيب ومن الفحوصات 40 % وهذه أسعارها مرتفعة لم توفرها الدولة نحن نشتريها من السوق وبالكاد تغطي التكلفة حيث تقدم للمواطن بأسعار مخفضة جدا ومن النفقات التشغيلية المقررة للمستشفى والبالغة 78۰ الف ريال فنحن نحاول أن نستعيد فقط نسبة الطبيب والمخبري وقيمة المحاليل وهنا لا ننسى أن المستشفى يصرف بعض الأدوية مجانا والتي تزودنا بها الوزارة ومكتب الصحة والسكان بالأمانة , جميع ذلك يعمل على عرقلة تطوير العمل في المستشفى فنسبة مساهمة الدعم الشعبي بسيطة جدا كذلك النفقات التشغيلية لا تتناسب وحجم الخدمات والمسؤوليات التي على المستشفى.. فالكادر الإداري هو المظلوم خاصة مع عدم توفر المرتبات، أما بالنسبة للطبيب والفني فإن كلا منهم يأخذ مستحقاته بالنسبة وبعد خصم النسب يتم توزيع الفائض من الدعم الشعبي على الكادر الإداري ولو أنها بسيطة جدا لا تتناسب وحجم الجهود التي يبذلونها.. لذا نقدم لهم من خلالكم وكافة العاملين الشكر والتقدير على مراعات ظروف المستشفى والبلاد عموما.. إلى جانب ذلك هناك معوقات قانونية فلا يسمح بعمليات المناقلة من بند إلى بند آخر وهذا يعمل على عرقلة العمل ونتهم بالفساد.. لذا لا بد من عمل استثناءات خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من العدوان والحصار ويتم محاسبتنا.. لكن ان شاء الله سنتغلب على هذه المعوقات بتعاون المعنيين من اجل تقديم خدمة للمواطن بأفضل الإمكانيات المتوفرة.
وعن توفير المحاليل الطبية وحجم مساهمة المستشفى في ذلك اكد الدكتور المرتضى ان مؤسسة بناء كانت تساهم في تقديم الحوافز للموظفين وتساهم بحوالي 70 % من قيمة المحاليل المخبرية والمستشفى يتحمل 30 % النسبة المتبقية لكن حاليا وبعد انتهاء مهمة المؤسسة نتحمل التكاليف كاملة ونعمل على استعادة التكلفة فقط من المواطن كون المستشفى حكومياً فأسعار الفحوصات متساوية مع المستشفيات الحكومية الأخرى. مشيدا في هذا الاطار بالدعم الذي تقدمه وزارة الصحة و مكتب الصحة بالأمانة و كذا منظمة الصحة العالمية لتطوير وتحديث وإعادة تأهيل مستشفى الروضة.
و نحمدالله الذي وفق فريق مستشفى الروضة لتوفير الأجهزة الضرورية في قسم الطواري مثل جهاز الانعاش وغيرها.
استقطاب كوادر طبية
وعن الخطط والطموحات التي تسعى إدارة المستشفى إلى تحقيقها خلال الفترة القادمة أضاف : نسعى إلى استقطاب كادر طبي جديد ثابت في المستشفى بدلا من التعاقد والنسبة وفتح أقسام رقود جديدة إلى جانب الموجود حاليا وعمل عناية مركزة حتى ولو لم نجد منظمة داعمة لأنها مهمة جدا وبإمكانات المستشفى لأن ذلك يعد نقلة نوعية مع انه يوجد كرسي عناية وحيد فلا نستطيع استقبال اكثر وهذا يشكل عائقاً للعمل والمفروض هو أن يتم التوسع لاستقبال مرضى من المستشفيات الحكومية الأخرى حتى نكون عوناً لهم بدلا من تركز المرضى في هذه المستشفيات ولا يجدون فيها العناية المطلوبة كون منطقة بني الحارث متوسطة لاستقبال الحالات من مختلف المديريات من محافظة صنعاء وغيرها.. لذلك نطمح إلى التوسع اكثر في مختلف الأقسام والتخصصات وبما يلبي الإقبال المتزايد على خدمات المستشفى من المرضى المستضعفين بحيث يوفر عليهم الذهاب إلى العاصمة للبحث في المستشفيات المركزية والمرجعية المزدحمة أو اللجوء إلى المستشفيات الخاصة التي تثقل كاهل الناس خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يمر بها الوطن من عدوان وحصار اقتصادي جائر.
مراعاة ظروف المرحلة
وأشار مدير عام المستشفى في ختام تصريحه قائلا : أود من خلالكم توجيه رسالة إلى المعنيين وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا من عدوان وحصار جائر وغياب للمرتبات ان لا يضعوا القانون سيفاً مسلطاً على رقابنا فهو حاليا بمثابة القيد لا نستطيع التحرك.. منوها بأن تطبيق القانون يتم عندما تكون الظروف طبيعية وهذا لا يعني الانفلات فنحن مستعدون للمحاسبة عن كل ريال تم صرفه وأين ذهب فإذا لم يكن في خدمة الناس والمستضعفين في هذه الأيام متى سنخدمهم.. وقال : على سبيل المثال لا نستطيع توفير المحاليل الطبية لأن ذلك غير متوفر في الميزانية التشغيلية وأيضا الأدوية صفر وأدوات النظافة صفر وكذلك صيانة المباني صفر ويفترض أن تكون الميزانية التشغيلية والبالغة 700 الف ريال شهريا حزمة واحدة يتم توجيهها حسب الاحتياجات المطلوبة.. لكن عندما أعمل مناقلة من بند إلى آخر أكون مخالفاً للقانون وهذا كما قلت لا يعني أن نكون فوق القانون ونخالفه فالجميع تحت القانون والجميع يريد خدمة الوطن خاصة في هذه المرحلة.. مع انه عند اجتماعنا بالمسؤولين الجميع يحث على مساعدة الناس والعمل على تقديم خدمة مميزة لهم.. لكن كيف نتحرك لمعركة بدون سلاح.. لذا نطلب ان لا تكون الإجراءات الإدارية عاملاً معيقاً للعمل وهناك لجان ميدانية للرقابة والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة موجود اهم شيء هو أن نطور العمل وبما يخدم المواطن وان نغير نظرته نحو المستشفيات الحكومية بدلا من معاناته الشديدة في المستشفيات الخاصة التي تسعى جميعها تقريبا إلى الربح فقط.

قد يعجبك ايضا