عندما دفعت مملكة الشر والمنشار بجنودها ومرتزقتها للتصعيد في حرض من خلال عملية عسكرية واسعة تحت غطاء جوي مكثف في محاولة منها لتحقيق أي تقدم ميداني تجعل منه مادة إعلامية تشتغل عليها وسائل إعلامها بعد أن باتت حيلها وفبركاتها مفضوحة ومكشوفة طيلة السنوات السبع الماضية، وخصوصا في ظل الفضاء المفتوح الذي يتيح لكل ذي عقل الوقوف على الحقائق المجردة من الزيف والخداع والمغالطة ، هذا التصعيد قوبل بديهيا بمقاومة يمنية باسلة من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين وجهوا ضربات موجعة للأعداء ونجحوا في التصدي لزحوفاتهم المكثفة المسنودة بالتمشيط المكثف للطيران الحربي الذي اعتمد عليه المسخ مطهر الإرياني لتسجيل بعض المقاطع من أطراف حرض مع عدد من المرتزقة للتغني والتباهي بها والحديث عن السيطرة الكاملة على مدينة حرض في مغالطة فضحتها تسجيلات المسخ الإرياني التي نقلت تسجيلا صوتيا لمكالمة على جهاز لاسلكي لأحد المرتزقة يطالب من خلالها المتحدث فك الحصار المفروض عليهم ، وهو مشهد لخص الواقع الميداني لسير المواجهات في جبهة حرض.
الرد اليمني على التصعيد السعودي في حرض واستمرار الغارات الجوية على الكثير من المحافظات والمدن اليمنية شمل أيضا تنفيذ سلاح الجو المسير اليمني عملية خاطفة استهدفت هدفا عسكريا في مطار أبها الدولي الذي تنطلق منه الطائرات المعادية لشن غاراتها الإجرامية على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات والمدن اليمنية في سياق العدوان الغاشم الذي تقوده السعودية على بلادنا وأبناء شعبنا ، العملية الخاطفة التي حققت هدفها بكل دقة بحسب تصريحات المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع ، والتي دفعت النظام السعودي للتباكي وذرف دموع التماسيح والذهاب لاستدعاء تعاطف المجتمع الدولي تحت ذريعة استهداف مدنيين بمطار أبها والحديث عن إصابة 18شخصا جراء العملية ، وهو ما حظي بإدانة من الخارجية الأمريكية والكيان الصهيوني والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وبقية الكيانات والأنظمة والهيئات العربية والدولية التي تعمل لحساب الكيان السعودي الذي يمولها مقابل شراء مواقفها وقراراتها التي دائما ما تصب في خدمة الكيان السعودي.
التباكي على المدنيين من قبل الجانب السعودي والأمريكي والإماراتي يمكن تسميته بالدياثة السياسية، فهؤلاء قبل غيرهم هم الأكثر توحشا وإجراما في حق المدنيين اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا، وما جرائم قصف السجناء في السجن المركزي بمحافظة صعدة واستهداف المدنيين داخل منازلهم في الحي الليبي بأمانة العاصمة ، وجريمة استهداف العاملين في مبنى الاتصالات بالحديدة إلا خير شاهد قريب على ذلك ، ولا وجه للمقارنة مطلقا بين ما تخلفه عمليات القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف المواقع العسكرية والمنشآت الاستراتيجية في العمقين السعودي والإماراتي، وما تخلفه عمليات العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي التي تستهدف الأحياء السكنية والأعيان المدنية والسجون والأسواق وصالات العزاء والأفراح والمدارس والمصانع والمساجد والتي لم تسلم منها حتى المقابر .
لم نشاهد أي إصابات في صفوف المدنيين في المواقع المستهدفة في السعودية والإمارات رغم تعمدهما استخدام المطارات المدنية كمنطلق لعملياتها العسكرية على بلادنا ، ولو كانت السعودية صادقة في ادعاءاتها لكان الأولى بها عرض المواقع المستهدفة عقب استهدافها مباشرة من قبل القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني لاطلاع العالم على ما خلفته العمليات ، بعيدا عن الدبلجة والمونتاج والمشاهد الملفقة والاتهامات الباطلة، جرائم التحالف السلولي السعودي ضد المدنيين اليمنيين موثقة بالصوت والصورة لا لبس ولا شك فيها ، الكل يعرف من يستهدف المدنيين بشكل مباشر ومن ينتهك القوانين الدولية ويقوم باستخدام للسفن التجارية في أعمال عسكرية عدائية مهددة الملاحة البحرية الدولية في البحر الأحمر .
بالمختصر المفيد السجل الإجرامي للسعودية والإمارات وأمريكا ومن معهم في حق المدنيين اليمنيين يضعهم في صدارة الدول الأكثر إجراما وتوحشا في حق المدنيين والأكثر انتهاكا للحقوق والحريات، وتهديداتهم بالمضي في تصعيدهم وشن المزيد من الغارات الجوية التي تطال المدنيين لن يوقف تساقط الصواريخ البالستية اليمنية عليهم وضرب المسيرات اليمنية لعمقهم الاستراتيجي، وعليهم أن يدركوا جيدا بأن تصعيدهم سيقابل بتصعيد مضاد، وعليهم أن يتحملوا تبعات ذلك، وقد أعذر من أنذر .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.