أبناء الحديدة يحيون طقوس عيد الفطر رغم قساوة الظروف المعيشية وتداعيات العدوان والحصار

توافد كبير للمواطنين والزوار على المنتزهات وساحل الكثيب

 

عدد من الزائرين: نشكر الجهات الخدمية والأمنية على تعاونها ودورها في تقديم الخدمات والحفاظ على الأمن والاستقرار

احتفل أهالي مدينة الحديدة بعيد الفطر المبارك هذا العام 1444هـ في ظل ظروف مادية صعبة للغاية تقل عن نظيراتها في الأعوام الماضية جراء تداعيات العدوان والحصار، حيث بدأوا يومهم بتكبيرات العيد، وتقديم التهاني والصلاة في الساحات والمناطق العامة، بينهم الأطفال والنساء، ومن ثم زيارة الأهل والأقرباء والرجوع إلى منازلهم للاستعداد لصلاة الجمعة وتناول وجبة الغذاء وأخذ قسط من الراحة حيث وان معظمهم لاينام مع ليلة العيد.
يحاول الأهالي في الحديدة ومعظمهم من الشرائح الفقيرة أن يسرقوا ساعة من الفرح بعيد الفطر، رغم الأجواء الصيفية الحارة والظروف الإنسانية والاقتصادية والمعيشة الصعبة، وهم يحافظون على إحياء طقوس العيد، لإدخال الفرحة والسرور على أسرهم وأطفالهم. وتنوعت أشكال الاحتفال بعيد الفطر لدى أهالي الحديدة، على الرغم من التحديات وعدم قدرتهم على جلب وشراء مستلزمات العيد.
أجواء الفرح كانت حاضرة في المنتزهات وساحل الكثيب الذي يؤمه العديد من سكان المحافظة والزائرين القادمين من معظم المحافظات اليمنية، التي أصبحت مكتظة بالأطفال والنساء، وحمل الأطفال ما جمعوه من عيدية من الأقارب في جيوبهم الصغيرة، وخرجوا من بيوتهم بحثاً عن الترفيه ومعايشة أجواء الفرح بعيد الفطر.
“الثورة” تجولت في ساحل الكثيب وعدة منتزهات بمدينة الحديدة والتقت بالعديد من المواطنين والزائرين للمحافظة ورصدت انطباعاتهم حيال العيد ومظاهر الفرحة به وإليكم حصيلة ما جاء في اللقاءات:
الثورة / أحمد كنفاني

بداية أكد كل من أرباب الأسر محمد صادق وقاسم صغير ومؤمن سليم ولؤي صالح ومناجي قاز وصديق شاموة وهشام خميسي وأحمد هندي ومحمد قريبي وعبدالله حبار، ممن التقينا بهم من عدة مديريات بالحديدة، أن مظاهر العيد تؤكد أن اليمنيين ماضون بكل طمأنينة وراحة بال لإحياء عيدهم والتوحد معاً لرسم البهجة السرور بينهم، وهزيمة الجراح والآلام التي يريد لها المعتدون أن تستمر.
وأشاروا إلى أن العيد مازالت له نكهته وزخمه والكثير من الدوافع الإيجابية له وزادت عما كانت في السابق من الاستعدادات الاحتفالية الرائعة من إعداد موازنة مالية للعيد، التي تبدأ حتى قبل قدومه، وذلك بالتحضير له بشراء الملابس وتجهيز أشهى أنواع الحلويات من كعك العيد والمكسرات وغيرها بكل أشكالها، بالإضافة إلى وضع العيديات كمبالغ مالية حسب قدرات كل فرد وأسرة تقدم للصغار وللأمهات والآباء وجميع الأرحام.
وأوضحوا أن العيد فرصة رائعة لصلة الرحم وزيادة الترابط الأسري، واجتماع العائلة الممتدة والصغيرة في بيت العائلة الكبير، وفرصة رائعة للخروج في نزهات جماعية لكسر الروتين، وتعميق معاني المودة والاحترام.. مؤكدين انه في العيد تتجلى جميع معاني الإنسانية والعطاء، ويغدق أصحاب المال من مالهم للفقراء، فيشيع ذلك الفرح في قلوبهم، ويشترون به الحاجيات التي تنقصهم، وتسمو مشاعر الرحمة والإخاء في النفوس، فللعيد أبعاد كثيرة، منها أبعاد معنوية وأبعاد دينية وأبعاد اقتصادية أيضا، فمن أبعاده المعنوية الجميلة أن الهموم والأحزان يتم نسيانها ، كما يتجاوز الناس جميع ما يعكّر صفو حياتهم فيه وينسونه ولو لفترةٍ قصيرة، أما أبعاده الدينية فإن إظهار الفرح في العيد له أجر وثواب كبير، أما أبعاده الاقتصادية فتتمثل في حجم النفقات والمصاريف للاحتفال بهذه المناسبة من قبل أفراد المجتمع وبما يقدمه المقتدرون للمحتاجين كعيدية وصدقة للفرح قبل العيد وفي نهار يومه والتي تنعش التجارة في جميع الأسواق من خلال الإقبال الكبير على شراء مستلزمات العيد من مختلف السلع والبضائع والخدمات، مع تغيرات طقوس الفرح في العيد عبر الزمن وتطوره، فبعد أن كانت في السابق مجرد اجتماعٍ للصغار في ساحات البيوت واللعب معا ومن ثم الذهاب إلى بيوت جميع الأهل والجيران لجمع العيديات، أصبحت الطقوس لا تكتمل بالنسبة للصغار والنساء إلا بجلب الهدايا التي يريدونها لهم وتقديم عيدية كبيرة تليق بتطلعاتهم، والذهاب للحدائق والمنتزهات وإفشاء السلام بينهم ومسامحة المسيئين، ونبذ الحقد والعنف والكراهية، فالعيد لا يكون إلا بالتسامح، ولا يكتمل إلا بصفاء النفوس لأنها كلها تندرج ضمن المكاسب الدينية والمعنوية والاقتصادية.

” العيد منحة ربانية ”
فيما أكد عدد من الزائرين من معظم محافظات “صنعاء وريمة والمحويت وحجة وذمار” الذين التقيناهم في عدة أماكن على ساحل الكتيب وفي المنتجعات السياحية ومن ضمنهم محمد الاشول، وعبدالملك الشامي، وفايز المؤيد، وسالم الجماعي، والحاج المنتصر بالله المروني، أن العيد فرصة للفرح والسرور، ومنحة ربانية كي يشعر فيه الناس بأنهم أدوا العبادات وفازوا برضا الله تعالى، ففيه يرتدي الناس أجمل الثياب، ويجتهدون في إظهار طرق للتعبير عن فرحهم، سواء كانوا كباراً أم صغاراً، فإظهار الفرح في العيد واجب على الجميع القيام به.
مشيرين إلى أن هذا العيد يعتبر العيد التاسع واليمنيين يعانون ويلات العدوان والحصار ويتجرعون مرارته ويواجهونه بصبر وثبات محققين الانتصارات المتتالية بفضل التضحيات التي يقدمها الأبطال في الجبهات وتأييد الهي من المولى عزوجل.. منوهين بأنه يجب علينا أن نجعل العيد نقطة وصل فيما بيننا، ونستمر في مواجهة الطغيان ملتجئين إلى الله بالدعاء بأن يحقق النصر المبين لنا ضد دول الاستكبار والطغيان وكل من تحالف معهم وحذا حذوهم، والله الله في استشعار المسؤولية الملقاة على عاتق كل مسؤول في الدولة، ويجب علينا أن نعمل بجد لمواجهة هذا العدوان والحصار الجائر والظالم ولا يتم ذلك إلا بالوحدة وأن نكون عصبة واحدة، وان نجعل الوطن فوق كل اعتبار فعندما نكون موحدين يصعب على العدو كسرنا، فالوحدة هي الحل لنا كما يجب علينا أن نتفاءل ونجعل من هذا العيد فرحة بالنصر وفرحة بقدومه.
وأشاد الزائرون بجهود جميع الطواقم والأجهزة الخدمية والأمنية المختصة بالحديدة في تنفيذ خطة عيد الفطر.. محيين جهودها في القيام بواجبها تجاه سكانها والزائرين لها والتسهيل عليهم خلال الاحتفال وممارسة مظاهر الفرح بالعيد، وضمان تحقيق أجواء السكينة وعدم المس بالسلم المجتمعي، وتلبية كافة الخدمات الأساسية وتنظيم شؤون الحياة العامة، بما يتناسب وأجواء العيد.

“تكافل وجهاد”
وشاركت الحديث معنا كل من أمهات محمد كندش ، ، وسالم مخضري ، وأيمن العاقل، وناصر الحطامي وماهر البوخمي، وفيصل مسمار وآخريات من الحديدة وعدة محافظات، بالقول :
إن أعياد اليمنيين تتمثل في الجبهات وزيارة روضات الشهداء والمرابطين في مواقع العزة والبطولة. وأكدن أن الشعب اليمني شعب متكافل ومجاهد تقي، وإن الله مع المتقين الصابرين، فبالرغم من هذا العدوان والشدة والحصار وسوء المعيشة ولكن شعبنا اليمني شعب صابر ومؤمن فقد صبر ثماني سنوات عجاف من عدوان وحصار وانقطاع المرتبات وغلاء المعيشة ولكن لم ولن يستسلم أو يركع، وبالرغم من العدوان والحصار إلا أن شعبنا شعب متكاتف ومتكافل ومثلما مضت هذه السنوات العجاف، ستأتي أعياد وسيستقبلونها مثل كل عام، لأن الأساس في العيد ليس اللباس ولا أفخر المأكولات وإنما العيش بعزة وكرامة وتمكين من أعداء الله في مختلف المجالات، والصبر هو مواجهة لهذا العدوان ونصر عليه، وإلا ما فائدة العيد والمستعمر محتل لنا وما فائدة المرتبات والألبسة والأكلات الفاخرة ونحن تحت رحمة المستعمر، فالشكر أولا لله سبحانه وتعالى ثم لقائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وللقيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي محمد المشاط – يحفظهما الله.
كما أدلين في ختام حديثهن للصحيفة بالتأكيد أن أساس صمودنا ونصرنا هم شهداؤنا الأبرار وأسرانا وجرحانا والمجاهدون المرابطون في الجبهات.

قد يعجبك ايضا