نساء وأطفال اليمن .. عدوان وحصار يستبيح القتل والتجويع في عالم بلا ضمير !!

العدوان ومرتزقته يمارسون أبشع الانتهاكات بحق المرأة اليمنية أبرزها القتل والاغتصاب

 

 

42 ألف مريض ماتوا بسبب استمرار إغلاق مطار صنعاء 30 % منهم أطفال
تزايد الدعوات والمناشدات بسرعة إدخال الأدوية والأجهزة الطبية ولكن لا حياة لمن تنادي

الثورة / ساري نصر

يعيش النساء والاطفال في اليمن منذ خمس سنوات حالة كارثية في ظل استمرار العدوان والحصار الذي استباح قتلهم على مرأى ومسمع مجتمع دولي يعيش ازمة في انعدام الضمير، فصرخات الموت والجوع والمرض لم تحرك انسانية هذا العالم الذي يتغاضى عما يحدث في اليمن من عدوان سفاح وقاتل.. مآس إنسانية تدمي لها القلوب، أطفال ونساء يتساقطون موتى وقتلى كما تتساقط أوراق الخريف، مآس لا تعد ولا تحصى سببها عدوان تجرد من انسانيته وحصار زاد من بشاعته ووحشيته.
كل هذه المآسي لم تلامس سوى قلوب بعض البشر منهم ناشطون يمنيون وعرب، الذين بادروا مؤخرا بإطلاق حملة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بعنوان #كل_عشر_دقائق_يقتل_طفل_باليمن ، دعوا فيها الناشطين الأحرار من كافة دول العالم إلى المشاركة في الحملة التي تسلط الضوء على المجازر الجماعية التي ترتكب بحق أطفال ونساء اليمن منذ خمس سنوات في ظل الصمت الدولي، ولكن هل من مجيب ؟
وفيات النساء
النساء في اليمن كان لهن النصيب الاوفر من وحشية العدوان والحصار حيث افاد تقرير صادر عن وزارة الصحة مؤخرا أن ستة آلاف امرأة تموت سنوياً نتيجة مضاعفات الحمل والولادة ، فيما افاد تقرير صادر عن منظمة اليونيسف أن امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين في اليمن بسبب المضاعفات أثناء الحمل أو الولادة، حيث ألقت سنوات من العدوان والحصار العنيف بظلالها على الخدمات العامة الأساسية، بما فيها الرعاية الصحية للأمهات والرضع، التي “أضحت على شفا الانهيار التام”، كما قالت المنظمة أن معدل وفيات الأمهات ارتفع بشكل حاد منذ تصاعد العدوان حيث تموت امرأة من بين كل 260 أثناء الحمل أو الولادة، وأفادت اليونيسف أن 1.1 مليون امرأة حامل ومرضعة بحاجة إلى علاج لسوء التغذية الحاد والوخيم.
انتهاكات صارخة
تحالف العدوان الغاشم ومرتزقته يمارسون أبشع الانتهاكات بحق المرأة اليمنية من قتل وبطش واغتصاب واختطاف وغيرها من أنواع التعذيب في ظل صمت دولي مريب، وآخر تلك الجرائم جريمة اختطاف واستمرار احتجاز المواطنة اليمنية سميرة مارش من قبل مرتزقة العدوان في مارب حيث عبرت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني عن سخطها الشديد من مثل هذه التصرفات والتي تعتبر عيبا أخلاقيا ومجتمعيا، ويتنافى مع كل الأديان والقيم والقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
واعتبرت اللجنة الوطنية للمرأة، استمرار قوى العدوان ومرتزقته، في احتجاز سميرة حزام مارش في مارب ورفض إطلاق سراحها وصمة عار وجريمة بكل المقاييس الانسانية والدولية , وطالبت المنظمات الأممية والدولية والمحلية، بالتدخل السريع والعمل على إطلاق سراح النساء المختطفات من قبل مرتزقة وعملاء تحالف العدوان من بيوتهن وعلى رأسهن سميرة حزام مارش، معبرة عن أملها بان تقوم المنظمات الدولية والأممية بواجبها تجاه ما تتعرض له النساء اليمنيات، من انتهاكات من دول تحالف العدوان وعملائها في المناطق المحتلة.. داعية هذه المنظمات أن تثبت مصداقيتها، بربط القول بالفعل، والنص القانوني بالواقع.
صمت أممي
الى ذلك أوضح بيان اللجنة الخاص بحملة الـ 16 يوما أن دول تحالف العدوان وأدواته تمادت في تجاوزاتها ومخالفاتها لكل القوانين والمواثيق الأممية والدولية، فيما يخص تجنيب المدنيين بشكل عام، والنساء والأطفال بشكل خاص من الاستهداف المباشر أو غير المباشر.
وأكد البيان أن النساء اليمنيات، تعرضن لأبشع الجرائم والانتهاكات من قبل دول تحالف العدوان جراء استخدام الأسلحة المحرمة والحصار والحرب الاقتصادية ما تسبب في نقص الغذاء والدواء، لافتا إلى أن الصمت ألأممي والدولي ساهم في تشجيع دول تحالف العدوان بالاستمرار في تلك التصرفات والإجراءات العدائية.
جرائم بحق الاطفال
الاطفال كذلك لم يسلموا من استمرار وحشية وجرائم العدوان والحصار وكان لهم النصيب الأوفر حيث قال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل إن ألف طفل في اليمن يموتون يومياً نتيجة العدوان والحصار ونقص الأجهزة والأدوية وأنه بحسب تقارير المنظمات الدولية يموت 150 ألف طفل في اليمن سنوياً، مؤكداً أن وفيات الأطفال أكثر مما ذكرته تلك التقارير، مشيرا إلى أن هناك خمسة آلاف طفل يصابون سنويا بالأورام بالإضافة إلى التشوهات الخلقية للمواليد جراء استخدام الأسلحة المحرمة دوليا.
وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة أن 86 % من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من أحد أنواع فقر الدم، و46 % من الأطفال يعانون من التقزم، وهناك 80 ألف طفل مصابون باضطرابات نفسية بسبب أصوات الطائرات وانفجارات الصواريخ .
أمراض قاتلة
وبيّن التقرير أن عدد الإصابات بالكوليرا حوالي مليونين ومائتي ألف شخص توفي منهم نحو ثلاثة آلاف و750 شخصاً، يمثل الأطفال نسبة 32 بالمائة منهم فيما توجد 34 ألفاً و520 حالة إصابة بالحصبة توفيت منها 273 حالة 65 بالمائة منها أطفال.
ووفقاً للتقرير بلغ عدد المصابين بمرض الدفتيريا أربعة آلاف و500 مريض، توفي منهم 253 يمثل الأطفال ما دون الخامسة حوالي 16 %.. مبيناً أن هناك 2.9 مليون طفل دون الخامسة مصابون بسوء التغذية من أصل 5.4 ملايين طفل وبنسبة 55 %، منهم 400 ألف طفل مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم.
وبين التقرير أن ستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب تدهور خدمات الرعاية الصحية، و65 طفلا دون الخامسة من أصل ألف طفل يموتون بسبب نوع من أنواع الأمراض، لافتاً إلى أن 320 ألف مريض عجزوا عن تلقي العلاج في الخارج بسبب إغلاق مطار صنعاء الدولي، توفي منهم حوالي 42 ألف مريض وتبلغ نسبة الأطفال منهم 30 %.
فيما أكدت مدير مستشفى السبعين للأمومة والطفولة الدكتور ماجدة الخطيب وفاة ثلاثة آلاف و254 طفلا في أقسام الأطفال بالمستشفى منهم ألفاً و492 طفلاً توفوا في الحضانات نتيجة نقص الإمكانات الطبية والأدوية.
مطالبات ومناشدات
وأمام هذه الأرقام الهائلة والمرعبة طالب وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل الأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن، العمل على سرعة إدخال الأدوية الأساسية للأطفال خاصة المصابين بالسرطان والثلاسيميا والفشل الكلوي، السماح بإدخال الحضانات وأجهزة التنفس الصناعي للمواليد، والأدوية المنقذة للحياة.
من جانبها دعت وزيرة حقوق الإنسان علياء فيصل عبد اللطيف، المنظمات الدولية المعنية بالطفولة، إلى سرعة البدء في تسيير الجسر الجوي للأطفال الذين حالتهم الصحية لا تتحمل أي تأخير، مبينة أن أكثر من 400 ألف فقدوا حياتهم جراء الحصار وانعدام الأمن الغذائي والصحي والإصابة بالأمراض والأوبئة منهم آلاف المرضى الذين حرموا من السفر لتلقي العلاج بالخارج.
كما طالبت العديد من المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني الامم المتحدة بالعمل على وقف العدوان والحصار وفتح مطار صنعاء الدولي والسماح للمرضى للسفر للعلاج في الخارج، وتسيير جسر جوي لإنقاذ الأطفال الجرحى والمصابين بالأورام .
انعدام الضمير
ومع كل هذه المطالبات والدعوات والمناشدات الواسعة لا شيء يتغير وكان المجتمع الدولي والعالم يعيش أزمة انعدام الضمير حيث أكد وزير الصحة الدكتور طه المتوكل أن الأمم المتحدة لم ترسل إلى اليوم أي طائرة لإنقاذ المرضى المحتاجين للعلاج في الخارج خاصة الأطفال، ومبينا أن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية تنصلتا عن تسيير الرحلات الإنسانية العلاجية إلى الخارج من مطار صنعاء.
واستنكر وزير الصحة تلاعب الأمم المتحدة بآلام اليمنيين، محملاً منظمة الصحة العالمية المسؤولية القانونية والأخلاقية عن مثل هذه التصرفات غير المسئولة، مجددا التأكيد على أن استمرار إغلاق مطار صنعاء جريمة بحق الإنسانية ومخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، داعيا الأمم المتحدة والمنظمات الأممية والدولية، إلى عدم غض الطرف عن هذه المأساة الكارثية التي أودت بحياة الآلاف من المواطنين ومازالت تحصد أرواح آلاف آخرين والتحرك الجاد لرفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي.

قد يعجبك ايضا