رغم ماخلّفه العدوان والحصار من صعوبة المعيشة: اليمنيون يعيشون فرحة الاستعداد لقدوم العيد ولا ينسون إخوانهم في فلسطين

استطلاع/ رجاء محمد الخلقي

بسبب ما خلقه العدوان والحصار تعقدت ظروف المواطن اليمني الذي يحاول أن يعيش كل مناسباته قدر الإمكان، فالحياة تستمر واليمنيون كانوا ولا يزالون أصحاب قضية ولن تهزمهم قساوة الظروف وهم يستعدون لاستقبال عيد الفطر المبارك.
صحيح أن عدم صرف المرتبات اثر على كثير من الأسر في متطلبات المناسبات على اختلافها، لكن هذه الأسر تحاول التعايش مع هذه الظروف وتوفير المستلزمات بقدر المستطاع.
صمود
صفية المنكلي من همدان- منكل، تستعد للعيد وتشتري الملابس والجعالة والعصائر وتعمل الكعك والكيك بأشكاله المختلفة، وتؤكد أنه لا شيء يوقف اليمني عن ان يعيش مناسبة العيد، وكل ما زاد وطال الحصار والحروب حاولنا توفير احتياجاتنا بقدر محدد، فمثلا المعاشات قطعت منذ سنوات، انما وباعتبارنا والحمد لله عاملات في القرى وفي المدن نحاول توفير كل ما نحتاجه للبيت.. والعيد فرحة وبهجة لأولادنا ولا يمكن أن نكسر قلوبهم أبداً وانما نشتري لهم كل ما يحتاجون وسعادتنا من سعادتهم.
عزم
في طليعة صباح كل يوم يستيقظ علي وإخوانه الثلاثة لجمع علب الماء الفارغة وضغطها في ما يسمى بالعامية (الشوال) ثم بيعها من أجل توفير قيمة ملابس العيد الذي اقترب ولا بد لهم ان يعيشوا مع الآخرين فرحتهم العيدية.. عندما استوقفتهم وسألتهم عن استعدادهم للعيد، رأيت في ملامح وجوههم بشاشة وفرحة غامرة، وقالوا: نحن نخرج كل يوم لتوفير قيمة الملابس العيدية والحلويات والجعالة المختلفة.
وأضافوا: منذ بدء العدوان والحصار ونحن في هذه المهنة ولن يغلبنا العدوان، وبالفعل تغلبنا على الظروف الصعبة طيلة السنوات الماضية ولا نزال اليوم بذات الصمود لنعيش حياتنا بشكل طبيعي ونعيش أيام شهر رمضان المبارك ونفرح بأيام العيد.
سعادة غامرة
في كل عام يتجدد اللقاء وتعم الفرحة والسعادة بإتمام حاجات العيد، فلدى أم أيمن عشرة من الأولاد، أربع بنات وستة أولاد والجميع بحاجة لملابس العيد، ومع الظروف والحصار والحروب وعدم استلام المعاشات، تكافح أم أيمن في عملها بالخياطة والتطريز من أجل كسب المال لقوتهم اليومي ومحاولة توفير ما امكن لشراء ملابس العيد، وشراء جعالة العيد وعمل الكعك والحلويات المعتادة ولو بالشيء اليسير لإسعاد أولادها… ومنذ سنوات تكافح أم أيمن لترسم الفرحة في وجوه فلذات كبدها سعادة وبهجة .. ليقهر هذا النموذج من اليمنيات الأعداء بالصبر والمثابرة.
تراثنا
أم أحمد مهدي ـ صنعاء القديمة ـ تقول: نستقبل العيد بتجهيز أصيل وتراثي لافت للأنظار، بشراء ملابس عيدية بقدر حالنا، المهم نفرح ويفرح أولادنا.
وتضيف: صباح العيد يذهب أولادنا بعد (تبخيرهم) إلى أداء الصلاة، فيما نكون قد رتبنا البيت وأعددنا والجعالة بالطريقة التراثية لاستقبال الضيوف، مؤكدة أن طريقة التقديم للجعالة تختلف عن الدول الأخرى.
وتزيد ام احمد: لم ولن يؤثر علينا العدوان الذي عشنا فيه الخوف والبكاء والحزن على من مات شهيدا تحت الأنقاض، لذلك سنعيش فرحة العيد وسنستمر في قهر الأعداء، وسنمضي في زراعة بلادنا وتنميتها بأيدينا.. والعيد عيد العافية ولا ننسى الدعاء لإخواننا في فلسطين بأن ينصرهم الله.
عيدي غير
أما علا الاغبري ـ بائعة في أحد المحلات في سوق شعوب ـ فتقول: يأتي كل عيد وينقص الزبائن لشراء الملابس العيدية وأعرف الكثير من الناس لا يشترون ملابس، ينامون في العيد ولا يخرجون والبعض الآخر يشترون ولكن بشيء بسيط .. وبالنسبة لي لا أعيد، لأني أداوم حتى في العيد إلى خامس العيد واخرج منتزها ..
أما إحدى المسنات فإنها تسعد بالعيد وقربه بالستر والعافية وتدعو لأهل غزة بالنصر القريب العاجل وأن يأتي العيد القادم وهم متحررون من إسرائيل ومعيدون عيدين عيد النصر وعيد الأضحى…
نصر قريب
أما أم عبدالملك علي، فأشارت إلى أن العيد على قدر حال الإنسان، ولا بد من دخول الفرحة والسعادة لكل بيت ولو بالشيء اليسير.
وأكدت أن الحصار له اثر على الحياة المعيشية في كل المجالات، لكننا يجب ان نصبر ونصمد ونكافح لأجل اسعاد أولادنا ولا ننسى أولاد فلسطين الذين يعانون الحرب والدماء والحصار والجوع بأن ندعو لهم بالنصر العاجل.. قلوبنا تقطر دماً لأجلهم فندعو الله أن ينصرهم ويثبت أقدامهم.
العسب للمحارم
وفي صورة مؤلمة رغم ما فيها من إيثار، يعتمد بعض الآباء في العيد على ما يجمعه أطفاله من عسب العيد، الذي يسلمونه إياه ليذهب إلى محارمه ويسلم عليهن.
وفي كل الأحوال، هناك إصرار على تحدي الظروف واستقبال العيد ببهجة غامرة ليهل العيد مجددا لديهم بالأفراح والمحبة والألفة والتآخي، ومهما كانت الظروف قاسية وصعبة ولا تسمح بشراء حاجيات العيد من ملبس وحلويات وكعك حسبما اعتاد اليمنيون، إلا أننا حسبما أكدت أم عبدالملك، سنهزم هذه الظروف بكل صمود واقتدار.

قد يعجبك ايضا