رفد الجبهات وقدمّ القوافل واحتشد في الساحات ونفّذ المبادرات وواجه الحصار الاقتصادي
3000 يوم من الصمود الأسطوري للشعب اليمــــــني
3000 يوم مرت على عدوان همجي ارتكب أبشع الجرائم ويمتلك أحدث التقنيات العسكرية واللوجستية، في الوقت نفسه قابل أبناء الشعب اليمني تلك السنوات السبع بالصمود الأسطوري في مواجهة العدوان والانتقال إلى مراحل الردع، ليثبت للعالم الصامت والمتخاذل والمرتهن، أن الإنسان اليمني قوة عظمى ومدرسة في الصمود فلم يستسلم ويتخل عن مظلوميته أمام تحالفهم الذي تقوده أمريكا وإسرائيل.
الشعب اليمني رغم الحصار الاقتصادي الخانق صمد أمام حرب شعواء تصنف من الحروب طويلة الأمد، ولم يصمد فحسب بل ويتصدى للعدوان ويرفد جبهات الدفاع بشكل متواصل دون خوف أو تردد رغم المجازر والعقاب الجماعي الذي استخدمه العدوان لاستهداف صموده وثباته.
“الثورة” تستعرض مظاهر الصمود الأسطوري لأبناء الشعب اليمني بعد سبع سنوات من العدوان والحصار…
الثورة / أحمد السعيدي
رفد الجبهات
بصمود كبير وثبات مثالي يدخل اليمنيون 3000 يوم منذ انطلاق العدوان بمواصلة الاستعداد لرفد جبهات العزة والكرامة، حيث أنه منذ أول يوم للعدوان تدافع آلاف الشباب المتطوعين الراغبين المشاركة في جبهات القتال للالتحاق بمعسكرات التدريب والإعداد ومن ثم القتال إلى جانب الجيش واللجان الشعبية لمواجهة المعتدي المسعودي ومن تحالف معه الذي استباح دماء اليمنيين وأرضهم وأوغل في الحصار وتجويع أبناء الشعب اليمني، ولذلك تدافع اليمنيون للمشاركة في شرف التصدي لهذا العدوان والتضحية بأنفسهم وأموالهم ليعيش هذا الوطن حراً عزيزاً شامخاً قاهراً لأعدائه، فيما آخرون لا يزالون ينتظرون بفارغ الصبر دورهم في مشاركة رجال الرجال بطولاتهم وانتصاراتهم وتنكيلهم بالعدو الغاصب المعتدي، ولا يزالون ينتظرون هذا الشرف العظيم والواجب المقدس الذي يزيد المرء رفعة وعزة وكرامة بعكس أولئك المرتزقة الذين باعوا بلادهم وأعراضهم بحفنة من المال المدنس، وكلما استمر العدوان في جرائمه وحصاره، تحلى الشباب اليمنيون أكثر بالوعي ومعرفة العدو الحقيقي وتحملوا المسؤولية الدينية والوطنية التي تحتم عليهم حمل السلاح والتصدي للعدوان الهمجي الذي لا بد أن يفهم أن شباب اليمن يقومون بدورهم على أكمل وجه، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي.
قوافل المدد
خلال 3000 يوم من العدوان وحصاره، استطاع الشعب اليمني أن يقدم للعالم صورة ناصعة من صور العطاء والإيثار من خلال رفد جبهات الكرامة والاستقلال بعوامل الصمود والنصر ومع كل عام للعدوان تستمر قوافل العطاء اللا محدود التي تجسد حقيقة المعركة المصيرية التي يخوضها كل أبناء الشعب من أجل صيانة السيادة الوطنية والحفاظ على ثوابت الأرض والإنسان.
قوافل الدعم هذه كانت من أهم مظاهر صمود أبناء الشعب اليمني خلال سنوات العدوان التسع وأذهل العالم مسارعته في الإنفاق لدعم الجبهات بكل سخاء مقتطعاً تلك الأموال التي يخرجها من قوت يومه الضروري ويخرجها وهو في أشدّ الحاجة إليها امتثالاً لقول الله تعالى” وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ” وكل ذلك الإنفاق والشعب اليمني محاصر ومقطوعة عنه المرتبات وليس له سوى الاعتماد على الله وعلى نفسه، ولا شك أن تلك القوافل كان لها الأثر الكبير في صمود الجبهات، كما كانت شوكة على الأعداء الذين لم يكونوا يتوقعون أن الشعب اليمني بهذا الإيمان والصمود والمسارعة في العطاء والإنفاق يشكل ذلك إحباطاً لهم.
قوافل عطاء وتضحيات أسر الشهداء تنوعت بين مواد غذائية ومبالغ مالية وملبوسات شتوية وكذلك مجوهرات ومواش ومخبوزات منزلية وفواكه ومكسرات الأعياد وأدوية ومستلزمات طبية وجراحية وغيرها مما تجود به الأسر اليمنية، حيث تجاوزت بعض هذه القوافل مبلغ العشرة ملايين وصولاً إلى خمسين مليوناً وأكثر في القافلة الواحدة، وشارك في إعداد هذه القوافل جميع فئات الشعب من جميع المحافظات اليمنية المحررة، كما كانت القوافل النسائية حاضرة بقوة عبر الأمهات والبنات والأخوات لمواصلة التضحية والبذل لله، وشاركن بهذه القوافل لرفد أبطال الجيش واللجان الشعبية في ميادين الشرف في الجبهات، وتستمر قصة الصمود اليماني للعام الثامن توالياً في تقديم القوافل بما يُسهم في تعزيز صمود المرابطين أيضاً في الجبهات ودحر الغزاة والمحتلين.
الاحتشاد في الساحات
وكما صمَدَ الشَّـعْـبُ الـيَمَـنيُّ طوالَ 3000 يوم في وجه العُـدْوَان الأمريكي السعودي وغطرسته واحتفل بمظاهر صموده الذي أذهل العالم، يتوِّج الشَّـعْـبُ الـيَمَـني مظاهرَ هذا الصمود بمظاهراتٍ حاشدةٍ ومستمرة، فمع كل تصعيد للعدو يخرج أبناء اليمن رافضين للعدوان والحصار في العاصمةُ صنعاء وعدد من المحافظات، معلنين من الساحات أن الصمود خيار لا بديل عنه للدفاع عن الوطن وحريته واستقلاله وانتزاع كامل القرار السياسي ليكون خروجهم في كل الفعاليات بذلك الزخم الكبير رسالة للعالم بعزيمة وثبات اليمنيين حتى الانتصار، فخلال سنوات العدوان شارك ملايين اليمنيين في مسيرات مختلفة في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات وهم أكثر ثباتاً وصموداً وأكثر إصراراً وعزيمة، يحدوهم الأمل والثقة بالله بأن الأيام القادمة ستكون بشرى الانتصار الكبير بعد أن استطاع شعبنا اليمني ومجاهدوه الأبطال كسر غطرسة وغرور العدوان الذي بات يترنح باحثا عن طوق نجاة، وقد عبرت المسيرات والتظاهرات التي أقيمت منذ انطلاق العدوان عن الوحدة والتلاحم الوطني في مختلف الجبهات ومنها الجبهة الإدارية، وجاء الاحتشاد في الميادين أيضاً للتأكيد على استمرار الصمود والثبات في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
المبادرات المجتمعية
خلال 3000 يوم ماضية، كسر اليمنيون رهانات العدو وواجه بكل صمود تداعيات الأزمة الصعبة التي ألحقها به العدو وببوادر أمل أسهمت في تجاوز التحديات وشكلت نقطة ضوء للمضي في إصلاح الواقع الاقتصادي الراهن الذي فرضه الحصار وبدأ أفراد المجتمع بوعي يواجهون التحديات تخطيطاً وتنفيذاً بمشاريع صغيرة تسد فجوة الانتظار وقطار الإحباط ومواجهة ما يفرضه استمرار العدوان من معاناة وصعوبات جمة بمبادرات طوعية أنموذجية ونجحت مناطق عديدة بتلاحم أبنائها في تنفيذ مشاريع حيوية في شق ومسح طرقات وبناء حواجز مائية وجدران ساندة للعبور إلى مسالك خدمية لتلبية الاحتياجات في ظل صعوبات المرحلة الاستثنائية، ففي زمن العدوان واستمراره لم تعد المسؤولية المجتمعية حكراً على فرد أو جهة بعينها، وإنما باتت جزءاً لا يتجزأ من حياة اليمنيين بمختلف مكوناتهم ومشاربهم تجسيدا للهوية اليمنية الأصيلة في تعزيز قيم العطاء لمبادرات تهدف إلى غرس ثقافة مجتمعية تساهم في النهوض وتعزز تمكين الهمم بنماذج وشواهد حية لأفراد المجتمع.
وتمثل هذه المشاريع الذاتية مطلباً أساسياً ضمن خيارات المواجهة التي يخوضها أبناء الشعب اليمني لصد المخططات التي تتربص باليمن والمؤامرات التي تستهدف تعطيل شؤون حياة أبنائه وتدمير البنية التحتية والخدمات وتدل تلك المشاريع الذاتية على الوعي المجتمعي الكبير وطبيعة هذا الشعب المبادر لفعل الخير دائماً.
تقرأون في الملف :
3000 يوم من العدوان السعودي الأمريكي..انكشاف أخلاقي وسجل ملطخ بالدماء