حسن طه: توقيع الأديب العمري للكتاب والرواية في ظل هذه الظروف إنجاز كبير وعليه الاستمرار في العطاء

بحضور نخبة من الأدباء على رواق بيت الثقافة:حفل توقيع كتابي “فلسفة العشرين” ورواية “فرح” للأديب يحيى العمري

 

الثورة / خاص
شهد بيت الثقافة، الخميس الماضي، حفل توقيع كتاب “ فلسفة العشرين”، ورواية “فرح ثالوث الموت” للكاتب والأديب يحيى محمد سعد العمري، بحضور رسمي -حيث حضر الحفل عضو مجلس الشورى الأستاذ حسن طه- ونخبوي لكوكبة من المؤرخين والنقاد والشعراء والمثقفين والإعلاميين اليمنيين.وأشاد عضو مجلس الشورى حسن طه، في كلمة ألقاها في حفل التوقيع بقدرات وموهبة الأديب والكاتب يحيى محمد سعد العمري، موضحا ان العمري بهذه الانطلاقة الكبيرة، يؤكد بلا شك إصرار المبدع العمري على إحداث تحول خلاق في الصورة الأدبية والثقافية للبلد، عبر هذا الإنجاز الإبداعي الذي يشكل إضافة أدبية متميزة تحسب للكتاب والروائيين اليمنيين في ظل ما تمر به اليمن من أحداث.وأكد حرص الدولة على دعم الشباب المبدعين، وبذل وتنسيق الجهود الكبيرة لتشجيع جميع الأدباء والمثقفين وتحقيق نهضة أدبية وعلمية تحقق لليمن التقدم والازدهار، متمنياً للكاتب التوفيق والنجاح في حياته الأدبية والعملية والثقافية.
فيما تطرق المؤرخ الأستاذ حيدر علي ناجي إلى ما تتميز به محافظة ريمة كغيرها من محافظات الجمهورية من شباب مبدعين في مختلف المجالات، مؤكدا أن موهبة وقدرات الأديب العمري تجلت في كتاب “فلسفة العشرين” ورواية “فرح ثالوث الموت”، وقبلها رواية “ اختطاف قلب”، وفق طرح رصين يؤكد  المستقبل الواعد للمبدع القادم من جبال ريمة وجمالها الطبيعي، الأديب يحيى العمري.واعتبر توقيع الكتاب والرواية في آن واحد إنجازاً كبيراً لشاب في العشرين من عمره، لافتا لروعة المواضيع والرؤى المعرفية والقيمية التي احتواها كتاب فلسفة العشرين، والتي تمنح الكاتب العمري بجدارة صفة الفيلسوف القادم بقوة في مجال الأدب والثقافة.
واعتبر الشاعر اليمني الكبير محمد إسماعيل الابارة الأديب يحيى محمد سعد العمري، أحد أبرز المبدعين الطموحين، ومشيرا إلى همته العالية والإنجاز الأدبي الكبير المتمثل في إصدار وتوقيع هذين الكتابين خلال مدة زمنية قصيرة بعد صدور أول رواية له عام 2018م.
وعلى هامش حفل التوقيع، قدمت قراءتان نقديتان، الأولى للناقد اليمني عبد الفتاح الخضر، تحت عنوان: “التقنيات .. الشخصيات ..الأحداث .. في رواية (فرح ثالوث الموت) للروائي يحيى العُمري. والثانية للناقدة اليمنية زينب الحداد تحت عنوان: قراءة في كتاب (فلسفة العشرين) ليحيى العُمري، تطرقا فيها إلى الأبعاد الفنية والتقنيات السردية التي استخدمها العمري في روايته (فرح -ثالوث الموت).. مشيرين إلى تنوع أساليب الكاتب العمري عبر تقنيات: التناوب، والحوار بشقيه الداخلي (المونولوج) والثنائي. والتتابع والتسلسل القصصي ما يضمن استمرار توهج السرد”،
ولفتا في قراءتهما الى تنوع الشخصيات بين النامية والثابتة، فالنامية تجلت في شخصية ماهر كشخصية مركبة، معقدة، متطورة، عاطفياً ومعرفياً واجتماعياً عبر مسارات وأحداث الرواية. أما الثابتة فتمثلت في شخصية فرح التي لم يحدث لها أي تطور ما أثناء سرد مجريات الأحداث التي تنامت بالتزامن مع وتيرة الصراع سواء صراع الشخصيات في الرواية ، أو صراع الإنسان مع نفسه بين ما يرغب وما لا يرغب وبين ما يريد وما ولا يريد مثل وصفه للاضطراب العاطفي عند ماهر نتيجة للخذلان، أو صراع الإنسان ضد الكوراث والأوبئة، وكلها صراعات عكست الحيل الفنية لدى الكاتب من أجل تنامي الأحداث وتماسك خيوط الحبكة.
وأشارا إلى دلالات وأبعاد اختيار الكاتب لعنوان كتاب “فلسفة العشرين” الذي يحمل في مضمونه تساؤلات وهواجس للبحث عن الحقيقة واستقصاء الواقع.. مؤكدين أن  “فلسفة العشرين” عبارة تحمل دلالة صاخبة منذ الوهلة الأولى، فكلمة (فلسفة) تعني ذلك العلم المعنيُّ في أبسط تعريفاته بـالبحث عن الحقيقة، وكلمة (عشرين)التي تدل على المرحلة العمرية.
وأوضحا أن الكاتب يريد أن يضع أمامنا هذه المرحلة وما يعتريها من تساؤلات وتنقيبات وهواجس، وعلى القدر الذي يحمله الاسم من عمقٍ في المعنى والمقصد، بالقدر الذي يمكن أن نرى فيه شيئا من المراوغة والاستقلالية أيضا. فالمراوغة كونها قد تحيل من العنوان بشقه الأول على علم الفلسفة الكبير الواسع، لكنها فلسفته الخاصة، والاستقلالية في الأفكار التي تبنَّاها الكاتب في مرحلته هذه، إنها بحثه واستقصاؤه خلف الحقائق.
وأضافا أن الأديب العمري في كتابه (فلسفة العشرين) يقدم لنا محتوى أكثر صرامة، محتوى ابتعد كثيرا في أسلوبه عن اللون الأدبي، وانتهج في كتابته نهج صارم رتيب. وأرجح السبب في هذا، طبيعة تخصصه ومجال دراسته في (الحاسوب ونظم المعلومات) إذ كان لهما الأثر الواضح في كتاباته.
تخلل الحفل -الذي حضره الدكتور عبدالله سعد العُمري وحشد كبير من الأدباء والمثقفين- عدد من الفقرات ابرزها كلمة للروائي والأديب يحيى العمري (المُحتفى به) استعرض خلالها بعضا من ملامح تجربته الأدبية وبعضا من سمات كتابه (فلسفة العشرين) وروايته (فرح) وعلاقتهما بحياة المجتمع والمعاناة الإنسانية عموما، كما ألقيت قصيدتان أحداهما للشاعر الكبير محمد إسماعيل الأبارة، وأخرى للشاعر فيصل السلفي.

قد يعجبك ايضا