الثورة نت/
كشف مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات”، إن معسكر “سديه تيمان” التابع لجيش العدو الصهيوني يشهد برامج تعذيب وحشية ممنهجة يستعمل بها كافة أساليب التعذيب من الكهرباء والكلاب والضرب والتقييد في الأصفاد بشكل دائم ومتواصل.
وأشار المركز في بيان له، اليوم الأربعاء، إلى أن البعض منهم يتم نقله بعد الخضوع لمراحل التعذيب المتعددة والمكثفة إلى معسكر “عناتوت” بجانب بلدة عناتا أو سجن عوفر حيث يخضعون للتعذيب المتواصل.
ظروف اعتقال قاسية جدا داخل معسكر “سديه تيمان”
وأفاد أحد المعتقلين الذي أمضى 21 يوما في معسكر سديه تيمان، بأن المعتقلين الموجودون في المعسكر تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عاما، ويتم إجبارهم على الجلوس داخل البركس على ركبهم وهم مقيدو الأرجل والأيدي طوال اليوم حيث يتم إرغامهم على الجلوس بوضعية واحدة في صفوف منتظمة يكون كل معتقل بجانب الاّخر ويستمر هذا الأمر من الساعة
السادسة صباحا بعد العدد حتى الواحدة ليلا وقت السماح لهم بالنوم على قطعة من الجلد سمكها 2 سم، ودون حل القيود ويقوم ما يعرف بشاويش الغرفة بتغطية جميع المعتقلين عند النوم وأيضا مساعدتهم على الدخول إلى الحمام لقضاء حاجاتهم في حال السماح لهم بذلك، ولا يتم عرض أي من معتقلي قطاع غزة على الجهات القضائية المختصة.
وحسب إفادات بعض المعتقلين المفرج عنهم، يتم استقبال المعتقل القادم من قطاع غزة إلى “سديه تيمان” في بركس الاستقبال ويخضع إلى ظروف تعذيب قاسية في الأسبوع الأول تتمثل في الجلوس المتواصل في وضعية محددة والحرمان من النوم، وبعدها يتم نقله الى بركس اخر (مردوان) يخضع به إلى تحقيق جهاز المخابرات، وأفاد أحد المعتقلين أنه تم إدخاله وهو مقيد اليدين والرجلين ومعصب العينين إلى بركة من الماء حيث شعر بملامسة الماء لقدميه من الأسفل ومكث بها لمدة خمس دقائق وشعر بالكهرباء الشديدة بكافة أنحاء جسده إلى أن فقد الوعي ولم يعد يشعر بأي شيء حولة، وبعد أن استفاق من الغيبوبة وجد نفسه ملقى على الأرض في البركس وكل جسمه بحالة خدران، وأفاد أيضا أن أحد المعتقلين كان مريض في القلب أستشهد أمامه بعد أن هاجمته الكلاب داخل القسم وتوقف نتيجة ذلك عن الحراك بشكل تام، مع ذلك تركوه في مكانه حوالي نصف ساعة إلى أن أخرجوه بعد ذلك من القسم وعلم من الشاويش لاحقا أنه فارق الحياة بسبب الرعب الذي أحدثته الكلاب له، كما يتم استخدام الرش بغاز الفلفل على وجوه المعتقلين بشكل كبير الأمر الذي يسبب لهم الام كبيرة.
عدم تقديم العلاج الطبي لمعتقلي قطاع غزة
وأشار المعتقلين الذين تم الافراج عنهم إلى أنه يوجد في المعسكر العشرات من المعتقلين كبار السن ولديهم أمراض مزمنة (سكري، ضغط) ولا يتم تقديم أي دواء لهم، وتعرض العديد من مرضى السكري إلى نوبات حرق السكري بسبب النقص الحاد في الطعام وتعرضهم إلى البرد في الأشهر الماضية والتعذيب الشديد، والدواء الوحيد الذي يسمح في تقديمه هو حبة الأكمول لكن ليس بشكل دائم، وكذلك يتم تهديد المعتقلين بالموت بشكل عام والمرضى منهم الذين يطالبون بالدواء لهم بدلا من تقديم العلاج.
النقل واستمرار رحلة العذاب من معتقل “سديه تيمان” إلى “سجن عوفر”
وقال أحد المعتقلين أنه تم نقله من بركس (مردوان) التحقيق الى بركس اّخر ومكث يوماً واحداً به وهو مقيد اليدين والقدمين، وبعدها تم نقله في الليل لمدة طويلة تعرض فيها للضرب الشديد من الجنود باستعمال أيديهم وأرجلهم، ووصل في ساعات متأخرة من الليل إلى مكان عرف بعد ذلك أنه سجن عوفر وعلى وجه التحديد قسم 23 حيث تم وضعه بغرفة مع خمسة معتقلين وهو مقيد بقيود حديدية.
وأضاف، أنه مكث في سجن عوفر 25 يوما، تعرض خلالها هو وزملاؤه المعتقلين إلى الضرب والتنكيل من خلال دخول قوات القمع إلى الغرفة بمعدل مرة كل أربعة أيام حيث يستخدم الجنود الكلاب وغاز الفلفل لتعذيبهم، وأن مخالب الكلاب كانت تنغرز في ظهره وتحدث له أوجاعا شديدة، وبالإضافة إلى الرعب من جراء صوت نباح الكلاب العالي والمتواصل.
العودة من عوفر إلى معتقل سديه تيمان والإفراج عن السجين
وبعد فترة التعذيب الشديد الذي يتعرض لها المعتقلون من قطاع غزة في سجن عوفر يتم إعادة بعض الذين تقرر الإفراج عنهم بذات الطريقة التي جاؤوا بها إلى معسكر “سديه تيمان” طوال الطريق التي تستغرق عدة ساعات، إذ قال أحد المعتقلين إنه تعرض للضرب الشديد من الجنود أثناء نقله من سجن عوفر إلى معتقل “سديه تيمان” وعند وصوله تم وضعه في أحد البركسات لمدة أربعة أيام وهو طوال الوقت مقيد، وفي اليوم الثالث عرض لأول مرة على طبيب وأجرى له فحوصات طبية، وفي اليوم الرابع تم الإفراج عنه وإرساله عبر معبر كرم أبو سالم إلى قطاع غزة، وأفاد أنه لا يستطيع المشي أكثر من خمسة أمتار بشكل متواصل نتيجة التعذيب باستخدام الكهرباء، ولا يستطيع التنفس بشكل جيد بسبب تعرضه لكميات كبيرة من غار الفلفل.
واعترفت سلطات الاحتلال مطلع الأسبوع الجاري باستشهاد 36 معتقلا من معتقلي قطاع غزة في معسكر “سديه تيمان”، إذ يتعرض أبناء القطاع لانتهاكات جسيمة من لحظة الاعتقال من الشوارع والبيوت أثناء العمليات العسكرية المستمرة وعند إخضاعهم إلى التحقيق الميداني مما أدى إلى استشهاد العشرات منهم سواء في الميدان أو داخل معسكرات الاعتقال والتحقيق.
ويقع المعسكر، إلى الجهة الشرقية من جحر الديك داخل غلاف غزة في المنطقة الواقعة بين الغلاف وبئر السبع، وهو قاعدة عسكرية جوية حولتها سلطات الاحتلال إلى معتقل لأبناء قطاع غزة بعد بناء مجموعة من البركسات بها مؤخرا، والتي يقدر عددها حوالي خمسة عشر بركسا، يتسع كل منها نحو 130 الى 150 معتقلا.
ودعا مركز “حريات”، منظمة الصليب الأحمر الدولي إلى الضغط على سلطات الاحتلال من أجل السماح لها بزيارة معتقلي قطاع غزة في كافة المعتقلات وعلى وجه الخصوص معسكر “سديه تيمان”.