وزراء ومسؤولون وعلماء لـ"الثورة ":

ما يقوم به المرتزقة من اختطاف واعتقال وتعذيب للمدنيين المسافرين في الطريق المسبّلة جرائم لا تغتفر

 

حازب: ما يحصل في سجون مارب ليس من القيم ويشيب له الولدان وعلى الأحرار هناك دور لمنع هذه المهزلة
الشامي: نحن تربينا على قيم ندين بها في التعامل مع الأسرى بينما خصومنا تجاوزوا الأخلاق والقيم حتى وصلوا إلى اختطاف النساء والمتاجرة بالأسرى والمعتقلين
العلامة مفتاح:
هناك انتهاكات فظيعة وغير مسبوقة ترتكب بحق المعتقلين في سجون مارب وغيرها وكان يُفترض بالمرتزقة التجاوب لإنهاء ملف الأسرى
الديلمي:
على الأمم المتحدة أن تعطي أولوية فيما يخص المختطفين من الطرقات
العابد:
الندوة تدشين لأدب المعتقلات التي سيتم تناولها في أكثر من كتاب للأسرى لإظهار الحالة الشيطانية التي يرتكبها المجرمون بحق الأسرى والمعتقلين
أبو حمراء:
عدد المعتقلين في سجون المحافظات التي يسيطر عليها المرتزقة أكثر من 1200 معتقل ومختطف
علوان:
ما يقوم به المرتزقة لا يمثل أبناء مارب بل يمثل حثالة من العملاء الذين تجردوا من الأخلاق والقيم القبلية والإنسانية

 

في الطريق المسبّلة لعابري السبيل الذين اضطرتهم ظروف العدوان والحصار للمضي في طريق المخاطرة عبر المناطق والمحافظات التي تقع تحت سيطرة المرتزقة وقوى العدوان، تحدثُ مآس وجرائم وانتهاكات فظيعة في حق عابري السبيل الذين تم اختطافهم واعتقالهم ثم زجهم في السجون ليرتكب الجلادون والمجرمون ممن انتزعت منهم الرحمة والشفقة والأخلاق والقيم شتى أنواع الجرم والتعذيب والانتهاك للحقوق الإنسانية، فكم طالب علم أو مريض أو مريضة أو حاج او حاجة أو تاجر أو مسافر تم إلقاء القبض عليهم في مارب وعدن وسيئون وغيرها من مناطق الاحتلال تم سجنهم وتعذيبهم وبيعهم ومنهم من قُتل تحت التعذيب والانتهاكات ومنهم من تم إطلاق سراحه، حيث تم رصد أكثر من 1200 معتقل ومختطف في سجون قوى العدوان والمرتزقة، حسب المسؤولين في اللجنة الوطنية للأسرى، كلهم من المرضى والطلاب والمعتمرين والحجاج والتجار والعمال.
“الثورة” حضرت الفعالية التي أقيمت بهذا الخصوص والتقت عدد من الوزراء والمسؤولين بمحافظة مارب ولجنة الأسرى وحقوق الإنسان وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة / احمد المالكي

الشيخ حسين بن علي حازب، وزير التعليم العالي، تحدث بداية في هذه الندوة لـ”الثورة” فقال: هذه الندوة رسالة هامة يوجهها أبناء المعتقلين والأسرى الذين يقبعون خلف القضبان في سجون مارب سواء ممن تم إطلاق سراحه أو ما يزال هناك في السجون، هي رسالة للمنظمات الحقوقية وللشرفاء في محافظة مارب بأن يوقفوا هذه المهزلة وأن يوقفوا هذه الجرائم والفظائع التي يتم ارتكابها، فالأسير والمعتقل له حقوق يجب الحفاظ عليها، وإذا كانوا يدعون أنهم دولة فهذه ليست أساليب دولة لأن الدولة هي خصم شريف إذا افترضنا أنهم دولة فالدولة هي خصم شريف بمعنى أنها توقف او تعتقل لأجل حل قضايا الناس أو العامة ولكنها تحفظ للإنسان آدميته وتحفظ للناس حقوقهم، والذي حصل ويحصل في سجون مارب للآن وأشار إليه الكاتب أمير الدين جحاف يشيب له الولدان ما يحتم على كل إنسان أن يكون له دور في منع هذه المهزلة.
مبدأ أساسي
ضيف الله الشامي، وزير الإعلام، بدوره تحدث في هذه الندوة، فقال: نحن اليوم دموعنا ذرفت بالدم قبل أن تُذرف بالدموع لأن المأساة كبيرة جداً والألم شديد وخصوصاً عندما نرى أبناء جلدتنا هم من يقومون بمثل هذه الانتهاكات والجرائم وبمثل هذا العمل، هذه المآسي الكبيرة التي رأينا جزءاً قليلاً منها يدمي القلب فكيف ما خفي منها و” ما خفي كان أعظم” والشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي قد تحدث حول قضية الأسير في درسه الثاني عشر من دروس “معرفة الله وعده ووعيده” وهو يتحدث عن الأسير وعن أخلاقيات الأسرى أنه حتى وإن كان الأسير الذي لديك وتحت يدك وفي سجنك “كافرا” وليس ” مسلما” يجب عليك أن تحترمه وأن تقدره وأن تكرمه وأن تتعامل معه كضيف لأن أي إساءة هي تنتقص من كرامته كإنسان وآدمي وكمخلوق بشري خلقه الله يحتاج إلى العزة والكرامة، هذا “مبدأ أساسي” لدينا وهذه قيم وأخلاقيات نتعامل بها، ولذلك نرى تعامل رجالنا في الجبهات مع من يقاتلونهم ومن قتلهم واعتدى عليهم يحملون الأسير من الطرف الآخر يطببون جروحه ويعالجونه ليس ذلك للظهور أمام وسائل الإعلام والكاميرات وإنما هو دين ندين به امام الله وذلك خلق تربينا عليه وسنموت عليه إلى قيام الساعة لأننا نمتلك هذه القيم وهذه الأخلاقيات التي فقدت من خصومنا والتي تعالوا فيها إلى أن وصلوا فيها إلى مرحلة اختطاف النساء من داخل بيوتهن ومحاولة الاعتداء عليهن، وهذا جزء بسيط وقد سمعنا وشاهدنا واعترفوا هم باغتصاب النساء وهذا أشد وأنكى، لذلك نحن نقول: إننا اليوم عندما نقف في مثل هذا الموقف وإزاء هذه القصص الأليمة التي حدثت للأسرى والمعتقلين والمخطوفين وما ورد في هذا الكتاب ” رحلة وراء القضبان” الذي تحدث عن تجارب حقيقية هي نماذج لحكايات وآلام وقصص لكل أسير من الأسرى الذين يخرجون من سجون الأعداء كما نراهم مرفوعي الرؤوس والهامات لأنهم يعرفون أنهم أهل حق وأنهم لا ذنب عليهم ولا جرم لهم سوى انتمائهم لهذا الوطن، لذلك عادت تجارة بيع البشر، ونسمع هنالك من يقول تحريم الاتجار بالبشر، واليوم يقومون علنا وبمباركة أممية وبتواطؤ دولي بالمتاجرة بأبنائنا برجالنا وبأكاديميينا وبعلمائنا أمثال الدكتور مصطفى المتوكل وأمثال العلامة يحيى الديلمي، وغيرهما من رفاقهم، بل وصل الأمر إلى المتاجرة حتى بالنساء وذلك من أبناء جلدتنا، وهذا عار وعيب أسود تستنكره كل الأعراف الدولية والقانونية ومبادئ الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وكل شرائع الأرض والملل تستنكر هذه الأعمال، لذلك نحن اليوم أمام قضية يجب أن تأخذ حقها في الرأي العام المحلي والعالمي وفي كل المنظمات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حتى يرى ويسمع كل الأحرار في العالم أن هذا الشعب ترتكب بحقه كل الجرائم من قبل الأعداء لكن شعبنا سيحطمكم بصبره وصموده وعزته وشجاعته ورجولة أبنائه.
صدمة كبيرة
فضيلة العلامة محمد مفتاح، مستشار المجلس السياسي الأعلى، بدوره تحدث في هذه الندوة فقال: هنالك صدمة كبيرة تنتاب المتابع والمطلع على ما يتم من انتهاكات وارتكاب للجرائم والفظائع بحق المختطفين والمعتقلين في سجون مارب وفي سجون السعودية والإمارات وفي السجون السرية التي لم نطلع عليها بعد من انتهاكات فظيعة وغير مسبوقة لم تكن في بال أحد، هذا المستوى من الانتهاكات والضرب والتعذيب والتعرية والإخفاء القسري والإهانات والصعق بالكهرباء ونزع الأظافر أسوأ أنواع الامتهان لكرامة الإنسان، هذه الندوة قد تسلط الضوء على شيء يسير من الوقائع، ولكن يبدو أن الأمر أكبر وأفظع ويحتاج إلى فعاليات واسعة وكبيرة جداً لإنقاذ أرواح تعذب وتقتل يومياً ممن تم الحديث عنهم اليوم من المعتقلين والأسرى والمختطفين، وهناك اعداد ممن استشهدوا تحت التعذيب من الرجال والنساء للأسف.
وأضاف العلامة مفتاح بالقول: بالتأكيد قوى العدوان لا يحترمون الأسرى حتى الذين عملوا معهم وليس لديهم أي قيمة عندهم ما بالك بالأسرى من الجيش واللجان الشعبية، وكان يفترض بهم المسارعة للاستجابة للمبادرة الوطنية والإنسانية التي قدمها قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى واللجنة الوطنية للأسرة وكل الجهات اليمنية وأن يكون هناك تصفية لملف الأسرى وأن يكون الكل مقابل الكل، ولكنهم لا يحترمون من يقاتلون في صفهم بل يحاولون قدر الإمكان امتهان كرامة أسراهم كما يمتهنون كرامة من يقع في أيديهم من أسرى المجاهدين من الجيش واللجان الشعبية.
أولوية
الأخ نائب وزير حقوق الإنسان علي الديلمي قال: لا بد أن تُعطى أولوية واهتمام كبير من قبل الأمم المتحدة على وجه الخصوص فيما يخص موضوع المختطفين الذين يتم اختطافهم من الطريق، هؤلاء هم ضحايا الابتزاز المالي او ابتزاز القيادة السياسية، ونحن نقول للأمم المتحدة على وجه الخصوص وللصليب الأحمر أن دوركم وواجبكم كبير جداً فأنتم تمثلون هذا الجانب ومن المعيب أن تحاولوا أن تجعلوا من هؤلاء المختطفين أو المعتقلين أسرى حرب بحيث ان يتم التبادل بهم، هذه جريمة أيضاً تضاف إلى الجرائم الأخرى لاحظتم جميعاً أن هناك من الصومال الأجانب ومن الأطفال ومن النساء والتجار والحجاج ومن المعتمرين ومن أصناف الناس، أي أنه يتم اختطاف الناس بشكل همجي لا يراعي أخلاقا ولا دينا ولا قبيلة ولا أي شيء، والجانب الأهم والذي يجب أن يركز عليه بشكل كبير، أن ما يتم في محافظة مارب هو محاولتهم أو ادعاؤهم بأن هذه الإجراءات هي إجراءات طبيعية وهم يقولون ذلك لأن الصوت لم يكن مرتفعاً لإيقاف هذه البلطجة وهذه العصابة التي تقوم بأعمال هي أقرب إلى أعمال الحرابة والتي من المفترض أن يطبق فيها القانون.
أدب المعتقلات
الأستاذ محمد العابد بدوره تحدث حول هذه الندوة المخصصة للتوقيع على كتاب “رحلة خلف القضبان” والتي ناقشت أوضاع ومعاناة وعذابات المختطفين ومعاناة أسرهم، فقال: الندوة مهمة تعتبر تدشيناً لكتاب، في نفس الوقت تدشين لأدب المعتقلات سيكون محل اهتمام كبير جداً وسيتم التطرق إلى أكثر من كتاب سيكتبه المحررون والمعتقلون بإذن الله سبحانه وتعالى والتي تتناول تلك الحالة الشيطانية التي يأمر بها تنظيم معين أو منظومة إجرامية تسمى ” الإخوان” من خلال ما تمارسه من حالات لا تمت إلى اخلاق هذه البلاد وإلى قيم اليمنيين أو دينهم أو قبيلتهم أو إلى أي معايير من معايير الدين والإيمان، وهذا هو بلد الإيمان والحكمة، وعموماً المسألة مهمة جداً لأنها ستتطرق وستدشن لمسائل كثيرة ستفضح وتعري أكثر وأكثر حالات العدوان وما يمر به وممارساته التي وصلت من خلال خطاب كراهية يتبنى ما وصلت إليه الحالة هناك على حساب الأخلاق والقيم والقبيلة والمروءة والشرف وكل عوامل قيمية حقيقية تعبر عن إيمان وحكمة هذا الشعب اليمني العظيم.
لا يمثلون أبناء مارب
الأخ محمد محسن علوان، وكيل أول محافظة مارب، بدوره وجه رسالة لأهل مارب ممن يرتمون في أحضان العدوان وللشرفاء منهم، فقال: نحن في هذا اليوم حضرنا هذه الندوة لنطلع ويعرف الجميع ما يتعرض له ويعانيه المعتقلون والمختطفون في سجون محافظة مارب، ونحن نيابة عن أبناء محافظة مارب نقول أن ما يقوم به أولئك المرتزقة والحثالة بتلك الأعمال غير الإنسانية لا يمثلون أبناء محافظة مارب بل أنهم يمثلون أنفسهم، وأبناء محافظة مارب الشرفاء هم كانوا في طليعة من ضحوا بأنفسهم شهداء في الجبهات ومنهم الكثير من الشهداء والجرحى وكذلك المعتقلين والأحرار من أبناء محافظة مارب يعانون كما يعاني أولئك الأحرار من أبناء المحافظات الأخرى، ونحن ندعو الجميع إلى الوقوف صفاً واحداً جنباً إلى جنب مع الجيش واللجان الشعبية لتحرير كل شبر من محافظة مارب وكذلك تحرير كل شبر من محافظات الجمهورية.
ورسالتنا للمشائخ والأحرار من أبناء محافظة مارب الذين هم في مناطق الاحتلال بأن يكون لهم موقف تجاه تلك الأعمال التي يقوم بها أولئك المرتزقة وأن يدينوا ويستنكروا بل ويعلنوا مواقفهم ورفضهم حتى يتبرأوا من أولئك المرتزقة ونحن يجمعنا مع أولئك الاحرار من كل الوطن الدين والمذهب والإخاء والنسب، والعدوان وحدنا أن نكون يداً واحدة.
اختطاف
أحمد أبو حمراء، ممثل اللجنة الوطنية للأسرى، بدوره تحدث في هذه المناسبة فقال: الحديث عن هذه المظلومية مؤلم جداً، ففي الوقت الذي تفرض فيه دول العدوان حصاراً جائراً وظالماً على أبناء شعبنا براً وبحراً وجواً يقوم المرتزقة باستغلال هذا الحصار واستغلال معاناة ملايين اليمنيين الذي يضطرون للسفر عبر مارب وسيئون وعدن ويقطعون عليهم هذا الشريان المتبقي ويقومون باختطافهم والزج بهم في السجون لسنوات ويقومون بارتكاب أبشع الممارسات ضدهم بأشكال متعددة من التعذيب النفسي والجسدي بكل انواعه، واللجنة الوطنية للأسرى بحكم اختصاصها قد رصدت مئات الحالات التي يرتكبها هؤلاء الخونة في مارب والجوف وتعز وعدن وسيئون والمهرة، حيث وصل عدد الذين تم اعتقالهم في السجون المختلفة في المحافظات التي يسيطر عليها المرتزقة أكثر من 1200 معتقل ومختطف، واستطعنا الحصول على أسماء أكثر من 500 معتقل ومختطف كلهم من المرضى والطلاب والمعتمرين والحجاج والتجار والعمال من الذين دفعتهم ظروف الحرب والحصار إلى المخاطرة والعبور إلى مناطق سيطرة المرتزقة وجميعهم لم يكن عليهم أي تهمة وإنما تم اختطافهم واعتقالهم على خلفيات مذهبية وحزبية ومناطقية وأسرية، والكثير منهم بسبب أنهم غير مؤيدين للعدوان أو أن أحداً من أقاربهم واقف ضد العدوان، وبالرغم من هذه المظلومية الواضحة للجميع إلا أن هؤلاء المرتزقة يمارسون في حقهم كل وسائل الإجرام، فمنهم من يتم تعذيبهم بأساليب وحشية وغير إنسانية، ومنهم من يموت تحت التعذيب، وقد رصدنا عدة حالات ومنهم مرضى لم يتم معالجتهم ولا توفير أبسط الحقوق الصحية ومنهم من تم اختطافهم وبيعهم للعدوان السعودي وهم الآن في سجون السعودية ومنهم من تم إخفاؤهم قسرياً لأكثر من عامين مثل الدكتور مصطفى المتوكل وغيرهم، ومنهم من تم نهب ممتلكاتهم من سيارات ومبالغ مالية وغيرها من التجار الذين يبحثون عن لقمة العيش لهم ولعائلاتهم.
ويضيف أبو حمراء بالقول: ورغم أن هذه الممارسات مخالفة لكل القيم والأخلاق والمبادئ الدينية والقبلية ومخالفة لكل القوانين المحلية والدولية إلا أننا وللأسف لم نسمع أي صوت من المنظمات المحلية والدولية الموجودة في اليمن لإدانة هذه الاعمال التي يمارسها المرتزقة وأسيادهم، وهو ما يؤكد زيف الشعارات التي تعرفها وتتغنى بها هذه المنظمات بالرغم من مخاطبتنا لها مراراً وتكراراً وبرغم مئات الشكاوى التي تقدم بها أهالي هؤلاء المظلومين، داعياً إياها إلى الخروج عن هذا الصمت والتحرك بكل الطرق والوسائل للضغط على قوى العدوان ومرتزقتهم للإفراج عن كل المخطوفين والمعتقلين سواء الذين في سجون المرتزقة أو الذين تم بيعهم لسجون السعودية والإمارات.
تصوير / عادل حويس

قد يعجبك ايضا