الثورة / – سبأ: عبدالعزيز الحزي
لطالما رأينا وتنامى إلى مسامعنا ذكرى مولد الرسول الأعظم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم في العالم العربي والإسلامي، لكن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أصبح عند اليمنيين مناسبة عظيمة يبعثون بها رسالة إلى المسلمين كافة لما يوحد الصف في مواجهة الأخطار المحدقة بالعالم العربي الإسلامي ويعززون به صمودهم في وجه العدوان.
ودرج العالم العربي والإسلامي على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويأتي موعد المولد النبوي الشريف في اليمن يوم السبت القادم الموافق 12 ربيع الأول، وسيكون المولد النبوي يوم إجازة رسمية.
وعلى اختلاف العصور كانت هناك ملامح للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف وإن اختلفت في تفاصيلها لكنها تتفق في نفس الهدف وهو إحياء ذكرى أفضل يوم طلعت فيه الشمس.
ويحرص المسلمون في شتى بقاع الأرض على إحياء الذكرى العطرة تبجيلا للرسول صلى الله عليه وسلم وشكرًا لله تعالى على إرساله للبشر هدى ورحمة ليبصرهم ويوجههم لعبادة الله وحده، وينشر في الأرض أسمى مكارم الأخلاق.
ويعد الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف ذو مقاصد عظيمة عند اليمنيين يظهرون فيه حبهم اللامحدود للرحمة الإلهية المُهداة للعالمين الرسول الأعظم، قال الله تعالى: «وما أرسناك إلا رحمة للعالمين»، وهذه الرحمة تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم الصراط المستقيم.
ومع اقتراب موعد المولد النبوي يقدم اليمنيون الذين يرتبطون بعلاقة وثيقة بالرسول الأعظم، نموذجا فريدا ورائعا للاحتفال بمولده كما كان أسلافهم من أصحاب رسول الله «الأنصار» الأكثر نصرة واتباعاً للرسول صلى الله عليه وسلم.
ويُجمع اليمنيون بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، على أهمية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ليؤكدوا للعالم أجمع تمسكهم بالنهج القرآني المحمدي والتزامهم بالثوابت الإسلامية والصمود في مواجهة قوى الاستكبار والطغيان العالمي على الرغم من حجم المعاناة اليومية الكبيرة والحصار الجائر والعدوان.
ولهذه المناسبة الشريفة بلغت الترتيبات والاستعدادات مستوى رفيعا من أعمال التحسين والإضاءة والتزيين في الشوارع والحارات والمباني والمنازل والحدائق والساحات والأماكن العامة، ابتهاجاً بمولد الرسول الأعظم.
ودُشنت في مختلف المحافظات منذ منتصف شهر صفر المنصرم، برامج الاحتفال بالمولد النبوي بتنظيم فعاليات ولقاءات وأنشطة ومحاضرات وندوات ثقافية ودينية وتوعوية.
وصاحب الفعاليات التواشيح والأناشيد والقصائد والمسابقات الثقافية والبرامج المتنوعة المعبرة عن عظمة المناسبة وأهمية أحيائها ومكانتها في قلوب اليمنيين وفعاليات ثقافية وخطابية وندوات ومهرجانات وألعاب رياضية ومسرحيات وعروضاً كشفية ومعارض ومجلات حائطية ومسابقات وأنشطة مختلفة، إضافة لتزيين ساحات المدارس.
كما عمت مساجد الجمهورية بالمناسبة الشريفة الدروس والمواعظ والمحاضرات الدينية والتعريف بالسيرة النبوية ونهج الرسول الأكرم وأخلاقه ومبادئه وشمائله وشجاعته وجهاده، والتذكير بأهمية الاحتفال بهذه المناسبة والاقتداء به والتأسي بسنته والسير على منهجه القويم لمواجهة الأعداء.
وازدانت شوارع وأحياء العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات بالأنوار واللافتات والشعارات واللوحات المضيئة، ابتهاجاً بالمولد النبوي الشريف، فيما لايزال الحراك والتفاعل الرسمي والشعبي يتواصل، ضمن خطة فعاليات الاحتفال بالمناسبة.
كما تتواصل الجهود بوتيرة عالية في أعمال الإنارة والنظافة والتحسين وتزيين وتشجير الحدائق والجزر الوسطية والشوارع والمجسمات الجمالية وتنظيم حركة المرور في عواصم المحافظات حيث دشنت حملات نظافة واسعة في مختلف المديريات وأعمال صيانة وإعادة تأهيل وتحسين للأرصفة والجزر الوسطية في مختلف الشوارع الرئيسية والفرعية ضمن الاستعدادات لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف وأحياء الفعالية الكبرى للمناسبة.