الاهتمام بالجانب الزراعي والإنتاج المحلي وتوطين قيم ومبادئ العمل التشاركي المجتمعي الحكومي
بنيان وشركاء التنمية.. 4 أعوام من الانجاز بالمشاركة المجتمعية
الثورة / يحيى الربيعي
عندما بدأ العدوان على اليمن في الــ(26) من مارس 2015م، قال زبانيته للعالم: “ما هي إلا أيام ونقضي على الانقلاب”، ولكن الإرادة الصعبة التي انصدم بها العدوان من قبل الشعب اليمني غيرّت كل الحسابات الإقليمية والدولية تجاه شعب قرر أن يضع سيادة الوطن “اليمن” وكرامة الشعب اليمني وبناء الدولة القوية، فوق كل اعتبار أو مساومة مهما كان الثمن.
ووضعت، في المقابل، الدول الغازية والمحايدة مصالحها أمام تحديات جديدة، أبرزتها ورقة العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، فقد ظن البعض أن الشعب اليمني الذي عاش سنوات عمره رهن خيارات واشنطن والرياض، لا شك سيخضع من جديد وبسرعة البرق، نتيجة العدوان الوحشي البربري الدموي الذي شن عليه.
لكن المفاجآت توالت عاماً بعد عام، ليس على مستوى تحقيق الانتصارات العظيمة في الميدان العسكري فحسب، وإنما ليُصبح اليمن الجديد بقائده وجيشه ولجانه الشعبية وشعبه العزيز، قوة إقليمية قادرة على التأثير في معادلات الصراع الإقليمي، بل الدولي عسكرياً واقتصادياً، فكيف يمكن تبيين ذلك؟ وما الدلالات التي يجب الوقوف عندها؟ هذا ما سيتناول التقرير جانباً منه، ومع الثورة الزراعية وفي جزئية منها، دور مؤسسة بنيان التنموية وشركاء التنمية:
يوما بعد آخر تثبت مؤسسة بنيان التنموية وجودها في الميدان وتجّسد مبدأ “نحن لا نعطي سمكا بل نعلم الناس كيف يصطادونه”، حيث تعمل على غرس ثقافة العمل التشاركي الحكومي- المجتمعي.. ثقافة خلق مجتمع واع ومتماسك يعتز بهويته وأصالة قيمه، قادر على حشد طاقاته وقدراته واستغلال موارده الطبيعة والبشرية بكفاءة.. مجتمع يقود عملية التغيير بنفسه.
وفي سبيل ذلك، تنفذ المؤسسة سلسلة من البرامج التوعوية ودورات التدريب والتأهيل الفني والتقني التي تستهدف مجاميع من المتطوعين الذين يتم اختيارهم من أوساط المجتمعات المحلية لبناء قيادات تنموية تتسلح بمبادئ التنمية المستدامة القائمة على هدى الله تعمل على تفعيل المشاركة المجتمعية الواسعة وإطلاق المبادرات المجتمعية الكفيلة بتحقيق نهضة تنموية شاملة في جميع مسارات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
العمل التشاركي
مؤسسة بنيان سعت- بالتعاون مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا وشركاء التنمية في الحكومة والسلطات المحلية والفعاليات الاجتماعية والقطاع الخاص، ومن خلال مسار توطين قيم ومبادئ العمل التشاركي المجتمعي- الحكومي، تضع على عاتق الجميع مسؤوليتهم نحو مجتمعهم في حدود إمكانياتهم المتاحة من حيث الوقت، أو الخبرة، أو المال- إلى إيجاد تنمية مستدامة قائمة على هدى الله تنهض باقتصاد مجتمعي مقاوم وتنمي من قدرته على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء الدواء والملبس وخفض فاتورة الاستيراد وعكس قيمتها نحو دعم إنتاج وتسويق المنتجات المحلية، وهو المسار الذي بدأ بتشكيل الجمعيات التعاونية كإطار مؤسسي مجتمعي جامع يتم به ومن خلاله تنشيط الجوانب الزراعية بشقيها النباتي، والحيواني وكذلك الجوانب الصناعية، وتشجيع الإبداعات والابتكارات الفنية، والحرفية، والصناعية بالإضافة إلى التدخلات الاجتماعية.
وحملت بنيان على عاتقها مساندة الجمعيات فنيا، حيث قامت، ومن خلال إعداد وتطبيق سياسات وبرامج تشجيع التوسع في القطاع الزراعي، وتطوير قدرات الكادر المحلي في مجالات البحوث والإرشاد الزراعي، وتحسين كفاءة القدرة الإنتاجية، بعقد دورات تدريبية لأعضاء الهيئات الإدارية من مدراء تنفيذيين ومحاسبين وضباط إقراض وباحثين وفنيي تخطيط، كي تصبح الجمعيات قادرة ومتمكنة على إدارة مشاريع الاقتصاد المجتمعي بكافة مستوياته الاجتماعية والاقتصادية والتمكين من إنتاج مواد خام محلية، حيث دربت بنيان عبر أكاديميتها كوادرأكثر من 95 جمعية تعاونية من أصل 250 جمعية تعاونية.
التمكين الاقتصادي
وعلى صعيد مشاريع التمكين الاقتصادي، تتبنى مؤسسة بنيان ما يقارب 87 مشروع تأهيل ودعم فني منها 15 مشروعا في مجال النحل والعسل، و31 مشروعا في مجال الحبوب، و9 مشاريع في مجال تنمية تربية الدجاج البلدي، و15 مشروعا في الثروة الحيوانية، و5 مشاريع في مجال البقوليات، ومشروع واحد في مجال العطريات، ومشروعان في المحاصيل النقدية؛ القطن والبن والسمسم واللوز، ومشروع واحد في إدارة القروض، ومشروع واحد مصنع الألبان.
وفي سياق تشجيع الإبداع والابتكار، ترعى المؤسسة حوالي 33 نموذجا إبداعيا تخدم العمليات الزراعية، منها 10 نماذج صارت جاهزة بدراسات جدوى للتصنيع، تم اختبارها في الميدان وتجربة قدراتها الإنتاجية وجودة إنتاجها مع المزارعين منها قطاعات أعلاف وبذرات أو محاريث وغرابيل بذور.
تعزيز التقنية
وتتبنى مؤسسة بنيان التنموية وشركاء التنمية، مسار تعزيز استخدام التقنية الزراعية الحديثة بالتزامن مع إحياء الخبرات الزراعية التقليدية في الموروث اليمني في مراحل تحقيق الاكتفاء الذاتي، بالإضافة إلى العمل على تحفيز رأس المال المحلي نحو استثمارات إنشاء وتجهيز مجمعات كبرى للتسويق الزراعي بنظام الاكتتاب في أربع محافظات بما من شأنه تشجيع المزارع المحلي على زيادة الإنتاج وتحسين الجودة وخلق بيئة إنتاجية قادرة على الاستغناء عن المنتج الخارجي وعكس فاتورة الاستيراد نحو دعم إنتاج وتسويق المنتج المحلي.
مراحل التغيير
مراحل التغيير مثلث ثورة تنموية شاملة مرت بمراحل ثلاث انطلقت شرارتها الأولى في 11 نوفمبر 2020م بقيادة 15 لجنة زراعية على مستوى المحافظات يرأسها محافظو المحافظات بالتعاون مع وزارة الزراعة والري وإسناد من مؤسسة بنيان التنموية، وإشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا، وهدفت إلى تحفيز المجتمع لإنشاء لجان زراعية في القرى والعزل والمديريات والمحافظات لتحقيق أهداف الثورة في البناء المؤسسي والبشري، والبناء المجتمعي التشاركي وتحفيز المبادرات كجانب اجتماعي، وفي الجانب الاقتصادي تم التركيز على المجال الزراعي، حيث تم إعطاء أولوية في الاهتمام بمحاصيل الحبوب والثروة الحيوانية بدءا باستصلاح الأراضي وحماية وصيانة الموارد المائية مرورا بزيادة المخزون الاستراتيجي من البذور وحماية الأصول النباتية والحيوانية وتوسيع الشراكة في مجال التنمية من خلال تعزيز دور جميع فئات المجتمع في التنمية الزراعية، بما في ذلك الجرحى والمرأة، وصولاً إلى تحسين التسويق وتوثيق ونشر التجارب الناجحة.
وتم خلال المرحلة تأسيس قرابة 5358 لجنة زراعية وتنفيذ 74 حملة بيطرية تم خلالها رعاية حوالي 340.000 رأس من المواشي صحياً، و48 حملة مجتمعية لمكافحة الآفات النباتية، وإنشاء وتفعيل 56 جمعية زراعية، وتشكيل 7 غرف طوارئ، وإعادة تأهيل 35 سدا وخزاناً مجتمعياً، وصيانة 201 حاجز وخزان حكومي، وإنشاء وحدة حراثة مجتمعية وتفعيل قرابة 558 حراثة مجتمعية، وتدريب وتأهيل 347 فارسا، وتفعيل 2865 متطوعا، وإحياء 34 وثيقة عرف قبلي زراعية.
المرحلة الثانية
فيما بدأت المرحلة الثانية في 25 أغسطس 2021م، بالتعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية، أبرزها وزارة الزراعة والري ووزارة الإدارة المحلية، وعدد من مؤسسات المجتمع المدني، وتحت إشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا، وبمساندة قرابة 7000 متطوع ومتطوعة (فرسان التنمية)، وذلك لتحقيق هدف استراتيجي يتمثل في إنشاء وتفعيل الجمعيات الزراعية في 50 مديرية نموذجية كمرحلة أولى، لتحقيق أهداف الثورة الزراعية في إحداث تنمية قائمة على هدى الله بمشاركة مجتمعية واسعة، تحقق تنمية تشاركية مستدامة يكون من مخرجاتها تخفيض فاتورة الاستيراد والعمل وفق سلسلة القيمة والتركيز على حلقة التسويق من خلال تفعيل وتطوير اقتصاد مجتمعي مقاوم بالتوازن مع الاقتصاد الخاص والاقتصاد الحكومي بما يشجع على الاستقرار الريفي ويدفع نحو الهجرة العكسية، وهي المرحلة التي تم خلالها تدريب قرابة 10.370 فارسا تنمويا، قادوا المجتمع لتنفيذ حوالي 1086 مبادرة زراعية.
كما تم تدريب 339 من فرسان البحوث من المجتمعات الريفية قاموا بتنفيذ 74 دراسة اجتماعية واقتصادية عبر المجتمع في 277 نشاطا بحثيا زراعيا.
فيما بلغ عدد المستفيدين من التوعية بأهمية العمل الطوعي والمبادرات 1.081.681 مستفيدا، كما بلغ عدد المستفيدين من التوعية بأهمية الجمعيات 1.342.629، ووصل عدد الجمعيات التي تم إنشاؤها أو تفعيلها 190 بقوام 56.749 عضوا، وبرأسمال إجمالي 1.333.960.000 ريال. تم تدريب 540 فردا من كوادر هذه الجمعيات.
وأنجز خلال المرحلة تدريب 100 من مهندسي الري؛ أشرفوا على مراحل أعمال 254 مبادرة في مسار تأهيل وإنشاء من السدود والحواجز والخزانات والكرفانات وقنوات الري.
وفي مجال الصحة الحيوانية بلغ عدد عمال الصحة الحيوانية الذين تم تدريبهم 950 فارساً صحياً، قاموا بالإسهام والإشراف على مبادرات لمعالجة قرابة 3 ملايين و500 رأس من الأغنام والماعز والأبقار.
وفي مجال الإرشاد الزراعي المجتمعي، هناك قرابة 253 من مدراس المزارعين الحقلية تم إنشاؤها وتفعيلها، وبلغ عدد المستفيدين من التوعية في المجال الزراعي (النباتي والحيواني) 650.478 مستفيدا.
أما المبادرات المجتمعية في الجانب الزراعي فقد بلغ عدد الشتلات الزراعية التي تمت زراعتها قرابة 5.700.949 شتلة، وبلغ عدد القروض الزراعية التي تم تقديمها (حيوانية ونباتية) 8651 قرضاً.
تفعيل الزراعة التعاقدية
وفي المرحلة الثالثة من الثورة التنموية الزراعية التي اتجهت في 7 مايو 2022م بقيادة قرابة 200 جمعية زراعية وأهلية وعدد من شركات القطاع الخاص إلى تفعيل الزراعة التعاقدية والزراعة الموجهة في مجال زراعة محاصيل الحبوب والبقوليات وغيرها، وأخذت في الاعتبار التركيز على صيانة الحواجز والبرك والقنوات الحالية، وإنشاء منشآت مائية جديدة، بمشاركة مجتمعية ومساندة حكومية.
وخلال النصف الأول من العام 2022م تدريب وتأهيل 7597 متطوعا على أسس التنظيم وترتيب الأولويات، واختيار الكفاءات المؤهلة بالخبرة والعلم والأخلاق، وتعزيز روح الانتماء والانضباط الواعي للعمل الطوعي والمشاركة المجتمعية.
كما جرى العمل على تهيئة الأجواء أمام إطلاق الطاقات للمنافسة الشريفة في الإبداع والابتكار بتوفير بعض الحوافز المعنوية، واعتماد مبدأ التكريم التشجيعي، ودعم وتطوير الطاقات الإبداعية والمواهب والملكات الكامنة لدى الشباب في مختلف وشتى الميادين العملية والعلمية والفنية وغيرها، وتبنيها وإعطائها فرصتها الكاملة لكي تعطي وتبدع وتطور، بما من شأنه تفعيل دور الشباب في الخدمة العامة والخدمة الريفية والأحياء الشعبية من خلال الأعمال التطوعية.
وأسهم فرسان التنمية، في تحفيز المجتمع على إنجاز حوالي 7149 مبادرة مجتمعية، منها حوالي 842 مبادرة في المجال الزراعي، و360 مبادرة في مجال حصاد المياه، و531 مبادرة في مجال الطرق، و386 مبادرة في البيئة خلال النصف الأول من العام 2022م، استفاد منها حوالي 4.378.053 مستفيدا في عموم جغرافيا السيادة الوطنية.
وبلغ عدد المدارس الحقلية التي تم تشكيلها 253 مدرسة في الحملة الوطنية الأولى للإرشاد المجتمعي التي نفذها أعضاء الفريق للإرشاد الزراعي لأكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل برعاية وإشراف اللجنة الزراعية والسمكية العليا، وإسناد شركاء التنمية والسلطات المحلية من أصل 1200 مدرسة حقلية مزمع تشكيلها في 15 محافظة أواخر رمضان وتفعيل طلاب الكليات والمعاهد الزراعية والطب البيطري في ممارسة العمل التطوعي في مجال الإرشاد ضمن مواد التطبيق العملي.
آخر الإحصاءات
وبحسب آخر الإحصائيات، أسهمت الجمعيات التعاونية وفرسان العمل الطوعي بالشراكة مع مؤسسة بنيان وشركاء التنمية والسلطات المحلية في المحافظات، في تفعيل المشاركة المجتمعية المجتمع خلال الفترة من محرم وحتى شعبان 1444هـ، لتكون الحصيلة هي إنجاز 5209 مبادرات مجتمعية، منها 1394 مبادرة تم تنفيذها في الربع الأول محرم- ربيع أول 1444هـ وتوزعت على مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وفي الربع الثاني ربيع ثاني- جماد الثاني 1444هـ، بلغت وتيرة المشاركة المجتمعية اقصى درجاتها، حيث نفذ المجتمع 3815 مبادرة مجتمعية، فصلت فيما يلي: 812 في مجال الطرقات، و1148 في المجالين التنموي والزراعي، و777 في المياه والبيئة، و380 في مجال الثقافة والتراث، 145 في مجال التعليم، و144 في التكافل والإغاثة، و49 في مجال الصحة، و36 في مجال حل النزاعات والمشاكل، و27 في مجالي التدريب التنموي وإعادة الإعمار.
فيما بلغ عدد المستفيدين من المبادرات المجتمعية التي نفذت خلال الربع الثاني 1444هـ في عموم المحافظات 9,480,379 مستفيدا من مختلف فئات المجتمع.
فيما بلغ عدد المتدربين على مهارات بناء وتنمية المشاركة المجتمعية في التنمية، من خلال تنظيم ورش التدريب، 6,783 متدربا في مجالات: فرسان تنمية ومدربي جمعيات وأعضاء سلطات محلية، وفرسان هندسة مدنية، وفرسان المعالم الزراعية، وفرسان المحاماة، وفرسان المسالخ وأخرى، بالإضافة إلى تنفيذ عدد 9,663 نشاطا توعويا استهدف 6.971.024 مستفيداً شارك فيها 118.836 من المتطوعين والمبادرين في مجالات التنمية الاجتماعية، والاقتصادية والبيئية في 15 محافظة.
وبلغ إجمالي المساهمات في الأنشطة 6.379.977.170 ريالاً، منها 215,253,385 ريالاً مساهمة مؤسسة بنيان التنموية، و5,547,788,035 ريالاً مساهمة المجتمع، و616,935,750 ريالاً مساهمة شركاء التنمية.