خسائر فادحة تلحق بأسهم المنتجات الأمريكية والإسرائيلية نتيجة التحرك العام لمقاطعتها
طوفان المقاطعة.. قرارٌ مجتمعي يمني يُضاف إلى رصيد المواقف
إيجاد ودعم البدائل خطوة أولية وأساسية لاستهلاك أقل وتحرر أسرع
خلال 15 يوماً.. الصهاينة ينفقون 7 ملايين دولار قيمة دعاية مضادة لمجابهة التحرك العالمي مع المقاطعة
وكيل الصناعة قطران: فاتورة استيراد البضائع المقاطعة تبلغ ما بين ٥٠٠ مليون إلى مليار دولار سنوياً
الماحوزي: أمريكا أول من يستحق أن تعلن شعوبنا الحرة مقاطعة منتجاتها كافة
الأكاديمي الكحلاني: المقاطعة رفع للروح المعنوية لدى المجاهدين والصامدين أمام غطرسة العدو وبطشه
الإعلامي الفضيل: عدم مقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية تمويل لدراساتهما وأبحاث جيوشهما العسكرية واستخباراتهما وجميع أعمالهما الشيطانية ضد الإسلام
سارة جحاف: الرغبة كبيرة في الاستغناء عن المنتج الخارجي والاكتفاء بمنتجات من خيرات بلادنا الحبيبة لأنها من مواردنا الطبيعية
الناشط السعودي راضي: منذ غزو العراق ملتزمون بمقاطعة بضائع أمريكا ناهبة ثروات المنطقة
المقاطعة الاقتصادية وسيلة وأداة سهلة وممكنة للتعبير عن حالة السخط والعداء، تساهم بصورة كبيرة في كبح ممارسات العدو العدوانية. ذلك أن المقاطعة عامل بناء للأمة عندما تتجه للإنتاج بدلاً من الاعتماد على ما يأتيها من الأعداء، وهذا يساعدنا على بناء واقعنا الاقتصادي، وهو نهج يحررنا من التبعية والمحافظة على زكاء النفوس (قد أفلح من زكاها) زكاة النفس والثبات على الفطرة السليمة، والاستمرار في دعمهم لمنتجاتهم الاقتصادية يعمل على فسادنا وضياعنا.
وحينما لا نلتفت للمقاطعة يصبح الإنسان بمحطة إعلان موالاة لأعداد الأمة، والتعرض للمخاطر الصحية كون صناعتها لا تتم بمعايير صحية ناهيك عن مخالفة أغلبها لما يرضي الله سبحانه وتعالى. وفي استهلاكها مشاركة مباشرة لجرائم الإرهاب الصهيوني الظالم والوحشي بالدعم لاقتصادهم، وتمكينهم من امتلاك الإمكانيات العسكرية والتكنولوجية المتطورة، وينتج عن ذلك أمة ضعيفة تستورد كل ما تحتاجه من أعدائها.
الثورة / صفية الخالد
والمقاطعة هي السلاح الأول الذي أمر باستخدامه المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في بداية عام 2000م، حيث صدع بالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية آنذاك، حيث يقول:
حالة العداء لليهود عندما قال الله سبحانه وتعالى عن اليهود: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا” (المائدة: من الآية82) يريد منا أن نربي أنفسنا، وأن نربي أولادنا على أن يحملوا عداوة لأعداء الله اليهود والنصارى.
وللعداوة في الإسلام إيجابية مهمة، إذا كنت تحمل عداء لأمريكا وإسرائيل، إذا كان الزعماء يحملون عداء، والمسلمون يحملون عداء حقيقياً فإنهم سيعدُّون العدة ليكونوا بمستوى المواجهة، أما إذا لم يكن هناك عداء حقيقي فإنهم لن يعدُّوا أي شيء، ولن يكون لديهم أي مانع من أن يتعاملوا مع اليهود والنصارى على أعلى مستوى، حتى إلى درجة الاتفاقيات للدفاع المشترك، الاتفاقيات الاقتصادية وغيرها؛ لأنه ليس هناك أي عداء.
وللمقاطعة أثر ناجح، فهي سلاح فعّال للضغط والتأثير، وقد تجلى بوضوح مع تراجع أسهم الشركات التي تدعم الاحتلال، مثلاً شركة المشروبات الغازية كوكاكولا حيث سجلت أسهمها في منتصف الشهر الماضي تراجعاً بأدنى مستوى لها منذ عامين فبلغ قيمة السهم الواحد نحو 258 دولاراً، وأسهم شركة ماكدونالدز انحدرت هي الأخرى ووصلت لنحو 245 دولاراً، وبحسب إحصائية دقيقة أنفق الصهاينة في خلال 15 يوماً منذ بدء العدوان على غزة، أكثر من 7 ملايين دولار مقابل إعلانات تدعم منتجاتها كخطوة لمجابهة التحرك العالمي مع المقاطعة، حيث أبدى نشطاء وخبراء سياسيون لأكثر من دولة انطباعهم حول المقاطعة.
كلمة الموقف
ناشط سياسي سعودي عبد الرحمن راضي يقول “منذ عام 2003، بل منذ غزو العراق ما زال هناك ملتزمون بالمقاطعة وأنا أحد الملتزمين بها شخصيا لمجابهة أمريكا ناهبة ثروات المنطقة».
الصحفي والأسير الفلسطيني المحرر، إبراهيم برناط، يقول: “أعتقد أن المقاطعة سلاح فتاك والتجربة مهمة في محاربة الكيان الصهيوني».
وفي نص مقتبس لرئيس قناة البحرين المهندس، عبد الإله الماحوزي، “أمريكا أول من يستحق أن تعلن شعوبنا الحرة مقاطعة منتجاتها كافة، وكسر اقتصادها وشركاتها، فلا يعتقد أحد بأن المقاطعة لا تحدث أثراً أو أن ليس لها وزن لدى هذه الدولة الشيطانية، فقد أثبتت المقاطعات التي شهدتها الشعوب سابقاً على تأثرها بسببه.
نتائج المقاطعة
وبحسب نتائج استطلاع المؤشر العربي لعام 2022 في قياس أثر تنامي تأثير حركة المقاطعة كانت النتائج أن الغالبية العظمى من شعوب المنطقة العربية ترفض التطبيع 76 %، ويؤكدون أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب جميعاً وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، و84 % من مواطني المنطقة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل.
طوفان اليمن
وعلى الصعيد المحلي أصبحت المقاطعة الاقتصادية محوراً أساسياً ارتكز عليه الشعب اليمني في التوجه نحو إيجاد البدائل ودعمها.
حيث انطلقت المشاريع الإنتاجية قبل سنوات في ظل توجه القيادة الحكيمة بالرؤية الوطنية “في بناء دولة يمنية حديثة ديمقراطية مستقرة وموحدة ذات مؤسسات قوية تقوم على تحقيق العدالة والتنمية والعيش الكريم للمواطنين، وتنشدُ السلام والتعاون المتكافئ مع دول العالم».
من خلال رؤية لمجتمع متماسك وواعٍ ينعم بحياة حرة وكريمة، بتنمية بشرية متوازنة ومستدامة، تهتم بالمعرفة وتعزز الأمن الغذائي، عبر اطلاق برامج طويلة الأجل، وبذلك يتحقق الاستقرار الاقتصادي المستدام، ويساعد على رفع الاقتصاد الوطني المقاوم، ويرفد التنمية والصمود الذي واجه العدوان طيلة ٨ سنوات، ومن هذا المنطلق اتجهت العديد من الجهات الحكومية والشعبية في هذه الآونة لتصريح المقاطعة وإيجاد البدائل.
فأكد وكيل وزارة الصناعة والتجارة، محمد قطران، أن فاتورة استيراد البضائع المقاطعة تبلغ ما بين ٥٠٠ مليون إلى مليار دولار سنوياً.
قامت الوزارة لوضع قرار بمنع استيراد منتجات الشركات الأمريكية والإسرائيلية الداعمة للعدو الصهيوني، نصرة للشعب الفلسطيني ومعرفة أهمية المقاطعة المجتمعية للبضائع الأمريكية والإسرائيلية التي تعود قيمتها الشرائية لقتل أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة.
تأثير المقاطعة
إبراهيم الكحلاني، مدرب أكاديمي، استقرأ التأثير الفعلي لدى العدو من مقاطعتنا لمنتجاتهم في رفع الروح المعنوية لدى المجاهدين والصامدين أمام غطرسة العدو وبطشه، لأنهم يشعرون عند مقاطعة منتجات العدو أنهم ليسوا وحيدون في الميدان بل إن لهم أناساً وإخوة هناك يقفون بجانبهم ويحملون همّ نصرتهم ودعمهم، وهذا في حد ذاته يعزز من صمودهم وثباتهم في مواجهة العدو، وتجفيف منابع الدعم والإسناد التي يعتمد عليها العدو في عدوانه وإجرامه، ولا يخفى على الجميع أن أكثر ما يعتمد عليه العدو في تمويله هي بضائعه التي يبيعها لدى الشعوب المستهلكة والذي يعد السوق العربي والإسلامي أكبر تلك الأسواق وأهمها، وعليه عندما تتوجه الشعوب والحكومات لمقاطعة بضائع العدو تلك فإنهم بذلك قد نجحوا في قطع المصدر الرئيسي لقوة العدو التي يعتمد عليها في استمراره في عنوانه وجرائمه، كما يعتبر مصدر أساسي في زعزعة بيت العدو من الداخل وانشغاله بمشاكله، لأننا بمقاطعتنا لبضائعه نشعل فتيل الصراع فيما بينهم فمصالح كبار التجار والشركات والمصانع ورؤوس الأعمال قد بدأت تتضرر وهم غير مستعدين لتحمل خسائرهم مقابل قرارات قياداتهم الطائشة.
وبذلك يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي، أولاً بالمقاطعة فهي أقوى محفزات أي أمة في سعيها للوصول للاكتفاء الذاتي والصناعي لمنتجاتها، لأنها تستثير بداخلها التقصير واستشعار المسؤولية تجاه شعبها وأمتها كي تتحول من مستهلكة بين الأمم إلى منتجة، ومن رقم لا يشكل أي قوة إلى رقم قوي يعمل له العدو والآخرين ألف ألف حساب، والتاريخ مليء بالشواهد، فالهند مثلاً كانت أولى خطواتها للوصول إلى دولة عظمى في الإنتاج على مستوى العالم هو مقاطعتها لمنتجات المحتل لها آنذاك وهي بريطانيا بل كان السبب الرئيسي في خروجه واستسلامه، وأيضاً ما يشجع المنتج اليمني للظهور والمنافسة هو أن أغلب المنتجات المقاطعة هي منتجات كمالية يمكن الاستغناء عنها ولا تشكل أي مشكلة على حياة الإنسان عند مقاطعتها واستعاضتها بالبديل الوطني، فأغلب تلك المنتجات التي تملأ أسواقنا هي مشروبات ومعلبات ومستحضرات تجميل ونحوها.
مصادر تمويل
رشاد الفضيل، إعلامي يمني – قال إن التأثير الفعلي والعملي للمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الخارجية خصوصا الأمريكية والإسرائيلية هو أن هذا التمويل الذي نقدمه لهم هو الذي يمول دراساتهم وأبحاث جيوشهم العسكرية واستخباراتهم وجميع أعمالهم الشيطانية من خلال هذه المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، فإذا ما قاطعنا هذه المنتجات فإننا سنقطع عليهم مصادر تمويلهم التي يقتلون بها إخواننا في فلسطين وفي جميع أصقاع الأرض.
تحقيق الاكتفاء
سارة زيد جحاف، مسؤولة قطاع المرأة بمؤسسة بنيان التنموية- تقول: إن للأسرة دور كبير في توضيح أضرار كل المنتجات المستوردة أو معظمها على صحتنا، وهذه الأضرار منها ما هو على المدى البعيد (وهو الأغلب) ومنها ما هو على المدى القريب، وإدراكنا لهذا الجانب مهم لندرك أهمية المقاطعة لنا ولأمتنا.
سوف تعد الأسرة كلما تستطيع إعداده في البيت مثل: المربيات والمخللات والكثير من المأكولات والحلويات التي يمكن إعدادها في البيت وهي الأجدى لصحة أفراد الأسرة كما أنه ألذ وأوفر من حيث التكلفة، وبذلك سوف نضرب لعدو في جانبين أساسيين.
كما أننا بالمقاطعة نضعف اقتصاد العدو وتلقائياً يُرفع اقتصاد بلدنا لذلك يجب أن ندرك أن المقاطعة الاقتصادية نعمة كبيرة لنا على كل المستويات الإنسانية والأخلاقية كونها تشكل إحدى أهم وأقوى الوسائل لنصرة إخواننا في غزة.
وبخصوص توفير البدائل بفضل الله تعالى أصبح التوجه أقوى من السابق ومن الجميع، أصبحت الرغبة كبيرة في الاستغناء عن المنتج الخارجي والاكتفاء بمنتجات من خيرات بلادنا الحبيبة لأنها من مواردنا الطبيعية، وسنجد أن لدينا كل المواد الأساسية فعلاً أما غير ذلك فهو ليس ذا أهمية وإنما أشياء ثانوية، وقد تم إنتاج بعض المنتجات المحلية خلال الفترة الماضية رغم الحصار الجائر علينا لأكثر من ثمان سنوات وكانت تجارب ناجحة ومشجعة وسوف تستمر بعون الله وهناك الكثير منها في سوق الخميس.
ونستطيع أن نقول: إننا أصبحنا مقاطعين للمنتجات الخارجية ١٠٠ % من اليوم، لأن الأساسيات متوفرة والنهضة الزراعية متحركة والشعب اليمني واعٍ ويدرك واجبه نحو هذه القضية ويرفض أن يتلطخ بدماء أطفال غزة وكل إخوتنا في فلسطين، لذا يجب علينا أن نعرف أننا إن قاطعنا بجدية المنتجات الأمريكية والإسرائيلية سوف يتجه التجار والمجتمع المحلي بأكمله نحو الاستثمار وإنشاء مصانع ومعامل إنتاجية لكل المنتجات الاستهلاكية لأنه سيشعر أن السوق في انتظاره وستكون النتائج في صالح الجميع.
ونحن في قطاع المرأة بمؤسسة بنيان التنموية من خلال مشروع تحسين التدبير المنزلي نشجع المقاطعة الاقتصادية عن طريق التدريب في التصنيع الغذائي لأنه أولوية ولأن الموارد المحلية كلها متوفرة بفضل الله وبفضل الأيادي المخلصة من المزارعين وكل من يساندهم، فخيرات بلادنا متنوعة وستغنينا بعون الله تعالى.
أيضاً التوعية بأهمية المقاطعة الجدية والمساندة في تطوير المنتجات المحلية مستمرة من خلال تقديم المساندة والدعم الفني للأسر المنتجة وتوفير نقاط البيع لها ليكون المنتج المحلي في متناول المستهلك، ويعتبر سوق الخميس من أهم هذه النقاط.
كما أن وسائل التواصل الاجتماعي الآن توفر مئات بل آلاف الفلاشات المختلفة والمتنوعة في كل الصناعات ومنها صناعة الأغذية ومنها البسيطة ومنها المعقدة ونستطيع أن نطّلع ونطبق لنحصل على ما نريد وبذلك نستفيد من التقنيات الحديثة ونستفيد من كل الموارد وعلى رأسها المورد البشرية في بناء مجتمعنا بناءً صحيحاً صحياً ونفسياً وأخلاقياً واقتصادياً متوكلين في ذلك على الله تعالى وعلى قيادتنا الحكيمة وعلى شعبنا اليمني العظيم.
الفرصة اليوم سانحة لنكون يداً واحداً لإطلاق معركة الوحدة الاقتصادية، وفي أكثر من تصريح لأعضاء المجلس السياسي يؤكدون أهمية تحقيق التكامل الاقتصادي وتطوير الصناعات الغذائية وتحقيق التنمية المحلية المستدامة وتشجيع ودعم الأسر المنتجة، فهل تبحثون عن وسيلة لدعم القضية الفلسطينية بقدر المستطاع؟