> لا يوجد اهتمام بالبحث العلمي.. والكفاءات تضطر إلى الهجرة
> مشروع الربط الشبكي للجامعة سيدعم البحث العلمي
قال الدكتور: علي العزكي مدير عام البحث العلمي في جامعة صنعاء في حوار أجرته معه صحيفة (الثورة) بأن جامعاتنا تحولت إلى معاقل علمية منعزلة عن المجتمع وتعمل في فراغ سياقها الذي تحيا فيه.. وأشار إلى أن الجهات المعنية لا تشارك إدارة البحث العلمي في جامعة صنعاء وضع الخطط التنموية وبأن مخصصات البحث العلمي ضئيلة جداٍ لكنه في المقابل أوضح بأنه يتم حالياٍ الربط الشبكي بين المكتبة المركزية والمكتبات الفرعية في الجامعة وبين المكتبة الوطنية للمعلومات عن طريق الشبكة الالكترونية التي دعمتها الحكومة الصينية .. المزيد من التفاصيل في السطور التالية :
• في البداية ما تقييمك لواقع البحث العلمي في اليمن¿
– للأسف الشديد ليس هناك اهتمام لائق بالبحث العلمي من قبل الجهات المعنية فنحن لا نستطيع أن نقارن أنفسنا مع بعض الدول العربية مثل الأردن ومصر وغيرها والتي تجعل البحث العلمي من أولويات اهتماماتها كون البحث العلمي هو العامل الأول في التخطيط التنموي لأي بلد ومن المعروف بأن البحث العلمي يحل مشاكل كثيرة تتعلق بالنهوض الشامل وفي جميع المجالات .. باختصار مشاريع معظم الدول تأتي من الجامعات لوجود الكوادر والمختصين في شتى مجالات البناء والتنمية ونحن في جامعة صنعاء نمتلك الكثير من المراكز الاستشارية البحثية التي تزيد على 20 مركزاٍ.. لكنها لم تستغل الاستغلال الكامل من الحكومة وبالتحديد وزارة التخطيط والتي تقوم باستشارة المكاتب الخارجية مع العلم بأن المكتب الاستشاري في كلية الهندسة يعد من المكاتب الاستشارية المتميزة الذي تعاقدت معه أمانة العاصمة على تنفيذ 50% من مشاريعها.. ومثله المكتب الاستشاري للشؤون القانونية الموجود في كلية الشريعة والقانون لذا نطالب بسد الفجوة بين الجامعات اليمنية والحكومية ولما فيه الصالح العام.. وخدمة المجتمع.
كوادر مؤهلة
• لكن .. ربما تكون هذه الفجوة لعدم وجود الكوادر المؤهلة لعمل الخطط والاستشارات الحكومية¿
– أجزم بأن الجامعات اليمنية لديها الكوادر المؤهلة والمميزة لإفادة الجانب الحكومي في أي مجال لكن وكما قلت لا تعطي الجامعات ومراكز البحوث في جامعاتنا أي اهتمام من قبل واضعي الخطط الذين يتجهون إلى الاستشارات الخارجية مع أن الأكاديميين في معظم الكليات لديهم إمكانيات كبيرة بل وهناك العديد منهم يحصل على ثقة دول عديدة ولا يلقي الاهتمام في وطنه.. والآن يتم الاعداد للمشاركة في المؤتمر الثالث للعلماء العرب الخاص بالبحث العلمي. وأتمنى أن يظهر هذا المؤتمر كفاءة وقدرة بعض الأكاديميين اليمنيين وهناك سنطرح همومنا ومن خلاله سنعقد بعض الاجتماعات والاتفاقيات والتي ستعزز وتدعم كوادرنا في مجال البحث العلمي.
دعم في اتجاهين
• وماذا عن دعم الأبحاث في الجامعة¿
– نحن كبحث علمي لدينا اتجاهان الأول: دعم الأبحاث الخاصة بأعضاء هيئة التدريس حيث قمنا بتكوين لجنة لتقييم الأبحاث وتمويلها ونحصل على هذا التمويل من مؤسسة السعيد للعلوم الثقافية حيث تقوم بدفع 70% من تكاليف البحث ونقوم بدفع النسبة المتبقية والاتجاه الثاني: هو دعم أبحاث طلاب الدراسات العليا أما ما يخص مشاريع التخرج لخريجي البكالوريوس فهذا يعود إلى شؤون الطلاب فهم من يدعم طباعة أبحاثهم.
• ما دوركم في عملية تطوير المناهج في جامعة صنعاء¿
– يوجد في الجامعة مركز التطوير الجامعي وضمان الجودة وهذا المركز متخصص في مجال الجودة وتطوير الأداء ويعقدون ورشاٍ مستمرة حول عملية إعادة تطوير المناهج الدراسية في مختلف الكليات وصولاٍ إلى مناهج حديثة تواكب الجديد وكل هذا عن طريق الأكاديميين في الجامعة وفروع ضمان الجودة في الكليات.
• من المعروف بأن البحث العلمي هو الأساس في وضع خطط التنمية .. لماذا لا يوجد مهام واضحة للبحث العلمي في جامعة صنعاء¿
– بالعكس يوجد مهام كثيرة خاصة بالبحث العلمي بموجب اللائحة الصادرة للبحث العلمي في عام 2007م ويجب علينا تفعيلها في كل جوانبها كما أن الحكومة للأسف الشديد لا نشرك الجامعة في وضع الخطط التنموية بالرغم من وجود متخصصين واستشاريين لدينا وقد قامت الجامعة بإنشاء مراكز استشارية فيجب علينا سد الفجوة والاستفادة من هذه المراكز من قبل الحكومة بدلاٍ عن مكاتب الاستشارات كما أن هناك توجيهات من رئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بتشكيل مجلس البحث العلمي بالشراكة مع الحكومة ممثلة بأمين العاصمة والقطاع الخاص ممثلاٍ بنادي رجال الأعمال في تأسيس واضح للشراكة في وضع الخطط الأساسية للبحث العلمي وقد قمنا بالتنسيق لإعادة العلاقة بين الجامعة في مجال البحث العلمي ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة لدعم الأبحاث العلمية ووضع ضوابط لذلك.
• مكتبة جامعة صنعاء المركزية وللأسف الشديد ليست كافية لتلبية احتياجات طلاب الجامعة المعرفية والفكرية .. ما الذي يمنع من مواكبة هذه المكتبة لمتطلبات التعليم الجامعي¿
– أعتقد أن المكتبة تلبي احتياجات الطلاب إلى حد ما من حيث أنها في كل عام تقوم بشراء كتب حسب التخصصات والاحتياجات من معارض الكتاب الدولية.
• مجدداٍ أسألك دكتور عن مخصصات البحث العلمي.. لماذا لا يتم رفع نسبتها¿
– مخصصات البحث العلمي ضئيلة جداٍ وقد وضعنا ميزانية لرفع مستوى البحث العلمي بجامعة صنعاء راجين من الله أن توافق عليه وزارة المالية والآن يتم التواصل مع بنك التسليف التعاوني الزراعي لتمويل البحث العلمي في جامعة صنعاء وتقريباٍ سنصل إلى ما نريد.
• ما المعايير اللازمة للنهوض بالبحث العلمي في جامعة صنعاء¿
– وضعنا خطة أساسية لتفعيل إدارة البحث العلمي ومنها تأسيس قاعدة بيانات الأبحاث العلمية الخاصة بمشاركة أعضاء هيئة التدريس في المؤتمرات والندوات سواء داخل اليمن أو خارجه كمشاركات خاصة بجامعة صنعاء وتأسيس قاعدة بيانات للأبحاث العلمية الخاصة بترقية أعضاء هيئة التدريس كإنجاز علمي للجامعة بالتنسيق مع الشؤون الأكاديمية وكذا مطالبة الكليات بتفعيل وحدة البحث العلمي وذلك حسب لائحة البحث العلمي الصادرة في 2007.
* لماذا لا توفرون شبكات النت للطلاب في كليات الجامعة وبما يسهل عليهم البحث والاستفادة¿
– يوجد نت في المكتبة المركزية وبعض مكاتب الكليات الفرعية مع العلم بأنه يجري التدريب حالياٍ لربط المكتبة المركزية والمكتبات الفرعية بشبكة واحدة لتبادل المعلومات بين الكليات وكذا الربط الشبكي بينها وبين المكتبة الوطنية للمعلومات وذلك عن طريق الشبكة الالكترونية الجامعية التي دعمتها الحكومة الصينية.
دور المراكز البحثية
• لماذا لم يطلب من أي مركز للدراسات والبحوث العلمية عمل دراسات حول مشكلات المجتمع والخطط التنموية¿
– لقد تم الطلب من المراكز البحثية بشكل عام عمل خطط ودراسات خاصة بكل مركز وقد وافتنا بعض المراكز بالخطط والدراسات التنموية لها ومنها مركز الدراسات السكانية ومركز المياه والبيئة ومركز البيئة المحمية للدراسات والبحوث والتدريب وهي دراسات تنموية مهمة جداٍ كما تطلب بعض الجهات استشارات دراسات محدودة من هذه المراكز.. لكن لا تزال الأمور دون المستوى المطلوب .
• (الافتقار للمعلومة) إشكالية تؤرق العديد من الباحثين في جامعة صنعاء .. ما دوركم في حل هذه الإشكالية¿
– لقد تم فتح وحدة الرسائل العلمية في المكتبة المركزية لرسائل الماجستير والدكتوراه ونسعى إلى إصدار كتيب كل سنة بأبحاث الترقية الخاصة بأعضاء هيئة التدريس وكذلك بالمشاركات العلمية الداخلية والخارجية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وإنشاء مجلة للبحث العلمي لتعيين الباحثين وتكون مرجعاٍ لهم.