لقاء / قاسم الشاوش
ترجمه إلى العربية / صلاح بافضل / خالد الرعيني
شكل تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م حدثاٍ ذا دلالات هامة على المستوى الإقليمي والدولي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن إعادة توحيد اليمن لم يتسق مع ظاهرة التفكك التي لازمت العلاقات الدولية المعاصرة منذ انهيار سور برلين.
وفي حقيقة الأمر فإن انتهاء الحرب الباردة وتلاشي حدة التوتر بين “القوتين الأعظم” قد أدى إلى انتقاء العوامل الخارجية التي كانت مع عوامل داخلية بطبيعة الحال تعترض عملية إعادة الوحدة اليمنية كونها قد مثلت حدثاٍ هاماٍ في الوقت الذي تعاني منه الأمة العربية مزيدا من التفكك و تردي أوضاعها السياسية حيث أن الوحدة اليمنية انعشت آمال الكثير من أبناء الأمة العربية لتحقيق وحدة عربية من مغرب العالم العربي إلى مشرقه مما يمكنها من مواجهة تحديات العصر بكل ثبات واقتدار.. وبمناسبة الذكرى الـ 24 لقيام الوحدة اليمنية التقت صحيفة الثورة بسفيري بريطانيا وكوريا الجنوبية بصنعاء ..فإلى الحصيلة ..
مواصلة الدعم المالي
السفيرة البريطانية بصنعاء السيدة جين ماريوت بدأت حديثها بالتأكيد على أن المملكة المتحدة تدعم اليمن في مجالات عديدة أهمها السياسية والأمنية والاقتصادية. مشيرة إلى أن الإصلاح السياسي في البلد ضروري لأنه سيخلق أسس ليمن أكثر أمناٍ وازدهاراٍ ومن خلال مجموعة الدول العشر والتجمعات الأخرى نشجع اللاعبين السياسيين الرئيسيين بالالتزام بالنقاط الهامة الموضحة في المبادرة الخليجية وتشجيع الآخرين – الشباب والمرأة – باتخاذ أدوار سياسية فاعلة والانخراط في الحياة السياسية وأنا فخورة بشكل خاص بأن المملكة المتحدة من خلال وزارتنا للتنمية الدولية تأتي في طليعة الجهود الرامية إلى تحسين حياة الشعب اليمني. وإننا ننفق أكثر من 320 مليون دولار في اليمن على مدى ثلاث سنوات ونعمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين الآخرين لليمن لتشجيعهم على استثمار المزيد من المال في مستقبل اليمن والاستثمار بحكمة. مع هذا فالأكثر أهمية من المبالغ المالية التي ننفقها هي النتائج التي نحققها.
وأضافت: هناك 10,5 مليون من اليمنيين لا يملكون ما يكفي من الغذاء لتناوله وكثير منهم أيضاٍ يعيشون يوماٍ بيوم دون مأوى أو رعاية صحية أو مياه وحياتهم صعبة بشكل لا يْطاق وكانت المملكة المتحدة ثالث أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في عام 2012م وقمنا بزيادة مساهمتنا إلى 70 مليون جنيه استرليني على مدى العامين المقبلين للاستجابة للاحتياجات المتصاعدة. منذ بداية عام 2013م وصل دعمنا الإنساني فعلاٍ إلى أكثر من مليون شخص. يجب على المجتمع الدولي ككل بذل المزيد من الجهد لتمويل النداء الإنساني للأمم المتحدة.
السير على الطريق الصحيح
وبشأن تعهدات المانحين تجاه اليمن قالت: لقد اجتمع تسعة وثلاثون دولة من أعضاء أصدقاء اليمن نهاية ابريل الماضي في لندن للمرة السابعة في أربع سنوات. ولم يكن الاجتماع عن إعطاء المزيد من الأموال إلى اليمن – حيث لا يزال هناك 5.1 مليار دولار لتسليمها لليمن من الـ 8 مليارات دولار المتعهد بها. بدلا من ذلك كان حول كيف يمكن – للحكومة اليمنية والمجتمع الدولي معاٍ – تحقيق عملية التنفيذ على أرض الواقع. ولدى أنا فخورة بأن أقول إن المملكة المتحدة تسير على الطريق الصحيح لإنفاق 320 مليون دولار وهذا يتجاوز ما تعهدنا بإنفاقه وهو 311 مليون دولار من المساعدات في اليمن من 1 ابريل 2012م إلى 30 مارس 2015م في مجال الإغاثة الإنسانية والبنية التحتية الاجتماعية الأساسية والحماية الاجتماعية والتحول السياسي وتكوين الثروات.
عموماٍ ومع ذلك فقد تم صرف أقل من نصف الثمانية مليارات دولار التي تم التعهد بها. والمانحون المتخصصون في مشاريع البنية التحتية الرئيسية يجدون صعوبة بالغة في تمكين المساعدات من التدفق ويرجع ذلك أساساٍ للحاجة إلى الكثير من العمل لتحديد وإعداد المشاريع قبل أن يبدأ العمل.
هذا هو السبب في أن المملكة المتحدة تدعم عمل وزارة التخطيط والجهاز التنفيذي الذي أنشئ لمساعدة الحكومة في إعداد مشاريع التمويل وحث الحكومة لتنفيذ إصلاح السياسات. تم تدشين الجهاز التنفيذي رسمياٍ في ديسمبر من العام الماضي من قبل محمد السعدي وزير التخطيط والتعاون الدولي وبحضور النائب الآن دنكان وزير التنمية الدولية البريطاني.
مرحلة حاسمة
وفي ما يخص العملية السياسية في اليمن أكدت أن اليمن يحقق تقدماٍ ثابتاٍ في عملية الانتقال السياسي. في منطقة شهدت عدم استقرار هائل وعنف فإن التقدم في اليمن حتى الآن يستحق الثناء.
وأن اختتام مؤتمر الحوار الوطني في 21 يناير الماضي يدل على روح التعاون والتوافق التي سمحت للمشاركين من التوصل إلى إجماع في الآراء. نرحب أيضاٍ بالتوقيع على اتفاق الحل العادل للقضية الجنوبية والإعلان عن اتحاد من ستة أقاليم يمثل مستقبل شكل الدولة. منوها إلى أن المرحلة القادمة من عملية الانتقال بما في ذلك صياغة دستور جديد وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتنظيم الاستفتاء الدستوري وانتخابات شفافة هي مراحل حاسمة وانه من بين الـ 320 مليون دولار التي تقدمها المملكة المتحدة لليمن بين 2012 – 2015م ساهمت المملكة بـستة ملايين دولار لمؤتمر الحوار الوطني وتبحث الآن دعم لجنة صياغة الدستور بمزيد من التمويل و ترحب المملكة المتحدة بالقرارات الرئاسية الخاصة بإعلان تشكيل لجنة صياغة الدستور والهيئة الوطنية وهي تدعم عمل كلا الهيئتين.
ولفتت: لقد التزمت الجهات المانحة الأخرى أيضاٍ بمليارات الدولارات للمساعدة في دعم اليمن بذلك يجب الآن أن تْنفق هذه الأموال على المشاريع التي تساعد على إعادة بناء اليمن وتحسين حياة جميع اليمنيين. إلا أن الأزمات الأمنية والإنسانية الجارية في جميع أنحاء البلاد تهدد بتقويض التقدم الذي تم إحرازه.
وبشان دعم بلادها للوحدة اليمنية باعتبارها عاملاٍ مهماٍ للأمن والسلام الدوليين أكدت السفيرة البريطانية أن أمن اليمن واستقراره يْهم المملكة المتحدة ويْهم المجتمع الدولي. وعدم الاستقرار في اليمن يهدد الأمن الإقليمي ويمنع الإصلاحات التي تعتبر حيوية في تحسين حياة الشعب اليمني. وتعمل المملكة المتحدة عن كثب مع اليمن لدعم الانتقال السياسي والمساعدة في حربها ضد الإرهاب وتقديم المساعدات لمعالجة الأزمات الاقتصادية والإنسانية ولذلك أعتقد أن أعمال مجموعة أصدقاء اليمن تظل بالغة الأهمية ولا يزال اليمن يْمثل أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي. بدون جهود دؤوبة هناك دائماٍ خطر أن ينعكس التقدم السياسي في اليمن وأن تتوسع التهديدات الإرهابية على حساب كل من بلداننا. ونحن نعلم أن الانتقال الناجح سيتطلب قيادة قوية وشاملة في اليمن – شاملة لمصالح الجميع وليس فقط النخب- وسيتطلب أيضاٍ دعماٍ دولياٍ منسقاٍ وسخياٍ لتحقيق التقدم في ثلاثة مجالات على وجه الخصوص: الأمن والحوكمة والاقتصاد.
وأشارت أن المملكة المتحدة لديها علاقة طويلة الأمد مع قوات الأمن اليمنية: لسنوات عديدة قدمنا منحاٍ دراسية لبعض من القيادات العسكرية الشابة الواعدة في اليمن مع القوات العسكرية البريطانية. وكذلك إرسال مجاميع من الشرطة اليمنية لكلية برامشيل للشرطة. في الماضي زار مدربون عسكريون بريطانيون اليمن لتقديم التدريب في مجال الأمن البحري مع خفر السواحل اليمنية ونحن نواصل العمل بشكل وثيق مع الحكومة اليمنية بغية تعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب. هناك مشروع العدل والشرطة بتمويل من المملكة المتحدة يدعم بناء القدرات والتدريب في المملكة المتحدة لعدد من القضاة ورجال الشرطةº ولقد حسن أيضاٍ البنية التحتية مع تأهيل مراكز الشركة في صنعاء. وقدمنا التدريب على جمع واستخدام أدلة الطب الشرعي إلى الشرطة اليمنية والقضاة والنيابة العامة.
مواصلة الجهود
وفي ختام حديثها قالت: بمناسبة يوم توحيد اليمن فقد قمت بتمرير رسائل من صاحبة الجلالة الملكة والحكومة البريطانية لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي حيث تتقدم المملكة المتحدة بأحر الأمنيات للشعب اليمني. أربعة وعشرون عاماٍ من إعادة توحيد اليمن دعونا نتذكر أن الطريق إلى السلام ليس سهلاٍ ولكن الأمر يتطلب الالتزام المستمر والحوار.
نثني على الشعب اليمني وحكومته مواصلة الجهود لتأمين الانتقال السياسي السلمي في اليمن ونؤكد لكم استمرار دعم المملكة المتحدة للعملية الانتقالية في اليمن والإصلاحات التي تقومون بها لدعم هذا.
أن يظل موحداٍ
من جانبه قال السفير الكوري الجنوبي بصنعاء السيد “لي يونج هو كون” جمهورية كوريا عضو في مجموعة ‘أصدقاء اليمن’ إنها تدرك أهمية وحدة اليمن واستقراره لذلك ضمت جهودها إلى جهود المجتمع الدولي لمساعدة اليمن على تحقيق الاستقرار والرخاء. وتأمل كوريا أن يظل اليمن بمثابة قصة نجاح للتحول السياسي واستمرار الوحدة اليمنية في المنطقة.
وأعتقد أن الانتهاء المبكر والناجح للمفاوضات حول سعر الغاز الذي تم في العام الماضي بين شركة يمن إلإنجي كوغاز(شركة الغاز الكورية الجنوبية) سيساعد اليمن على مواجهة التحديات المالية وتحقيق الانتقال السياسي والاقتصادي الناجح.
أيضاٍ أكملت كوريا الجنوبية مؤخراٍ تنفيذ وعدها الذي تم في اجتماع أصدقاء اليمن في عام 2012م من خلال العديد من مشاريع المساعدة الإنسانية التي تقوم بها وكالات الأمم المتحدة المختلفة. وعلى وجه الخصوص نحن نؤمن بقدرات شباب اليمن. لذلك نحن في شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والدول المانحة الأخرى في دعم المشروع الاقتصادي لتوظيف الشباب. وفي نفس السياق إن مشروع المعهد الكوري اليمني العالي للتكنولوجيا جارُ العمل به. ومن الجدير بالذكر أيضاٍ أن العشرات من الطلاب اليمنيين والمسؤولين الحكوميين يستفيدون من البرامج التعليمية والتدريبية التي تقدمها حكومة جمهورية كوريا لليمن سنوياٍ.
المضي قدماٍ
ويرى أنه من الملاحظ أن شعب اليمن وصل إلى نهاية ناجحة لمؤتمر الحوار الوطني من خلال الحوار الصبور والتسوية تحت قيادة بارزة من سعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأرى أن اليمن على الطريق الصحيح نحو المضي قدماٍ. وأنا أعلم أنه سوف يكون هناك تحديات هائلة في المستقبل ولكني مؤمن بأن الشعب اليمني لديه القدرة الكبيرة للتغلب على هذه الصعوبات وتحقيق هدفه من خلال الوحدة الوطنية.
وأضاف إنه غني عن القول إن وحدة اليمن واستقراره مهم جداٍ ليس فقط لمساعدة الشعب اليمني للخروج من الأزمات الإنسانية المستمرة وتحقيق إمكاناته ولكن أيضاٍ للحفاظ على المجتمع الإقليمي والدولي آمناٍ ومزدهراٍ.
العديد من الأشياء المشتركة
وفي ما يخص وضع العلاقات اليمنية الكورية أكد أن طور البلدان علاقات ودية وتعاونية قوية على مستوى الساحة الدولية. والأهم من ذلك هو تبادل زيارة الوفود والفهم المتبادل. كما أن الشعب الكوري يشعر بالألفة والود مع الشعب اليمني بسبب العديد من الأشياء المشتركة في تاريخنا وثقافتنا ونحن سعداء أيضاٍ لرؤية ثقافة كوريا الجنوبية مثل التايكوندو الدراما الكورية –البوب الكوري تصبح أكثر وأكثر شهرةٍ وسط شباب اليمن. كما تعمل السفارة على مساعدة وفود الحكومة و رجال الأعمال على تبادل العديد من الزيارات التي تسعى لتحقيق التعاون المتبادل أو التعلم من خبرات بعضنا البعض والتي تعمل كجسر بين الشعب الكوري الجنوبي واليمني. كما آمل إعادة فتح السفارة اليمنية في سيول في المستقبل القريب بحيث نتمكن من مضاعفة الجهود وتعزيز تبادل الصداقة والتعاون.
وفي نهاية اللقاء هنأ السفير الكوري بصنعاء اليمن قيادة وحكومة وشعباٍ بمناسبة الذكرى الـ 24 لقيام الوحدة اليمنية المباركة مشيراٍ إلى أن رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية “بارك جيون هاي” قالت للشعب الكوري في بداية هذا العام “الوحدة فرصة ذهبية بل وحظ عظيم لكلاٍ من الشعب الكوري الجنوبي والشعب الكوري الشمالي ودول الجوار والعالم بأسره”.
وأضاف: أتمنى أن يتمكن الشعب الكوري من الاحتفال ” صعيد الوحدة ” الكوري في المستقبل القريب كما يحتفل أصدقاؤنا اليمنيون بعيد وحدتهم.