بعد أن كان رجال الأمن قد حدَّوا ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية
الألعاب النارية.. زيادة هائلة في الاستخدام رغم ارتفاع أسعارها
مواطنون: المزعج أكثر إطلاقها في أوقات متأخرة من الليل
المفرقعات النارية الحالية مقاربة في أصواتها للأسلحة والقنابل الحقيقية وتفزع الأطفال وتزعج المرضى
مراقبون: ضبط مستوردي هذه الألعاب النارية أصبح مطلباً مجتمعياً
بعد أن تلاشت ظاهرة أطلاق الأعيرة النارية في المناسبات نتيجة لجهود رجال الأمن في ضبط المستهترين بسلامة المجتمع ترتفع أصوات الناس من جديد فيبدون سخطهم واستياءهم من تزايد ظاهرة استخدام الألعاب النارية شديدة الانفجار في الأجواء عبثا واستهتارا بأمن وسكينة وسلامة المجتمع وكأنها البديل لإطلاق الأعيرة النارية.. ورغم ما تسببه هذه الظاهرة من إزعاج كبير للسكينة العامة ورغم خطورتها على الأطفال خصوصا انهم أكثر من يستخدمونها في أكثر المناسبات إلا انها مازالت في دائرة الاتساع كل يوم.. في التحقيق التالي نبرز أخطار هذه الظاهرة:
الثورة /حاشد مزقر
عبدالله فرج يعمل محاميا، يرى أن” من يعبرون عن الفرحة في الأعراس بهذا الشكل غير حضاريين، ويقول: هؤلاء يحولون احتفاءهم بوصول حجاج بيت الله من احتفالية جميلة إلى كابوس مزعج للناس.. ويضيف: لاحظنا في الآونة الأخيرة اتساع هذه الظاهرة في الليل مع عودة بعض حجاج بيت الله وهذا الأمر أصبح لا يطاق وينتشر حتى في أحياء وحارات العاصمة صنعاء”، ويؤكد “امتعاض الكثيرين من هذه التصرفات خصوصا مع وجود مفرقعات نارية جديدة تنفجر بشدة، ويتابع: لابد من تحرك جاد من الجهات الأمنية لضبط المستهترين بسلامة الناس أيا كانوا.. ويتساءل لماذا لا يتم ضبط مستوردي هذه الألعاب النارية التي أصبحت مقاربة في أصواتها للأسلحة والقنابل.؟
إزعاج للأطفال والمرضى
إبراهيم الوجيه مهندس يعمل في منظمة لنزع الألغام اعتبر هذه الظاهرة سلوكا سلبيا تتعدى حرية وراحة المواطنين ويضيف: الغريب ان أكثر من يقوم باستخدام هذه المفرقعات والقنابل النارية هم من الأطفال ويحدث انها تسبب لهم خطورة كبيرة كما تسبب إزعاجا كبيرا للناس خصوصا الأطفال والمرضى وهنا يظهر السلوك الأخلاقي لهؤلاء فلماذا تسمح لهم أسرهم بإقلاق سكينة الناس مع العلم أنهم يدفعون قيمة هذه المفرقعات من جيوبهم ويفضلونها على أشياء كثيرة قد تفيد أطفالهم وأسرهم.
استهتار ولامبالاة
أما إبراهيم الجحفلي دكتور صيدلي فلا يبدي استغرابه من هذه الظاهرة كونها ليست وليدة اليوم ويعود بذاكرته إلى الوراء قائلاً: “في سنوات ماضية شددت الجهات المختصة على حظر هذه المسألة ولاحظنا اختفاءها والتزام الناس بعدم إطلاق قنابل الألعاب النارية في الأعراس والأعياد لكننا الآن لمسنا عودة الناس مجددا لإطلاق المفرقعات النارية في المناسبات المختلفة رغم استمرار ارتفاع أسعارها ”وينتقد بشدة من لايزال يعتبر استخدام المفرقعات النارية في المناسبات شيئاً لا بد منه لإظهار الفرحة رغم كل المآسي التي يتعرض لها بعض الأطفال حيث شاهدنا إصابات عديدة لأطفال كثر انفجرت بأيديهم ألعاب نارية تسببت ببتر أصابع البعض منهم علاوة على إصابات العيون التي لم تكن لتحدث لولا استهتار بعض المواطنين والسماح لأطفالهم بإطلاق هذه القنابل الخطيرة في الجو، ويختم: بإمكان الجميع مشاهدة العديد من المصابين بسبب هذه الظاهرة في المستشفيات كل يوم.
بديل للأعيرة النارية
في المقابل يسرد المقدم ركن سليم موسى، كاتب وباحث في الشؤون الأمنية، عوامل لاستمرار الظاهرة في بعض المناسبات فيقول : للأسف إلى وقت قريب كان الكثير من الناس يطلقون الرصاص ومن مختلف الأسلحة في الأعراس كنا نشاهد هذه الظاهرة وكأنها أصبحت مفروضة علينا وبسبب حزم الجهات الأمنية تلاشت هذه الظاهرة إلى حد الاختفاء لكننا بدأنا نلمس تزايد إطلاق الألعاب النارية والمفرقعات وكأنها البديل لإطلاق الأعيرة النارية.
و يرى سليم أن “هذه النظرة قاصرة لأن هذا العبث ليس تعبيرا عن الفرح والسرور بل تخويف للنساء والأطفال ولنا مآسٍ كثيرة حدثت بسبب هذه الظاهرة حيث شاهدنا بعض الإصابات الخطيرة التي أصابت العديد من الأطفال بسبب انفجار هذه المفرقعات في أيديهم والبعض فقد أصابعه وآخرون أصيبت عيونهم، ويضيف: لمسنا مؤخرا أن الألعاب النارية تحدث انفجارات شديدة جدا تفزع الناس وكأنها قنابل او رشاشات ثقيلة وما يزيد الطين بلة ان هناك من يقوم باستخدامها في إنصاف الليالي وفي ذلك استهتار بسكينة المواطنين وأوقات راحتهم ولابد من وضع حد لهذه المسألة.
مضيعة للمال
من جانبه وصف هشام راجح، مدرس قرأن كريم وتربية إسلامية، الظاهرة بالسلوك اللاخلاقي ويقول: يتم إطلاق المفرقعات النارية ليلاً بكثافة ولمدة طويلة فتحدث انفجارات كبيرة وهذا يزعج الناس الآمنين والمرضى والأطفال ويفزعهم خاصة وظروف الناس مع العدوان ونفسياتهم مؤهلة للفزع والخوف من أي انفجارات.. ويلفت إلى ما يتسبب به الفزع الناجم عن إزعاج رصاص ومفرقعات الأعراس من أمراض كالسكر والإصابة بالفشل الكلوي وغيرها من الأمراض.
موضحا المخاطر المباشرة التي يتسبب بها إطلاق المفرقعات النارية في المناسبات من بينها الإصابات الخطيرة نتيجة سوء جودتها وصناعتها أو استخدامها بشكل خاطئ .. ويختتم حديثه بنصح محبي هذه العادات بقوله: إن كانت لديهم الرغبة في إهدار المال في الجو دونما فائدة فليتبرعوا بها لتذهب لإطعام عائلة فقيرة أو أسرة منكوبة من النازحين.
تحذيرات حماية المستهلك
بدورها حذرت الجمعية اليمنية لحماية المستهلك عبر فلاشات توعوية من خطر استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من قبل الأطفال بصفة عامة واعتبرت الألعاب النارية قنابل موقوتة تصيب مستخدميها في أي لحظة حيث تتراوح هذه الإصابات ما بين طفيفة كالكدمات إلى شديدة الخطورة كفقدان نعمة البصر أو السمع أو الإصابة بحروق في الوجه واليدين بسبب انفجار المفرقعات بأيديهم كذلك أن للألعاب النارية أضرارا بالعين فقد تؤدي إلى حروق في الجفون وملتحمة العين وتمزقات في جدار العين أو دخول أجسام غريبة أو كدمات ينتج عنها تجمع دموي في الغرفة الأمامية للعين (أي بين القرنية والقزحية) أو إصابات قاع العين أو انفصال شبكي قد ينتج عنه فقدان كلي للبصر أو فقدان العين كليا كما قد تحدث مضاعفات لاحقة كعتامة القرنية والماء الأبيض والماء الأزرق (الجلوكوما) وتليفات وانكماش في جفون العين.