مارب.. شبوة.. لحج....بؤر ساخنة
قوى العدوان تؤجج الصراعات بين القبائل لتمرير مؤامراتها في المناطق المحتلة
الثورة / قضايا وناس
بشكل ملفت تنامت وتيرة الصراعات القبلية في المناطق المحتلة خلال الفترة الماضية في ضل اتهامات لقوى العدوان بتغذية هذه الصراعات والنزاعات، وإذكاء الخلافات القبلية وتأجيج الثأر بين أبناء القبائل في المناطق المحتلة لإشغالها عما يدور في هذه المناطق وإفساح المجال أمام قوى العدوان لتمرير مؤامرتها ضد اليمن .
البداية من محافظة مارب والتي شهدت نهاية الأسبوع المنصرم مواجهات دامية في مديرية وادي عبيدة بين قبيلتي ” آل فجيح وال راشد منيف ” أسفرت عن سقوط خمسة عشر قتيلاً وثمانية وعشرين جريحاً من الطرفين بسبب الخلاف حول أحقية ملكية منطقة مبشر بصحراء مارب.
وأكدت مصادر محلية أن فصائل العدوان لم تتدخل لوقف المواجهات ، واتهمت هذه الفصائل بتزويد القبيلتين بالسلاح وهو ما أكدته ظهور دبابة في ساحة المواجهات بين القبليتين وهو ما أثار العديد من الأسئلة حول الجهة التي تقف وراء إذكاء هذا الصراع .
وبحسب مراقبين فإن قوى العدوان تشعل الصراعات بين القبائل بشكل مستمر لإشغالها عن علميات النهب التي تقوم بها فصائل العدوان لثروات هذه المحافظة النفطية وصرف أبناء هذه القبائل عن المطالبة برحيل هذه الفصائل التي يتهمونها بنهب ثروات المحافظة وحرمان أبناءها من حقهم في هذه الثروات .
وتزامناً مع المواجهات القبلية في محافظة مارب تشهد محافظة شبوة عودة للاقتتال القبلي والتي كان آخرها الاشتباكات المسلحة في وادي يشبم بمديرية الصعيد التي اندلعت بين آل النوبة و آل الحتلة الجمعة الماضية ، بعد اشتباكات سابقة حدثت بين القبليتين قبل أيام .
وتأتي هذه الاشتباكات في ظل انفلات أمني كبير تشهده المحافظة الخاضعة لسيطرة فصائل العدوان .. في ظل وجود اتهامات لهذه الفصائل بتغذيتها للاقتتال القبلي، لتعميق الأزمة الأمنية بهدف تأجيج الصراعات القبلية وصرف الأنظار عن مؤامراتها وجرائمها في المحافظة .
وعلى غرار ما حدث في مارب وشبوة، شهدت محافظة لحج مواجهات دامية، إثر نشوب صراعات قبلية جديدة وبشكل مفاجئ في طور الباحة والمضاربة، حيث قتل وجرح 8 أشخاص إثر اشتباك قبلي مسلح، بين أبناء “العطويين والمعامية”، في سوق طور الباحة، والتي لقي فيها أحد العابرين مصرعه خلال تواجده في السوق أثناء القتال.
وليس ببعيد عن طور الباحة، شهدت مديرية المضاربة اشتباكات قبلية عنيفة اندلعت بين مسلحين من قبيلتي ” البريمة والشماية ” وسط المديرية على خلفية مقتل شخص من قبيلة البريمة، بعد أن فشلت الوساطة التي قادها اللواء “محمود الصبيحي” والذي تم الإفراج عنه في صفقة رمضان لتبادل الأسرى وسط أنباء تتحدث عن تعرضه لمحاولة اغتيال في منطقة “مجزاع” شرق مديرية المضاربة برصاص مسلحي مليشيا “الانتقالي”.
وحمل ناشطون وحقوقيون من أبناء لحج، الإمارات مسؤولية تصاعد وتيرة الصراعات القبلية التي طفت إلى السطح بشكل مفاجئ في المحافظة، مضيفين أن أبوظبي تعمل على زرع فتيل الصراعات بين القبائل من خلال عمليات التحريض والدعم بالسلاح والمال، بغرض السيطرة على موقع المحافظة خاصة بعد أن أبدت السعودية مؤخراً نواياها في بسط نفوذها في المنافذ البحرية الهامة للمحافظة وعلى رأسها “رأس العارة” والمناطق المطلة على مضيق باب المندب عبر قوات ما يسمى ” درع الوطن” التي شكلتها الرياض لتحل محل الميليشيات الإماراتية في الممرات والمنافذ البحرية والمناطق الغنية بالثروة النفطية والغازية.
ووفقاً للمراقبين، فإن الإمارات بعد أن بدأت في خسارة قبائل الصبيحة وردفان ويافع جراء سخط أبناء تلك القبائل ضد السعودية جراء الجرائم التي ترتكبها فصائلها المسلحة في المحافظة؛ عمدت إلى تغذية الصراعات والخلافات القبلية.
ويحبس أبناء لحج أنفاسهم إزاء التطورات الأخيرة جراء تصاعد وتيرة الصراعات القبلية في العديد من مديريات المحافظة وعلى وجه الخصوص في مديريتي طور الباحة والمضاربة، القريبتين من مضيق باب المندب، وسط ما يعتبره المواطنون تحركات حثيثة من قبل الإمارات لتغذية ذلك الصراع، حيث يخشى الكثير من المراقبين تطور المواجهات والمعارك القبلية الجارية في طور الباحة والمضاربة، مما قد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية قد تطال نيرانها كافة مديريات لحج .