إيماءة خلف أقاصي الغياب

 

محمد سعيد جهلان


من غربة السجن ساقتني المشيئاتِ
خلف الأقاصي…بعيدا كالغياباتِ
حيث انتحابي تناهيدا يترجمها
بوحي .وتسكبها في السر آهاتي
وحيث يقبع روحي خلف احجية
من الضباب ومن تيه المسافاتِ
أصاحب اليتم وحدي مثل قافية
تستوطن اليأس.. من قهر المعاناةِ
وخلف قضبان روحي.. عشت في وجع
زادي دموعي.. وملح البعد أشتاتي
الوذ بالصبر والذكرى تؤرقني
وطيف عمري وبعض من جراحاتي
مضت من العمر أيام وأعوام
نسيت بعضي .. تلاشت كل اوقاتي
وقلت يارب.. هب لي ضوء أمنية
أرى بها النور .. في عتم المنياتِ
انسى بها كل أحزاني .. إذا هطلت
في جدب روحي.. لتخضر ابتساماتي.
فكانت الصدفة الأحلى…بأن عبرت
حلما أنيق المعاني والمسراتِ
حضورها في شراييني اذا همست
وطيف إيمان ممزوج بذراتي.
من بلسمت كل أوجاعي نسيت بها
ظلم الليالي…وأحزان المساءاتِ
لأنها نصفي المفقود مذ زمن.
لأنها خافقي.. وجهي.. ومرآتي
لأنها ضوء آمالي وأيماني
لأنها أم أحلامي اليتيمات
لأنها غايتي في الكون أنشدها
هدية صاغها رب السموات
من ترجمت كل آهاتي إلى فرح
من هندست في دروب الحب خطواتي
هي الأمان لروحي. لحن أغنية
وموطني وحدودي واتجاهاتي.
هي اختصار نساء الأرض.. اجمعها
وكوكب حوله كل المجرات..
جمالها فكرها أو طبعها.. مزجت
من كل حسن هنا أرقى المزياتِ
سأكمل العمر.. مرهونا لهيبتها
وأشعل الوجد في محراب مولاتي.

قد يعجبك ايضا