الثورة /
ركزت مصلحة الضرائب منذ مطلع العام 2023م على وضع المعالجات المناسبة للأسباب التي أدت إلى تصدع العلاقات القائمة بين الإدارة الضريبية وجمهور المكلفين.
وتمكنت مصلحة الضرائب في غضون أشهر معدودة من تحقيق نقلة نوعية في تطوير آليات وبرامج تعزيز الثقة مع الجمهور الضريبي من مكلفي الضرائب سواء كبار المكلفين أو صغار المكلفين ضمن خطة مستدامة تهدف لردم الفجوة والشرخ في هذه العلاقة وتصدّعاتها والتي اتسعت إبان النظام السابق نتيجة الإجراءات والتعاملات السلبية ونتج عنها تدني في المحصلة الضريبية وجمودها أو توقفها عند سقف معين.
وأوضح رئيس المصلحة عبدالجبار أحمد محمد لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المصلحة ركزت منذ مطلع العام الحالي على وضع خطة عمل شملت العديد من الإجراءات لتطوير العمل الضريبي والارتقاء به على النحو الذي ينمي من عوامل الثقة بين الإدارة الضريبية والجمهور الضريبي وبما يعزز من هذا التوجه ويؤسس لمرحلة جديدة من الامتثال الطوعي لمكلفي الضرائب.
وأشار إلى أن المصلحة عملت على وضع اللبنات الأساسية لمد جسور الثقة بين الإدارة الضريبية والمكلفين من خلال معالجة الكثير من الاختلالات ومظاهر الفساد والروتين الإداري الممل الذي رافق العمل الضريبي.
وأكد عبدالجبار أحمد أن المصلحة عملت على مواكبة التطور الذي يشهده العالم في مجال الأنظمة والبرامج وتقنية المعلومات والاستفادة منها في مجال تطوير الخدمات وتبسيط الإجراءات .. مبيناً بهذا الخصوص أن مختلف الإجراءات الضريبية تتم حالياً إلكترونيا ما سهل لجميع المكلفين إنجاز معاملاتهم إلكترونياً وفي زمن قياسي.
وأفاد بأن تطوير الإجراءات الضريبية الكترونياً يعزز من الشفافية والنزاهة ويحد من مظاهر الابتزاز واحتكاك المكلفين بالإدارة الضريبية.
ولعل من أبرز الإجراءات التي اتخذتها مصلحة الضرائب للحفاظ على المال العام والحد من الفساد، العمل على تطوير آلية التحصيل الضريبي بالانتقال إلى نظام التحصيل الإلكتروني عبر موبايل موني والذي يحد من ابتزاز المكلفين ويحافظ على المال العام بحسب رئيس المصلحة.
من جانبه أشار مدير عام وحدة التحريات ومكافحة التهرب الضريبي رضوان شايف عيسى، إلى أن الجهود التي تُبذلها قيادة المصلحة في مجال تطوير الخدمات وتبسيط الإجراءات تسهم وبشكل كبير في تحقيق الأهداف المرسومة في تعزيز الثقة بين الإدارة الضريبية وجمهور المكلفين.
وأكد أن وحدة التحريات بصدد إعداد خطة عمل تنسجم مع توجهات المصلحة وتواكب التحولات الجارية في مختلف الإجراءات الضريبية .. موضحاً أن حملة التحصيل بإحسان التوعوية ساهمت بدور كبير في نشر الوعي الضريبي في أوساط المكلفين وعززت من الثقة بينهم والإدارة الضريبية.
من جهته تطرق نائب مدير عام الوحدة التنفيذية لضريبة العقارات نبيل العامري، إلى أهمية التحصيل الإلكتروني في تعزيز الثقة مع مكلفي الضرائب، كونه يقلل من احتكاك الموظف بالمكلف ويسهم في الحفاظ على المال العام ويعمل على تسهيل الإجراءات والقضاء على الاختلالات التي تحدث في التحصيل اليدوي.
واستعرض جملة من إيجابيات التحصيل الإلكتروني، حيث سيسهم في رفع الإيرادات الضريبية ويعمل على التقليل من الإهدار لكل أنواع الضرائب، ناهيك عن القضاء النهائي على موضوع المدورات التي تتراكم عند أمناء الصناديق.
وأشار إلى أن حملة “التحصيل بإحسان” تكمن أهميتها في توعية جمهور المكلفين وكذا الموظفين في تحسين صورة المصلحة لدى جمهور المكلفين وكذلك لتكوين علاقة شراكة حقيقية بين المصلحة والمكلفين يكون أساسها تعزيز الثقة وليس علاقة ندية كما كان سائداً.
مدير عام التحصيل بمصلحة الضرائب عايض ناصر، اعتبر التحول نحو الأتمتة في تقديم الخدمة خياراً استراتيجياً أمام الحكومات في ظل التطور التكنولوجي خاصة وقد أثبتت التجارب الدولية السباقة في أتمتة التحصيل الالكتروني نجاحها وانعكاسها على التحصيل الضريبي وعمل إدارة الضرائب عموماً.
وبين أن أتمتة التحصيل الضريبي عموماً تحقق منافع كثيرة للإدارة الضريبية والمكلف على حد سواء، وذلك من خلال الجهد والتكاليف والوقت في عملية التحصيل وتبسيط إجراءاتها.
ولفت إلى أن أتمتة التحصيل الضريبي يقوم بدور مهم في توسيع القاعدة الضريبية ومحاربة التهرب الضريبي وزيادة كفاءة الأداء الضريبي من خلال أتمتة الإقرارات والتحصيل الضريبي.
بدوره استعرض مدير مكتب ضرائب محافظة تعز جميل الشرجبي، البرامج والمشاريع التي نفذتها المصلحة ضمن جهود تعزيز الثقة بين الإدارة الضريبية وجمهور المكلفين ومنها البدء بتصحيح وتحديث قاعدة الحصر لما لذلك من أهمية ًفي تصويب بيانات المكلفين والأثر على الإيرادات.
وأوضح أن المصلحة عملت على تنفيذ المرحلة الثانية لإعفاء صغار المكلفين وبما يتجاوز 67 ألف مكلف وبطريقة مرنة وشفافة تجاوزت بعض السلبيات التي رافقت المرحلة الأولى.
وتطرق الشرجبي إلى الجهود التي يبذلها رئيس المصلحة بشأن تبادل المعلومات مع الجهات ذات العلاقة تمهيداً للربط الشبكي بين المصلحة والجهات الأخرى منها “وزارة الاتصالات -الأحوال المدنية ومصلحة الجمارك”.
وذكر أن النزول الميداني واللقاءات المباشرة لرئيس المصلحة بالمكلفين لتلمس شكواهم والصعوبات التي قد تواجههم عززت من عوامل الثقة لدى الجمهور الضريبي.