رغم العدوان اليومي البريطاني الأمريكي المستمر على اليمن واستهداف مناطق يمنية بالغارات الجوية الأمريكية البريطانية، إلا أن الجيش اليمني والقوة البحرية اليمنية والطائرات المسيَّرة والقوة الصاروخية اليمنية تسيطر على البحر والبر وتخوض معركة بحرية بطولية سوف يتحدث عنها التاريخ ويكتب عنها في تاريخ المعارك البحرية بين القوى العالمية وتاريخ المعارك للقوات البحرية الأمريكية البريطانية في دول العالم، وربما قد تدرَّس في الجامعات البحرية العالمية بسبب التكتيكات العسكرية اليمنية المستخدمة في المعركة واعترافات القادة العسكريين البريطانيين والأمريكيين والمحللين السياسيين بأن القوات البريطانية والأمريكية تخوض ولأول مرة معركة بحرية أقوى شراسة مع اليمن في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب واستخدام أنظمة دفاعية ولأول مرة في المعارك البحرية إغراق سفن بحرية وإسقاط الطائرات الأمريكية وتغيير في نظام حماية الأهداف والوقاية من الاستهداف والتمكين من صد الهجوم في اللحظات الأخيرة بعد أن يكون قد تجاوز مراحل متقدمة من برامج وأنظمة الحماية وعجز الأقمار الصناعية والإدارات عن كشف ذلك والإنذار المبكر بأن هناك استهدافاً وتحويل المعركة من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع والحماية من الاستهداف.
إنَّ اليمن تخوض معركة بحرية بطولية وتستهدف السفن البريطانية والأمريكية وتفرض قواعد اشتباك جديدة في المعارك البحرية مع القوات البحرية البريطانية والأميركية وتغيير في سير العمليات القتالية أرغمت سفنهم على الانسحاب والهروب من المواقع المتقدمة لهم في البحر الأحمر إلى البحر العربي والاحتماء في جزيرة ميون وتجنيب الطيران العسكري المرور في الأجواء اليمنية. واللجوء إلى استخدام الطيران الجوي الأمريكي والبريطاني واستهداف المناطق اليمنية، في المقابل يكون الردع اليمني مباشرة وبعد دقائق باستخدام الطائرات المسيَّرة والقوة الصاروخية واستهداف السفن البحرية البريطانية والأمريكية والسفن الأخرى التي تحاول كسر الحصار اليمني والذهاب إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة ورغم هذا الاستهداف والغارات الجوية ما زالت تسيطر على البحر الأحمر وتمنع مرور السفن إلى الكيان الصهيوني والوصول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، كما أن كل السفن البريطانية والأمريكية هي الآن في مرمى استهداف القوة البرية والبحرية والطائرات المسيرة والقوة الصاروخية اليمنية وأصبحت أهدافاً سهلة جدا لهذه القوات .
اليمن اليوم تنتصر في المعركة البحرية لأنها تدافع عن حقها في السيادة اليمنية على الموقع الاستراتجي البحري، وهي قادرة على تغيير سير العمليات القتالية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن. ومضيق باب المندب وقادرة على نقلها إلى كل مناطق الشريط الساحلي اليمني والذي يبلغ طوله حوالي 2200 كيلومتر، وثلث هذا الشريط يواجه البحر الأحمر، والثلثان الباقيان على خليج عدن والبحر العربي وهو شريط متصل، يمتد من الحدود اليمنية ـ السعودية شمالاً، حتى باب المندب جنوباً، ثم في اتجاه الشرق والشمال الشرقي، حتى الحدود العُمانية فاليمن قادرة على استهداف المصالح الأمريكية البريطانية على امتداد الشريط الساحلي اليمني ونقل المعركة لتشتت القوات البحرية البريطانية والأمريكية وإرباكها وتغيير المعادلات والتكتيكات العسكرية واستهداف الهدف بدقة تامة وبكل سهولة فهناك الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية قرابة 1,458 كم و288 كم مع عُمان من جهة الشرق وهي تطل على البحر الأحمر وبحر العرب ويبلغ طول الشريط الساحلي لليمن 2500 كم.و يتسم ساحل البحر الأحمر بتضاريسه المتنوعة، حيث هناك سلسلة جبلية موازية للأراضي المسطحة على طول الساحل، ويجاور مضيق باب المندب، نقطة اختناق بين شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي، يجب على حركة الملاحة بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط العابرة للبحر الأحمر وقناة السويس أن تمر عبره وهو موقع قوة اليمن بالتحكم بحركة الملاحة الدولية وتستخدم هذا الموقع الاستراتيجي الهام اليوم في مناصرة قضية الشعب الفلسطيني وإيقاف جرائم الإبادة الجماعية في غزة بعد أن استخدمته في العام 1973 في مساندة الجيش العربي المصري، ونظراً لأهمية هذا الموقع الاستراتيجي في حركة الملاحة العالمية ظل مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر والبحر العربي. محل أطماع القوى العالمية الذي تهدف للسيطرة عليه والتحكم به واستخدامه في صراع تقاطع المصالح بين القوة الإقليمية والدولية للسيطرة على الممرات المائية ومناطق النفود وحرمان اليمن ودول القرن الأفريقي من الاستفادة منة والحصول على ترانزيت مرور السفن العالمية والبضائع الدولية وناقلات النفط والغاز مثل ما هو موجود في قناة السويس والممرات المائية البحرية العالمية الأخرى.