أولياء أمور: نعمل جاهدين على تخفيف القلق عند أبنائنا من الامتحانات لكننا نفشل
الامتحانات الوزارية تطرق الأبواب رهاب الامتحانات.. كيف يتخلص منه الطلبة؟
أطباء: ليست العبرة بكثرة المذاكرة بل بالتركيز لأن للمخ قدرةً معينةً بعدها يقل التركيز والفهم والتذكر
علماء نفس: لجوء بعض الآباء إلى العنف لحث الأبناء على المذاكرة أسلوب غير تربوي ومرفوض وله مردود سلبي
الامتحانات الوزارية للتاسع أساسي والثالث الثانوي واقع يتجدد كل عام وسيعيش الطلبة لحظاتها ابتداء من مطلع الأسبوع القادم.
ويفرض هذا الواقع تعاملا استثنائيا مع الطلاب من قبل الأسرة خاصة مع ارتفاع معدلات القلق وإصابة بعض الطلبة بعصبية زائدة وحالة من الانعزال أثناء فترة الامتحانات وقبلها، حيث يصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك خاصة عندما نشاهد حالات الإغماء والغثيان والمغص الشديد وطنين الأذن الذي يصيب أبناءنا بسبب الضغط النفسي.
بمعنى أن الخوف من الرسوب أو تحقيق علامة سيئة في الامتحانات وهو ما يسمى رهاب الامتحانات، يقود في أغلب الأحيان إلى رفع التوتر والقلق لدى الطالب قبيل إجراء الامتحان، وأحيانا يزداد هذا التوتر ويقود إلى فقدان التركيز وأعراض صحية تؤثر على الطالب سلبيا، فما العمل؟
الأسرة/ خاص
نعاني الأمرين كل ما اقتربت الامتحانات هكذا، استهل محمد الجرماني -موظف حكومي حديثه عن الامتحانات الوزارية وكيفية تعامله معها، وأضاف: لا اعرف كيف أخفف من حدة القلق والخوف الذي يصيب أبنائي وخاصة الفتيات؟ وكل محاولاتي تذهب مع الريح ولكني ابذل كل ما بوسعي لمساعدتهم على استذكار دروسهم وتوفير الجو المناسب لهم.
لم تختلف معه أم أيمن -ربة منزل- حيث أكدت أن الخوف يقلل من نسبة فهم أبنائها للدروس بالتزامن مع الامتحانات بالرغم من استعدادها المسبق لمثل هذا اليوم ولكن القلق عند أبنائها وعندها لا ينتهي إلا بانتهاء فترة الامتحانات حسب تأكيدها.
الصحة الجيدة عامل رئيسي في المذاكرة السليمة التي تقلل من حدة القلق والتوتر لدى الطلاب أثناء فترة الامتحانات، أخصائي الطب البشري الدكتور/ عبدالله الذبحاني يوضح أن الطالب في أيام الامتحانات يعتريه نوع من القلق والخوف الذي يؤثر على العمليات الحيوية داخل المخ، وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل، والطلاب الذين يستمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيز في المخ قدرة معينة بعدها يقل التركيز والفهم والتذكر.
وينصح الطبيب الذبحاني بالتوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف للاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح لا يتحدث خلالها الطالب أو يتفرج على التلفاز حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها، وإذا وجد الطالب نفسه عصبياً أو خائفاً أو جائعاً، فلا يذاكر في هذه الأثناء، فالخوف من الامتحانات -كما يقول الدكتور الذبحاني- قد يجعل الطالب يصدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق، كما أن خلايا المخ لا تنشط, فتنتج صعوبة في الاسترجاع للإجابة وصداع وخمول وبعض الاضطرابات الانفعالية كالشعور بتسارع خفقان القلب وسرعة التنفس مع جفاف الحلق وارتعاش اليدين وعدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان.
الحالة النفسية
من المهم على الأسرة أن تعرف أن الحالة النفسية للأبناء تؤثر سلبا أو إيجابا في درجة استعدادهم للامتحانات ودرجة استيعابهم أيضاً، ففي فترة الامتحانات يكون الطلاب قد انقطعوا عن المؤسسة التعليمية، وبالتالي تتحمل الأسرة العبء الأكبر لتهيئة البيئة والظروف المناسبة لمذاكرتهم واستعدادهم للامتحانات.
ويشير اختصاصيون نفسيون إلى أن الأسرة قد لا تتفهم نفسية أبنائها وقدراتهم جيدا، وهذه مشكلة خطيرة في فترة الامتحانات حيث أن الكثير من الأسر لا تعرف أن هناك إبناً يناسبه عدد معين من الساعات ربما أكثر أو أقل من الابن الآخر وهذا يتوقف على الحالة النفسية لدى هذا الابن أو ذاك.
إذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة، وعليها أيضا مشاركة الأبناء في عمل جدول دراسي يراعي الفروق الفردية للأبناء ودرجة استيعابهم للمادة العلمية، فهناك من يريد ساعات أكثر لأن ملكة الحفظ عنده ضعيفة وهناك من يناسبه وقت أقل لأنه يتمتع بذاكرة اقوى، وهناك من يتفوق في الرياضيات بينما يعاني ضعفا في التاريخ، كما يجب أن يغرس الآباء في الأبناء ملكة تحديد الأهداف والأولويات والتدرج عند المذاكرة من الأسهل إلى الأصعب.
البعد عن العنف
وينصح النفسيون الآباء بعدم اللجوء إلى العنف لحث الأبناء على المذاكرة وهو أسلوب غير تربوي ومرفوض وله مردود سلبي للغاية على الأبناء، فالعنف قد يجعل الابن يوحي للأب أو الأم بأنه منهمك في المذاكرة، بينما في الحقيقة إنه يتظاهر بذلك خوفاً من العقاب، فذهنه مشتت وبدلا من التفكير والتركيز في المذاكرة يشغل فكره بنوعية العقاب الذي سيتلقاه في حالة الفشل.
والمطلوب بدلاً من العنف الحنان وغرس الثقة والاعتماد على النفس وعدم الخوف من الفشل، بل ينصح الآباء باستخدام أسلوب المكافأة وهو أسلوب تربوي يؤتي ثماره، فوعد الأبناء بمكافأة مجزية إذا حققوا درجات عالية في الامتحانات يأتي بمردود إيجابي ويغرس المنافسة الشريفة بينهم.
رسالة
إن الخوف من الامتحانات أمر طبيعي وشائع بين الناس، ولكن الدعاء لله عز وجل من شأنه أن يخفف ذلك الخوف والهلع خاصة إذا ما آمن الطالب بأن الله عز وجل سيستجيب لدعائه ويملأ قلبه باليقين بذلك.
لذلك يجب أن يكثر الطلاب من الدعاء وقراءة الأذكار والصلاة والإيمان الكامل بأن الله بيده مفتاح النجاح والتفوق.