الفصل الثالث من الحلقة الأولى (السفينة جالاكسي ليدر أولى صفحات البطولة اليمنية)
ضمن سلسلة (البطولة اليمنية في زمن الطوفان):
سلسلة روائية توثق صفحات البطولة اليمنية في زمن الطوفان
– تعرف عناصر القوة الخاصة البحرية اليمنية بــ (الكوماندوز اليمني المستحيل) وهي مجموعة تتكون من 400 عنصر مقاتل أعدت بكل احترافية مع تدريبات هي الأصعب وأكثرها قساوة في العالم ووسط ظروف جوية صعبة للغاية ليكونوا قادرين على مواجهة أصعب الظروف الجوية والنجاح في أعتى المهام المستحيلة.
– فجر الـ 19 من نوفمبر 2023م
بكلمات صادقة وحازمة، تحدث قائد مجموعات الزوارق البحرية الثمانية لأفراده من عناصر الكوماندوز البحري اليمني : ” يجب أن تكونوا متيقنيين بأن حالة البحر الهائجة تجعل الأمواج عاتية للغاية واستحالة الأبحار عليها . . أيضا هنالك عامل آخر إذا نجونا من هيجان البحر، فقد لن ننجو من السفن الأمريكية المتأهبة، كوننا سنذهب لمسافة بعيدة للغاية بالقرب من المياه الإقليمية لإريتريا لهذا من يريد التراجع عن المهمة فالاختيار له ومن يريد أن يكون جزءا من المهمة فليلحق بي .
. . .
أكمل كلمته وقام بإخراج صورة ابنه المولود وقبلها.. ثم التفت خلفه ليجدهم جميعاً ليهمس في نفسه: لم يتراجع أحد إذاً أما النصر أو الشهادة .
انطلقت القوارب البحرية الثمانية في البحر وكلما تقدمت أكثر كانت الأمواج العاتية تتلاعب بها كأعواد الكبريت . .
يتابع القائد القارب رقم ستة، موجة عاتية تشل حركته وتقلبه رأساً على عقب، يتدمر المحرك ويتقافز عناصره، يتوقف قاربان لإنقاذ زملائهم وحملهم بالتساوي.
يصل بلاغ للقائد اليمني أن هنالك سفينتين حربيتين أمريكيتين على مقربة من السفينة جالاكسي ليدر، قد رصدتا القوارب وأن التوجيهات تقضي بأن يقوموا بالالتفاف حولهما والابتعاد عن السفينة جالاكسي ليدر .
استغرب قائد فريق الكوماندوز البحري اليمني هذه التوجيهات وبدأ بالمناداة في الجهاز عبر الدائرة المغلقة لتأكيد الأوامر والتي كانت تصله بلغة مرمزة . .
تم التأكيد ليوجه القوارب السبعة المتبقية بالالتفاف بشكل نصف دائرة حول السفينتين بحيث تكون المسافة غير بعيدة .
بدأت السفينتان بإدارة دفيتهما باتجاهين مختلفين لملاحقة هذه القوارب الانتحارية . . بحسب حديث قبطاني السفينتين ان الابحار وسط هذه الأمواج الهائجة ضرب من الجنون . .
حصان طروادة . .
– تروي الحكاية الأسطوريّة أن الإغريق قاموا بصنع حصان من الخشب أجوف من الداخل وتم ملؤه بعدد كبير من المقاتلين …
عرف عن أسطورة حصان طروادة انها أول عملية خداع عسكري على مر التاريخ
. . .
– كانت السفينتان تبتعدان عن بعضهما البعض رويداً . . رويداً وبالتالي الابتعاد عن السفينة جالاكسي ليدر . . تقترب الزوارق من المياه الإقليمية الاريترية . . الآن تبحر بطول خط عرضي كأنها تستعرض جسارتها في الابحار وسط هذا البحر المتلاطم الأمواج . .
وفجأة يصل للسفينة الأمريكية الحربية نداء استغاثة من قبطان السفينة الإسرائيلية جالاكسي ليدر بأن هنالك محاولة اقتحام السفينة . .
يستغرب قائد السفينة الأمريكية لأنه لم يتم رصد أي سفينة أو زورق قريبين . .
: لا يا سيدي المقتحمون أتوا من الجو وليس من البحر
: ماذا ! ! . . ما هذا الجنون ؟ ؟
قفز عبدالملك ورفاقه من مجموعة القوة البحرية الخاصة من على الهليوكبتر بكل خفة وبراعة بعد أن نجح قائد الهليكوبتر الخبير من الاقتراب من سطح السفينة ثم انطلقوا لتمشيط السفينة .
سقط قبطان السفينة جالاكسي من هول المفاجأة وهو يردد : يا للهول لقد خدعونا وخدعوا الأمريكيين وجعلوهم يلاحقون هذه الزوراق لإلهائهم كي يبتعدوا عن السفينة التي تمت السيطرة عليها نهض القبطان بتثاقل ورفع رأسه تجاه الزوارق التي بدأت بالابتعاد والتواري .
فيما كان عبدالملك ورفيقه هيثم وباقي المجاهدين يقتحمون قمرة القيادة ويتحدثون معهم بإنجليزية متقنة ويطلبون منهم الالتفاف بالسفينة ومرافقة الزوارق الحربية اليمنية والتوجه نحو أحد موانئ الحديدة .
فيما نشاهد الشهيد عبدالملك الصغير الطالبي يتنقل في السفينة وهو يصرخ بشعار البراءة والانتصار، في مشهد اشتهر عالمياً والذي استشهد بعدها في عملية أخرى ضمن معركة الإسناد لفلسطين، صرخة دوى هولها العاتي رؤوس التيه والطغيان ووصلت لكل مكان حتى منطقة الطلح، حيث والده العظيم الجالس على سجادة الصلاة، مردداً والابتسامة تعلو محياه ” اللهم لك الحمد والشكر “.
فيما ينتقل المشهد باتجاه طفل هيثم الوحيد والذي كان في تلك اللحظة يشاهد بابتسامة طفولية واسعة السماء، حيث طائر كان يحوم حول نافذة الغرفة، مبشراً إياه واليمنيين جميعا والعالم بأسره بنجاح العملية – عملية السفينة جالاكسي ليدر أولى صفحات البطولة اليمنية).
يتبع الحلقة الرابعة ..
