الوحــــدة
يكتبها اليوم / حمدي دوبلة
على حين غفلة من الشقيقة الكبرى ومن الأعداء التاريخيين لليمن، وفي ظل تطورات ومتغيرات دولية وإقليمية حينها، اقتنص اليمنيون الفرصة وسارعوا إلى تحقيق الحلم اليمني الأبرز الذي ظل يراود قلوب اليمنيين لعقود، فكان الإنجاز وكانت الوحدة.
– عمّت الأفراح الهستيرية كل ربوع الوطن بإنجاز الاستحقاق الوطني الأعظم في التاريخ الحديث، وأعتقد اليمنيون أنهم قد بلغوا منتهى الأماني بالقضاء على التفرقة والصراعات والانقسامات التي تعصف بأبناء البلد الواحد، وأن الزمن قد ابتسم لهم أخيرا، وفتح ذراعيه لينطلقوا بقلب رجل واحد لبناء وطنهم وإرساء دعائم نهضتهم الحضارية.
-الإنجاز الوحدوي في الثاني والعشرين من مايو 1990م، لم يكن وليد اللحظة فقد كانت هناك خطوات ومحطات ولقاءات واتفاقات ثنائية بين أنظمة الشطرين بدأت منذ وقت مبكر عقب رحيل المستعمر البريطاني من الجنوب وقيام ثورة سبتمبر في الشمال وكانت مسنودة برغبة جماهيرية عارمة، لكن التطورات الدراماتيكية المتسارعة التي سبقت إعلان الوحدة الاندماجية الكاملة ، مثلّت صدمة كبرى للنظام السعودي أفقدته القدرة على التدخل والمناورة وعجز عن الحيلولة دون إعادة تحقيق وحدة اليمن، فانهزم مضطرا أمام جموح وزخم مشاعر الجماهير المتعطشة لمعانقة حلمها الجميل بلمّ شمل البيت اليمني.
– اليمنيون في الشمال والجنوب، كانوا يعلمون علم اليقين مدى انزعاج المحيط الخليجي من وحدتهم، وعملوا بكل الوسائل على طمأنتهم وإثبات أن الوحدة اليمنية لا تستهدف أحدا أو تشكّل مصدر خطر على أحد، بل على العكس من ذلك فهي عامل استقرار للمنطقة والعالم، وأن وجود يمن موحد وقوي ومستقر هو بمثابة قوة حقيقية لدول الجوار.
-كل هذه الحقائق والمعطيات التي أوجدتها وحدة اليمن منذ لحظاتها الأولى على أرض الواقع، لم تستطع أبعاد الهواجس والمخاوف والأوهام المعششة في عقول حكّام الرياض فظلّوا يحومون حول الحمى ويتربصون الدوائر ويخططون ويسخّرون كل إمكانياتهم في سبيل إفشال الوحدة وزعزعة استقرار اليمن ومضاعفة معاناة اليمنيين وإضعاف مكانة الوحدة في نفوسهم.
-لم يتركوا شاردة أو واردة أو أزمة أو حادثة في العالم إلّا وجّهوها لضرب الوحدة وشرعوا في طرد قرابة مليون ونصف المليون من المغتربين اليمنيين من المملكة بعد عامين فقط من الوحدة وأدخلوا دولة الوحدة في دوامة كبيرة وارتباك حقيقي قبل أن يشعلوا فتنة التمرد في العام 93م ومن ثم لعبوا الدور الرئيسي في اندلاع حرب صيف 94 ليحدثوا شرخا عميقا في جسد الوطن اليمني من الصعب التئام جراحه ومعالجة تداعياته على المدى المنظور.
-لم تتوقف الشقيقة الكبرى يوما عن مناصبة اليمنيين العداء، وعملت بلا كلل أو ملل لطحن الشعب اليمني وتمزيق بلده وأحكام السيطرة على قراره ومقدراته وثرواته حتى وصلت بها الجرأة والأحقاد المتراكمة إلى شن عدوان عسكري غير مسبوق دخل عامه الثامن منذ أسابيع خلت.
– الوحدة اليمنية اليوم وبعد 32عاما من تحقيقها رغما عن أنف النظام السعودي، باتت تعيش أسوأ مراحلها، وكيف لا وقد صار أمرها ومصيرها بيد عدوّها الأول، وقد رأينا بالأمس فقط كيف كان إحياء الذكرى السنوية للوحدة في عدن وكل مناطق الجنوب المحتل، حيث أخرست ألسنة أدواتها المتشدقين بالحفاظ على الوحدة والهوية اليمنية، فصمتوا في مرابضهم خانعين خائفين وقد عجزوا حتى عن رفع علم الجمهورية اليمنية ، فيما فتحت الباب على مصراعيه لمليشيات الانفصال، تنهش في جسد الوحدة المسجّى، كما يحلو لها وهي تحتفل وتنادي جهارا أمام العالم بما يسمونه فك الارتباط ووأد حلم الوحدة الجميل في ذكرى مولده.
إلى هيئة الزكاة!
الشباب المستفيدون من مشروع التمكين الاقتصادي للشباب الذي نفذته الهيئة العامة للزكاة، ينتظرون منذ أشهر استكمال المشروع وتمكينهم من العمل كما نصّ على ذلك المشروع الطموح، حيث ظلّ حديث وسائل الإعلام لفترة طويلة، ومنهم من نسي ما تلقّاه من معارف ومهارات، وما يزالون يحلمون ويتهامسون ويتساءلون: أحقّا بأن كل ما قيل عن هذا المشروع ليس سوى ظاهرة صوتية؟!
هل يوجد من يوضح الأمر لهم؟؟