روسيا_ أوكرانيا.. الغرب وأمريكا وسياسة حافة الهاوية..؟!

طه العامري

كراقصات (التعري) أو راقصة (الاستربتيز) بدت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون أمام روسيا والأزمة الأوكرانية، وقد انعكست مواقفهم على نظام كييف ورئيسه الذي يبدو وكانه مهرج في سيرك أو ممثل بلياتشو محترف فعلا وهو ابعد ما يكون رئيسا لدولة أو يحمل شخصية رئيس لدولة كأوكرانيا..؟!!
بيد أن روسيا الاتحادية استطاعت وخلال بضعة أيام فقط أن تكشف حقيقة أمريكا والغرب الأوروبي وتسقط عن وجوههم القبيحة كل أقنعة الزيف التي درجوا على التشدق بها لعقود عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الراي إلى آخر الشعارات التي أتحفتنا بها أمريكا والمنظومة الغربية التي لم يصدقها عاقل يوما ما لأن فلسطين تكفي لكل ذي بصر وبصيرة وصاحب عقل كي يعرف حقيقة أمريكا والغرب، غير أن البعض لم يستوعب هذه الحقيقة ولم يأخذ فلسطين كنموذج صارخ كاف لدحض كل مزاعم أمريكا والغرب والتي تؤكد انحطاط أمريكا والغرب، قبل ما تسقط روسيا الأقنعة لتؤكد لكل الدنيا صحة رؤيتنا وقناعتنا بمواقف وسياسة المنظومة الإمبريالية في أمريكا والغرب دون استثناء..
المتابع لرد الفعل الأمريكي والغربي على عملية روسيا في إقليم الدونباس وسيل العقوبات الخرافية وغير المسبوقة التي اتخذت ضد روسيا الاتحادية والتي وصلت حد طرد طلاب روس يدرسون في الجامعات الأمريكية والأوروبية من جامعاتهم وحرمانهم من التحصيل العلمي، وطرد أبناء الجاليات الروسية من مدارسهم في بعض دول أوروبا وكذا إغلاق قنوات الإعلام الروسية مثل روسيا اليوم وسبيتونيك وحضر الأجواء الأمريكية والأوروبية أمام الطيران الروسي وحرمان الفرق الرياضية الروسية بكل مجالاتها من المشاركات الرياضية وحرمانهم من تمثيل دولتهم، بل وبلغت الوقاحة والانحطاط بحكومة إيطاليا التي ردت الجميل فعلا لروسيا التي وقفت معها في أزمة كورونا وأرسلت جيشها يكافح الوباء إنقاذ الشعب الإيطالي، هذه الإيطالية أوقفت تدريس منهج الروائي والأديب ديستوفيسكي في جامعاتها..؟!!
كل هذه الإجراءات غير المسبوقة تدل عن حالة جنونية وهيستيرية وعنصرية مقيتة تميزت بها أنظمة أوروبا التابعة للإمبريالية الانجلوساكسونية المتمثلة بدولتي بريطانيا وأمريكا وهما النظامان الاستعماريان اللذان فرضان سياستهما على العالم المرتهن لهما المنفذ لسياستهما الاستعمارية، حتى بدا لي أن الرئيس فلاديمير بوتين مطالب ليس بتخليص روسيا الاتحادية والشعب الأوكراني من نظام النازيين الجدد في كييف بل هو مطالب من اجل الإنسانية أن يخلص الشعوب الغربية والشعب الأمريكي من الكارتل النازي الذي يحكمهم ويتحكم بمصيرهم..!!
لقد كشفت عملية حماية الدونباس مدى انحطاط وكذب ووقاحة وبشاعة قادة أمريكا وأوروبا ومهرجهم الذي نصبوه رئيسا على الشعب الأوكراني الذي لا اعتقد انه يفرق بين دوره كرئيس لجمهورية أوكرانيا ودوره كممثل في فيلم من أفلام هيوليود..؟!
وبين خطاب الكرملين ومواقفهم وطلباتهم وتصريحاتهم المعلنة لجميع سكان العالم الذين يتابعون الأحداث قبل وأثناء العملية العسكرية ومواقف الأطراف الأخرى المعنية في أمريكا والغرب والنظام الأوكراني يجد أن الأطراف تتعامل مع الأمر وكأنهم في لعبة أتاري أو في مسرحية تراجيدية وليس في حالة مواجهة عسكرية قد تقود إلى دمار العالم حسب آخر تصريح لوزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف الذي قال إن نشبت المواجهة ستكون مواجهة نووية مدمرة..؟!
ومع ذلك يوكد الغرب وأمريكا والناتو أن لا حرب لهم مع روسيا ولن يواجهوا روسيا عسكريا ومع ذلك يسارعون بتزويد نظام وعصابات النازيبن بالأسلحة الفتاكة ومحاولة إطالة أمد الحرب بطريقة تبدو فيها أمريكا وكأنها تريد ليس التضحية بدميتها في كييف بل وبأنظمة وشعوب أوروبا وكل هذا بدافع الحقد والغيرة من النجاح الروسي المضطرد وتقدم روسيا الاتحادية بزعامة قائدها الأسطورة الرئيس فلاديمير بوتين الذي أعاد لروسيا شعبا وقيادة وقدرة وقدرات اعتبارهما ومكانتهما على الخارطة الكونية كقطب ردع نووي له الحق في النفوذ الجيوسياسي والجيوبولوتيكي كند لأمريكا وليس تابعا لها أو رهينة بيد أزلامها وحلفائها الذين يفتقدون سيادتهم وقرارهم وخاضعين بالمطلق لسيادة وإرادة أمريكا..!!
الفضيحة التي وقع فيها الغرب وأمريكا لم تقف في نطاق سلوكهم الانحطاطي والهمجي بل بلغ الامم المتحدة ومجلس امنها ومجلس حقوق الإنسان التابع لها والذين ظهروا جميعا وكأنهم أدوات بيد أمريكا زعيمة الإمبريالية المتوحشة التي تدار بواسطة الكذب والتضليل والهيمنة الفضفاضة. والمصيبة أن الغرب وهو يقوم بكل هذه الحماقات ضد روسيا لا تزال تتدفئ بالغاز الروسي الذي لم تقطعه روسيا وهي قادرة وغير محتاجة لبيعهم الغاز ولكنها دولة ذات سيادة ولديها منظومة من القيم والأخلاقيات ليست لدى الغرب وأمريكا، فروسيا لا ترى الغاز سلاحاً وان كانت تدرك قيمته ودوره وتأثيره في المعادلة الراهنة ولكنها لم تقدم على قطعه مع أنها قادرة وقادرة على تسويقه في أسواق أخرى..
لكن وإذا كنا ندرك مواقف دول الغرب فان ما نجهله هو مواقف بعض الدول العربية والأفريقية والعالمثالثية وهل ستبقى مرتهنة داخل الإسطبل الأمريكي والانجلوساكسوني..؟!
يتبع

قد يعجبك ايضا