الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” خاطبنا في القرآن الكريم بقوله “جَلَّ شَأنُهُ”: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أنفسكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}، حنان الأم والعاطفة الأبوية والرأفة والشفقة من الأبوين، وتفكيرهما في مستقبل الأولاد، وخَاصَّة إذَا شعر أحدهم بشيء من المرض أَو العجز وقد يفكر بحتمية رحيله من هذه الحياة، وَإذَا بهما أَو أحدهما يفكر كيف سيكون مستقبل الأولاد؟، وكيف ستكون ظروفهم المعيشية؟، وهل سيعيشون من بعده وظروفهم الاقتصادية مؤمنة أم كيف؟، ولكن هل يفكر الإنسان في مستقبل أولاده الأبدي؟
الكثير من الآباء يتجه اهتمامه بشكل حصري في مستقبل أولادهم أَو حاضرهم نحو العناية بهم فيما يتعلق بالجانب المعيشي أَو الصحي أَو غير ذلك، وهذا جزء من الاهتمامات الطبيعية والفطرية لدى الإنسان، ولكن لا ينبغي أن تستحوذ هذه الاهتمامات على الإنسان؛ لأَنَّ في هذه الاهتمامات التوكُّلَ على الله، ويثق الإنسان أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأنه ذو الفضل الواسع العظيم، وليبقى اهتمام الإنسان متوازنًا تجاه هذه الأمور.
ولكن لنعي جميعاً أهميّة المراحل المتقدمة في عمر الأبناء، أنها المراحل التي تتأسس بها مسيرتهم في هذه الحياة، بداية من مرحلة الطفولة، ثم ما بعد مرحلة الطفولة، ثم سن المراهقة، ثم المرحلة التي يبدأ فيها دخولهم إلى مرحلة الشباب، وهذه مرحلة مهمة جِـدًّا، يجب أن يعي الآباء أهميتها وحساسيتها.
الطفل بداية يتأثر بالواقع الذي يعيش فيه، بداية من الواقع الأسري، من أساليب وطريقة التعامل، ثم كلما كبر تأثر بمحيطه الاجتماعي، الأصدقاء، ثم المدرسة والمعلم والمنهج والرفاق في الفصل والمدرسة، يتأثر بالمسجد، فيكتسب عادات وتقاليد معينة، ويتعود على طبائع وتصرفات يكتسبها.
فالله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عندما قال: {قُوا أنفسكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}، ليلفت نظر الآباء والأُمهات إلى خطر كبير يهدّد أنفسنا ويهدّد أولادنا، والإنسان بطبيعته يحمل عادةً اهتمامين تجاه نفسه وتجاه أسرته:
تحقيق المتطلبات الضرورية، ودفع المخاطر والشرور، يحرص على جلب المنفعة ودفع المضرة.
قد يخشى الإنسان على نفسه وعلى من يعول الجوع أَو المرض، ولكن هناك ما هو أخطر من الجوع ومن المرض، وهو الضلال الذي يعتبر للإنسان أشد وأفتك وأسوأ من الجوع والفقر والمرض، مصيبة الضلال لها آثارها السيئة جِـدًّا في الدنيا وفي الآخرة، ولذلك يجب على الآباء أن يستشعروا المسؤولية في تربية الأبناء، منذ الطفولة، يهتموا بتلقينهم القول الطيب، ويعلموهم مكارم الأخلاق، ثم يتجهوا إلى الاهتمام بهم تربويًا وتثقيفيًا وتعليميًا وتوجيهيًا، أن يسعوا إلى ما يقيهم من عذاب الله، أن يعملوا على تزكية أنفسهم، على تربيتهم التربية الصالحة، وتنشئتهم التنشئة الطيبة.
مسؤوليتك أيها الأب أن تسعى ليستنير ابنك أَو ابنتك بنور الله، أن يستبصر بهدى الله، وفرصة ثمينة افتتاح المراكز الصيفية، ليبتني في هذه الدورات بناءً مميزاً، ويؤدي في هذه الحياة دوراً عظيماً، دوراً مميزاً بما يمتلكه:
– من زكاء نفس.
– من هداية فكرة.
– من مواهب.
– من طاقات.
– من قدرات.
فيقدم في واقع مجتمعه الخير الكثير، يكون عنصراً فاعلاً، خيِّراً، مثمراً، منتجاً، ثم تكون أنت وهو من المفلحين في الآخرة، ولذلك العناية بأبنائنا مسؤولية كبيرة جِـدًّا.