قوات العدو تستهدف المزارعين والصيادين الفلسطينيين في غزة وعشرات يقتحموا الأقصى
هنية: لن نسمح باستباحة الأقصى أو العربدة بشوارع القدس
الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية: خيار المقاومة باقٍ وسيف القدس لن يُغمد
النخالة: وحدة الساحات القتالية ضرورة ولن نسمح للعدو بالاستفراد بأي منطقة
الثورة / هاشم الاهنومي/(وكالات)
يستمر العدو الإسرائيلي في ممارسات الانتهاكات والتعسفات بحق الأهالي والمقدسات بفلسطين، حيث اقتحم عشرات المستوطنين، امس الأحد، المسجد الأقصى بحماية شرطة العدو الصهيوني وبمشاركه جماعة ما يسمى “نساء من أجل الهيكل” ، تأتي تلك الممارسات مع اقتراب ذكرى احتلال شرقي القدس، الذي يحل في الـ29 من مايو الجاري، ضمن سعي جماعات المستوطنين لفرض الطقوس التوراتية العلنية في الأقصى.
ويتعرض المسجد الأقصى بشكلٍ يومي لاقتحامات المستوطنين ما عدا الجمعة والسبت الماضيين، عبر مجموعات وعلى فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني في “الأقصى”.
رداً على تلك الممارسات الإجرامية حذّر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قادة الكيان الصهيوني من الإقدام على اقتحام المسجد الأقصى ومسيرة الأعلام المزمع تنظيمها نهاية الشهر الحالي، داعيًا المرابطين في الأقصى إلى الجهوزية الكاملة والاستعداد لحماية المسجد.
وشدد رئيس الحركة في كلمة له خلال المؤتمر الوطني الكبير الذي تنظمه حركة حماس في غزة في الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس تحت عنوان “سيف القدس وحدة الوطن والشعب” على أن الشعب الفلسطيني ومن خلفه المقاومة في القدس والضفة على وجه الخصوص لن يقبلوا بتمرير هذه الخزعبلات، مؤكدًا أن المسجد الأقصى مسجدٌ إسلاميٌ خالص.
وقال: “قرارنا واضح، أننا سنواجه بكل الإمكانات ولن نسمح مطلقًا باستباحة المسجد الأقصى أو بالعربدة في شوارع القدس ضد شعبنا وأهلنا في القدس أو الضفة أو أراضي ال48″، مجددًا تأكيده أن مرحلة ما بعد سيف القدس تختلف كليًا عن ما قبل المعركة”.
وأضاف: “أفعالنا تسبق كلماتنا على الأرض في غزة وفي جنين وفي القدس وفي كل أرجاء الضفة، وأهلنا داخل ال48 وشعبنا في المنافي والشتات وأمتنا لن تسمح بهذه التجاوزات”، معتبرا أن الصراع مع الاحتلال دخل مرحلة جديدة بكل أبعادها ومآلاتها.
وأشار رئيس حركة حماس إلى أن معركة سيف القدس أحدثت تحولات استراتيجية وشكّلت نقطة تحول مهم في مجرى الصراع مع المحتل وفتحت الباب واسعًا أمام مرحلة جديدة مختلفة بكل ما تحمله من أبعاد، لافتًا إلى كونها معركة شاملة ومركبة لم تقتصر بتأثيراتها على حدود الجغرافيا الفلسطينية، بل تعدت إلى المنطقة والمجتمع الدولي بكامله.
وشدد رئيس الحركة أن ميزان القوة الاستراتيجية اليوم هو لصالح الفلسطينيين، من حيث المناخ والروح التي تسري في جسد أبناء الشعب الفلسطيني، مبينًا أنه “لم يعد هناك حاجز يحول دون أن يقوم أي شخص بتسديد ضربة مباشرة للعدو، كما حصل في الآونة الأخيرة، حيث تخطى الأبطال المجاهدون الحواجز وكل التحديات الأمنية ونفذوا هذه العمليات في قلب الكيان”.
العمليات المشتركة
أكدت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أمس الأحد، أن خيار الجهاد والمقاومة باقٍ ما بقي الاحتلال، وسيف القدس البتار لن يُغمد، ولن نسمح بالمطلق بكسر قواعد الاشتباك والعودة إلى مربع الاستفزازات الذي قلنا كلمتنا فيه بكل قوة.
وقالت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس البطولية، في بيان عسكري خلال مؤتمر وطني نظمته حركة حماس :” إننا في ظلال سيف القدس التي تتقاطع مع الذكرى ال74 لنكبة شعبنا نؤكد بأن خيار الجهاد والمقاومة باقٍ ما بقي الاحتلال، وسيف القدس البتار لن يغمد وسيكون حاضراً عند حسن ظن شعبنا إن شاء الله ولن ينجح العدو مهما فعل بفصل الجغرافيا الفلسطينية، والاستفراد بأهلنا ومقدساتنا، وعليه نؤكد على وحدة الساحات وعلى قدسية الدم الفلسطيني أينما وجد في غزة والضفة والقدس والشتات وصولا إلى انهاء النكبة الفلسطينية بعون الله.”
وشددت، على أن ممارسات العدو في كافة المدن المحتلة والقدس على وجه الخصوص وما يجري فيها من انتهاكات مستمرة فضلاً عن الدعوات الساقطة لاقتحام المسجد الأقصى عبر مسيرة الأعلام المزمع إجراؤها بعد أسبوع من الآن كلها أسباب تدفعنا للوقوف عندها بكل حزم وإصرار، لمساسها الواضح بمنجزات سيف القدس، وعليه نؤكد أن شعبنا لن يسمح بالمطلق بكسر قواعد الاشتباك والعودة إلى مربع الاستفزازات الذي قلنا كلمتنا فيه بكل قوة.
وأكدت، على أن المقاومة وهي تواصل إعدادها وتجهيزها على كافة المستويات في سبيل معركة التحرير التي نعيش فصولها ونعد العدة لها، تدعو إلى تضافر كافة جهود الشعوب وقوى المقاومة الحية في المنطقة، والاستعداد لمعركتنا المقدسة التي نسيء بها وجه الكيان الغاصب ونعيد فيها لفلسطيننا ولقدسنا ولأسرانا ولشعبنا الحرية والكرامة.
وذكرت أن المقاومة الفلسطينية بمعركة سيف القدس وضعت علامة فارقة في عمر كيان العدو، الذي بدأ اليوم يتحسس سنوات عمره ويعد السنوات وما تبقى منها، وأضحى يعيش هاجس الوجود والزوال في كل يوم، أمام ما تركه مجاهدونا من بصمات دامغة في الميدان، إذ يقف اليوم عدونا وهو يحسب ألف حساب لأي مواجهة مع قطاع غزة المحاصر إلا من الإرادة والتصميم على استعادة كل شبر في فلسطين وتحرير الإنسان والأرض والمقدسات.
زياد النخالة
أكد القائد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة، أمس الأحد، أن وحدة الساحات القتالية أصبحت ضرورة، ويجب ألا نسمح للعدو بالاستفراد بمنطقة دون غيرها، مشدداً على أن المقاومة فقط وحدها هي التي تجبر العدو على التراجع.
وشدد النخالة، خلال مؤتمر وطني نظمته حركة حماس في الذكرى الأولى لمعركة سيف القدس، على أن وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده واجبة لحماية المقاومة واستمرارها، وأن القتال ومقاومة العدو في كل مكان من فلسطين يجب أن يحظى باهتمامنا جميعًا، ويجب تعزيز الروح القتالية ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.
وقال: “إن العدو يحاول استغلال الظروف الاقتصادية التي يعيشها شعبنا، وعلينا واجب إيجاد حلول عملية لا تمكن العدو من استغلالها للضغط علينا.”
وأكد، على أن “القدس عاصمتنا الأبدية، وأن المسجد الأقصى قبلة جهادنا، وما يجري من محاولات لتهويده لن نقبل به، حتى لو ذهبنا إلى القتال كل يوم”.
وشدد على أن “وحدة قوى المقاومة في المنطقة ضرورة، لا يمكن التفريط فيها بأي حال من الأحوال، ويجب الدفع باتجاه تعزيز محور القدس، بكل ما نملك من قوة، حتى النصر إن شاء الله.”
وقال النخالة :”عام مضى وما زالت القدس تتعرض للتهديد والتهويد، وما زالت معركتنا قائمة لأجلها على مدار الوقت، فلا العدو توقف عن تهديداته، ولا المقاومة توقفت عن الالتزام بأمانة الدفاع عن القدس، وعن المسجد الأقصى… ففي القدس يتواجه اليوم مطلقان متصارعان؛ المطلق الإسلامي، والمطلق اليهودي. والهجمة اليهودية ما زالت في ذروتها، وهي تستهدف القدس ومسجدها الأقصى المبارك. ولم يعد الدعاء يكفي للذين يجأرون بالدعاء إلى الله أن يحفظ عليهم دينهم ومقدساتهم… ومن هنا تزداد مسؤولية المقاومة بالدفاع عن المسجد الأقصى يومًا بعد يوم.”
ودعا أمين عام الجهاد الإسلامي إلى ضرورة أن “نكون في كامل جهوزيتنا واستعدادنا للقيام بواجباتنا، ولنعلن للعالم أجمع أن القدس دونها أرواحنا، وأن إعلاننا عن مواقفنا والالتزام بها، هو الضمانة الوحيدة لعدم الانزلاق خلف من يحاول ترويضنا لصالح العدو، وللقبول بالأمر الواقع”.
وشدد على أن رايات المقاومة تعلو اليوم في كل مكان من فلسطين، وتتكامل الساحات، وتتكامل الأدوار، وإن أمامنا فرصة تاريخية لتصعيد المقاومة، بكل ما أوتينا من قوة.
وقال: “لقد طوّر شعبنا ومقاومته وسائل قتالية فاعلة، لم تكن متوفرة لديه من قبل، رغم الحصار الجائر من أجل إحباط شعبنا، وثنيه عن مقاومة الاحتلال الصهيوني لبلادنا.
انتهاكات صهيونية
استهدفت قوات العدو الصهيوني امس الأحد، بقنابل الغاز المزارعين شرق غزة، فيما أطلقت بحرية العدو نيران رشاشاتها صوب الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة.
وأفادت مصادر إعلامية فلسطينية، أن قوات العدو المتمركزة في أبراج المراقبة والآليات العسكرية خلف الشريط الحدودي شرق مدينة غزة أطلقت قنابل الغاز السام صوب أراضي المواطنين الزراعية شرق غزة تجاه المزارعين الذين أُجبروا على ترك أراضيهم والعودة إلى بيوتهم.
يُذكر أن قوات الاحتلال تتعمد يومياً استهداف المزارعين في الأراضي الزراعية شمال وشرق القطاع بإطلاق الرصاص صوبهم والتوغل في أراضيهم وتجريفها وتخريب مزروعاتهم ومنعهم من فلاحتها.
إلى ذلك أطلقت بحرية العدو الصهيوني، نيران رشاشاتها تجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في بحر شمال محافظة غزة.
وقالت المصادر: إن زوارق العدو الحربية المتمركزة في عرض بحر القطاع فتحت نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه مراكب الصيادين في بحر الواحة والسودانية شمال غرب غزة.
وأضافت: أن تلك الزوارق فتحت خراطيم المياه العادمة تجاه مراكب الصيادين، ولاحقتهم على بعد أربعة أميال بحرية، وأجبرتهم على مغادرة البحر.
من جهة أخرى شنت قوات العدو الصهيوني، أمس الأحد، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وأفادت مصادر فلسطينية أن قوات العدو اعتقلت، خمسة مواطنين من محافظة رام الله والبيرة.
كما اعتقلت قوات العدو، مواطنا من مخيم عين بيت الماء غرب نابلس.
واعتقلت قوات العدو، شابين من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، بعد مداهمة منزلي ذويهما، وتفتيشهما.
من جانب آخر عقدت محكمة إسرائيلية، أمس الأحد جلسة للنطق بالحكم على الأسرى الفلسطينيين الستة الذين شاركوا في عملية “نفق الحرية”.
حيث تمكن الفلسطينيون، جراء هذه العملية في أيلول/ سبتمبر الماضي، من الفرار من زنزانتهم إلى خارج سجن “الجلبوع” عبر نفق حفروه على مدى أشهر، وأُعيد اعتقالهم لاحقا.
والأسرى الستة هم: محمود العارضة (46 عاما) ويعقوب قادري (49 عاما) ومحمد العارضة (40 عاما) من سكان عرابة قضاء جنين؛ وأيهم كممجي (35 عاما) من سكان كفردان؛ ومناضل انفيعات (26 عاما) من سكان يعبد، وزكريا الزبيدي (45 عاما) من سكان جنين.
وأصدرت محكمة للاحتلال الصهيوني اليوم حكما بالسجن 5 سنوات و8 أشهر وغرامة مالية على 5 من أسرى نفق الحرية.