الدكتور/ محمد حجر – مستشار التحصين الموسع لصحيفة « الثورة »



حملة التحصين ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال لا تقدر بثمن في محافظات «عدن لحج أبين شبوة البيضاء ذمار صعدة» تأتي بمثابة صمام أمان

المرحلــة الأولى لحملــة التحصــين مســـتمرة.. بــدأت في العاشـــر من مـارس الجــاري وتنتـهي في الخـامس عشــــر منــه مســـتهدفــة الأطفـال دون العاشـــرة من العمر

– سوء التغذية يفاقم الإصابة بمرض الحصبة لإضعاف المناعة بما يجعل الجسم منالاٍ سهلاٍ لمضاعفاتها الخطيرة المسببة للإعاقة كالعمى أو الصمم أو الوفاة
وهمَ لا يجانب الواقع بل بعيد عنه..
بِنِتهْ وعمدته شائعات وتقولات مْعادية للتحصين الصحي غرضها تقويض مساعيه في حماية الطفولة في بلد الإيمان والحكمة من نيل أسباب الوقاية التي تصون فلذات الأكباد وتبقيهم بمنأى عن الإصابة بأمراض قاتلة لا يمكن تجنبها – إذا لاح خطرها – بمعزل عن التحصين فليس ترك الأطفال منالاٍ لهكذا أمراض يرضي اللِه لنسميها بقدر اللِه إن أصيبوا بها بعدما مْنعوا من التحصين لأن اللِه لا يرضى الظلم لعباده ولا الإلقاء بهم في المهالك.
على تفاصيل مهمة وشيقة حول المرحلة الأولى لحملة التحصين الوطنية ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال وإذا بنا نواكب تنفيذها في الفترة «10-15 مارس 2012م».. تمحور اللقاء الذي جمعنا بالدكتور/ محمد محمد حجر – مستشار التحصين الموسع بوزارة الصحة فلنبق مع مجرياته وما ورد فيه..

لقاء/ زكي الذبحاني

الهدف والمبرر
> على خلفية حملة التحصين ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال الحالية في الفترة «10-15 مارس 2012م».. ما قراءتك للهدف والمبرر لإقامتها ولماذا هذا التوقيت بالذات¿
– بعد دراسة وتحليل للوضع الوبائي لمرضى الحصبة وشلل الأطفال في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها بلادنا خلال العام 2011م فقد أقر المختصون وخبراء منظمة الصحة العالمية تنفيذ حملة تحصين مزدوجة ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال بهدف مواجهة انتشار مرض الحصبة لاسيما في محافظتي أبين وما جاورها من محافظات بعدما نزح من تلك المحافظة إلى محافظتي عدن ولحج جموع من الأسر بسبب تفجر الأحداث الدامية التي شهدتها بالذات منطقة زنجبار وسط ظروفُ مأساوية وحالة من الفقر أجبرت الكثيرين على العيش في ظروف غير اعتيادية زاد اضمحلال أحوالهم مع توافد المزيد من النازحين واكتظاظهم في مساكن لا تصلح للسكن بما انعكس سلباٍ على أحوالهم المعيشية والصحية.
أما من ناحية تضمين لْقاح شلل الأطفال في حملة التحصين الحالية فذاك لتعزيز المناعة ضد شلل الأطفال مع أنه سبق إعلان خلو اليمن منه خلال العام 2009م بعد أن ثبت خلوها من فيروس المرض لمدة زادت عن ثلاث سنوات.
ونظراٍ لأننا قادمون على موسم الربيع فإنه في أغلب الأحيان موسم يناسب انتشار الحصبة في أوساط الأطفال وكذلك قبل قدوم موسم الصيف الذي يْلائم انتقال مرض شلل الأطفال – مع أن اليمن أصبحت خالية منه حتى الآن – إلاِ أن وجود الفيروس في بعض البلدان يوجب الاحتياط والتعزيز للمناعة من خلال إعطاء لقاح الشلل.
وعلاوة على منع سريان فيروس الحصبة وكبح انتشاره بشكلُ كبير عبر رفع الكفاءة المناعية للأطفال من عمر «6 أشهر إلى ما دون 10 سنوات» فقد تقرر – أيضاٍ – في هذه الحملة الوطنية إعطاء الأطفال من عمر «6 أشهر وحتى ما دون 5 سنوات» جرعة من فيتامين «أ» المفيد في تحسين الحالة المناعية للجسم بما ينمي ويعزز وقايتهم من مرض الحصبة.
وفي ذات الإطار عملاٍ بتوصيات منظمة الصحة العالمية – كما ذكرت – سيواكب ذلك تحصين جميع الأطفال دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال الفيروسي بشكلُ احترازي يصبْ في هدف منع عودة ظهور وانتشار المرض في اليمن فيما لا تزال إلى الآن خالية منه.
وللعلم فإن هذه الحملة تتخذ طابعاٍ متعدد المراحل بشكلُ مزمن لتشمل بذلك عموم مديريات ومحافظات الجمهورية ابتداءٍ بذات الوبائية العالية ثم الأدنى فالأدنى.

حصيلة الإصابة والوفاة
> هل ثمة إحصاءات لعدد حالات الإصابة والوفيات بالحصبة¿ وما أبرز تجليات المشكلة مع المرض إبان تفشيه في اليمن خلال العام الماضي وحتى مطلع هذا العام¿
– أظهرت الإحصائيات نتيجة للترصد الفعال لمرض الحصبة حدوث ما يزيد عن ألف حالة مع «126» حالة وفاة خلال الفترة 2011م حتى فبراير 2012م وتركزت حالات الإصابة بشكلُ كبير بين أطفال النازحين من أبين القاطنين في مدارس عدن وما حولها والبالغ عددها «76» مدرسة.
إلى جانب الخلطاء للمصابين الذين أصيبوا بالعدوى ومن يعانون سوء التغذية وكذا من لم يسبق له أن حصن ضد الحصبة ممن حْرم الحق في التطعيم ضد هذا المرض بسبب الآباء الممانعين والرافضين له.
وبالنظر إلى التحليل الوبائي الذي يوضح ويبين المحافظات ذات الأولوية والوبائية العالية بالمرض جاءت محافظات «لحج أبين ذمار البيضاء عدن شبوة صعدة» في الطليعة وبذلك شْملت بالاستهداف في المرحلة الأولى لحملة التحصين الوطنية ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال التي تباشر وزارة الصحة العامة والسكان وبرنامج التحصين الموسع العمل لتنفيذها – بإذن الله – في الفترة (10 – 15 مارس 2012م) عبر المرافق الصحية والمواقع المستحدثة ضد شلل الأطفال.
وبالتالي يجب على الآباء والأمهات تطعيم أطفالهم دون سن العاشرة ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال حتى إذا أخذ جرعة اللقاح الروتيني في أي وقت قبل موعد الحملة.
فيما الخبراء من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف أشادوا بالمستوى الرفيع لهذه الحملة التي تمت مناقشتها على النحو الذي يؤمن الأداء الملائم بالمستوى المطلوب لتنفيذ هذه الحملة بالمديريات والمحافظات المستهدفة ابتداءٍ بمرحلتها الأولى.

المستهدفون في الحملة
> ما دامت حملة التحصين الحالية مزدوجة ضد مرضىن معاٍ فما تصنيفكم للمستهدفين فيها ضمن معيار السن¿ وكم عددهم¿
– التصفيف مبني على أسس ومعايير محكمة تعتمد على القابلية للإصابة للفئات التي يتم استهدفها بالتطعيم وتتدنى المناعة المكتسبة لديها وهذا ينطبق على الفئة العمرية دون العاشرة من العمر المستهدفة في الحملة الوطنية للتحصين ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال.
وبالتالي استهداف الحملة للأطفال من عمر (6) أشهر حتى ما دون (10) سنوات بالتطعيم ضد مرض الحصبة.. بْني على البلاغات الواصلة عن حالات الحصبة من المحافظات وتحليلها وبائياٍ ما أعطى مؤشراٍ يستوجب تطعيم هذه الفئة باعتبارها أكثر فابلية للإصابة من جراء انتشار حالات الحصبة بينها.
وبعيداٍ عن العموميات لوضع القارئ على المجريات سيتم خلال هذه الحملة:
– تحصين الأطفال من عمر (6) أشهر وحتى ما دون (10 سنوات) ضد مرض الحصبة وعددهم (1.837.949) مليون وثمانمائة وسبعة وثلاثون ألفاٍ وتسعمائة وأربعة وتسعون طفلاٍ.
– تعطيم من هم دون الخامسة من العمر ضد شلل الأطفال ويصل عددهم إلى (1.259.735) مليون ومائتان وتسعة وخمسون ألفاٍ وسبعمائة وخمسة وثلاثون طفلاٍ.
بالإضافة إلى أن حملة التحصين الحالية تتيح في تلك المحافظات تزويد كل الأطفال من عمر (6) أشهر وحتى ما دون (5) سنوات بجرعة من فيتامين (أ) الداعم لمناعة الجسم والمعزز لها ضد مرض الحصبة والكثير من الأمراض الخطيرة والتي من أبرزها «الإسهالات الشديدة والالتهابات التنفسية الحادة..»
مرافق ومواقع التطعيم
> طالما التحصين ليس من منزل إلى منزل خلال هذه الحملة في حملة التحصين الحالية مع أنه أجدى في تغطيته الأوسع للمستهدفين¿ فما الداعي لأن يكون ذلك مغيراٍ للحملات السابقة¿
– نحن نتبع استراتيجية قائمة على أساس تنفيذ التطعيم في حملة التحصين ضد مرضى الحصبة وشلل الأطفال في المواقع الثابتة عبر المرافق الصحية المقدمة لهذه الخدمة والمواقع المؤقتة المستحدثة.
ولأن التحصين ضد الحصبة يتطلب كادراٍ صحياٍ مؤهلاٍ ذلك لأن اللقاح المضاد للمرض يعْطى للطفل المستهدف في حقنة عضلية فإنه يتطلب وقتاٍ أطول للتطعيم على خلاف لقاح شلل الأطفال الفموي الذي يْعطى سريعاٍ ولا يتطلب أي عناء بما يجعل من السهل تجوال فرق التطعيم خلال الحملات من منزل إلى منزل ومعظم هذه الفرق من المتطوعين الذين تم تدريبهم جيداٍ وهو ما لا يمكن اعتماده بالنسبة للتحصين ضد الحصبة في هذه الحملة وغيرها من حملات الحصبة طالما واللقاح بالحقن وليس فموياٍ.
البنية المناعية.. وتعزيزها
> سوء التغذية لا شك بنهك مناعة الأطفال فكيف يؤثر بشكل عملي في القابلية للإصابة بمرض الحصبة¿
– إذا لم يكم هناك اهتمام بالتغذية ومتطلباتهم كالنظافة فلن يتم الحد من هذه المشكلة بالشكل المطلوب بما يتيح الوصول إلى حالة مناعية أفضل للأطفال بل سيظل يعاني منها المجتمع اليمني وبالذات الأطفال.
ولا يخفى على الجميع ما مرت به اليمن خلال السنة الماضية من أحداث خلفت آثاراٍ سيئة انعكست على الوضع الصحي لكافة شرائح المجتمع ولا سيما الأطفال.
وبالتالي عندما يصاب طفل بمرض معين فإن مقاومته للمرض تعتمد على عوامل متعددة من أهمها الناحية الغذائية فكلما كانت التغذية جيدة كلما كانت مقاومة الجسم للمرض أفضل وبذلك تكون الوفيات أقل.
وبهذه التجليات لاءمت الظروف وواتت مرض الحصبة بوبائية عالية وذلك لوجود أطفال ضعيفي المناعة مهيأين للإصابة بالمرض بمعية أطفال لم يحصلوا مسبقاٍ على جرعة أو جرعتي تطعيم ضد مرض الحصبة.
وفي الغالب يقاوم المريض هذا المرض لكنه إذا كان يعاني من سوء تغذية فهذا يجعل المرض أكثر ضرواة مسبباٍ للحصبة الوخيمة التي يمكن أن تؤدي إلى إعاقة دائمة كالعمى أو الصمم أو تسبب الوفاة.

> المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان

قد يعجبك ايضا