المحافظات المحتلة تتجه الى مزيد من الإنفلات الأمني
تفجيرات واغتيالات وإعدامات خارج القانون وعمليات نهب وسلب
الثورة / قضايا وناس
تشهد محافظات اليمن المحتلة تصاعدا ملحوظا في أعمال العنف والجرائم، ما يعكس حالة الانفلات الأمني والفوضى السائدة في هذه المحافظات التي تغرق في صراعات بين مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، التي حولت هذه المحافظات إلى ساحة لتصفية الحسابات والصراع على النفوذ.. فيما يدفع المواطن في هذه المحافظات الثمن من دمه وأمنه.
تفجير تعز
وفي مشهد لافت، عاد شبح التفجيرات إلى مدينة تعز، حيث هز انفجار عنيف لعبوة ناسفة، المدينة الخميس الماضي تحديداً بالقرب من مقر حزب الإصلاح في شارع جمال الحيوي، وهو شارع مكتظ بالسكان.
وأدى الانفجار إلى مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أفادت به مصادر في المدينة.
اغتيالات وجرائم
الفوضى الأمنية امتدت من تعز إلى أبين والضالع وشبوة، حيث عثر مواطنون الثلاثاء الماضي على جثة ضابط في جهاز البحث الجنائي مقتولاً في إحدى المزارع القريبة من منطقة الكود بمحافظة أبين.
ووفق مصادر محلية، فإن الجثة تعود للضابط حسين خزيز، وقد وجدت في ظروف غامضة لم تُكشف ملابساتها بعد، ولم تصدر أي معلومات رسمية عن تفاصيل الجريمة أو هوية الجهة المنفذة ودوافعها، مما يزيد من الغموض المحيط بالحادثة.
وفي محافظة شبوة أقدم مسلح مجهول على إطلاق النار على المواطن صالح النسي أثناء مروره في مدينة النقوب بمديرية عسيلان، ما أدى إلى مقتله فوراً.. فيما عثر أهالي قرية “المصنعة” بمديرية لبعوس في محافظة الضالع على جثة شاب مقتولاً في منطقة جبل الدرفان.
اعتقالات ونهب وتصفيات في حضرموت
محافظة حضرموت تحولت إلى ساحة للقمع وتوطيد سلطة الأمر الواقع، حيث تواصل مليشيا الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، حملتها الانتقامية وإعادة إنتاج الفوضى عبر توسيع حملة الاعتقالات لأبناء المحافظات الشمالية المتواجدين في مدينة سيئون، وعمليات النهب الواسعة للمحلات التجارية والمعارض .
وفي هذا الإطار، كشفت مصادر في المحافظة منتصف الأسبوع المنصرم عن قيام عناصر تابعة لمليشيا الانتقالي الجنوبي بمداهمة منزلاً في حي مريمة بمدينة سيئون، واعتقال أربعة أشخاص من أبناء المحافظات الشمالية، دون أوامر قضائية أو تهم محددة.
هذا الحادث ليس سوى حلقة في سلسلة طويلة من الانتهاكات، إذ وثقت “الشبكة اليمنية للحقوق والحريات” ما يقارب 4071 انتهاكاً جسيماً ارتكبتها مليشيات الانتقالي في حضرموت خلال عشرة أيام فقط، شملت اعتقالات تعسفية ومداهمات.
لم يتوقف الأمر عند عتبة الاعتقالات التعسفية، بل تعداه إلى تصفية الخصوم جسدياً خارج إطار القانون، حيث كشف تحقيق صحفي للجزيرة مطلع الأسبوع الماضي، عن قيام مليشيا الانتقالي بتصفية ضابط شمالي يدعى فتحي الضبوي مع ثلاثة من مرافقيه بعد اعتقالهم خلال الأحداث الأخيرة، واحتجازهم في مطار سيئون.
ووفق التحقيق، فقد تم تنفيذ عملية الإعدام ميدانياً، دون محاكمة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقوانين أسرى الحرب، قبل أن تصل جثثهم الأربع “مضرجة” إلى المستشفى.
وفي ظل الفراغ الأمني المتعمد، تستمر أعمال النهب والسلب في مدينة سيئون، حيث تتعرض منازل ومحال تجارية مملوكة لمواطنين من المحافظات الشمالية لاقتحامات ونهب منتظم وفق ما أكدته مصادر بالمحافظة.
أزمة معيشية خانقة
وفي ظل هذا الانفلات الأمني يواجه سكان المحافظات المحتلة شبح أزمة معيشية خانقة، إثر تحول طريق “صافر-العبر” الدولي إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الفصائل والمليشيات التابعة لتحالف العدوان، فمنذ مطلع ديسمبر الجاري، سجلت منشأة صافر تراجعاً في حصص الغاز المخصصة لعدن والمهرة وحضرموت، أعقبه استهداف ميداني مباشر للناقلات بالرصاص الحي في مارب.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن احتجاز شاحنات الوقود المخصصة لمحطات الكهرباء في شبوة، واستهداف ناقلات الغاز المتجهة لحضرموت، ليس مجرد حوادث عابرة، بل هو انعكاس للتوتر العسكري بين مليشيات الإصلاح والانتقالي.
