في رحاب الخالدين

اعداد/ عبدالله الطويل
حين يكون الارتباط بالله وكتابه ودينه أقوى من غيره يتحرك المؤمن تاركاً كل متاع الحياة الدنيا، ويلتحق بباب الجهاد ضد الطغاة والمستكبرين والغزاة ليكون الحلم هو النصر أو الشهادة وهذا ما قام به الشهيد محمد صالح يعني، ارتباط وثيق بالحق وأهله وعطاء في سبيل الله منقطع النظير وروحية إحسان لا مثيل لها.
بيانات الشهيد الشخصية:
الاسم: محمد صالح نايف يعني (ابو نصر الله يعني ) مكان وتاريخ الميلاد: محافظة صنعاء بني مطر مواليد 1987م , متزوج وله ولدان هما: نصرالله وكرار.
نشأته
نشأ الشهيد سلام الله عليه في بيئة متعلمة وأسرة يسودها الكرم والجود .. نشأ الشهيد في منطقته التي ولد فيها واخذ التعليم حتى الثانوية وبعد التخرج من الثانوية انتقل إلى العاصمة صنعاء ،حيث درس بأحد المعاهد العلمية ،عرف الشهيد منذ الصغر برزانته ورجاحة عقله وحلمه وحكمته وهدوئه ووقاره منذ الصغر .
شهادة أهله سلام الله عليه
لكل اسرة شهيد تشهد وتشير لذاكرة الزمن عن مناقب وسمات خلدها صناع المجد، سمات عظام وصفات عالية ترفرف بقيم تعبر عن جمال دين وقداسة الإسلام وهنا نستعرض حديث أسرة الشهيد (ابو نصرالله ) عنه:
“عهدناه منذ الصغر ان الجهاد كان دائماً على لسانه شغوفاً بحب الجهاد وكان سلام الله عليه يتمنى ان يذهب للجهاد في فلسطين .. امتاز الشهيد بتعامله الحسن وعرف بالصدق مع الآخرين ،محسن لهم ومتساعد مع المحتاج .. عرف ابو نصرالله بأهم الصفات والخصال ،تجسدت فيه كل الصفات الحميدة التي كونت النموذج لروح تزكو بنور الإسلام ونور حب ال البيت عليه السلام .. كسب شهيدنا ابو نصر الله محبة الآخرين، فقد سيطر على قلوب من حوله بإحسانه وتواضعه وتعاونه مع الجميع”.
تحركه في المشروع القرآني
أهم منعطف في حياة الشهيد كان أثناء حرب عمران حيث كانت نقطة البداية لتحرك الشهيد وبداية مشروعه في التحرك في المسيرة القرآنية كباقي الأحرار ممن تحركوا بنهج ومبدأ آل البيت ،الخروج على الظالم، كان ابو نصر الله من المشاركين في إنجاح الثورة المباركة والتحق بالعديد من الدورات العسكرية والثقافية وكان من المتميزين لأنه حمل روحيه استشعار وتقديس هدى الله في نفسه وفي واقعه .. وكذلك كان له النصيب والسبق في المشاركة في محافظة شبوة وكذلك البيضاء بالزاهر وهناك قدم عدداً من الدروس كونه مؤهلاً عسكرياً ولديه العديد من الخبرات العسكرية والقتالية .. ومن ثم تحرك الشهيد الى جبهة الجوف “اليتمه” بعد ان حسم الامر هناك في اليتمة استدعته الظروف أن يشارك في جبهة نهم وكان له الدور الأبرز في المواجهة والصمود .. وبعد ان استدعت الظروف في جبهة الساحل عمل بتوجيه السيد العلم للتحشيد إلى جبهة الساحل..
من مقولات الشهيد في آخر ايامه اثناء التصعيد الكبير على الحديدة في الفازة “إذا ماجدينا في هذه المعركة واهتممنا فإنها المعركة المصيرية فإما ان نكون او لا نكون” .
شهادة رفاق دربه
شهداؤنا رحلوا ولن ترحل مواقفهم المشرفة بعد ان جسدوا قيماً غرست في قلوب رفاق الدرب وهذا أهم ما ذكره رفاق درب الشهيد سلام ربي عليه .. تجسدت المناقب والصفات الحميدة في الروحية التي حملها ابو نصر فكان يمتاز بإحسانه للمجاهدين والثقة بالله ملازمة له في كل حياته الجهادية ، كان الشهيد مثالاً ومدرسة لتعلم الصبر والتحمل , عرف بخبرة وحنكة عسكرية يشهد لها الميدان مما كان يحصل نتيجة نجاح المهام التي كان يكلف بها في الميدان، كان هو المسارع وكان مكانه هو التواجد في مقدمة الجبهة متنقلا بين الافراد مذكرا لهم بالله عز جل وثقة به لكي ننال النصر وننال رضوانه.
قصة استشهاده
اختيار وتوفيق من الله عز وجل يفوز بها المقربون من الله وعباده المخلصون ومن هم ذو حظ عظيم وهذا ما حدث مع ابو نصرالله أثناء العمل المقدس في المهمة الجهادية وبينما كان المجاهدون يجهزون لعملية هجومية على مواقع العدو تم فيها دحر والتنكيل بالعدو ومرتزقته وفي أثناء المواجهة بلغ الشهيد مبتغاه وما كان يتمناه وهو الشهادة في سبيل الله … فسلام الله عليه وعلى كل الشهداء .

قد يعجبك ايضا